بسم الآب والإبن والروح القدس ، إله واحد. أمين.
مقدمـــــة
● ● أمر الرب بتذكارات القديسين ، على الدوام ، إذ قال عن المرأة التى سكبت الطيب على رأسه - لتكفينه - أنه: [ حيثما يُكرز بهذا الإنجيل فى كل العالم ، يُخبر أيضا بما فعلته هذه ، تذكاراً لها ] مت 26: 13.
● إذن ، فالهدف ليس هو إقامة المناحات ، بل لنتذكر أعمالهم الصالحة ، لكى نكرم ذكراهم ، ولكى نتمثل بهم.
● وعن تذكار سيرة القديسين المتنيحين ، بهدف الاقتداء بهم ، مكتوب أيضـا:- [ إذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله ، إنظروا إلى نهاية سيرتهم ، فتمثلوا بإيمانهم ] عب13: 7.
● ● ولأن نهاية سيرة الإنسان ، تعنى وفاته ، لذلك فإن النظر إلى نهاية سيرتهم ، تعنى التأمل فى الكيفية التى انتهت بها حياتهم على الأرض:
● فإن كانت سيرة مجيدة ، مثل الشهداء الذين صبروا إلى النفس الأخير ، ومثل القديسين الذين رأى الناس أرواحهم الطاهرة وهى تنطلق فى حفلة ملائكية إلى السماء ، كان ذلك دليلاً على صحة إيمانهم وطهارة سيرتهم ، فنقتدى بهم.
● وأمّا إن كانت نهايتهم مخزية ، مثل أريوس ، الذى - عندما حاول دخول الكنيسة بقوة الإمبراطور - نزلت أحشاؤه ، ومات فى هذا الوضع المُخزى ، فإن ذلك كان دليلاً على فساد عقيدته وسلوكه ، ودليلاً على رفض الله له .
● لذلك ، يجب أن نبتعد عن أصحاب العقيدة والسيرة الفاسدتين ، مهما كانوا قد نجحوا فى سبى عقول الكثيرين بوسائل الخداع المختلفة ، ومهما حققوا من انتصارات دنيوية ، فالعبرة بالنهاية.
● فإن هذه اللحظة - لحظة خروج الروح - هى الدليل القاطع على صحة (أو فساد) العقيدة والسيرة.
● ● ومن بركات عهد نعمة الخلاص ، أن انفتح أمامنا باب الفردوس ، فأصبح المجاهدون - على الأرض – والمنتصرون - فى السماء - فى شركة جسد المسيح الواحد (كو1: 20 --- 24) . ● كما صار للقديسين سلطان ممتد ما بين السماء والأرض (مت 18: 18).
● كما صار السمائيون يساندون الأرضيين بالتشجيع والتعضيد: [ إذ لنا سحابة من الشهود ، مقدار هذه ، محيطة بنا ، فلنطرح كل ثقل ، والخطية المحيطة بنا ، بسهولة ] عب12: 1.
● ولذلك ، فإننا نصلى دائماً ، لكى ينعم الرب علينا ، بأن ينتدب أرواح القديسين لتعضيدنا: [ وبروح منتدبة (بالقبطى: رئاسية) إعضدنى ] مز50: 12.
((( ملحوظة 1 : كلمة (منتدبة) ، أو (رئاسية) ، هى - فى القبطى - هيغيمون ، وهى نفسها ، المترجمة: (مرشديكم) ، فى الآية: عب13: 7 . ● أى أن الآيتين تعبران عن معنى واحد ، وهو تعضيد أرواح القديسين لنا ، وهم الذين يصفهم الإنجيل فى (عب12: 1) ، بأنهم سحابة من الشهود المحيطين بنا لتشجيعنا وتعضيدنا ، لكى ننتصر على الخطية. ● فإن آيات الكتاب المقدس كلها تتحدث عن موضوع واحد ، هو خلاصنا الأبدى ))).
● وإننا نطلب بركة الآباء الحاليين والمنتقلين بدون تفرقة لأن الله إله أحياء : - [ فدعا إسحق يعقوب وباركه .. الله يباركك .. ويعطيك بركة إبراهيم ] تك 28 : 1-4 . ● وهى بركة مستمدة من الله :- [ باركناكم بإسم الرب ] مز 129 :8 .
● وبذلك نصبح أبناء البركة ، وليس مثل عيسو المستبيح (عب 12 : 16 و 17 ) ، ولا مثل الذى :- [ لم يـُسرّ بالبركة ، فتباعدت عنه ] مز 109 : 17 .
● وفى هذا البحث ، سنحاول الربط - عبر العصور - بين هذه المظاهر المعجزية ، لتلك اللحظات المجيدة - لحظات خروج الروح - بهدف أن تكتمل وتتضح الصورة أمامنا ، لكى تكون مثالاً لنا ، لكى نتمسك بالسلوك بحسب سيرة وإيمان القديسين ، لكى نصل إلى الفرح والمجد الذى وصلوا إليه.
● الرب يعيننا كما أعانهم . آمين.
الباب الأول
معجزات العزاء
(1) شفتى أد آيه أنا فرحانة ، فما تزعليش .
● هذه الوقــائع سمعتها من أمنا القديسة الراهبة إيرينى، رئيسة ديــــر أبو سيفين، فى جلسة كانت تدور حول التعزية الإلهية.
● فقالت أن راهبة صغيرة السن كانت متعلقة جداً براهبة قديسة كبيرة السن (لم تذكر أمنا إيرينى أسماء الراهبتين، ولكنى شعرت بأنها هى نفسها كانت الراهبة الصغيرة، فى بدء رهبنتها) ، وأن الراهبة الصغيرة مرت - ذات مرة - على قلاية الراهبة الكبيرة، فوجدت الباب مفتوحاً وموارباً ، على خلاف إسلوبها الدائم ، فإندهشت ، ثم طرقت الباب وإنتظرت ، فلم يكن جواب . ثم نظرت للداخل، فرأت الأم الكبيرة ساجدة تصلى وأمامها كتاب الإبصلمودية (التسبحة) ، فإنتظرت كثيراً، ثم إكتشفت أنها تنيحت وهى ساجدة تصلى هكذا. ● فتأثرت جداً، وظلت تبكى بشدة ، بدون إنقطاع ، ولم يمكن تعزيتها أبداً ، إذ كانت متعلقة بها جداً.
● وفى يوم - وهى فى قلايتها - فوجئت بملاك بملابس بيضاء ، يقف أمامها ويقول لها : إنتى زعلانه ليه على أمنا (فلانه)؟ ربنا بعتنى علشان آخدِك تشوفيها فرحانه أد آيه، علشان تتعزى. ● ثم إنطلق بها بسرعة كبيرة جداً إلى السماء، فرأت مكاناً جميلاً واسعاً، مملوءاً بالخضرة ، ومملوءاً بالقديسين ، رهبان وراهبات ، ولكل قديس مكان جميل مثل أرشات الكنيسة .
● وهناك رأت الأم الراهبة الكبيرة، وهى فى غاية الفرح، فقالت لها: (شفتى أد آيه أنا فرحانه، فما تزعليش).
● وكان المكان منيراً بنور جميل جداً، فسألتها عنه، فقالت إنه نور المسيح ، وهو اللى منور المكان كله . فطلبت أن تقترب إليه ، فرفضت الأم الراهبة الكبيرة ، قائلة : ( لا، إنتى فى الجسد، وما تقدريش تقتربى منه، لاهوته يحرقك)، فقالت لها : (ما أنا زيك أهوه)، فكررت الأم الكبيرة رفضها قائلة : (لا، إنتى فى الجسد ، لأنك جيتى فى الجسد ، لكن أنا روح بس) ، فبكت الراهبة الصغيرة، بشدة ، مشتاقة أن تقترب إلى الرب يسوع وتراه عن قرب . ● فحينئذ أشار الرب يسوع إلى الملاك - الذى أحضرها - لكى يأتى بها إليه ، فلما إقتربت منه شعرت بفرح عظيم جداً ، فسجدت لـه فى فرح لا يمكن وصفه ، وظلت هكذا ولم تريد أن تقوم أبداً . فطلب الملاك منها أن تقوم لأن الرب أمره بذلك ، ثم أعادها .
● ففوجئت بنفسها ترتطم بشدة على سريرها فى قلايتها . وسمعت فوراً أصوات الراهبات ينادين عليها ويقرعن الباب بشدة ، فأسرعت وفتحت ، فوجدت راهبات كثيرات منزعجات عليها ويعتقدن أنها تنيحت ، لأنهن يطرقن الباب منذ فترة طويلة . ● ولكن بمجرد أن نظرن إلى وجهها، أصابهن خوف وفزع شديد ، وقلن لها أن وجهها يتقد مثل النار الشديدة الإحمرار . فبحثن عن مرآة ، فوجدن فى مكتبة البيع - لأن الراهبات لا يستعملنها - فوجدت وجهها أحمر مثل النار، بسبب رؤيتها - وهى فى الجسد - لمجد لاهوت الرب (مثلما حدث لموسى النبى على الجبل).
● وقد تم منع الزيارة للراهبة الصغيرة ، حتى من أهلها ، لعدة أسابيع ، حتى عاد وجهها لحالته .
● وكانت لهذه الرؤية تأثير عظيم فى تحويل الحزن إلى فرح يفوق العقل.
مقدمـــــة
● ● أمر الرب بتذكارات القديسين ، على الدوام ، إذ قال عن المرأة التى سكبت الطيب على رأسه - لتكفينه - أنه: [ حيثما يُكرز بهذا الإنجيل فى كل العالم ، يُخبر أيضا بما فعلته هذه ، تذكاراً لها ] مت 26: 13.
● إذن ، فالهدف ليس هو إقامة المناحات ، بل لنتذكر أعمالهم الصالحة ، لكى نكرم ذكراهم ، ولكى نتمثل بهم.
● وعن تذكار سيرة القديسين المتنيحين ، بهدف الاقتداء بهم ، مكتوب أيضـا:- [ إذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله ، إنظروا إلى نهاية سيرتهم ، فتمثلوا بإيمانهم ] عب13: 7.
● ● ولأن نهاية سيرة الإنسان ، تعنى وفاته ، لذلك فإن النظر إلى نهاية سيرتهم ، تعنى التأمل فى الكيفية التى انتهت بها حياتهم على الأرض:
● فإن كانت سيرة مجيدة ، مثل الشهداء الذين صبروا إلى النفس الأخير ، ومثل القديسين الذين رأى الناس أرواحهم الطاهرة وهى تنطلق فى حفلة ملائكية إلى السماء ، كان ذلك دليلاً على صحة إيمانهم وطهارة سيرتهم ، فنقتدى بهم.
● وأمّا إن كانت نهايتهم مخزية ، مثل أريوس ، الذى - عندما حاول دخول الكنيسة بقوة الإمبراطور - نزلت أحشاؤه ، ومات فى هذا الوضع المُخزى ، فإن ذلك كان دليلاً على فساد عقيدته وسلوكه ، ودليلاً على رفض الله له .
● لذلك ، يجب أن نبتعد عن أصحاب العقيدة والسيرة الفاسدتين ، مهما كانوا قد نجحوا فى سبى عقول الكثيرين بوسائل الخداع المختلفة ، ومهما حققوا من انتصارات دنيوية ، فالعبرة بالنهاية.
● فإن هذه اللحظة - لحظة خروج الروح - هى الدليل القاطع على صحة (أو فساد) العقيدة والسيرة.
● ● ومن بركات عهد نعمة الخلاص ، أن انفتح أمامنا باب الفردوس ، فأصبح المجاهدون - على الأرض – والمنتصرون - فى السماء - فى شركة جسد المسيح الواحد (كو1: 20 --- 24) . ● كما صار للقديسين سلطان ممتد ما بين السماء والأرض (مت 18: 18).
● كما صار السمائيون يساندون الأرضيين بالتشجيع والتعضيد: [ إذ لنا سحابة من الشهود ، مقدار هذه ، محيطة بنا ، فلنطرح كل ثقل ، والخطية المحيطة بنا ، بسهولة ] عب12: 1.
● ولذلك ، فإننا نصلى دائماً ، لكى ينعم الرب علينا ، بأن ينتدب أرواح القديسين لتعضيدنا: [ وبروح منتدبة (بالقبطى: رئاسية) إعضدنى ] مز50: 12.
((( ملحوظة 1 : كلمة (منتدبة) ، أو (رئاسية) ، هى - فى القبطى - هيغيمون ، وهى نفسها ، المترجمة: (مرشديكم) ، فى الآية: عب13: 7 . ● أى أن الآيتين تعبران عن معنى واحد ، وهو تعضيد أرواح القديسين لنا ، وهم الذين يصفهم الإنجيل فى (عب12: 1) ، بأنهم سحابة من الشهود المحيطين بنا لتشجيعنا وتعضيدنا ، لكى ننتصر على الخطية. ● فإن آيات الكتاب المقدس كلها تتحدث عن موضوع واحد ، هو خلاصنا الأبدى ))).
● وإننا نطلب بركة الآباء الحاليين والمنتقلين بدون تفرقة لأن الله إله أحياء : - [ فدعا إسحق يعقوب وباركه .. الله يباركك .. ويعطيك بركة إبراهيم ] تك 28 : 1-4 . ● وهى بركة مستمدة من الله :- [ باركناكم بإسم الرب ] مز 129 :8 .
● وبذلك نصبح أبناء البركة ، وليس مثل عيسو المستبيح (عب 12 : 16 و 17 ) ، ولا مثل الذى :- [ لم يـُسرّ بالبركة ، فتباعدت عنه ] مز 109 : 17 .
● وفى هذا البحث ، سنحاول الربط - عبر العصور - بين هذه المظاهر المعجزية ، لتلك اللحظات المجيدة - لحظات خروج الروح - بهدف أن تكتمل وتتضح الصورة أمامنا ، لكى تكون مثالاً لنا ، لكى نتمسك بالسلوك بحسب سيرة وإيمان القديسين ، لكى نصل إلى الفرح والمجد الذى وصلوا إليه.
● الرب يعيننا كما أعانهم . آمين.
الباب الأول
معجزات العزاء
(1) شفتى أد آيه أنا فرحانة ، فما تزعليش .
● هذه الوقــائع سمعتها من أمنا القديسة الراهبة إيرينى، رئيسة ديــــر أبو سيفين، فى جلسة كانت تدور حول التعزية الإلهية.
● فقالت أن راهبة صغيرة السن كانت متعلقة جداً براهبة قديسة كبيرة السن (لم تذكر أمنا إيرينى أسماء الراهبتين، ولكنى شعرت بأنها هى نفسها كانت الراهبة الصغيرة، فى بدء رهبنتها) ، وأن الراهبة الصغيرة مرت - ذات مرة - على قلاية الراهبة الكبيرة، فوجدت الباب مفتوحاً وموارباً ، على خلاف إسلوبها الدائم ، فإندهشت ، ثم طرقت الباب وإنتظرت ، فلم يكن جواب . ثم نظرت للداخل، فرأت الأم الكبيرة ساجدة تصلى وأمامها كتاب الإبصلمودية (التسبحة) ، فإنتظرت كثيراً، ثم إكتشفت أنها تنيحت وهى ساجدة تصلى هكذا. ● فتأثرت جداً، وظلت تبكى بشدة ، بدون إنقطاع ، ولم يمكن تعزيتها أبداً ، إذ كانت متعلقة بها جداً.
● وفى يوم - وهى فى قلايتها - فوجئت بملاك بملابس بيضاء ، يقف أمامها ويقول لها : إنتى زعلانه ليه على أمنا (فلانه)؟ ربنا بعتنى علشان آخدِك تشوفيها فرحانه أد آيه، علشان تتعزى. ● ثم إنطلق بها بسرعة كبيرة جداً إلى السماء، فرأت مكاناً جميلاً واسعاً، مملوءاً بالخضرة ، ومملوءاً بالقديسين ، رهبان وراهبات ، ولكل قديس مكان جميل مثل أرشات الكنيسة .
● وهناك رأت الأم الراهبة الكبيرة، وهى فى غاية الفرح، فقالت لها: (شفتى أد آيه أنا فرحانه، فما تزعليش).
● وكان المكان منيراً بنور جميل جداً، فسألتها عنه، فقالت إنه نور المسيح ، وهو اللى منور المكان كله . فطلبت أن تقترب إليه ، فرفضت الأم الراهبة الكبيرة ، قائلة : ( لا، إنتى فى الجسد، وما تقدريش تقتربى منه، لاهوته يحرقك)، فقالت لها : (ما أنا زيك أهوه)، فكررت الأم الكبيرة رفضها قائلة : (لا، إنتى فى الجسد ، لأنك جيتى فى الجسد ، لكن أنا روح بس) ، فبكت الراهبة الصغيرة، بشدة ، مشتاقة أن تقترب إلى الرب يسوع وتراه عن قرب . ● فحينئذ أشار الرب يسوع إلى الملاك - الذى أحضرها - لكى يأتى بها إليه ، فلما إقتربت منه شعرت بفرح عظيم جداً ، فسجدت لـه فى فرح لا يمكن وصفه ، وظلت هكذا ولم تريد أن تقوم أبداً . فطلب الملاك منها أن تقوم لأن الرب أمره بذلك ، ثم أعادها .
● ففوجئت بنفسها ترتطم بشدة على سريرها فى قلايتها . وسمعت فوراً أصوات الراهبات ينادين عليها ويقرعن الباب بشدة ، فأسرعت وفتحت ، فوجدت راهبات كثيرات منزعجات عليها ويعتقدن أنها تنيحت ، لأنهن يطرقن الباب منذ فترة طويلة . ● ولكن بمجرد أن نظرن إلى وجهها، أصابهن خوف وفزع شديد ، وقلن لها أن وجهها يتقد مثل النار الشديدة الإحمرار . فبحثن عن مرآة ، فوجدن فى مكتبة البيع - لأن الراهبات لا يستعملنها - فوجدت وجهها أحمر مثل النار، بسبب رؤيتها - وهى فى الجسد - لمجد لاهوت الرب (مثلما حدث لموسى النبى على الجبل).
● وقد تم منع الزيارة للراهبة الصغيرة ، حتى من أهلها ، لعدة أسابيع ، حتى عاد وجهها لحالته .
● وكانت لهذه الرؤية تأثير عظيم فى تحويل الحزن إلى فرح يفوق العقل.
(2) أوعى تزعلى وتبكى ، دا إحنا فرحانين (معجزات معاصرة جـ6 ص53 + تاماف إيرينى ص 49)
● كانت تاماف إيرينى - رئيسه دير أبو سيفين - فى طفولتها ، متعلقة بمحبة قريبة لها ، أكبر منها ، هى خالتها مفيدة، وكانت مفيدة تشتهى الرهبنة من كل قلبها، ولكن أمها صممت على تزويجها. فظلت مفيدة تبكى أمام صورة للسيدة العذراء، لكى تمنع هذا الزواج. ● فتجسمت السيدة العذراء من الصورة وقالت لمفيدة : (قولى لأمك ، إن ما كنتوش ترضوا لى أروح الدير، العذراء هاتأخدنى عروسة لرب المجد يسوع المسيح ) . ● ولكن أم مفيدة لم تصدق هذا الكلام وإستمرت فى التجهيز للزفاف . ● وقبل الزفاف بيومين ، فوجئوا بتفيدة قد تنيحت . ● فكانت الصدمة كبيرة على حبيبتها الصغيرة (أمنا إيرينى) فظلت تبكى بكاءً شديداً بدون إنقطاع . ● فرأت - فى رؤيا - بنات كثيرات منيرات ببهاء جميل جداً ، ولابسات أبيض ، وصلبان وتيجان ألماظ ، ومعهن خالتها مفيدة ، ففرحت جداً ، وقالت لها : إنتى مش مـُتِ، أمال إزاى أنا شايفاكى؟ فقالت مفيدة : ربنا سمح إنك تشوفينا علشان تتعزى ولا تبكى تانى ، ودول عذارى عاشوا بطهارة وجاهدوا . ● فقالت البنت : طب خدونى معاكم ، فقالت مفيدة : إنتى ها تكبرى وتترهبنى وتبقى رئيسة دير وليكى بنات كتير، وبعدين ها تيجى معانا... وإحنا دلوقتى رايحين نحضر الاحتفال بعيد إستشهاد القديسة دميانة . وأوعى تزعلى وتبكى تانى ، دا إحنا فرحانين جداً، والفردوس جميل خالص ، واللى مجمله هو رب المجد يسوع . ● وقد أخبرت عائلتها بهذه الرؤية، فبحثوا ووجدوا أن اليوم كان فعلاً عيد إستشهاد القديسة دميانة ، فتعزى الجميع.
● ● وعن تاماف إيرينى أيضاً : بخصوص نياحة والدتها ، فقد أصيبت والدتها - أثناء طفولة تاماف - بمرض شديد فى الأمعاء ولم يمكن علاجه ، وقاربت على الوفاة، ثم عملت معها السيدة العذراء معجزة وعاشت إلى بعد رهبنة تاماف، ثم تنيحت . وكانت شقيقاتها صغيرات ، إحداهن ظلت تبكى بكاءً مراً مستمراً ، فظهرت لها والدتها وأعطتها ماءً مصلياً ، فشربته ، وقامت من النوم فرحة متهللة ولم تعد تبكى . كما ظهرت لشقيقة أخرى كانت مريضة ، وظلت بجوارها طول الليل تصلى لها وتعتنى بها وتغطيها .
● كما جاء ملاك إلى تاماف إيرينى، وأخذها إلى السماء، ورأت ما لا يمكن وصفه من روعة وجمال فى الفردوس ، خُضرة وزهور جميلة جداً ونور جميل يملاً القلب فرحاً . ورأت والدتها وقالت لها أن الرب معهم، وأنهم يتمتعون بالعشرة معه وهو مالئ الفردوس.
(3)السيدة العذراء تريها أمها فى الفردوس(معجزات البابا جـ15 ص56)
● الفتاة : عزيزة كامل دوس ، كانت صغيرة عندما توفيت والدتها ، فقلقت جداً على مصيرها ، وكانت أسئلة كثيرة تهاجم عقلها وتتعبها جداً . وكان أخوها يعترف عند أبونا مينا المتوحد (البابا كيرلس) ، فأخبره بحال أخته ، فوعده بأن يصلى من أجلها. ● بعد ذلك رأت الفتاة - فى حلم - السيدة العذراء، وأخذتها من يدها وصعدت بها للسماء ، وأرتها والدتها ، ففرحت الفتاة وأمها معاً ، وعرَّفتها بإنها - هنا - فرحانة جداً، فإمتلأ قلب الإبنة بالفرح ، ثم طافت السيدة العذراء بها فى الفردوس ، وأعطتها إجابات عن كل الأسئلة التى كانت تقلقها . ثم أعطتها السيدة العذراء صليباً خشبياً ، كتذكار عزاء لها. ثم أعادتها ، فشعرت أنها إرتطمت بالسرير . ● وفى الصباح كانت ممتلئة فرحاً، وأخبرت أخاها بما رأته . فذهب إلى أبونا مينا (البابا كيرلس) وأخبره . فسأله سؤالاً عجيباً : (ألم تعطى السيدة العذراء لشقيقتك صليباً من خشب ؟ ) ، فلم يعرف الإجابة لأن اخته لم تذكر ذلك . فعاد إليها وسألها ، ففوجئا بذلك ، وعرفا أنه لم يكن حلماً عادياً ، بل كان إختطافاً حقيقياً إلى الفردوس .
(4) السيدة العذراء تريه أخته فى الفردوس (معجزات معاصرة جـ3 ص60)
● المتنيح القمص سمعان أرمانيوس (1920 – 2000م)، فى طفولته ، توفيت شقيقته الحبيبة إليه جداً ، فظل الطفل يبكى بإستمرار ، طالباً أن يلحق بها. ● فظهرت لـه السيدة العذراء - فى رؤيا - وأخذته ليرى الفرح العظيم الذى تعيش فيه شقيقته ، لكى يتعزى ولا يبكى ، فرأى أخته فى حديقة جميلة وواسعة جداً ، وهى فى قمة الفرح والسرور ، ثم طلبت منه السيدة العذراء أن يكف عن البكاء ، بعد الذى رآه ، وبدلاً من البكاء ، يجتهد لكى يأتى لنفس المكان الجميل الذى أخته فيه . ● وقد كان لهذه الرؤية تأثير عميق جداً، إستمر معه طوال عمره ، فظل مشتاقاًُ للعودة لهذا المكان المفرح الذى ليس له مثيل .
(5) خلاص، مافيش حزن (أم الغلابة ص14)
● سيدة بسيطة مملوءة بنعمة المسيح، هى أم عبد السيد ، مات لها أربعة أبناء ، الواحد وراء الأخر . وفى الرابع ، كانت الجنازة ثقيلة جداً ، ولكن قلبها كان متمسكاً بالإيمان .
● وأثناء ما كانت جالسة إلى جواره بمفردها والباب والنافذة مغلقان ، فوجئت بحمامة تخترق الجدران ، وتحوم حول الجثمان ، ثم تستقر على رأس أم عبد السيد، وتكرر ذلك ، حتى زال عنها كل حزن وألم ، إذ فهمت أن الله قد قبل أولادها عنده ، وأنه يدعوها للتعزية . ● فخرجت ، وقالت للمعزين الباكين والنادبات : إبنى راح السما ، خلاص ما فيش حزن ، العريس راح لعروسته ، يبقى ده فرح . ● ثم أحضرت بسكوتاً وشرباتاً ، ووزعت على المعزين ، فإن أولادها إنتقلوا للفرح ، والذى يحبهم يفرح معهم .
● ● وقد إستقر هذا الإيمان راسخاً فيها إلى آخر أيامها على الأرض. ● فقد أعلن الرب لها عن موعد إنتقالها، فأخبرت أهلها بكل بساطة ، وأعدت كفنها ووضعته فى دولاب الملابس !
● وعن ذلك تقول زوجة إبنها : قبل نياحتها بوقت بسيط ، دخلت علينا مع أب كاهن من شبراً وقالت : أنا خلاص ها أنتقل ، أنا جاتلى رسالة . فقلت لها : هو إنتى ها تموتى قبل ما تفرحى بمجدى (حفيدها) ، طيب إستنى لما تجوزى مجدى . فقالت : يا بنتى ما فيش موت ، ده إنتقال ، وأنا ها أنتقل قبل فرح مجدى ، وها أحس بيكم فى السما ، لإنه انتقال مش موت . ● وقد تنيحت - فعلاً - فى الميعاد الذى أخبرها الرب به وأعلنته للناس .
(6) إبنك معى ، فرحان ويريدك أن تخلعى السواد (معجزات معاصرة جـ6 ص15) ● أثناء غربتهم فى أستراليا ، توفى إبنها الشاب (25 سنة) فحزنت حزناً صعباً ، وفشلت معها كل التعزيات ، وإبتدأت تشعر بالإنهيار يحطمها ، فصرخت للسيدة العذراء لكى تبرد نار قلبها .
● غلبها النعاس، فرأت السيدة العذراء بشكل جميل جداً ، وهى ممسكة - بحنان - بيد إبن هذه السيدة ، وكان الشاب فى غاية الفرح ، فقالت لها السيدة العذراء : ( إبنك معى ، متهلل وفرحان ، ويريدك أن تخلعى الثوب الإسود ) . فنظرت الأم - فى الرؤيا - لثوبها الأسود، فخجلت من منظرها بهذا السواد ، وسط هذا الفرح العظيم .
● إستيقظت الأم ، وفوراً ألقت عنها الثوب الأسود ، وتبدل حزنها إلى فرح وسعادة غامرة.
(7) بتحب أبوك أكثر منى! (بابا صادق ص11)
● صادق روفائيل (روض الفرج) ، نشأ فى عائلة صوم وصلاة ، وكان متعلقاً جداً بوالديه ، فهو وحيدهما ، فإذا مرض أحدهما ظل صائماً باكياً مصلياً حتى ينعم الرب بالشفاء .
● كان أبوه قوى الإيمان ، لا يمنعه شئ عن الصلاة ، حتى عندما أصيب بالسرطان. ● وقد ظل صادق يبكى ويصلى من كل قلبه لكى الله يشفى أباه ، ولكن المرض طال ، فكان يعاتب الله بمرارة.
● ولكن : [ما أبعد أحكامه عن الفحص] رو11 : 33 ، فقد توفى الأب الحنون ، فأصابت صادق صدمة شديدة وحزن ثقيل جداً . وصمم على أن يصنع الله معجزة ويقيم أباه من الموت . فكان - فى براءة الشاب الصغير - يريد أن يفرض إراداته على الله ، فيجعل الله يفعل ما يراه هو صحيحاً.
((( ملحوظة 2 : ● كان للأنبا أنطونيوس دالة عظيمة عند الله، فكان الله يجيبه عن أسئلته . وذات مرة سأله عن الأمور الغريبة ، مثل وفاة إنسان قبل إكمال رسالته ، بينما يبقى العجائز لسن مرذول ، فجاءه صوت يقول ما معناه : هذه حكمة إلهية أعلى من إدراكك ، شوف شغلك إنت فقط (أقوال الأباء ص 39) . ● وعن ذلك أيضا قال القديس أثناسيوس الرسولى : يستحيل علينا معرفة كل أحكام الله ، لأننا بشر ولسنا آلهة (البستان ص229) ))).
● لم يغضب الله على الشاب الصغير، بل تحنن عليه ، وجاء إليه - بنفسه - يواسيه ويطمأنه . ● فبينما كان صادق يسير - فى وقت مبكر فى شارع خال من المارة ، وهو يحاجج الله لكى يعيد لـه أباه الحبيب - سمع صوتاً حنوناً يناديه : (صادق ... صادق ... زى ما إنت عايز أبوك ، أنا عايزه ) . فتلفت صادق ، فلم يجد أحداً ، فعرف أن الله يدعوه للهدوء ، فهدأ . ● ولكن بعد فترة عاد لثورته على الله . ولكن الله الحنون يميز بين القلب المتألم والقلب المتمرد ، لذلك فإنه جاء إليه مرة ثانية ، فسمع نفس الصوت الودود يناديه : (صادق.. صادق.. بتحب أبوك أكثر منى ؟ )، وتكرر هذا النداء الحنون ، لثلاث مرات . ● فإذا بصوت الرب يطفئ لهيب النار - نار الحزن المشتعلة فى قلب صادق - ويملأه سلاماً وبرودة ، فتحول من الكآبة إلى الفرح .
● لقد حدثت معجزة حقيقية داخل قلب صادق ، فتحول لينبوع يفيض بالحب الإلهى ، حتى أنه كرس حياته له ، ووصل لدرجة عالية من القداسة وأنعم الله عليه بالإستعلانات السمائية فرأى السيدة العذراء فى رؤيا جميلة جداً ورأى الكثيرين من القديسين والملائكة ، وعمل الله المعجزات على يديه ، وقاد الكثيرين لحياة التوبة.
(8) شفت الواد عامل فى نفسه آيه (معجزات البابا جـ11 ص10)
● توفى عمه أثناء مرافقته لـه فى السفر ، فتعرض لظروف صعبة ، وإمتلأ عقله بالظنون ، فساءت حالته إلى درجة أنه أصيب بشلل نصفى . ● وكانت رحلة العلاج مؤلمة جداً ، ولم يتوقع الأطباء الشفاء فى مدة قريبة . ● أثناء ذلك زاره أحد الأحباء وأهداه كتاباً للبابا كيرلس، فأمسك الكتاب - بعدما إنهارت نفسيته تماماً - وخاطب البابا قائلاً : أنا تعبت خلاص .. يا إما تقومنى ، يا إما تبعتلى الكرسى اللى أتحرك به ) . ● وقبل أن يستغرق فى النوم ، رأى البابا كيرلس ومعه عمه - الذى كان مشغولاً عليه - واقفاً بباب الغرفة المغلق ، فقال عمه للبابا :" شفت الواد عامل فى نفسه آيه " ... ● ثم إستغرق فى النوم . ● وفى الليلة التالية ، وهو مستيقظ ، جاءه البابا وإقترب منه ، وضربه بالصليب على جانبه المشلول ، وقال له : بكره ها تقوم تمشى ، وكرر ذلك ثلاث مرات . ● وفى الليلة الثالثة - فى الرابعة صباحاً - إستيقظ وإشتم رائحة بخور زكية ، وفى نفس اللحظة إستيقظت والدته ، وسألته إن كان يحتاج شيئاً ، فطلب كوب ماء. وكانت رائحة البخور مستمرة ، فكان مندهشاً ، وعندما قدمت لـه كوب الماء ، مد يده المشلولة - بدون إنتباه - وأخذ الكوب ، فصرخت أمه من الفرح . فإنتبه لما حدث ، وقام ناهضاً ، وجرى إلى كل من فى البيت، يمجد الله الذى أنعم لـه بالشفاء ، ببركة البابا كيرلس .
● وقد أدت هذه الأحداث إلى تغيير حياته الروحية إلى الأفضل جداً. (ملحوظة 3 : كان يمكن عمل المعجزة من أول مرة ، ولكن الله يتبع إسلوب التكرار شيئاً فشيئاً ، من أجل إزالة الشكوك فى أنه – من خلال قديسيه – هو الذى عمل هذا الشفاء ، وليس مصادفة )
(9) إبنك فى مجد ، ليه تحزنى عليه (معجزات معاصرة ج6ص75)
● سيدة ترملت فى شبابها وليس لها إلا طفل وحيد ، أفنت عمرها فى تربيته ، حتى تخرج مهندساً ، فأسرعت تخطب لــــه ، لتفرح بعد طول المعانــاة . ● ولكن أفراح هذا العالم تضيع فى لحظة . فقد حدثت حادثة كبيرة ، توفى فيها . ● فكانت صدمتها عنيفة ، فظلت تبكى ، وكانت تتشفع بالسيدة العذراء وتقول لها : يا ست يا عدرا ، أنتى أم حنونة ومجربة ... عزينى إنتى . ● فظهرت لها السيدة العذراء، منيرة وبملابس سماوية بها صلبان ذهبية ، وبصوت رقيق - لـه رنين جميل - قالت لها : (إبنك فى مجد عظيم ، ليه تحزنى عليه؟ روحى لأمنا -فلانه- فى الدير ، وخليها تحكى ليكى حكاية أبو طاقية وجلابية ، علشان تعرفى أد آيه السماء حلوه ، وكلها فرح وسلام وتسابيح ، ونتمتع فيها برب المجد بدون إفتراق ) .
● فذهبت للأم الراهبة ، وسألتها عن حكاية أبو طاقية وجلابية ، فإذا بها قصة حقيقية حدثت فى قنا (إنظر باب : إعادة الروح)
● فعندما سمعت الأرملة هذه القصة ، تأكدت من الرؤية التى رأتها ، وإمتلأت تعزية ، وطلبت من الست العذراء أن تساعدها لكى تنفذ وصية المسيح - التى أرسلها مع أبو طاقية وجلابية - بعمل الخير، كل أيام غربتها .
(10) أبوكى فى الفردوس (معجزات البابا جـ30 ص69)
● كان أبوها مريضاً ، فكانت تصلى بلجاجة متشفعة بالبابا كيرلس . وفى إحدى الليالى - وهى بين اليقظة والنوم - رأت البابا كيرلس يصلى فى الهيكل ، وإلتفت إليها بحركة مواساة من رأسه ، وكأنه يقول لها : (هذه إرادة الله ) ، فإستيقظت مضطربة . ● ثم بعد ربع ساعة ، جاءها خبر وفاة والدها . ● فحزنت جداً ، وثارت على البابا كيرلس ، وقررت أن تخاصمه ، وقررت ألاَّ تصلى ، وكفرت بالمعجزات. ● بعد فترة ، رأت كنيسة عظيمة تمتد من الأرض للسماء ، وبها سلم عظيم جداً ، وإذا بالبابا كيرلس يهبط عليه ، وهو يرتدى ملابس رائعة ، وعلى رأسه إكليل ، وممسكاً بالصليب وعصا الرعاية ، ثم قال لها: ( أبوكى فى الفردوس . أما إنتى ، فمش عاوز أسمع منك تانى إنك مخاصمة البابا كيرلس) ، ثم خبطها بالصليب ، فإستيقظت ، وإذا الحزن قد زال، وإمتلأ قلبها طمأنينة وإيماناً وثقة .
(11) ما تخافيش، منير عندى، ما تحزنيش عليه (البابا والقيادة ص27) ● أرسل منير توفيق سليمان إلى قريبه : القس رافائيل آفامينا ، يطلب منه الصلاة لأجله لأن المرض إشتد عليه . ومرت عدة أسابيع بدون أن يتمكن أبونا روفائيل من الإتصال به . ● وفى أحد الأيام – فى الرابعة صباحا – وقف يطلب الإرشاد وشفاعة البابا كيرلس، ثم سافر إلى قريبه ، فلما وصل ، فوجئ بأن منير قد إنتقل منذ ستة عشر يوماً - وهو فى سن الشباب - فبكى أبونا روفائيل، ولكن والدة منير قالت لأبونا إنها حصلت اليوم على تعزية عظيمة جداً، فقد إستيقظت حوالى الساعة الرابعة صباحاً (نفس وقت صلاة أبونا) على رؤية جميلة جداً . فقد حضر إليها البابا كيرلس ، وهو يحتضن إبنها منير، وقال لها: (لا تخافى، منير عندى، فلا تحزنى من أجله). فإمتلأت الأم فرحاً وشكرت الله.
(12) الأمجاد السماوية اللى عايزها .. وصلتلها (معجزات البابا ج6 ص47) ● كان الراهب - تلميذ البابا كيرلس - فى دير مارمينا، ولم يعلم بنياحة البابا، فجاء شخص يصرخ بشدة على باب قلايته قائلاً : أبوك مات .. أبوك مات ، ففتح الباب منزعجاً ، ففاجأه بخبر وفاة البابا ، مما جعل الصدمة كالصاعقة ، إلى درجة أنه دخل قلايته وأغلق الباب على نفسه ، وظل يبكى كالطفل ، لمدة ثلاث أيام متواصلة . ● فجاء البابا كيرلس إليه ، فى رؤيا رائعة ، ووجهه يضئ كالشمس ، وعلى رأسه تاج عظيم ، وبيده صليب يلمع كالبرق ، وملابسه بيضاء كالثلج ، وقال له : (يا حبيبى، لا تخاف ولا تحزن ، لأنى عند ربى يسوع المسيح ، الذى كافأنى... الأمجاد السماوية اللى كنت عايزها من زمان ، الآن أنا وصلت إليها ).
● فإمتلأ الراهب بالفرح والتهليل.
(13) الشهيدة تعزى مربيتها (سيرة القديسة ص72)
● كان لمربية الشهيدة مارينا ، دور عظيم فى حياتها ، وهى التى قادتها للإيمان برب المجد . ● ولكنها لم تكن حاضرة فى وقت إستشهاد القديسة ، ولم ترى الأمجاد التى حدثت . ● فأسرع الشيطان - قبل وصول الأخبار المفرحة - ليزعج المربية القديسة ، ويثير فيها المخاوف على ما حدث للقديسة مارينا ، فسلكت المربية مسلك القديسين ، إذ لم تترك نفسها فريسة لـه ، بل أسرعت إلى القديس تاوفيموس وأخبرته . ● وفيما هما يتحدثان ، ظهرت لهما الشهيدة مارينا ، وأعطتهما السلام ، وكانت ترتدى ملابس بيضاء جميلة مرصعة بصلبان ذهب ، وقالت لمربيتها : (مباركة هى الساعة التى عرفتك فيها ، لأن صلواتك الطاهرة كانت هى السبب فى خلاص نفسى من عبودية الشيطان ، حتى أنعم الله على بأن يكمل لى كل ما طلبته ، فأصبحت روحى فى الفردوس ، وحفظ جسدى ليكون لمعونة من يسأله ) ● ثم باركتهما وودعتهما وإنصرفت ، ففرحا فرحاً عظيماً .
(14) الشهيد يظهر لوالدته، لابساً إكليلاً رائعا (سيره الشهيد مار بقطر ص48)
● بعد إستشهاد القديس بقطر إبن رومانوس ، ظهر لوالدته ، اثناء وقوفها للصلاة. وكان لابساً إكليلاً رائعاً، وملابس نورانية، فإمتلأت فرحاً، ومجدت الرب يسوع الذى أنعم عليها بأن ترى إبنها فى هذا المجد العظيم● وقد تحدث إليها الشهيد، وطمأنها إلى أن الإضطهادات هى بسماح من الله، لأجل التنقية، وأن الله لن يسمح للأمة الشريرة التى ستملك على مصر، بأن يبيدوا الإيمان، لان الله يسلم شعبه لأيديهم من أجل تنقيته من الأعمال الفاسدة والإنحلال الذى يعيشون فيه، لأن الله نور ولا يسمح بإختلاط النور مع الظلمة، ولكن بمجرد أن تتوب البقية، فإن مراحم المسيح ستدركهم وتبعد عنهم الأشرار، فى لمح البصر. ● وقد تعزت الأم بهذه الرؤية تعزية عظيمة.
(15) فى مكان حلو خالص،لم تكن تحلم به (الرحمة باب السماء ص67)
● القديسة الراهبة الأم كيريا مارجرجس (رئيسة الدير) كانت قديسة عظيمة مملوءة بالفضائل ، وتعاين الشهيد مارجرجس . ● قبل نياحتها كانت تردد (أنا خلاص ها أروح) . ● وكانت أمنا إيرينى - رئيسة دير أبو سيفين - قد تتلمذت على يديها منذ بداية رهبنتها، وكانت تحبها حباً شديداً جداً، وتتخذها مثلاً أعلى لها ، وتقول عنها أنها كانت طول النهار تشتغل وطول الليل تصلى . ● فعند نياحة أمنا كيريا ، حزنت أمنا إيرينى حزناً شديداً جداً، وأصابها إرتفاع فى الضغط ، وفشلت الأدوية . ● فطلبت من الرب أن يعزيها . فظهر لها المتنيح البابا كيرلس - فى رؤيا - وصلى لها ، وقال لها: (أمنا كيريا فى مكان حلو خالص، ما كانتش تحلم به، لانها كانت بتعمل رحمة كتير).
● فإستيقظت أمنا إيرينى، وقد زال المرض تماماً، وإمتلأ قلبها فرحاً وتعزيات. ● ثم أقامت قداساً بإسمها ، فرأتها ، وسألتها : هل إنتى مبسوطة ؟ ، فقالت: مبسوطة جداً ، ولم أكن أتوقع هذا المكان الجميل . فسألتها أمنا إيرينى : وأى شئ نفعك ؟ فقالت أمنا كيريا : المحبة والرحمة .
(16) مش هنا أحسن .. يبقى ما تبكيش (الأنبا مكاريوس جـ1 ص63)
● كانت رئيسة دير الراهبات مرتبطة بمحبة شديدة جداً لأبيها الروحى القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا . ● فلما تنيح، تألمت جداً لفراقه ، حتى أنها أصيبت بإرتفاع درجة الحرارة ، وفشلت المضادات الحيوية فى شفائها . ● وكانت تبكى كثيراً وتقول : (يا رب إنت عندك قديسين كتير فى السماء ، كان نفسنا تخلى لنا الأنبا مكاريوس على الأرض ، لأننا بنشوف فيه صورتك ومحبتك ووداعتك ) . ● وكانت تقف للصلاة - برغم الحرارة الشديدة - وهى تناجى الله هكذا ، وفجأة وجدت نفسها فى مكان جميل وواسع جداً ، مملوء بالخضرة ومضئ بنور سماوى جميل ، فإمتلأت فرحاً وأخذت تسبح وتشكر ربنا يسوع المسيح . وإذ بها ترى الأنبا مكاريوس ، مرتدياً ملابس جميلة جداً وصليباً مرصعاً باللآلئ ، وهو يتمشى بهدوء ويسبح ربنا يسوع ، وإقترب إليها وقال : (آيه رايك فى المكان ده يا أمنا )، فقالت: جميل جداً يا سيدنا ، هو ده مكانك ؟ . فأجابها : مكانى أجمل من كده بكتير، بس دى فسحة با أتمشى فيها . فسألته عن كيفية حضورها هنا ، فقال : ربنا يسوع المسيح سمح إنك تيجى هنا علشان تشوفينى وتتعزى وما تزعليش على . ثم قال لها : (آيه رايك، مش هنا أحسن من الأرض ؟ )، فقالت : أحسن كتير يا سيدنا . فقال لها : (يبقى خلاص ما تبكيش علىَّ تانى) .
● وفجأة وجدت نفسها – مرة أخرى – واقفة فى قلايتها حيث كانت تصلى .
● وأثناء هذا الاختطاف الكامل - بالروح والجسد معاً - كانت الأم الراهبة التى تعطيها العلاج ، قد حضرت فى الساعة العاشرة صباحاً ، لتعطيها الدواء فى ميعاده ، فلم تجدها فى قلايتها ، فأحضرت كرسياً وجلست أمام باب القلاية ، وإستمرت حتى الساعة الرابعة - أى بعد ستة ساعات - حينما وجدتها - فجأة - واقفة بالداخل ، فسألتها (كنتى فين يا أمنا ؟ ) ، فقالت : (أنا موجودة)، فلما قالت لها الراهبة أنها تنتظرها منذ ستة ساعات ، تعجبت وقالت إنها كانت فاكرة الفترة عشرة دقائق فقط . ثم إضطرت لأن تقول لها ما حدث.
(17) قداس فى السماء، لتعزيتها (مذكراتى جـ2 ص38)
● طلب البابا كيرلس من رئيسات الأديرة، أن يحضرن للقائه - على غير الميعاد - صباح يوم نياحته 9 مارس 1971، وأثناء المقابلة قال لهن أنه مسافر . فلما ألحت الأمهات الراهبات لمعرفة المكان الذى سيذهب إليه ، قال أنه مسافر لمكان لا يحتاج شنط ولا يمكن لأحد أن يأتيه الآن فيه ، فعلمت أمنا إيرينى أبو سيفين أنه يقصد نياحته ، فبكت وقالت : (خليك معانا يا سيدنا) ، فطيب خاطرها وشجعها. ● ثم قال وصيته: (أنا أوصيت أبونا أثناسيوس السريانى ، أنا أرسلت طلبته فى نصف الليل وقلت لـه : خلى بالك من الراهبات ، دول حافظات سر الملك ، دول البلاط الملكى ، دائما حول الملك يخدمنه ، لذلك يستجيب لطلباتهن . خد بركتهن يا أبونا ). ● ثم قال للأمهات الراهبات : شدوا حيلكم ، ثم إنصرفن . ● وبمجرد عودتهن للأديرة فوجئن بالبطريركية تتصل وتبلغهن بنياحة البابا . ● فكانت الصدمة شديدة ، خصوصاً على أمنا إيرينى ، فإرتفعت حرارتها بشدة ، وإحتار الأطباء معها لمدة شهرين .
● ثم ظهر البابا كيرلس لها - فى رؤيا - ومعه ثلاثة من الإكليروس ، وعزاها بكلام حلو ، ودعاها لحضور القداس الإلهى والتناول من الأسرار الإلهية (إذ يجب التناول فى ظروف الحزن، لمنع الشيطان من إنتهاز الفرصة) فطلبت منه أن تدعو الراهبات لحضور القداس ، فقال لها إنه قداس خاص من أجلها . فحضرت القداس معهم ، وبعد نهايته إستيقظت ، فإذا هى فى كامل الصحة ، كأنها لم يكن بها أى مرض نهائياً .
(18) عزاء، وتحذير من الصراخ (الأنبا مكاريوس جـ1 ص65)
● بعد نياحة القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا، ظهر - فى رؤيا - لسيدة من أحبائه المقربين (وهى معروفة للمطرانية)، وكان بشكل رائع جداً ، جالساً على كرسى كبير، ولابساً تاجاً مثل يوم العيد. ● فسألته: إنت يا سيدنا هاتصلى القداس دلوقتى ؟ فقال : (الصلاة هنا باستمرار لا تتوقف) .
● ثم طلب منها توصيل رسالة لسيدة ، حددها لها ، يحذرها من أضرار صراخها الشديد أثناء الجنازة ، ويطلب منها مداومة الإعتراف والتناول ، لئلا يفترقوا عن بعض (أى يضيع نصيبها فى الملكوت) . ● كما طلب منها أن تذكره أثناء صلاة الترحيم بالقداس ، وأنه هو أيضا سوف يذكرها وسوف يزورها .
● كما طلب منها توصيل رسالة ثانية لأب كاهن معين، بأن يركز عظاته على التوبة والإعتراف والتناول ، لأنهم يعطونا مكانة عظيمة فى السماء.
(19)البابا يعزى شعب كرسيه الرسولى(معجزات البابا جـ1ص87)
● الإسكندرية هى المركز الأصلى لكرسى بابا الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية. ● وفى يوم نياحة البابا كيرلس السادس، وفى كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك بالإسكندرية ، كان القس صموئيل عبده يصلى مجمع القديسين ، عندما الشماس يوسف واصف جرجس أبصر قداسة البابا يدخل من باب الكنيسة ، فهمس فى أذن الأب الكاهن بذلك ، لكى يقوم بما يلزم فى ذلك الموقف.
● ولكن ، عندما بحثوا عنه - ليستقبلوه بما يليق به - لم يجدوه أبداً ، فتعجبوا جداً . ● ولكن بعد ساعتين فقط ، عرفوا السبب ، إذ وصلهم خبر نياحته ، فعرفوا أنه جاء بالروح - وقت صلاة مجمع القديسين -ليعزى ويودع شعب الإسكندرية .
(20) البابا كيرلس يعزى الباكيات (معجزات البابا حـ24ص38)
● ذكر أحد الآباء الكهنة – وهو معروف للدير – أنه رأى فى مزار البابا ، بعض النساء يبكين البابا ، نائحات بشدة ، قائلات : إلى من نذهب بعدك . ● ففتح البابا عينيه المغمضتين - فى الصورة بالمزار -فتحهما بدرجة شديدة أكثر إتساعاً من الطبيعى ، فإنذهلت النساء وتملكتهن دهشة شديدة ، ثم لما إنتبهن إلى أنهن جميعاً رأين نفس هذه المعجزة العجيبة ، تحول حزنهن إلى فرحة عظيمة ، وتهللن ، لأن البابا مازال يسمعهن - بقوة موهبة الروح القدس فيه، والتى لا تنزع منه بالنياحة، بل تزداد - وقمن بعمل تمجيد عظيم للبابا . (((ملحوظة 4 : تمجيد الأبرار القديسين هو رغبة الله: [الذين بررهم .. مجدهم ] رو 8 : 30 ، والذين يمجدهم الله لا يحق لأى أحد أن يرفض تمجيدهم، بل إن الله سيرغم أولئك الرافضين -لتمجيد القديسين - على أن يسجدوا أمام أقدام قديسيه، لأنه يحبهم ويحب الذين يكرمونهم (روء 3 : 9 ، أش 49 : 23.))).
(21) البابا ينظر نظرة قوية، ليطرد الحروب (معجزات البابا حـ10ص20)
● أ/ منير سليمان - إمبابة الجيزة - كانت لـه علاقة محبة قوية بالبابا كيرلس ، فلما سمع بالنياحة تأثر بشدة ، وأسرع للبطريركية، والأفكار تلاحقه وتزعجه ، عن سلطان الموت وما يحدث حينذاك (الشيطان يستغل فرصة ضعف نفسيتنا ، نتيجة أى أزمة ، ويملانا بأفكار تحطمنا ، لذلك يجب كشفها فوراً لمرشدينا الروحيين – مثلما فعلت مربية الشهيدة مارينا - كما يجب على المختبرين أن يحيطوا بالمتأزمين ، خصوصاً فى حالات الوفاة الصعبة )، وقد ظل على هذا الحال، حتى وصل إلى الكرسى المسجى عليه جسد البابا ، ففوجئ به مفتوح العينين ، كأنه حى ، وينظر لـه بنظرة قوية مهوبة (لطرد المحاربات الشيطانية) .
● وبعد خروجه - مع مرافقيه - من الطابور ، تحدث معهم مستعجباً من نظرة البابا القوية النافذة ، فنفوا ذلك ، وأجمعوا على أن البابا كان مغلق العينين ، فلم يصدقهم جميعاً، لأنه رأى - بعينيه - نظرات البابا الثاقبة التى نفذت إلى أعماقه وأثرت فيه بشدة . ● وقد ظلوا مختلفين ، حتى صباح التالى ، حينما صدرت الصحف وفيها صورة البابا مغمض العينين . ● فعندها - فقط - عرف أن البابا عمل معه هذه المعجزة ، ليطرد عنه الهواجس الشيطانية ، ولكى يعرفه أن سلطان الموت ليس على المسيحيين الأبرار ، لأن ربنا يسوع المسيح أبطل سلطان الموت علينا ، فلم يعد الشيطان يقبض على أرواحنا ، بل يصعد الأبرار إلى الفردوس: [ الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ] كو 1 : 13 ، [ لكى يبيد - بالموت - ذاك الذى لـه سلطان الموت، أى إبليس ] عب 2 : 14 . ● فلنمجده ونسبحه ونحمده ، ولنظهر لـه محبتنا، بحفظ وصاياه . (إنظر بحثنا، للرد على بدعة فناء الروح).
(22) شفت منظر ماأقدرش أوصف جماله(مدرسة الصلاة ص55)
● القمص أثناسيوس السريانى هو راهب قديس من الآباء السواح، كان أب إعتراف أديرة الراهبات ، وألآف من الشباب والكبار. ● قبل نياحة والدته بيوم واحد، قال : فيه حاجة ها تحصل فى البلد (أى بلدهم المنصورة) ، وعند نياحتها قال لإخوته - معزياً - أنه رأى الوالدة وهى صاعدة للسماء ، فى منظر جميل جداً . فألح اشقاؤه ليقول التفاصيل ، لأنه كان مقللاً جداً فى كلامه ، فأكتفى بالقول : شفت منظر جميل جداً جداً.
● وعند نياحة والده ، عرف قبلما يخبره أحد، إذ قال - بعفوية وبدون قصد - أنا عرفت وأطمأنيت وفرحت ، فلما ألحوا عليه ليقول ما رآه ( إذ كانوا يعرفون قامته الروحية العالية)، قال : (شفت منظر ما أقدرش أوصفه من جماله ، وقت عمل التمجيد أمام أيقونة العذراء). وكان هذا بالضبط هو موعد نياحة الوالد.
● وتجدر الإشارة إلى أن والديه كانا قديسين، أنعم الله عليهما بالرؤى الروحية . وقد سجل والده تفاصيل رؤية رآها وسجلها فى مفكرته ، ومؤرخة بتاريخ قبل نياحته بإسبوعين ، وفيها ذهب إلى مكان جميل جداً كله شجر وزرع أخضر ، وكانت الرؤية تعنى أنه على وشك الإنطلاق .
[ ما لم ترى عين ولم تسمع أذن
ولم يخطر على بال إنسان،
ما أعده الله للذين يحبونه ] 1كـو 2: 9
الباب الثانى : معجزات
الإعداد والترتيب والتمهيد
● الله يدبر كل أمور حياتنا، كل صغيرة وكبيرة، ولكننا لا ننتبه لذلك. فلعل هذه اللمحات، تزيد من إحساسنا بعمل الله فى حياتنا : -
(1) الله يرتب كل شئ، بينما الأهل نيام (صدق جـ3 ص 26)
● الكاهن هو خادم الإله ، والله هو الذى يدبر لخادمه كل شئ، خصوصاً إذا كان خادماً أمينا ، مثل القمص بولس (من عائلة الأسقف) فى نقاده .
● فبعد نصف الليل ، أرسل الله ملاكاً إلى كاهن قديس آخر هو القمص متى باسيلى ، وأعلمه بأن الملائكة أخذوا روح القمص بولس بتاع نقادة . ● وكان ذلك من أجل تدبير الكاهن الذى سيقوم بصلاة التجنيز ، ليجنب أهله عناء البحث عن آباء كهنة فى البلاد المجاورة ، فى وقت لم تكن تتوفر لهم فيه ، لا وسائل إتصالات ، ولا وسائل مواصلات . ● فقام القديس القمص متى فوراً ، فى الساعة الثالثة فجراً، وأيقظ إبنه - وهو كاهن أيضاً - فخرجا وأيقظا صاحب سيارة، مجاور لهم ، وسافروا فوراً من الأقصر، فوصلوا نقادة فى السادسة صباحاً ُ، قبلما يعلم أهل القمص بولس بنياحته ، فأيقظوهم وعرفوهم وطمأنوهم بأن الملائكة أصعدته إلى الأمجاد ، وأن الله إهتم بهم وأرسل لهم هذا الوفد الكهنوتى - من الأقصر إلى نقادة - ليجنبهم المشقات. ● فكان لذلك التدبير الإلهى ، أعظم الأثر فى منع الصدمة عن أهل الكاهن المتوفى، ومنحهم الطمأنينة والعزاء : [حيث أكون أنا، هناك يكون خادمى ] يو 12 : 26 .
(2) أنا مسافر يوم الأربع الساعة تسعة الصبح(كاهن قديس ص52) ● قبل نياحة القديس القمص متى باسيلى، بعام كامل، أعلمه الله بميعاده، فأخبر أهله . ● وقبل نياحته بثلاثة أيام ، حدد لهم الميعاد بالضبط : (أنا مسافر يوم الأربع ، الساعة تسعة صباحاً). وطلب من إبنه أن يجهز المقبرة . لكى يدخلها يوم الأربعاء ، وأن يرسل لكل أحبائه - وكانوا كثيرين جداً، بسبب معجزاته - ويعلمهم بالميعاد. ● وفى يوم الثلاثاء دخل فى غيبوبة شديدة ، فظنوه مات وبدأوا يبكون ، فأفاق من الغيبوبة وقال : (أنا قلت إنى ماشى يوم الأربع، يعنى بكره ). ● يوم الأربعاء ، تجمع عدد كبير جداً، حضروا من كل مكان ، وحتى الذين كانوا فى القاهرة تمكنوا من الحضور بسبب تبليغهم مبكراً . ● فنظر القمص متى للجمع المحتشد ، وودعهم قائلاً: (الله يبارككم، أستودعكم الرب ). ثم أغمض عينيه بنفسه ، وإنطلقت روحه الطاهرة فوراً، فأشرق وجهه بهالة من النور ● وكان موكب الجنازة عجيباً ، إذ صمم أحباؤه على حمل الصندوق على أيديهم إلى دير المحارب ، لمسافة ستة كيلو مترات. ولكن الله أكرم القديس وأكرم أحباءه ، إذ جعل الصندوق طائراً فوق أصابعهم ، حتى أنهم كانوا يشبون - على أقدامهم - ليلمسوه، والصور الفوتوغرافية تؤكد ذلك. (وهذا يشبه معجزة قطار العزاء للقديس الأنبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة ، إنظر صفحة 35)
(3) العدرا جايه بكره لأبونا فيلبس (معجزات البابا جـ30 ص70)
● كان القس فيلبس أسعد - ملوى - من أحباء البابا كيرلس أثناء حياته على الأرض ● ثم أصيب بتليف فى الكبد ، فكان دائم التشفع بالسيدة العذراء وبحبيبه البابا كيرلس . ● فى ليلة 19/8/1986، جاء لـه البابا كيرلس – فى رؤيا – وكان وجهه يسطع بنور وإبتسامة مملوءة سلاماً وعزاء، وقال لـه : (تقوى يا إبنى، بعد 3 أيام سأحضر لك مع السيدة العذراء أم النور) . ثم رشمه - فى الرؤيا - بالزيت. وإنصرف ، تصاحبه رائحة بخور زكية . فتهلل أبونا فيلبس ، وأخبر أسرته بالرؤية. ● ثم فى ليلة 21/8/1986، رأى - فى رؤية ثانية - جموعاً من الملائكة يرتلون بصوت جميل : (العدراء جايه بكره ، لأبونا فيلبس ) ، فإستيقظ وأخبر أسرته بهذه الرؤية أيضا .
● ثم فى الميعاد المحدد - 22/8/1986- تحقق الوعد ، فحضرت السيدة العذراء ومعها البابا كيرلس والملائكة ، وإستلموا روح أبونا فيلبس - كما قالوا - وصعدوا بها للأمجاد السماوية. ● فكانت هذه الرؤى المتكررة ، والتى حددت الميعاد بالضبط ، سبب عزاء عظيم للأسرة كلها ، فمجدوا الله الذى يكرم خدامه الأمناء.
(4) العدرا ستربى الأطفال (معجزات معاصرة جـ8 ص76)
● هى أم لأطفال ، أصيبت بمرض خطير، فتشفعت بالقديسين - بلجاجة شديدة - لتنال الشفاء ، من أجل أطفالها . ● ظهرت لها الأم الحنون ، أم النور ، تحمل إكليلاً ثميناً وثياباً بيضاء جميلة ، وقالت للسيدة المريضة : (ماذا تختارين : أن أرعى أنا أطفالك وتأخذى إنتى هذا الإكليل وهذه الثياب البيضاء ، أم تختارى أن اشفيكى لتربى إنتى أطفالك ؟ ) ، فإختارت - فى الرؤيا - أن ترعى السيدة العذراء أطفالها، وتأخذ هى إكليل إحتمال المرض ، وثياب البر . ● وإستيقظت الأم وأخبرت أهلها بهذه الرؤيا الجميلة . ● ثم، بعد يومين، تكررت الرؤية - لتثبيت الأمر - إذ ظهرت لها السيدة العذراء، وأخذتها معها، وأرتها مكانا جميلاً جداً (الفردوس) ، وسألتها ، للتأكيد : (هل تريدين أن تبقى مع أسرتك ، أم آخذك لهذا المكان ) ، فإختارت - فى الرؤيا - أن تذهب مع السيدة العذراء لهذا المكان الجميل . ● فلما إستيقظت أخبرت أهلها بالرؤية الثانية الجميلة . فتأكدوا إنها رسالة حقيقية من السيدة العذراء ، أعطتها - فيها - الوعد بالفردوس والوعد بأحسن عناية ورعاية للأطفال .
● ثم بعد أيام قليلة ، إنطلقت روحها الطاهرة ، مع العذراء - كما وعدتها بنفسها - إلى فردوس النعيم . ● فكانت هذه الرؤى ، تمهيد وإعداد جميل ، ومصدر إطمئنان وعزاء وسلام ، لكل أفراد الأسرة ، على مدار السنين ، فالأم فى فردوس النعيم ، والأطفال فى رعاية السيدة العذراء . ● وقد إختصتها السيدة العذراء بكل هذا الإهتمام ، لأنها سبقت وتشفعت بها بلجاجة شديدة .
(5) أبونا بيشوى أهوه .. بيحضر التيجان (القمص بيشوى جـ1 ص218)
● أحد أحباء المتنيح القمص بيشوى كامل ، من الأتقياء المقربين جداً لقلبه أثناء حياته على الأرض ، أصابته بدايات غيبوبة ، إبتدأ أثناءها يقول : (أبونا بيشوى أهوه ، بيجهز للفرح وبيحضر التيجان ) ، ثم تنيح فى الغد مباشرة . ● فكان هذا الإعلان، بمثابة تمهيد وطمأنينة للأسرة .
(6) أوصى أولاده، ثم أمال رأسه وإنطلق (حياة القمص غبريال ص3)
● القمص غبريال بولس ، كان فى تمام الصحة ، فى يوم الجمعة ، وكان يجلس مع زميله فى الخدمة الكهنوتية بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم ، وطلب منه إقامة قداس بإسمه وسلمه عطاءه . ● وفى نفس اليوم ، مرض قليلاً لبضعة ساعات ، فدعا إبنه وأوصاه بخدمته وببناته وأخوته . ثم طلب أن يتحدث مع إبنته . ● وبعدما أكمل كل ما يريد أن يعمله ، أمال رأسه فى هدوء ، وإنطلقت روحه الطاهرة فوراً.
(7) يغسل نفسه بنفسه قبل نياحته (سلسلة ساجى ص35)
● القديس الأنبا رويس . ● كان ناسكاً متجرداً من كل شئ، يصوم يومين ثم يأكل البسيط . ● وفى زمان الإضطهاد الشديد ، كان يجول فى البلاد يثبت المؤمنين ويشاركهم ألآمهم . ● أعلمه الله بنياحته ، فجمع تلاميذه وباركهم ، وصلى على ماء ورشم به كل جسده - من رأسه لقدميه - بعلامة الصليب ، وقال لهم : (أنا فعلت هذا لكى لا يكشف أحد جسدى بعد موتى) ، ثم صرف تلاميذه. ● وفى هذه الليلة، رأى أحد الجيران ، أن سيدة منيرة كالشمس ، تجلس إلى جوار القديس ، وأوصته (أى الجار) أن يخبر كاهن كنيسة الخندق (الأنبا رويس حالياً ) ، لكى يحضر ويصلى على الأنبا رويس ويدفنه. ● وقد فعل الجار كما قالت لـه السيدة النورانية، وأبلغ الكاهن ، الذى عرف أنها السيدة العذراء ، وفعلاً وجدوا القديس قد تنيح ، وقاموا بما يلزم.
(8) البطريرك يختار خليفته، ثم يشترك فى سيامته (تاريخ الآباء ص200)
● القديس البابا متاؤس الأول : جمع كل تلاميذه وأولاده الروحيين ، وأعلمهم بنياحته ، وطلب منهم سرعة تجهيز الكفن ، وإحضار التابوت فوراً ، وأوصاهم أن لا ينزعوا عنه المسوح ، وأن لا يكشفوا وجهه ، وأن يجنزوه كراهب عادى وليس كبطريرك ، وأن يدفنوه فى مقابر الغرباء (الفقراء) ، مع أحبائه الفقراء ، فى دير الخندق (الأنبا رويس حالياً) . وأعلمهم بالمختار من الله ليتولى البطريركية بعده ، ثم ودعهم وأمرهم بتغطيته بوزرته ، ففى الساعة التى غطوه فيها ، سلم روحه الطاهرة .● وقد رآه البعض أثناء إختيار خليفته - الذى قال عليه - كما صنع معجزة مع أحدهم فشفاه من الخرس، ليتمكن من الكلام، ليخبر بحضوره - كما سبق وقال - وقت الرسامة.
(9) يستعجله ليسافر لوداع والدته (معجزات البابا كيرلس جـ 9 ص56)
● السيد/ إميل سامى غبريال - شبرا مصر - كان ينوى السفر فى الغد لزيارة عائلته بشطانوف، فذهب ليسلم على حبيبه البابا كيرلس، ويطلب صلاته . ولكنه وجد باب القلاية مغلقاً ، فجلس يكتب لـه خطاباً يطلب فيه الصلاة لأنه مسافر غداً . وفجأة إنفتح الباب وإندفع البابا نحوه - بشدة – قائلاً : (إنت بتكتب آيه؟ .. سافر شطانوف على طول ) ، فوقف مندهشاً ، فدفعه البابا بيديه ليمشى فوراً ، فخرج متضايقاً ، ظاناً أن البابا طرده ، وعاد لمنزلــه وذكر لزوجته ما حدث ، فشجعته الزوجة الحكيمة على طاعة البابا ، فأسرعوا للمحطة ، فوجدوا القطار يتحرك ، ولكنهم لحقوه . فوصلوا البلد فى وقت متأخر مساءً ، فتعجبت والدته وإستفسرت منهم عن سبب سفرهم فى هذا الوقت ، ولماذا هذا الإستعجال الغير عادى ، فقالوا : لا نعرف. ● ثم سهروا مع والدته سهرة جميلة فى فرح وسعادة حتى الرابعة فجراً ، ثم تركوها لتنام ، وذهبوا لحجرتهم . وبمجرد خروجهم، سمعوا صراخ الشغالة ، فعادوا مسرعين ، ليفاجأوا بأن والدته قد سلمت الروح . ● فحيئنذ فهموا سبب إستعجال البابا لهم.
● وبعد عودتهم، ذهب لقداسة البابا، فقال لـه : (يا بنى : عزيز فى عينى الرب موت قديسيه ) . ● فإمتلأت نفسه طمأنينة وعزاء ، إذ طمأنه البابا بقداسة والدته وبسعادة إبديتها . ● فمجد الله الذى يهتم بأولاده فى كل أمورهم.
(10) دول ناس كبار، سيبهم يستريحوا (معجزات البابا جـ 12 ص28)
● أحد أحباء البابا كيرلس، طلب منه أن يصلى لشفاء والدته ، فرفض البابا ، فتشفع بالقمص مرقس جرجس ، فرفض البابا ايضاً ، فعاد وطلب وساطة خاله ، وهو قريب من قلب البابا ، فرفض البابا للمرة الثالثة . ● فعاتب البابا لرفضه الصلاة لشفاء والدته . ● فنظر البابا إليه فى حنان وود ، وقال له : (إسمع يا فلان ، دول ناس كبار يا بنى ، سيبهم يستريحوا من هذا العالم ) . ● فعرف أن الأمر فيه خير وراحة لوالدته ، فسكت . ● وبعد ثلاثة أيام تنيحت بسلام ، فكان مطمئناً لأنها ذهبت إلى الراحة الحقيقية.
(11) ما تخافيش، دى مقابلة المسيح حلوه (مدرسة الصلاة ص56)
● أ/ سامى موسى - بولاق الدكرور - من الأبناء الروحيين للقديس المتنيح القمص أثناسيوس السريانى. ● مرضت والدة أ/ سامى، فطلب من أبونا أثناسيوس أن يناولها فى المنزل - وهو كان يهتم جداً بهذه الخدمة - فجاء وناولها . ● ثم طلب أ/ سامى، منه ، أن يصلى لشفائها ، ففوجئ بأبونا لا يرد عليه ، بل يوجه حديثه لوالدته قائلاً : ( إنتى خايفه ؟ حد يخاف من مقابلة المسيح ! ما تخافيش ، دى مقابلة المسيح حلوه ) ، ففهموا أنها ستتنيح وسيكون لها نصيب صالح مع المسيح فى فردوس النعيم . ● وقد تنيحت فعلاً بعد ذلك بفترة قصيرة ، فكانت بشارة أبونا لهم - بأنها ستكون مع المسيح - سبباً فى الطمأنينة والتعزية ، لأن : [ ذاك أفضل جداً ] فى1: 23.
(12) أنا مش ها سيبكم ، ودايما ها أبقى معاكم (راهب فاضل + مدرسة الصلاة) ● القديس القمص أثناسيوس السريانى (تنيح فى 19/8/97) ، فى آخر إسبوعين كان يرتدى - على غير العادة - جلباباً أبيض ، فلما سألوه عن السبب ، قال : زى ملابس السمائيين ، فكان ذلك للتمهيد لأحبائه .
● وكان البابا كيرلس قد أوصاه وصية مشددة بالراهبات ، قائلاً : إنهن وصيفات الملك وهو يستجيب لطلباتهن . ● وقد خدمهن بإهتمام عظيم جداً ، إلى آخر لحظاته على الأرض ، فقد خصص اليوم الأخير كله لخدمتهن ، من الصباح إلى المساء ، فى أديرة الراهبات ، يأخذ الإعترافات ويقدم الإرشاد الروحى ، وقد تنيح فور إنتهائه من خدمتهن ، وفى لحظة عودته من عندهن ودخوله البطريركية .
● كما أنه - فى اليوم السابق - قام بالتمهيد لبناته الراهبات ، إذ قال لهن : " السيدة العذراء ظهرت لراهب وقالت لـه : تعال لكى أريك مكانك فى الفردوس ، فقلت لها (خرجت هذه الكلمة عفواً منه) : أريد أن تكون بناتى معى فى الفردوس ، فأجابته : علشان خاطرك يكونوا معك فى الفردوس " . ● ففرحت الراهبات جداً ، وقلن لـه : بإذن الله نكون معاك . ● وبنفس الإهتمام ، خدم المكرّسات ، ففى آخر زيارة لهن - قبل نياحته - قضى اليوم كله معهن ، من التاسعة صباحاً إلى التاسعة مساءً ، فى أخذ الإعتراف وتقديم الإرشاد والوصايا . وألمح إلى نياحته ، للتمهيد للأمر ، ثم قال : ربنا معاكم ويتولاكم. وبعد خروجه من الباب الخارجى ، إلتفت ورشم الصليب على المبنى ، علامة على الوداع والبركة الختامية .
● كما إفتقد ، وإتصل ، بكثيرين من تلاميذه ، وودعهم وأوصاهم بأخذ السيدة العذراء شفيعة لهم فى كل أمورهم . ● كما قال للبعض من أولاده وبناته - صراحة - قبيل نياحته بأيام قليلة ، بإنها ستكون فى 13 مسرى ، لتخفيف الصدمة عنهم . ● وقال لهم : أنا مش ها سيبكم ، وأنا ها أبقى دايماً معاكم.
(13) دا الفردوس حلو قوى يا ولاد (الرحمة ص62)
● القديسة الراهبة تاماف كيريا مارجرجس (رئيسة دير مارجرجس، تنيحت فى 1980) كانت حياتها جهاد متواصل: نهاراً تعمل الأعمال الشاقة، وطول الليل تصلى. ● قبل نياحتها، رأت الفردوس، ورأت فيه مارجرجس، منيراً جداً، وأشار إلى كرسى منير وجميل جداً، وقال لها إن أعمال الرحمة هيأت لها هذا الكرسى. (((ملحوظة 5 : ظهورات الكراسى المنيرة التى يجلس عليها القديسون، تتفق مع أقوال الرب فى مواضع كثيرة فى الإنجيل، مثل : [تجلسون على كراسى ] لو 22 : 30 ، [يتكئون فى ملكوت الله ] لو 13 : 29 ... الخ، كما يتفق مع تعبير الراحة أو النياح فى الفردوس: [يستريحوا زمانا يسيراً حتى يكمل العبيد رفقاؤهم ] رؤ 6 : 11. فإن الراحة أو النياح، تكون على هذه الكراسى النورانية الرائعة الجمال . وهذا النياح (الراحة) هو الذى تطلبه الكنيسة للمنتقلين، فى أوشية الراقدين))). ● وقد ظهر مارجرجس لأب كاهن، وطلب منه أن يذهب لديره بمصر القديمة ويصلى القداس ويأخذ بركة أمنا كيريا قبل نياحتها، وأن يوصل رسالة تمهيد وتشجيع وتثبيت للراهبات، لئلا يخطر ببالهن أنهن سيصبحن بلا معين بعد أمنا كيريا.
● ويوم الأحد - السابق على نياحتها يوم الثلاثاء - إرتفعت حرارتها فجأة، من أجل التمهيد للراهبات. ● فدخلت الكنيسة لتصلى، فرأت - تحت المذبح - جثماناً ملفوفاً بالكتان، فتعجبت، فسمعت صوتاُ يقول لها: بعد يومين، ستكونين هكذا. ● فأخبرت إحدى الراهبات بذلك.
● وفى يوم نياحتها، قالت: (دا الفردوس حلو قوى يا ولاد)، ثم دخلت فى غيبوبة شديدة. ● فكانت الراهبات تصلين صلواتاً شديدة لكى يشفيها الله، فظهرت السيدة العذراء والشهيد مارمينا والبابا كيرلس بشكل نورانى عظيم، للأم مرثا، وأعلموها أن الأمر قد نفذ، وسيأخذون أمنا كيريا للسماء. وقالوا لها كلاماً معزياً جداً، فأخبرت الأم مرثا بقية الراهبات بذلك. ● فلما علمن بذلك، أسرعن يطلبن الآباء الكهنة، فحضروا وصلوا لها صلاة التحليل. وبمجرد إنتهائهم، إنطلقت روحها الطاهرة فوراً. ● وفى الحال تصاعد من جسدها الطاهر رائحة بخور عطرة جداً، ملأت كل المكان وشهد به الجميع. وقد إستمرت هذه الرائحة تنطلق من قبرها، كل يوم أحد، لعدة سنوات، حتى إعتاد عليها التربى، وإعتبرها شيئاً عادياً لا يثير الدهشة.
(14) الشقة الوحشة (معجزات البابا جـ 11 ص49)
● الحصول على شقة واسعة مريحة فاخرة، كانت هى أمنيتهم، فعندما حصل عليها المهندس عزيز يوسف أبو السعد وزوجته، كانا فى غاية الفرح بهذه الشقة الجديدة الرائعة. ● ولكن بعد فترة قصيرة، رأت الزوجة - فى حلم - البابا كيرلس يقول لها: (حرام الست الطيبة اللى زيك تسكن فى الشقة الوحشة ديه). فقامت من النوم وأخبرت زوجها بما قاله البابا لها فى الحلم، وإعتبرت أن ذلك تحذيراً، وأنه يريدها أن تترك هذه الشقة فوراً، وطلبت من زوجها أن يتركوا الشقة بأسرع ما يمكن، وقالت له: (لازم أنفذ اللى قاله البابا).
● وفى صباح هذا اليوم نفسه، شعرت الزوجة بألم، إبتدأ يتزايد، فإضطروا - ظهر اليوم نفسه - إلى الذهاب لطبيب أخصائى باطنة، فلم يجد سبباً للألم، ونقلها - للإطمئنان فقط - إلى مستشفى، حيث أجمع الأطباء على إنها سليمة وليس بها أى مرض. ● وفى الفجر - قبل مرور 24 ساعة على كلام البابا لها - إنتقلت هذه السيدة البارة، إبنة الطاعة، إلى السماء.
● وحينئذ - فقط - فهم زوجها معنى الرؤية، فإن البابا لم يكن يقصد الشقة السكنية الجديدة، بل كان يقصد السكن فى هذه الدنيا المملوءة بالألم والمرض. فقد أرادها أن تنتقل لمسكن السعادة والفرح.● ففهم الزوج أن هذه الرؤية هى بشارة بذهابها إلى عالم الفرح الحلو، إلى مساكن الأبرار فى فردوس النعيم. فإمتلأت الأسرة طمأنينة وعزاء وسلاماً.
(15) يا ربى يسوع.. إقبل روحى (الثلاث مقارات ص72)
● القديس مكاريوس الكبير (أبو مقار)، ظهر له القديسان الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس - بعد نياحتهما - وأعلماه بأنه سينضم إليهم بعد تسعة أيام. ● فظل - فى هذه الأيام - يعظ ويثبت الإخوة ● وفى اليوم المحدد، جاء الكاروب الذى رافقه منذ البداية، ومعه ملائكة وقديسين كثيرين، وقال لـه: (إسرع وإخرج وتعال، فإن هؤلاء كلهم ينتظرونك)، فصاح القديس: (ياربى يسوع المسيح حبيب نفسى، إقبل إليك روحى)، وإنطلق إلى صفوف القديسين والملائكة. ● وقد شاهد بعض الحاضرين، روحه وهى تخرج، مضيئة أكثر من الشمس، فإستلمها الملائكة وصعدوا بها. وفيما هم صاعدين، صرخت الشياطين قائلة : خلصت وإنفلت منا يا مقاره . + أما هو، فإذ تعوَّد على رفض الإفتخار والعجب ، رد عليهم : ليس بعد (لـِسّــه). وكان الكاروب يحفظه ويحجبه عنهم. ● فلما دخل باب الفردوس، صاح بصوت عظيم: (أشكر ربى يسوع المسيح، الإله الحقيقى، الذى خلصنى منكم) .
(((ملحوظة 6 : ● عن ذلك الأمر، قال القديس موسى: (إذا خرجت النفس من جسدها، فإن الملائكة ترافقها، فيحاول أهل الظلمة أن يعيقوها، ملتمسين فيها عيوباً، وحينئذ فإن أعمالها التى سبق وعملتها، هى التى تحفظها) (البستان ص62). ● كما قال القديس البابا أثناسيوس الرسولى: إننا نجتاز الهواء بمشقة، لأن مصارعتنا مع خصوم أشداء، فإن العدو يسمى : رئيس سلطان الهواء (أف 2 : 2)، لان له سلطاناً أن يحاربنا ويحاول تعويقنا. لذلك: إحملوا سلاح الله الكامل لكى تقدروا أن تقاوموا فى اليوم الشرير (أف 6 : 13)، لكى يخزى المضاد --- المقاوم لنا --- إذ لا يكون لـه شئ ردئ ليقولــه عنا (تى 2 : 8).( الأنبا أنطونيوس، للقديس أثناسيوس --- فقرة 65). ● ولذلك، نصلى فى صلاة الغروب: (أيتها السيدة العذراء. عند مفارقة نفسى من جسدى، إحضرى عندى، ولمؤامرة الأعداء إهزمى..) . )))
(16) أنا هاكلل وأفرح يوم العيد (سيرة قديس … بقلم الأنبا مينا)
● القديس الراهب القس عبد المسيح المناهرى المقارى، منذ أحد الشعانين وحتى نياحته فى عيد القيامة 24/4/1963، إستمر يردد: (أنا ها أكلل وأفرح يوم العيد)، خلافاً لما كان يردده دائماً سابقاً، إذ كان يقول: (أنا عاوز أتجوز). ● وقد إتضح أخيراً، أن العبارتين كانتا بمعنى واحد، وهو الإنطلاق إلى حفل العرس السماوى. ● فلما سمعه أحد المستنيرين روحياً، وهو المقدس فانوس، عرف معنى كلامه، وقال له: آيه ده يا بونا، سلامتك. ● فلما رآه فاهماً، كشف له سراً آخر، إذ حفر - بعكازه - نقرتين فى الأرض، وقال لـه: آدى نؤره، وآدى نؤره. ● وقد حدث ذلك فعلاً، فقد تنيح المقدس فانوس فى ليلة عيد القيامة، وبعده مباشرة، فى يوم العيد، تنيح القديس القس عبد المسيح المناهرى المقارى. ● وهكذا تم له الفرح وتكلل بالأكاليل السماوية. ● إذ فرح فى فردوس النعيم إلى الأبد، ومن يفرح أخيراً، يفرح كثيراً.
(17) أنـــا مسافــــــر (بستان القلمون ص 153)
● القمص إسحق الصموئيلى، هو الذى عمر دير الأنبا صموئيل، بعدما أزال الرمال التى كانت تغطيه كله، بكنائسه. ● و قبل نياحته بثلاثة أيام، ظل يردد بإستمرار، للجميع، عبارة: (أنا مسافر)، وكان يقولها بكل الفرح والتهليل وعلى وجهه هالة من النور.● تنيح فى 23/3/1938.
(18) (أنا مسافر).... (وأنا مسافر بعدك). (فيض النعمة ص 36)
● صمم القمص داود مرقس، على الذهاب مع العائلة إلى دير مارمينا، برغم سوء حالته الصحية. ● فلما رفض إبنه القمص ميخائيل - خوفاً عليه - قال له: (لو رفضت حتندم طول عمرك) ، فأخذه مضطراً. ● وهناك قابل البابا كيرلس، وفى نهاية الجلسة مع البابا، قال أبونا لـه: (عاوز حاجه منى يا سيدنا، أنا مسافر)، فتعجب إبنه وقال فى سره: هو مسافر فين؟ ما إحنا راجعين بتنا ! ● ولكن البابا رد عليه - بنفس الرؤية الروحية - قائلاً: (كتر خيرك ، أنا مسافر بعدك بشويه)، فتعجب الإبن لأن ذلك يعنى أنهما مسافران لنفس المكان. ● وفى طريق العودة، طلب القمص داود أن يتوقفوا فى الرست، وإنفرد بإبنه (القمص ميخائيل)، وأعلن لـه - علانية - أنه سينتقل للفردوس، وأعطاه توصيات بخصوص العائلة، وطلب منه أن يزور - فى الغد - شخصاً لأمر ضرورى، ثم راجع نفسه، وقال : لا ، بكره مش حتكون فاضى (إشارة ليوم النياحة)، خلى إبنك مرقس يروح له. ● وفعلاً - فى اليوم التالى - تنيح القمص داود، ثم بعده بعدة شهور تنيح البابا كيرلس.
(19) أبقى أقول آيه أمام رب العرش (مذكراتى جـ1 ، 2 + معجزات جـ1 ، 11 + الرحمة ص 56)
● قبيل نياحة البابا كيرلس السادس، زار دير مارمينا، وتودع من كل أجزائه، وأعطى لأمين الدير - القمص مينا آفا مينا - قلنسوات بعدد الرهبان، وهى علامة الوصية. ● كما تراءى - فى رؤى - لكثيرين من أحبائه، وكان - فيها - يودعهم ويباركهم. ● كما ظهر للبعض، فى شكل النياحة - قبل حدوثها - ليخفف الصدمة عليهم. ● كما كان - دائماً - يسمى الموت سفراً، فقال: أبونا بيمن سافر، بمعنى أنه تنيح. ● وقال لأحد أقربائه - قبل نياحته بأيام قليلة - : عاوز أسافر.
● قبل نياحته بيومين: كان يزوره السيد/ لبيب فهمى، وقبل إنصرافه قال له: (يا سيدنا، متنساش تصلى لنا دايماً)، ففوجئ بالبابا يرد: (أبقى أقول آيه أمام رب العرش) ، فإندهش جداً من هذا الرد، ولم يعرف معناه إلآ بعد يومين، عندما إنطلق البابا إلى رب العرش.
● قبل نياحته بيوم واحد: أوصى سكرتير البطريركية - القمص بنيامين كامل - بوصايا مشددة عن الإهتمام بالكنيسة، إلى درجة أن القمص بنيامين قال لـه: ربنا يعطيك الصحة وطول العمر يا سيدنا. فأجابه: الصحة خلاص والعمر إنتهى ، وربنا يدبر أموركم. ثم أعطاه دفاتر مهمة جداً لم يسبق له أن أعطاها لأى أحد مطلقاً. ثم أعطاه البركة والصليب.
● وأيضاً فى هذا اليوم - السابق على نياحته - جاءته د/ سعاد وهبة وطلبت منه الصلاة لشفاء إبن أخيها، لخطورة حالته. فقال لها: مارمينا ها يسبقك للمستشفى، وستجدى الطفل بخير. وفعلاً وجدت الطفل قد شفى، ففرحت وقررت أن تذهب غداً للبابا لتشكره على صلاته وشفاء الطفل. ولكنها فوجئت - مساءً - بالبابا يتصل بها بنفسه، ويعاتبها لأنها لم تتصل به وتخبره بشفاء الطفل، فقالت إنها كانت ناوية تروح له تشكره غداً، فقال : لا .. أنا بكره مسافر إن شاء الله. فقالت: أجيلك دير مارمينا يا سيدنا. فقال البابا: لا إنتى تبقى تيجى كل سنة مرة. فصممت على المجئ إليه ، فكرر لها القول: لا، بس زورونى ولو مرة فى السنة.
● وأيضا فى هذا اليوم - السابق على نياحته - إتصل برئيسات الأديرة، وطلب منهن أن يأتوا لمقابلته - على غير الميعاد المعتاد، وهو يوم السبت - فإعتذرت إحدى الأمهات، حرصاً على صحته، قائلة: إحنا أخذنا بركة مقابلة قداستك يوم السبت، ولكن البابا قال إنه يريد مقابلتهم لأنه مسافر.
● ● ● يوم النياحة 9/3/1971.
● إستيقظ فى الخامسة صباحاً ، وإستقبل كل الملتمسين الصلاة، وكان يقول لهم : الرب معكم ويدبر أموركم.
● إتصل بأمنا كيريا مارجرجس، وأكد عليها الحضور.
● قابل رئيسات أديرة الراهبات وقال لهن: (أنا مسافر، خلوا بالكم من ولادكم (أى بناتهن الراهبات) ومن نفسكم). وأعطاهن نصائح ووصايا، فى محبة غامرة. وقد سألن عن الجهة التى سيسافر إليها، ليجئن إليه، فأجاب بأنه لا يمكن لهن الذهاب إليها الآن، ولما ألححن فى السؤال، قال :(وديع (أحد العاملين بالبطريركية) سيخبركم فيما بعد). وقد شعرت إحدى الأمهات الراهبات بأنه يقصد السفر للسماء، فبكت وقالت لـه: (خليك معانا يا سيدنا). فعزاها وطيب خاطرها. ثم باركهن وصرفهن.
● كما قابل المقاول الذى يقوم بترميم البطرخانة، وطمأنه بأن المال موجود (إذ كان قد وضعه فى مظروف خاص به)، وقال له: شد حيلك وما تخافش.
● وقد جاء السيد/ عزمى واصف سائق سيارة البطرخانة، فقال له البابا: يا بنى أنا زهقت خلاص أنا عاوز أسافر. فظن أنه يقصد السفر الأرضى، فقال : أنا تحت أمرك يا سيدنا، وذهب لتجهيز السيارة.
● ● وفى النهاية، سأل البابا - الراعى الأمين - إن كان لا يزال أحد يريد مقابلته، ثم رفع يده بالصليب ، وقال للذين حولـه : الرب يدبر مصالحكم، وصرفهم.
● وما كادوا ينصرفوا، حتى سمعوا صراخ شماسه، فرجعوا مسرعين، ليجدوه قد سافر فعلاً، إلى السماء.
(20) أنا عـــــــــاوزك (طريق الفضيلة ص67)
● الدكتور شفيق عبد الملك (الأستاذ بطب عين شمس) كان من المحبين، والمحبوبين جداً، للبابا كيرلس، وإستمرت العلاقة بينهما بعد نياحة البابا. ● وقد ظهر البابا كيرلس لـه - فى رؤيا - وقال لـه : (أنا عاوزك)، فأجابه: (وأنا عايز آجى عندك)، فحدد البابا كيرلس لـه الميعاد، بأنه: (لما تنتهى من اللى فى إيدك). ● وكان الدكتور شفيق ، فى هذه الفترة، مشغولاً بتصحيح أوراق إمتحانات الكلية. فكأن التدبير الإلهى الصالح، يريده أن ينتقل بدون أى تقصير فى عمله. ● بل أن التدبير الإلهى الصالح، يظهر أيضا فى أن هذه الفترة تتميز بأن إبنة الدكتور شفيق كانت قد حضرت من الخارج لزيارته، لتكون معه، وتستمع منه - شخصياً - تفاصيل هذه الرؤية ، ولتكون مهيأة نفسياً لقبول إنتقاله، الذى سيكون إلى أفضل حال، إلى حيث يوجد البابا كيرلس نفسه. مما يملأ النفس طمأنينة وعزاءً وسلاماً. [ رتبت كل شئ بمقدار وعدد ووزن ]حك 11 : 21.
(21) يوسف أحسن منى ومنك (البابا كيرلس الخامس للقمص سمعان ص28)
● كان للبابا كيرلس الخامس (تنيح فى 1927) تلميذ قديس، إسمه يوسف، كان يوزع كل مرتبه على الفقراء، ولا يغير ملابسه القديمة، بل وحتى عندما أهداه شقيقه بدلة جديدة، فإنه أعطاها لأحد المحتاجين.
● قبل نياحته بثلاثة أيام جاء إليها البابا، فغسل يوسف قدميه - كالعادة الرهبانية - فنظر إليه البابا وبكى . وعند مغادرته المنزل، قال لأم يوسف: شدى حيلك يا أم يوسف، فكانت تحية غريبة جداً.
● بعد ثلاثة أيام، قال البابا لشماسه: إذهب لبيت أم يوسف، وإن كان قد تنيح (مع أنه لم تكن توجد أى بوادر على ذلك) فقل لها إنى أنا الذى سأصلى عليه. ● فذهب ووجده قد تنيح فعلاً، فعندئذ عرفت أم يوسف أن البابا كان يعرف منذ كان عندهم وبكى وقال لها شدى حيلك. فزعلت من البابا.
● فقال لها البابا كيرلس الخامس: (يوسف أحسن منى ومنك، ده دخل السما، وأنا شفت ملاك عن يمينه، عندما كان يغسل رجلى، وعرفت أنه سيتنيح بعد ثلاثة أيام). ● فكان ذلك فيه الطمأنينة والعزاء لها.
(22) العصا بدون إسم، لتنفع اللى بعدى (أشهر الأساقفة ص140 )
● الأنبا باسيليوس أسقف أورشليم: قبل نياحته، عاد إلى مصر - حيث سيدفن - و لأول مرة يحجز تذكرة الطائرة مجئ بدون عودة . ● أراد أحد محبيه أن يعمل لـه عصا رعاية، فرفض، فألح المحب، فإشترط عليه عدم كتابة إسمه على العصا، قائلاً: علشان تنفع اللى بعدى.
الباب الثالث : عجائب
لحظة إنطلاق الروح
من بركات عهد نعمة الخلاص - الذى صنعه الرب على الصليب - أن صار فردوس النعيم مفتوحاً لنا ، فينزل الملائكة والقديسون ويستقبلون روح القديس المنطلقة ، ويصحبونه إلى الفردوس.
(1) نياحة السيدة العذراء (السنكسار 21 طوبه + أربعون معجزة ص15)
● كانت السيدة العذراء ملازمة القبر المقدس فى الجثيمانية . ● فلما حان وقت إنتقالها، أمر الرب بحضور كل الرسل من البلاد التى يبشرون فيها، فجاءوا منتقلين بطريقة معجزية (مثلما ينتقل الآباء القديسون السواح، بطريقة معجزية)، وأيضاً إجتمعت كل بناتها العذارى اللاتى كن يتعبدن فى جبل الزيتون، فعزتهم وودعتهم. ● ثم جاء الرب فى صفوف ملائكته القديسين فإستلم روحها الطاهرة فى ثوب نورانى سماوى، وصعد بها وسط إحتفال السمائيين والأرضيين. ● وتعيد لها الكنيسة، بهذه المناسبة الجليلة، فى 21 طوبه من كل عــام .
((( ملحوظة 7، بخصوص لقب والدة الإلة : + هو اللقب الذى نطق به الروح القدس على فم القديسة أليصابات: [ وإمتلأت من الروح القدس، وصرخت بصوت عظيم... من أين لى هذا، أنت تأتى أم ربى إلى ] لو1 : 41 – 43. ● ومعنى هذا اللقب هو مجازى فقط، وبمعنى روحانى بعيد تماماً عن الجسديات ، ولذلك لا يفهمه الجسدانيون. ● وهو يعنى أن كل ملء اللاهوت قد خلق وهيأ لذاته - من أحشائها - ناسوتاً مقدساً، وإتحد به إتحاداً معجزياً ليس لـه مثيل، بدون إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير، وبدون إنفصال ولا إزدواجية ولا تناقض فى الإرادة والمشيئة، فى اتحاد معجزى فى المسيح الواحد، الشخص الواحد الغير منقسم على ذاته، لان اللاهوت إتحد بكل ما للناسوت، جسماً وروحاً ونفساً وإرادة وأعمالاً.. وكل شئ. ● وبسبب هذا الإتحاد المعجزى العجيب، أصبح ينسب لللاهوت - نظرياً فقط لا غير- كل ما يخص الناسوت الذى إتحد به وجعله ناسوتاً خصوصياً لـه. ● فإننا نقول بالمعنى المجازى - وليس الجسدى - أن الله إفتدانا وصلب عنا ومات عنا ، وقام من الأموات ، وصعد للسموات ، وجلس على يمين القوة... إلخ . فكل هذه الأعمال التى قام بها الناسوت - المتحد به كل ملء اللاهوت - أصبحت تنسب - نظرياً فقط - لللاهوت . ● ولكننا نعلم يقيناً وبداهةً ، أن اللاهوت لا يولد ولا يصلب ولا يموت ... الخ. ولا يظن أحد أننا نقول بغير ذلك ، إلا المعتوهين أو الذين أعمى الشيطان أذهانهم. ● ويمكن تشبيه ذلك الإتحاد المعجزى - للتقريب فقط، لأنه ليس لـه مثيل - بإتحاد النار بالحديد، إلى كيان إتحادى واحد، هو الحديد المحمى ، بدون أن تتغير طبيعة النار وبدون أن تتغير طبيعة الحديد، وبدون أن يكونا منفصلين عن بعضهما، لأن الذى يمسك ذلك الحديد - المتحد بالنار - سيحترق بناره ، مع أن النار - فى الأصل - لا تـُمسك ، والحديد لا يحرق. والتشبيه مع الفارق . ● كما أن تسمية والدة الإله ، لا يعنى أننا ننسب لها الإلوهية، وإنما ذلك يشبه تسمية الأم بالقاب إبنها، مثلما نقول " أم الدكتور" على إنسانة قد لا تكون متعلمة نهائياً، ولكن إبنها دكتور. ● وبنفس هذا المعنى، نقول على السيدة العذراء، أنها أم ربنا وأم الله وأم النور وأم الخلاص وأم الرحمة ... إلخ، وكلها بالمعنى المجازى فقط، وليس بالمعنى الجسدانى .انظر أيضًا: ملحوظة عن لقب: (المملوءة نعمة)، بالجزء الثانى باب 8. )))
(2) القديس بولس الرسول (السنكسار 5 أبيب)
● تم إستشهاد القديس بولس، خارج المدينة . وقد رافقته إحدى تلميذاته ، التى هى من أقارب الإمبراطور. ● فعزاها ، وطلب منها الإيشارب الخاص بها، ثم طلب منها الإنصراف، فرجعت للمدينة. ثم تقدم السياف، وأكمل شهادته. ● ثم عاد السياف إلى المدينة، وبتدبير إلهى، إلتقى مع هذه الشابة، فقال لها أنه قطع راس القديس بولس، وأن رأسه مطروح هناك - خارج المدينة - ملفوفاً فى الإيشارب الخاص بها. ● فأنكرت هذا الكلام، وأكدت أن القديس حى، وإنه قابلها منذ لحظة ، وأعطاها الإيشارب ، ● وأرته الإيشارب وعرضته أمام جميع الذين كانوا معه . فتعجبوا وآمنوا برب المجد ، ربنا وإلهنا يسوع المسيح، الحىّ وإله الأحياء.
(3) القديس إسطفانوس (أع 7 : 55-60 )
● أثناء عدوان اليهود على القديس إسطفانوس، أبصر الرب وصاح : [ ها أنا أنظر السموات مفتوحة، وإبن الإنسان (أى الناسوت المتحد به كل ملء اللاهوت) قائماً عن يمين الله]، فهاج عليه اليهود وأخذوا يرجمونه بالحجارة، حتى الموت، فصرخ قائلاً : [ أيها الرب يسوع إقبل روحى ]، ثم جثا على ركبتيه - والحجارة تنهمر عليه - وقال : [ يارب لا تقم لهم هذه الخطية]، فإنطلقت روحه فوراً.
(4) فى مثال الغنى ولعازر (لو 16 : 19-31 )
● قال الرب، أن لعازر - المسكين الذى إستوفى البلايا - حملته الملائكة إلى أحضان القديسين. ● بينما الغنى القاسى الأنانى - لما مات - نزل إلى الجحيم. ● وسنرى - فى الصفحات التالية - أمثلة كثيرة ، من كل العصور، لهذه الأمجاد التى ينالها المتضعون، المؤمنون العاملون، الصابرون على البلايا، للنفس الأخير.
(5) حفلة عظيمة على السحاب، فى مصر القديمة (سيرة أبو سيفين ص324 ) ● ● ● القديسة الراهبة أمنا سفينه أبو سيفين، كانت مجاهدة عظيمة فى الصلاة والصوم ونسخ الكتب وخدمة الأمهات وكل عمل شاق بالدير، كانت تعمل فى صمت وإنكار ذات وإخفاء للذات، فتفاضلت عليها نعمة الرب جداً. وظلت تعمل إلى آخر أيامها على الأرض. ● ● ● أعلمها الرب - فى رؤيا - بميعاد نياحتها، قبلها بثلاثة أيام، فإمتلأت فرحاً وتهليلاً، وأعدت كل شئ: نظفت قلايتها وغسلت ملابسها، وهى تردد: يوم وداع ويوم نزاع ويوم شيل.
● ● ● ذهبت لكل راهبة فى قلايتها، وودعتها قائلة : (يا أختى أنا مسافره ، سامحينى، وإذكرينى فى صلاتك). ● ولم تعرِّف أحداً بالرؤية إلا الأم الرئيسة فقط، وطلبت منها إقامة قداس فى الغد لتتناول قبل نياحتها. ● بعد القداس أعلنت للراهبات أن هذا هو آخر قداس لها معهم (وداع). ● ثم مرضت قليلاً (نزاع) ● وفى صباح اليوم الثالث رشمت وجهها بعلامة الصليب وقالت : إذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك. فى يديك أستودع روحى. ● وفى الحال إنطلقت روحها الطاهرة، وظل وجهها يشع نوراً باهراً، وإمتلأ الدير كله برائحة بخور عطرة جداً.
● ● ● بعد لحظات قليلة، سمعت الراهبات طرقاً على الباب ، فوجدن جمهوراً من أهل الحارة المجاورة للدير يسألون عن أمنا سفينه، لأنهم رأوا منظراً عجيباً، فبعدما سمعوا - فى الشارع - صوت تراتيل جميلة، مع رائحة بخور عطرة، نظرواً إلى مصدر الصوت، وكان آتيا من الجو. فأبصروا موكباً عظيماً من الملائكة والقديسين، فإنذهلوا من عظمة المنظر، فقال لهم أحد الملائكة: (هذه روح الأم القديسة سفينه ، نأخذها بهذه الزفة إلى السماء)، وصعد موكب الزفة إلى الفرح السمائى. ● وعندما دخل أهل الحارة إلى الدير، فوجئوا بأن رائحة البخور التى إشتموها فى الشارع - مصاحبة للزفة - هى نفسها تملأ الدير.
(6) موكب الفرسان على السحاب فى الفيوم (الأنبا إبرام – المطرانية ص179 ، 385 + أ/ ملاك ص 24).
● ● ● حكمدار الفيوم/ سليم صائب ، رأى - وهو فى منزلـه - منظراً عجيباً فأشار إلى السماء وصاح إلى زوجته : آه ، يظهر إن إسقف النصارى مات، لإنى شايف خيول والركاب عليها يحيطون به ويصرخون إكئواب إكئواب . ● وفى الحال قام وذهب إلى أحد المسيحيين، وهو عم مقار البرنشاوى، وسأله: (ما معنى إكئواب إكئواب، لأنى رأيت قوات ماشيه فى السحاب وتحيط بالأنبا إبرآم ويرددون هذه الكلمات)، فأوضح له أن معناها هو قدوس قدوس (وهى تسبحة الملائكة، إنظر أيضا نياحة القديس السائح، فى دير الهابطين، صفحة 46) .
● وعند تشييع جنازة القديس، كانت الأعداد - التى تريد ركوب القطار لتصل إلى هناك - بالألاف (حوالى ثلاثين ألفاً)، فجهزت السكك الحديدية ستة عشر عربة ركاب، ولم تتسع، بل ركب الناس على سطحها وتعلقوا بأجنابها، وكان الجرار صغيراً جداً، فأحضروا جراراً ضخماً ليدفع من الخلف، ولكن عند سير القطار - ذو الستة عشر عربة - كان خفيفاً جداً بطريقة معجزية، حتى أن الجرار الصغير جرى به بسرعة كبيرة جداً، لدرجة أن الجرار الكبير لم يستطيع اللحاق بهم من الخلف. ● ولكن بعد إنتهاء تشييع الجنازة، وعند رجوع القطار، فشل الجراران الصغير والكبير، معاً، فى تحريكه، وإحتاجوا إلى أربعة جرارات لكى يتمكنوا من تحريكه. ● فكان ذلك بتدبير إلهى، لكى يعرفوا مجد إله الأنبا إبرآم، الذى : [ به نحيا ونتحرك ونوجد] أع 17 : 28.
(7) إطلب لكى تكون آخرتك مثل آخرته (جبل قسقام ص 154)
● القديس القمص ميخائيل البحيرى (تنيح فى 1923)، عندما كان عمره 12 سنه، كان والده مريضاً يحتضر، فخافت أمه عليه، وأصعدته إلى السطح، لكى لا يحضر هذه اللحظات. ● وإذا به --- فوق السطح --- يرى أباه منطلقاً إلى السماء وحولـه الملائكة فى فرح عظيم، فنادى على أبيه. فقال لـه أحد الملائكة : ( إطلب لكى تكون آخرتك مثل آخرته ) .
● وقد أثرت هذه الرؤية العيانية، على الصبى، فعرف مقدار الفرح العظيم الذى لا يماثله شئ على الأرض، فتعلق بالسمائيات وزهد فى الأرضيات، وظل يرعى والدته حتى تنيحت، ثم إنطلق فوراً إلى الدير وترهبن، وتتلمذ على القديس القمص بولس (الأنبا إبرآم أسقف الفيوم)، وعاش حياة الروح على الأرض. وقد منحه الله مواهب عديدة ● وعند نياحته، سمع راهب قديس آخر – و هو الراهب جبر مريم الحبشى - سمع ألحاناً سماوية تملأ الدير.
(8) يطلب النياحة أثناء القداس (الأنبا مكاريوس ص 56، 62)
● القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا، كانت طلبته من السيدة العذراء، هى أن يبنى كنيسة بإسمها، ولكنه - بعدما بنى الكنيسة وقبل تدشينها - تعرض لجلطات شديدة فى القلب والرئتين، وفشل الأطباء فى إنقاذه، ومات. ● ثم تشفعت له السيدة العذراء عند إبنها وإلهها، فإستجاب لها وأعاده للحياة (التفاصيل فى الفصل الثامن ، فى الجزء الثانى)، ثم بعدما أكمل مأموريته، عاد وتنيح مرة أخرى (مثل قديسين كثيرين تنيحوا مرتين ، مثل لعازر حبيب المسيح ، وكل الذين أقامهم الرب ورسله القديسين، وكذلك الميت الذى سقط على عظام إليشع النبى فعاد للحياة، فإنهم كلهم عادوا وماتوا مرة ثانية. أنظر أيضاً الفصل الثامن ، فى الجزء الثانى) .
النياحة الثانية :-
● كان القديس مكاريوس يصلى دائماً لتكون نياحته وقت القداس. ● أعلمه الله بوقت نياحته - الثانية - ولذلك سمح بتصوير فيديو لهذا القداس، بل إهتم هو بذلك، خلافاً لمعارضته الدائمة - سابقاً - على ذلك . ● ومن دلائل إهتمامه بهذا التصوير، أنه تكلم عنه لأحد الآباء الكهنة، كما لو كان حدثاً مهماً جداً، خلافاً لمشاعره السابقة. ● ● وقد أعلن عن هذا الميعاد لكثيرين، ففى إتصال تليفونى مع أمنا إيرينى أبو سيفين، قال : (أنا مسافر بكره سفرية مريحة)، إشارة إلى الراحة، أى النياح، فى ملكوت السموات: ● كما كان قد ألغى كل المقابلات يوم النياحة، الأحد . ● ● وقبلها بيومين قال: (ها أصلى الجمعة فى الست العدرا، والأحد فى مارمرقس، وبعدين مع أبو سيفين)، فلم يقل : فى أبوسيفين - أى فى كنيسة أبو سيفين - بل قال : مع أبو سيفين ، أى مع القديس فى السماء. ● وقد كرر هذه العبارة مرات عديدة، لأكثر من شخص، وبإصرار وتأكيد شديد.
● وأشياء أخرى كثيرة فعلها أو قالها، ليمهد الشعب لتقبل الأمر.
● وفى هذا القداس الإلهى الأخير، كان يصلى بدون أى مظاهر تعب أو إرهاق، ثم فجأة، بعدما قال (أعطنا)، وقبل أن يقول (وكل شعبك) سقط جسده فى لمح البصر، وإنطلقت الروح. ● وهنا ظهر سبب إهتمامه الزائد بتصوير الفيديو، لتسجيل هذه اللحظات العظيمة. إذ ظهرت - عند العرض البطئ للفيديو - المعجزة التى كانت ستمر دون أن يلحظها أحد . فإن الجسد المقدس - وكان الأنبا مكاريوس يحمله حينذاك - بدأ يسقط مع سقوط جسم نيافة الأنبا مكاريوس، ولكن الجسد المقدس رجع تلقائياً وإرتفع وعاد إلى الصينية، بطريقة معجزية، وكل ذلك حدث فى لمح البصر، ولم يكن ممكنا للعين المجردة أن تلحظه.
● وعن ذلك، ذكر نيافة الأنبا موسى، أنه شاهد - فى أمريكا - مع كثيرين من الشباب الأمريكى والقبطى - عند عرض الفيديو بسرعة بطيئة جداً - أصابع نورانية رفعت الجسد وأعادته للصينية.
● فإزداد المؤمن إيماناً، وآمن الذى كان يشك فى حقيقة جسد الرب ويظنه مجرد رمز، (ويمكنك ملاحظة رجوع الجسد، إذا سجلت الشريط بسرعة بطيئة ، ثم شغلته على السرعة البطيئة ايضاً) .
● وعمَّا حدث أثناء هذه النياحة المعجزية، ذكر احد الآباء المتوحدين السوَّاح - وهو معروف للمطرانية - بأن الأنبا مكاريوس كان يطلب دائماً أن يتنيح أثناء القداس الإلهى. ● كما ذكر أنه - أى المتوحد السائح - كان حاضراً فى هذا القداس، وأن الروح الطاهرة لسيدنا الأنبا مكاريوس - بعد نياحته - ظلت بالكنيسة حتى إنتهى القداس، ثم إنطلقت للسماء مع صرف ملاك الذبيحة .
(9) القديس يسجد لكى يسلم الروح (القديس أبو نوفير ص 46)
● القديس آبا نوفر السائح، ظل متوحداً فى البرية ستين عاماً، وكان الله يعولـه بالطعام والشراب، وبزياراته المعزية، ، وبالتناول من جسد الرب ودمـه. ● وعندما حانت نياحته، أرسل الله لـه القديس بافنوتيوس، ليعتنى بجسده، وليسجل سيرته، من أجل منفعة الناس ولتمجيد الله فى قديسيه. ● وفى لحظة نياحة القديس آبا نوفر، أضاء وجهه مثل النار. ثم أحنى ركبتيه وسجد أمام الرب وسلم الروح. (( ومن ذلك نفهم أن الذين وجدوا ساجدين، بعد تسليم الروح، كانوا أصلاً واقفين يصلون، ثم سجدوا لكى يسلموا الروح)). ● وقد سمع القديس بافنوتيوس أصوات الملائكة ترتل قائلة: (هذه النفس الطاهرة، فلنرفعها ونقدمها قرباناً للرب يسوع المسيح). ● وبمجرد أن تنيح القديس، جفت النخلة وجف ينبوع الماء، اللذان كان الرب قد أعدهما للقديس.
(10) الأنبا بولا - كذلك - يسجد ويسلم الروح (حياة الأنبا أنطونيوس للقديس أثناسيوس + طقس)
● القديس الأنبا بولا أول السواح، إنفرد متوحداً، سنيناً كثيرة. ولكن عند نياحته أرسل الله لـه قديساً، ليعلن طهارة سيرته ويعتنى بجسده.
● فقد أرشد الله الأنبا أنطونيوس إلى مغارة الأنبا بولا، فعرفا بعضهما بالروح قبلما يتحادثا. ● كما علم الأنبا بولا - بالروح - أن القديس البابا أثناسيوس كان قد أهدى رداء للأنبا أنطونيوس، فطلب منه أن يحضره لتكفينه فيه. فأطاع الأنبا أنطونيوس - برغم شيخوخته وطول المسافة ذهاباً وعودة - وذهب وأحضر الرداء. ● وعند عودته، وقبل وصوله للمغارة، شاهد روح الانبا بولا صاعدة وسط الملائكة والقديسين، وهى تضئ بنور ولمعان شديد، فصاح إليه الأنبا أنطونيوس، وأسرع للمغارة ، فوجد جسد الأنبا بولا راكعاً على ركبتيه ويداه ممدودتان بالصلاة ورأسه مرفوعة. فركع بجانبه وصلى كثيراً، ثم قام وأخذ الجسد وكفنه برداء البابا أثناسيوس. ولأن الأرض صخرية، فقد أرسل الله - الذى يدبر كل شئ، الصغيرة والكبيرة - أسدين ، حفرا قبراً بمخالبهما القوية، فدفن جسد الأنبا بولا، وحمل ثوب الليف - الذى كان الأنبا بولا يرتديه - إلى البابا أثناسيوس الرسولى.
(11) الأنبا توماس - أيضا - يسجد لكى يسلم الروح (الأنبا توماس السائح ص 13)
● أرسل الله رئيس ملائكته روفائيل، فأحضر القديس الأنبا شنوده - رئيس المتوحدين - مع بعض تلاميذه، ليسجل سيرة القديس توماس السائح، وليعتنى بجسده. ● وعند نياحة الأنبا توماس، جاء رب المجد وسط ملائكته وقديسيه، ورتل داود النبى بالقيثارة: )إمتلأت أفواهنا فرحاً) . ● ثم تقبل الرب روح القديس وصعد بها مع ملائكته وقديسيه. ● فنظر القديس أنبا شنوده - بعد نياحة أنبا توماس - فإذا بجسده ساجد وكفى يديه مفتوحتان نحو السماء. ● فصلوا عليه وكفنوه ودفنوه فى مغارته بإكرام جزيل.
(12) القديس يحنس القصير، يسجد ويسلم الروح (سلسة ساجى ص 34)
● كان القديس واقفاً يصلى، فجاءت الملائكة وأرواح القديسين لتأخذه معهم، فإمتلأ فرحاً وسلم الروح. ● ولم يكن تلميذه معه لحظة نياحته، بل كان قادماً إلى مغارته، فرأى روح القديس والملائكة تحملها والقديسون يحيطون بها منطلقين إلى السماء، فأسرع إلى المغارة، فوجد القديس ساجداً على ركبتيه وقد سلم الروح، ورائحة طيب تفوح من جسده الطاهر .
(13) القديس دوماديوس يستند ويبسط يديه، وينطلق (سلسة ساجى ص 32)
● بعد نياحة القديس مكسيموس، طلب أخوه : القديس دوماديوس ، من الرب، أن يلحق به، فمرض جداً لثلاثة أيام، فذهب الراهب بيشوى - الذى كان يعتنى به - إلى القديس مكاريوس (أبو مقار) ليحضره. ● فجاء القديس مكاريوس والقديس إيسيذوروس، وفيما هم قادمون، توقف القديس مكاريوس فجأة ونظر إلى ناحية الشرق، وأطال النظر، ثم بكى وقال: لقد تنيح الطوباوى دوماديوس، فقد رأيت خورس الملائكة والقديسين ومعهم أخوه مكسيموس، قد حضروا وأخذوا روحه معهم. ● فأسرعوا إلى قلايته، فوجدوه قد تنيح وهو مستند على الحائط ويداه مبسوطتان نحو السماء.
(14) والآن أيضاً، قديسون يسجدون ويسلمون الروح:
(أ) سبق وذكرنا - فى صفحة 3 - الراهبة القديسة التى قالت عنها تاماف إيرينى، أنها تنيحت وهى ساجدة والإبصلمودية أمامها.
● ويمكننا أن نتوقع - بناء على ما مر من سير القديسين - أنها كانت واقفة تصلى ، ثم سجدت وسلمت الروح .
(ب) القديس المعاصر، القمص جبرائيل الأنبا بيشوى (سيرة عطره 121 + الكتيب 40) :- تنيح أيضاً وهو ساجد يصلى ويداه مرفوعتان بالصلاة (فى 16/11/95) . ● وقد كان القديس القمص جبرائيل، ملاكاً، فى وداعته وتواضعه وطاعته وإنكاره التام لذاته، وهو المعروف بموهبة إخراج الشياطين، بقوة عجيبة جداً. وقد جاء إليه محررو مجلة أخبار الحوادث، ليتحققوا من الأمر، ثم كتبوا عنه مقالة بجريدتهم - 29 سبتمبر 1994 - بكل تعظيم وتكريم ومهابة، بعد الذى رأوه.
● قبل نياحته بثلاثة أيام ، زار كل بقاع دير الأنبا بيشوى، وودعها، وسلم على كل الأباء الرهبان، فرداً فرداً، وزار الطافوس (مدفن الدير) قائلاً : ( يا بخت الآباء اللى سبقونا للسما ، السما مافيش أحلى منها ، صلواتكم يا آباءنا إلى أن نلتقى ).
● فى اليوم السابق على نياحته، كان وجهه مضيئاً جداً، وعيناه لامعتان، حتى أن الأخ الخادم الذى رآه هكذا، تخيل أنه يرى - فى رؤية - أحد الأباء السواح. وقد قام أبونا بتوديع هذا الخادم وداعاً حاراً، أكثر من المعتاد، وباركه ورشمه بالزيت، ثم أعطاه زجاجة الزيت التى رشمه بها - وهى التى كان يرشم بها الشعب - كما خلع صليبه الخاص الجلد، وأعطاه لـه، فإندهش الخادم جداً، وسأله عن السبب، فقال : (أنا لى صليب تانى).
● وفى الفجر تنيح، فوجدوه ساجداً ويداه مرفوعتان بالصلاة، وأنه قد تنيح على هذا الوضع.
(15) يبسط يديه وينطلق (الآباء السواح - ص 92)
● القديس مرقس الترمقى السائح ، كان له 95 عاماً متوحداً بجبل الترمقا المهجور، فلما حان إنطلاقه، أرسل الرب لـه قديساً - بواسطة رؤيا - هو الأنبا سرابيون، ليكتب سيرته ويعتنى بجسده . ● فقضى معه اليوم وعرف سيرته، ثم قال القديس مرقس : (حان وقت إنتقالى، هلم نصلى)، فصلى المزامير، ثم ودع المغارة، وطلب منه أن يغلق بابها عليه - بالحجارة - بعد نياحته. ● ثم جاء صوت من السماء يقول: ( إئتونى بالعبد الصالح الأمين العامل مسرة الآب.. تعال يا مرقس إستريح فى موضع النياح الأبدى )، ثم سمع القديس سرابيون صوتاً آخراً، يقول للقديس مرقس: ( إبسط يديك وأكمل جهادك )، وللوقت رأى ملاكين معهما رداء أبيض كالثلج، فأخذا روح القديس مرقس فيه، وصعدوا بها للسماء. ● وسمع أحد الملائكة يقول: إهربوا يا جنود الظلمة وإبعدوا من النور. إهربوا من قدام تلك النفس الصالحة. ● ثم رأى شبه يد من نور قد إنبسطت على روح القديس، فلم يعد الأنبا سرابيون يرى شيئاً (وعن موضوع جنود الظلمة ، إنظر أيضاً : ص 26)
(16) يجلس يرتل، فتنطلق الروح (معجزات معاصرة جـ 7 ص14)
● القديس الراهب يوسف السريانى، كان متعلقا جداً بحب السيدة العذراء، وفى عيدها (21 كل شهر قبطى) يشترى فاكهة ويوزعها على عمال الدير، وكثيراً ما سمعوه - وهو فى قلايته - يتكلم مع السيدة العذراء.
● وكانت طلبته الدائمة من أمه الحنون العذراء ، هى أن يتنيح بدون أن يرقد . وقد حققت له ذلك بطريقة عجيبة. إذ - فى يوم نياحته - خرج من قلايته وجلس على كرسى، وظل يرتل مدايح السيدة العذراء ، إلى أن مر عليه أحد الآباء الرهبان ورآه يرتل ووجهه يضئ بنور، وهو يتطلع إلى السماء. ● وفجأة وجده يميل رأسه، وفى الحال إنطلقت روحه الطاهرة، بدون أن يهتز أو يسقط من على الكرسى. ● فكان عدم إنطلاق روح أبونا يوسف إلاَّ بعد مرور الراهب ومعاينته له يرتل هكذا، كان ذلك كله من التدبير الإلهى المحكم: [ رتبت كل شئ بمقدار وعدد ووزن]حك 11 : 21، أى أنه تدبير من كافة النواحى. فليست فى حياة أولاد الله مصادفات، بل ترتيب إلهى عجيب، فى كل كبيرة وصغيرة.
(17) يجلس لكى تنطلق الروح (تاريخ الدير ص 23)
● القديس أبى فانيوس: أعلمه الله بساعة نياحته، فأعلن ذلك للجميع، ودعاهم للقداس الأخير فى صباح الغد. ● أما هو فقضى الليل كله واقفا يصلى ويسبح، ثم فى القداس الإلهى - فى الصباح - لم يجلس أبداً، بل ظل واقفاً على قدميه طول الوقت. ● ثم بعد القداس، ودعه الجميع ببكاء شديد، وتباركوا من بعضهم. ● فلما أكمل كل شئ، جلس وأمال رأسه، وفى الحال إنطلقت روحه الطاهرة. فإنطلقت رائحة بخور زكية من جسده الطاهر. وقد بنوا ديراً عظيماً - على إسمه - فى ناحية الإشمونين.
(18) يرشمون أنفسهم بالصليب، ثم يتنيحون :-
(أ) القديسة إيلاريا (سلسة ساجى ص25)
● هى إبنة الملك زينون، إشتاقت للرهبنة منذ طفولتها، وفى صباها إرتدت ملابس أحد خدم الملك، وهربت من القصر، وذهبت إلى الدير وترهبنت - كرجل - بإسم إيلارى وأقامت منفردة فى قلاية . كشف الله أمرها للقديس بموا، فقط. ● قبل نياحتها مرضت، فطلبت الأب القديس بموا، وكلمته (الإعتراف الأخير)، وطلبت منه أن يدفنها كما هى بملابسها التى عليها. ثم رشمت وجهها بعلامة الصليب وسلمت الروح.
(ب) القديس مرقس الأنطونى (كوكب ص42 و 94 + مشاهير جـ2 ص25)
● بصلوات أولاده الرهبان، مد الله فى عمره سنتين. وقد قضاهما فى ألآم الأمراض الشديدة، بتدبير إلهى لكى يقبل أولاده بنياحته، رحمة به . ● فتألم أولاده لـه جداً، وطلبوا لـه الراحة. ● أما هو فتقبل المرض والألام بكل رضى، معتبراً انها لا تساوى شيئاً أمام ألآم رب المجد على الصليب، ولا أمام أمراض أيوب الصديق. ● ولم تمنعه الألام الشديدة من تكملة قانونه الروحى، بما فى ذلك العمل اليدوى فى ضفر الجدائل. ● لما إقتربت نياحته - فى هذه المرة الثانية - ظل يوصى الرهبان بالمحبة . ● ثم قال لهم: (قوموا لأنى وصلت إلى المينا)، فذهبوا إلى الكنيسة ليصلوا، وبقى معه تلميذه فقط. ● فإستند عليه، ورشم كل جسمه وحواسه بعلامة الصليب، وفى الحال إنطلقت روحه الطاهرة. ● وقد أبصر أحد الرهبان قوات نورانية تنزل من السماء، ثم رأى السيدة العذراء، حاملة الطفل يسوع، فجلست بجوار القديس مرقس، وقبلت روحه الطاهرة، وكانت القوات النورانية يرتلون بفرح، ثم صعدوا جميعاً للسماء، فى فرح ومجد.
(ج) القديس باخوميوس (أبطال جـ5 ص117) ● رشم ذاته بعلامة الصليب، ثلاث مرات، وسلم الروح، فرأى بعض الإخوة روحه الطاهرة، تحملها الملائكة بالفرح، منطلقين للسماء. ● وقد إمتلأ المكان برائحة البخور وإستمر ذلك لعدة ايام.
(د) الانبا رويس: رشم جسده كله بالماء الذى صلى عليه ، بعلامة الصليب ، وإنطلق فى ليلتها. (أنظر صفحة 21)
(هـ) الراهبة القديسة سفينه: رشمت وجهها بعلامة الصليب وقالت: إذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك، فى يديك أستودع روحى، فإنطلقت روحها فوراً (إنظر ص 34)
(و) وأخرون كثيرون - فى وسطنا ولا ندرى بهم - يرشمون الصليب قبل نياحتهم.
(19) يدخل المدفن بنفسه ويتمدد، فتنطلق روحه (الأباء السواح ص60)
● القديس موسى السائح التائب: خدعه الشيطان ليسقطه من قامته الروحية العالية، إذ إستدرجه إلى العالم، حتى كاد أن يزل، ولكن رحمة الرب أدركته. ● وقد تاب توبة عظيمة جداً، ببكاء متواصل ولسنين كثيرة. ● ثم أرسل الرب لـه ملاكاً، فعزاه، وأعلمه أنه سيتنيح بعد ثلاثة أيام، وأعلمه أن الله سيرسل لـه أباً كاهناً. ● وفعلاً جاءه القديس القس صموئيل السائح، فسجد أمامه وأقر أمامه بكل شئ ولم يكتم شيئاً. ● فأخذه الأب صموئيل إلى كنيسة مخفية فى البرية، لا يعرفها إلا القديسين السواح، فإجتمع الآباء السواح، وأبدلوا ثيابهم، وصلوا القداس الإلهى، وتناولوا جميعاً. ● ثم طلب القديس موسى من القديس الأب صموئيل أن يـُريه مدفن الأباء، ففتح لـه الباب، فدخل القديس موسى وتمدد وسط أجساد القديسين، وفى الحال إنطلقت روحه الطاهرة. فتبارك منه الأب صموئيل وكتب سيرته.
(20) يعمل مأدبة نياحته، بنفسه، ثم ينطلق (تاريخ الأباء ص116) ● الراهب كيل إبن الجندى (فى زمان البابا خرسطوذولوس – 66). ● كانت لـه مواهب روحية، فكان يرى خطايا الناس ويقودهم للتوبة. وكان الشيطان يحاربه مواجهة. ● وبصلاته آمن أيضاً أبوه بالجسد ، وتعمد ، وترك منصبه العظيم لدى السلطان، وترهبن مثله، وبقى عنده إلى وفاته. ● قبيل نياحة القديس الراهب كيل، أعلمه الله بميعاده، فطلب من الإخوة أن يجتمعوا عنده، وصنع لهم وليمة، وكان هو الذى يخدمهم بيديه. ● وبعد إنتهاء الوليمة، جلس بينهم، وطلب منهم أن يقرأوا عليه المزامير، وتنيح وهم يقرأون عليه.
(21) يضجع حسناً، لكى تنطلق الروح (سواح فى البرية ص49) ● القديس أنبا هرمينا السائح، أعلمه الله بميعاده، إذ أرسل لـه رئيس الملائكة ميخائيل وبشره بأن رب المجد سيأتى إليه بعد 12 يوماً ويصحبه للسماء. ● وفى يوم النياحة، أرسل الرب إليه القديس أباهور مع أثنين من الإخوة معهما ما يلزم للتكفين (فهكذا الرب يدبر كل شئ). ● فجاء الرب ومعه صفوف الملائكة ، وقال له : (السلام لك يا مختارى هرمينا حبيب أبى، هيا إمضى ولا تعيق الملائكة الذين جاءوا ليفرحوا معك). فلما سمع القديس ذلك، إضجع حسناً، فإنطلقت روحه الطاهرة فأخذها الملائكة فى ثياب نورانية، وحملوها، وصعد الموكب بالتهليل والفرح إلى السماء.
(22) يستعجل فى الصلاة، ثم يضجع لكى ينطلق (تاريخ الآباء ص 67)
● القديس البابا مرقس (49)، أعطاه الله مواهب شفاء وعمل معجزات عظيمة، وحكمة عالية، فجمع شمل الكنيسة ورد الضالين، وأبطل الهرطقات بالصلاة أكثر من الكلام. ● ثم حدث إضطهاد شديد، وخربوا الكنائس والأديرة، حتى هلك الكثيرون وذهبوا إلى الجحيم بأرجلهم، فظل البابا القديس يبكى ليلاً ونهاراً، ويطوف من مكان لمكان ليرد الشعب، باكياً، ولا ينام إلا على الأرض، لكى يرحم الله شعبه. ● ولكن غضب الله - على فساد الشعب وتهاونهم - كان له زمان قادم، حتى يتوب الشعب . ● فصنع الرب بالقديس مثلما فعل مع لوط، إذ أخرجه - سالماً - من وسط الشعب المعاقب، فإنه من وجه الشر يضم الصديق :- [ كان مرضياً لله فأحبه، وكان يعيش بين الخطاة فنقله] حك 4 : 10، لذلك، ظهر للبابا مرقس - فى رؤيا - القديس مارمرقس الرسول، وقال له:- (لقد أنعم الله عليك بأن تستريح وتأتى إلينا). وكان ذلك اليوم هو ليلة عيد القيامة المجيد، فطلب البابا من الأساقفة الذين سيشتركون معه فى قداس العيد، أن يسرعوا.
● وبمجرد أن إنتهى التناول من جسد الرب ودمه ، إضجع القديس البابا مرقس على الارض ، فإنطلقت روحه الطاهرة فوراً.
(23) البابا يطلب سرعة إنتقاله، لينقذ شعبه(تاريخ الآباء ص198)
● القديس البابا متاؤس الكبير (87) : فى زمنه جاء حاكم شرير- بسبب خطايا الشعب - وصنع شروراً عظيمة. ثم أراد أن يصنع مؤامرة وتلفيقاً ضد هذا البابا القديس، لكى يجعلها حجة، لكى يفتك بالمؤمنين كلهم.● فطلب البابا شفاعة السيدة العذراء، لكى يأخذه الرب سريعاً، لكى تبطل المؤامرة الشريرة ● وظل واقفاً أمام أيقونة السيدة العذراء حتى إستجاب الله لطلبته. ● فأصيب - فى نفس اليوم - بحمى شديدة جداً، فجمع كل أبنائه وتلاميذه وأعلمهم بأنه سيتنيح، وطلب منهم إحضار التابوت والكفن حالاً. ● ثم طلب أن يغطوه بوزرته. وفى الساعة التى غطوه فيها، إنطلقت روحه الطاهرة.
● وقد عاقب الله ذلك الحاكم الشرير، عقاباً شديداً، إلى أن مات أشر ميتة. (للمزيد عن البابا متاؤس : ص 21)
(24) يقول: أخرجى أيتها النفس المباركة، فتنطلق (تاريخ الآباء ص143 + إيريس جـ3 ص153)
● القديس البابا غبريال (70)، وهو قديس مشهود لـه بالفضائل والصدقات وكثرة العلم والعمل الصالح. ● حدثت إضطهادات كثيرة وحرقت ونهبت الكنايس، وزادوا الجزية فوق الطاقة ، حتى جاع الناس (والجوع كافر كما يقول المثل الشعبى)، فإرتد الكثيرون، فناح البابا وأكثر من الصوم والصلاة لكى يرحم الله شعبه. فمرض بمرض الموت، فصرخت الكنيسة كلها إلى الله لكى يوهبه لهم. ● فأبصر البابا ، السيدة العذراء - فى رؤيا - وقالت له: (الرب وهبك أياماً أخرى)، فقام البابا بكامل الصحة وكأنه لم يمرض نهائياً، ففرح الشعب جداً.
● وبعد ذلك بعام، مرض مرة أخرى، فأرسل وإستدعى الأباء الكهنة، وسلمهم كل متعلقات البطرخانة (مثلما فعل البابا كيرلس السادس صفحة 29 )، وأرسل إلى كاتب البطريركية (أى المحاسب) وسأله إن كان عليه شئ لأحد (لأنه كان يقترض ليسدد عن المحتاجين). ● وفى هذه الليلة، سمع البعض صوت صلاة القداس تنبعث من الهيكل، بدون أن يكون هناك أحد . ● وبعدما أتم البابا غبريال كل شئ، تمدد على الأرض، وقال : أخرجى إيتها النفس المباركة، إلى ربك. ● فإنطلقت روحه فى الحال.
(25) كان يراه واقفاً، وفجأة وجده راقداً (الآباء السواح ص50) ● أحد الآباء السواح المتوحدين، جاء إلى دير الهابطين (دير الزجاج)، وتقابل مع الأنبا بقطر، وأعلمه بأن الرب أعلن لـه -- فى رؤيا - أن نياحته ستكون فى يوم محدد وأنه أمره بالمجئ إلى هذا الدير. ● وفى هذا اليوم المحدد، طلب الأب المتوحد من الأنبا بقطر أن يدفنه - عند نياحته - مع عظام الآباء السواح خارج الدير، ولم يكن الأنبا بقطر يعرف مكانها، فذهب معه لكى يريه مكانها. ● ثم تقدم وإبتعد عنه، عندئذ رأى الأنبا بقطر أشخاصاً منيرين، جاءوا إلى الأب السائح المتوحد، وسلموا عليه، وصلوا عليه. فمن شدة بهاء منظرهم، إنحنى الأنبا بقطر ونظر إلى أسفل. ● ثم سمع أحدهم يقول للأب المتوحد: (نحن فى إنتظارك لتأتى إلينا)، وإذا بأصوات تسبيح وترتيل تنطلق بصوت عظيم، قائلة: (قدوس الله رب الصاباؤت، السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس). فرفع الأنبا بقطر نظره، فلم يرى أحداً، بل رأى الأب المتوحد ممدداً على الأرض، وقد إنطلقت روحه. فتقدم وقبـَّله، ثم فكر، كيف يحفر قبراً، فإذا به يرى قبراً محفوراً على مقدار المتوحد، فدفنه فيه ، وهو يمجد عظمة التدبير الإلهى .
(26) يغلق عينيه بنفسه، بعد النياحة (راهب فاضل + مدرسة الصلاة)
● القديس القمص أثناسيوس السريانى (تنيح فى 25/10/1993) ، كان من الآباء السواح، وقد كان أب إعترافات الراهبات، وعنه قالت تاماف إيرينى أنه: (راهب من الجيل الرابع (أى جيل الأنبا أنطونيوس)، ده راهب زى العملة النادرة)
● وعن نياحته: كان يعلم الميعاد بالضبط: -
● فقبلها بشهر: + قال لأحد أبنائه: ما خلاص يا بنى، العدرا دعتنى . + كما حدد أن نياحته ستكون فى 13 مسرى.
● وفى يوم نياحته: الثلاثاء 19/8/1997 الموافق 13 مسرى، كما سبق هو وحدد، خدم القداس الإلهى، ثم أطال فى الإعترافات للراهبات، من الصباح للمساء. ●● وفى عودته، تعب جداً، ولكن الرب - مدبر كل الوجود -أوصله بالسلامة للبطرخانة ، حيث إلتفَّ حولـه أحباؤه، وبمجرد دخوله، إنطلقت روحه الطاهرة، بشكل نفخة منظورة، وقد رآها القمص ثيؤدوسيوس السريانى،وكتب شاهداً بذلك، كما شهد أيضا بأن عينيه - اللتين كانتا مفتوحتين بشدة - قد أغلقهما تلقائياً، بعد خروج الروح. ● كما شهد أحد الأباء الرهبان، بأنه رأى مجموعة من القديسين والسواح والشهداء، ومن بينهم المتنيح الأنبا مينا أفا مينا، والذى كان أبونا أثناسيوس يضع صورته أمامه طول هذا اليوم، أثناء وجوده بدير الراهبات، ولا يرفع عينيه عنه. (للمزيد صفحة 23) .
(27) القديسون يرون أرواح القديسين المنطلقة :-
بالإضافة لكل ماسبق، نذكر أيضاً هذه الرؤى:-
أ- الأنبا أنطونيوس رأى الملائكة تزف روح قديس للسماء، بفرح عظيم، فطلب أن يعرف من هو. فسمع صوتاً يقول: هذه نفس آمون راهب نيتريا (وهى تبعد مسيرة ثلاثة عشر يوماً)، فلما رآه تلاميذه منذهلاً، سألوه، فقال لهم إن آبا آمون تنيح الآن. وكان القديس آمون مشهوراً جداً، إذ أعطاه الله موهبة عمل المعجزات. ● وبعد شهر، جاء بعض الأخوة من نيتريا، وأخبروهم بأن القديس آمون قد تنيح (سيرة أنبا أنطونيوس للقديس أثناسيوس فقرة 60).
ب- القديسان باخوميوس وتادرس : كانا جالسين يتفاوضان فى أقوال الله. وفجأة سمعا صوت ألحان جميلة، فسأل القديس تادرس: هل تسمع هذا يا أبى. فقال نعم، هذه روح طاهرة، قد فارقت جسدها، والملائكة تزفها للسماء. وفجأة، أبصرا - معاً - روح ذلك القديس منطلقة، وعرفاه من هو (القديس تادرس ص119)
جـ- الأنبا صرابامون أسقف المنوفية - وهو الشهير بأبى طرحة، لتخفيه أثناء توزيعه احتياجات المساكين - كان جالساً مع الآب البطريرك، وفجأة نهض منفعلاً صائحاً، فسأله البابا عما حدث، فقال: رأيت روح أخى الأنبا يوساب أسقف الفيوم وهى صاعدة للسماء. وبعد فترة جاءهم الخبر (ولم تكن توجد - فى ذلك الزمان - وسائل الاتصالات المعروفة حاليا).
● وفى مرة ثانية، كان الأنبا صرابامون فى قلايته بالبطريركية، فجاء ليلاً ، إلى البابا بطرس - منفعلاً - إذ شاهد روح أسقف أسيوط، صاعدة للسماء. وبعد فترة تحقق الخبر.
● وكانت هذه الرؤى - فى ذلك الزمان - تعطى الفرصة للبابا ليتدبر الأمر، فيسافر، أو يرسل أحد المطارنة، لتشييع الأسقف المتنيح، وكذلك لإبلاغ أهل إبروشيته بأن أحد القديسين رأى روح أسقفهم صاعدة للسماء، فيكون ذلك عزاءً للشعب كله، فى فقدانهم أسقفهم القديس (أشهر الأساقفة ص53).
د- القديس الناسك القمص أرمانيوس السريانى: (راهب ناسك ص12) ● كان ناسكاً عاملاً عابداً، مبدأه هو : (كل ما تضيق على نفسك، ربنا يوسعها عليك)، فكان يقضى الليل كله يصلى صلاة حارة ممتزجة بدموعه النابعة من قلب رحيم ملتهب بالروح القدس.. كان يصلى والدموع تنهمر بلا توقف، وكان يسميها : (زيارة نعمة) .
● رأى القمص أرمانيوس، صعود روح الراهب القديس القمص أنجيلوس السريانى، تصعد بها السيدة العذراء مع الملائكة. وقد إضطر للإعلان عن هذه الرؤية - بتدبير إلهى - إذ مرَّ عليه أحد الرهبان وقال لـه أنه ذاهب لإستدعاء عربة إسعاف لأن حالة أبونا إنجيلوس صعبة، فقال له: لا داعى لإحضار الإسعاف. فألح عليه ليعرف السبب، فإضطر لأن يقول له إن أبونا أنجيلوس قد تنيح. ومع إلحاح الإستفسارات، ذكر الرؤية، فرجع الراهب، فوجده قد تنيح فعلاً.
● وعن نياحة القديس القمص أرمانيوس نفسه، فقد رأى أحد آباء الدير - المشهود لـه بالقداسة وصنع المعجزات - السيدة العذراء ومعها المتنيح الأنبا تؤفيلس قد حضراً، وحملا روح القمص أرمانيوس إلى السماء.
(28) تاماف إيرينى أبو سيفين (إصدار دير أبو سيفين صـ12)
● تنيحت فى 31 أكتوبر 2006م. ● قبيل نياحتها، كانت تكرر القول: (خلاص أنا ماشيـة، فاضل كام يوم، خلاص ها أروح). كما قالت أنها ستحتفل بعيد الشهيد أبو سيفين – المقبل – فى السماء. ● دخلت فى غيبوبة، فصلى لها نيافة الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا صلاة المرضى وقرأ لها التحليل، فسمعها تقول: (الآن يا سيد تطلق عبدتك بسلام)، وفى الحال انطلقت روحها الطاهرة. ● وأثناء توديع الجماهير لها، كانت كأنها نائمة وليست متوفية، وكان وجهها بشوشا يفيض بالروحانية والشفافية كالملائكة.
الباب الرابع: ما الذى رأوه؟
فى لحظة نياحتهم
هذا السؤال ، سألته سيدة فاضلة - فى جلسة عزاء - بعد أن ذكرت ما شاهدته أثناء وفاة والدها ، ثم وفاة عمتها . ● إذ كان أبوها يعانى المظالم فى صمت وصبر ، ثم عند نياحته ، هَبَّ من رقدته ( مثل الأنبا أنطونيوس ) ، وصاح بفرح: ( أبويا العريس .. أبويا العريس ) ، ثم إنطلقت روحه فى الحال . ● وأما عمتها ، التى كانت تستولى على المال ، فعند خروج روحها ، صرخت بفزع:( حوشوا عنى الحاجة السوده ديه ) ثم خرجت روحها فورًا . ● وكانت هذه السيدة - التى أثق تمامًا فى أمانة كلامها ومصداقيتها - تشتاق من أعماق قلبها ، لأن ترى ما رآه أبوها . وقد إنتقل إلىّ هذا الشوق ، مع مواقف مشابهة ، مرّت بىّ .
( 1 ) شوفوا ...ماما العدرا بتبتسم لى( معجزات معاصرة ج7 صـ78 )
● الفتاة المباركة / مرفت - بمدينة رشيد - تحملت صليب المرض الخطير ، فى شكر وصبر . زادت الآلام حتى وصلت لحالة من الإعياء الشديد ، فنقلوها للمستشفى . ● وفجأة ، وجدوا وجهها يضىء بإشراقة سماوية ، وهى تنظر إلى ناحية السماء وتقول: ( إنتى جميلة يا ماما العدرا ، حلوه خالص . . بُصّوا . . شوفوا ماما العدراء بتبتسم لى . . الست العدرا أحلى من السكر ) . ثم نظرت إلى والدتها وقالت لها: ( شدى حيلك . . أنا رايحه للست العدرا ) ، وفى الحال إنطلقت روحها الطاهرة .
( 2 ) أهو البابا كيرلس جاى وها أروّح معاه (جامعة الروح القدس صـ73)
● القمص بيشاى ( كاهن كنيسة الأنبا بيشوى - دير البرشا - ملوى ) كان صديقًا للبابا كيرلس السادس أثناء وجوده بالجسد، واستمرت الصداقة بعد نياحة البابا. ● فى يوم الجمعة 30/12/89 ، صلى أبونا القداس الإلهى بصحة جيدة . ثم ، فى الفجر - التالى مباشرة - إستيقظ وهو يقول: ( النور.. النور.. هو النور طلع؟ ) ، فأجابته زوجته: ( نور آيه دى الساعة أربعة . . ما فيش نور ) ، ولكنه استمر يقول: ( النور . . النور ) ، وهو يشير إلى جهة صورة البابا كيرلس على الحائط ، فرأت زوجته نورًا أخضر جميل ، ليس لجماله مثيل ، يسطع من صورة البابا ، ثم قال أبونا بشاى: ( أهوه . . البابا كيرلس جاى وها أروّح معاه ) . ● وفى الساعة السادسة ، اكتشفوا أنه تنيح ، وذهب فعلاً مع البابا كيرلس ، إلى الأمجاد السماوية.
( 3 ) تعالوا .. تعالوا .. ( معجزات البابا كيرلس جـ4 صـ26 )
● تقول السيدة أولجا عبدلله عبد الشهيد ( 51 ش إندراوس باشا بالأقصر ) أن زوجها كان مريضاً جداً ، فطلبت من إبن خاله أن يذهب للبابا كيرلس ويطلب منه أن يصلى لزوجها . ● فذهب للبابا ، فناداه - بدون معرفة سابقة - قائلاً: ( تعال يا بتاع الأقصر ) ، فإندهش ، وطلب منه الصلاة للمريض . فأعطاه البابا زيت مصلى فى قطنة وقال لـه: ( ستنا العذراء ومارمينا العجايبى سيزوراه ويريحاه من كل أتعابه ) . ● فلما عاد للأقصر ، أعطاهم الزيت المصلى وذكر لهم ما قاله البابا ، فظنوه يقصد الشفاء ، فقامت الزوجة المؤمنة ، بدهن زوجها بالزيت ، فابتدأ يشعر بالراحة وينام--- بعدما فشلت كل الأدوية المنوّمه فى منحه النوم، لشدة الألم--- وقضى حوالى شهر على هذا التحسن . ● وذات ليلة ، شعرت زوجته بدافع قوى لأن تقوم وترشم زوجها بالزيت المصلى ، بعلامة الصليب المقدس ، من رأسه إلى قدميه . ثم أطفأت النور وجلست بجواره . ● وفجأة رأت صورتين من نور ، للسيدة العذراء ومارمينا ، يتحركان داخل الحجرة ، ففرحت جدًا ، وأيقظت زوجها ليرى المنظر الجميل ، ولكنه كان مستغرقًا فى النوم . ● وفى الفجر ، وجدوه يرفع ملابسه عن بطنه ، ويشير إلى بطنه وهو يقول : (هنا الوجع يا ستى يا عذراء. . هنا). ● وبعد ذلك قال: ( تعالوا . . تعالوا . . ) ، وفى الحال سلّم الروح . ● فامتلأت الغرفة ببخور كثيف ذى رائحة زكية، واستمر لأسبوعين متواصلين .
( 4 ) أبونا بيشوى أهوه .. بيحضر التيجان ( القمص بيشوى صـ1 صـ218 )
● فى بداية الغيبوبة ، قال: ( ابونا بيشوى أهوه .. بيجهز للفرح وبيحضر التيجان ) ، وبعدها انطلقت روحه.. (للمزيد انظر ص20).
( 5 ) الفرح يملأ وجهها ، وهى تحتضن صورة القديس ( الألم والمــرض صـ121 )
● كان أ/ عادل كامل - خادم مرضى الفراش - يفتقد سيدة مريضة بالسرطان ، فى حالة صعبة . وهى أم لأطفال وفتيان . ● فكلمها عن سيرة أبونا بيشوى كامل ، القديس الذى احتمل هذا المرض بكل الفرح ، وكان يعتبره طريقًا مختصرًا وقصيرًا للوصول إلى الفردوس ، وأن أبونا بيشوى قضى الساعات الأخيرة له --- التى يكون فيها مريض السرطان ، فى قمة آلامه --- وهو يتكلم بحب وفرح ، عن عيد الصليب ، وأنه عيد الحرية والانتصار ( على موت الجحيم ، وعلى سلطان إبليس فى القبض على أرواحنا ) ، وأنه عيد القوة . وذكر لها ، كيف أن أبونا بيشوى ، بعد كلامه عن الصليب ، رأى سقف الغرفة مفتوحًا على السماء ، والقديسين نازلين ليحملوا روحه الطاهرة . ● سمعت الأم المريضة ، تلك السيرة المقدسة ، فشملها إحساس بالراحة(سماع سير القديسين يعطينا دفعة روحية عظيمة ، والعكس بالعكس). ● ثم أعطاها أ/ عادل صورة لأبونا بيشوى ، وصلوا ، ثم إنصرف . ● أخذت هذه السيدة صورة أبونا بيشوى وأخذت تناجيه بالروح ، فزالت كآبتها . ثم دخل أولادها إلى حجرتهم ليناموا . ● بعد قليل ، شعر أحد أبنائها بأن أمه تقف إلى جوار سريره ، ونظر إليها ، فقام مسرعًا إلى حجرتها ، فوجدها وقد انطلقت روحها الطاهرة ، ووجهها ممتلئ فرحًا ، وهى تحتضن صورة القديس القمص بيشوى . ● فكان منظر الفرح الذى يشع من وجهها --- بعد نياحتها --- هو أكبر عزاء لأسرتها ، بل لقد جعلهم يقتربون أكثر وأكثر ، إلى إلهنا الحبيب ، مصدر الفرح الحقيقى ، وحبيب القديسين .
( 6 ) رأيت السيدة العذراء ، فابتهج قلبى ( بستان القلمون صـ29 )
● القديس الأنبا صموئيل المعترف . أرسل الله ملاكًا إليه ، أعلمه بميعاد نياحته ، فظل يوصى تلاميذه الرهبان ، بوصايا روحية ويعزيهم . ● وفى ليلة نياحته ، ظل طول الليل يعظهم ، واختار لهم القديس أبللو ليكون أبا روحيًا لهم بعد نياحته . ● ثم دخل فى غيبوبة ، فبكى تلاميذه الرهبان ، فانتبه وقال لهم: ( لماذا تبكون يا أولادى ، إنى ذاهب إلى الرب ) . فقالوا لـه: لماذا ظللت شاخصًا هكذا ، ولماذا لم تكلمنا؟ . فقال لهم: ( إنى رأيت السيدة العذراء ومعها جمع كبير بملابس بيضاء ، فابتهج قلبى ، لذلك بقيت شاخصًا لهم ) . ● ثم أشرق وجهه بفرح وضياء عظيم وانتشرت رائحة طيب كثير ، وسلم روحه الطاهرة . ● فاقترب منه مرتل الدير - الكفيف - وأمسك بيد القديس ، ووضعها على عينيه ، فأبصر .
( 7 ) يبتسم للضيوف السمائيين ، ثم ينطلق ( حياة الأنبا أنطونيوس للبابا أثناسيوس فقرات 89 – 92 )
● الأنبا أنطونيوس أب الرهبان ، قبل نياحته ، زار كل تلاميذه فى كل مكان ، وأعلمهم بقرب إنتقاله ، وكان يتكلم بفرح ، وكأنه غريب سيـرجع إلى وطنه الحبيب ، وأوصاهم ، وودعهم . ● ثم عاد إلى الجبل الداخلى ، ودعا تلاميذه هناك ، وأوصاهم بالمحبة ، وطلب منهم إرسال أجزاء مما فى قلايته --- للبركة والوداع --- إلى بعض القديسين . ● ثم دفع جسمه برجليه - كمن يتأهب للنهوض بسرعة لاستقبال أشخاص محبوبين حضروا فجأة - وأشرق وجهه بابتسامة الترحيب ، وهكذا سلّم الروح ، والابتسامة باقية على وجهه .
( 8 ) هات كرسى للست العذراء ( القديس سيدهم صـ16+ أبطال جـ3 صـ77 )
● الشهيد سيدهم بشاى ، تمسك بإيمانه بالرغم من الإهانات والعذابات الرهيبة ، وانتصر على الألم بقوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح . ● وكانت السيدة العذراء تظهر لـه ، تعزيه وتشجعه . ● أثناء إنطلاق روحه ، قال لصديقه مليكه: ( إحضر كرسيًا بسرعة لتجلس عليه الست العذراء ) ، إذ كانت واقفة - طول الوقت - بجانبه ، حتى آخر لحظة . ● وفى الحال انطلقت روحه الطاهرة .
( 9 ) دا الفردوس حلو قوى ياولاد ( باب السماء صـ62 )
● القديسة الأم كيريا مارجرجس ● فى بداية غيبوبة الوفاة ، قالت: ( دا الفردوس حلو قوى يا ولاد ) ، وفورًا فقدت الوعى ، وفشلت محاولات الأطباء ● وقد رأت الراهبة مرثا ، السيدة العذراء ومارمينا والبابا كيرلس وقالوا لها كلامًا جميلاً ومعزيًا عن أمنا كيريا ، وأنهم سيأخذونها للسماء . وبعد لحظات انطلقت روحها الطاهرة ، وفاحت رائحة بخور زكية من جسدها الطاهرة وملأت المكان كله . ( للمزيد ، صفحة 24 )
الباب الخامس: الحياة مستمرة
. . . وأفضـل ( يو 10 : 10 )
● أنا أعمل ، إذن ، فأنا حىّ ... العمل هو دليل الوجود الحىّ الفعّال ، إلى درجة أن الإنجيل يعتبر أن أعمال الله ، هى الدليل على وجود الله : [ معرفة الله ظاهرة فيهم ... مدركة بالمصنوعات ( أى بأعماله ) قدرته السرمدية ولاهوته ] رو2: 19و20 . ● وبنفس القياس ، فإن الأعمال التى أعطاها الله للشهداء والقديسين - بعد انتقالهم - هى البرهان القاطع على وجودهم الحىّ الفعَّال . ● بل إن هذه الأعمال الصالحة المعجزية ، هى البرهان القاطع - أيضًا - على صحة عقيدتنا المسيحية الأرثوذكسية ، بكل جوانبها . ● وعندما نقول: (معجزات القديسين)، فإننا نقصد الأعمال التى يعملها الله بواسطتهم، على قياس القول: (أعمال الرسل).
● وهذه الحياة المستمرة ، لا تهبط - عند إنطلاق الروح - إلى مستوى أقل أو أسوأ ، بل ترتقى إلى مستوى أعلى وأفضل جدًا . ● فإنها حياة أفضل ، مثلما قال الرب: [ وأما أنا ، فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل ] يو 10: 10 . ● وهذه الحياة، رآها بولس الرسول ، وقال عنها: [ ذاك أفضل جدًا ] فى 1: 23 . ●إنها حياة مماثلة لحياة الملائكة فى السماء ، فيسبحون الله ، وينفذون أوامره ، مثلهم تمامًا . ● فإنهم : [ سحابة من الشهود . . محيطة بنا ] عب 12: 1 ، :-
( 1 ) يا خويا ما أنا عايش ، ليه إنت فاكر إنى مُت
( عن شريط مسجل للقمص صليب سوريال + معجزات البابا جـ28 صـ19 )
● شهد القمص صليب سوريال - فى شريط مسجل - بهذه المعجزة التى سمعها بنفسه من فم صاحبها ، وهو طبيب بأبى قرقاص ، من أحباء البابا منذ أن كان معنا بالجسد . ● إذ أصيب بتلف شديد جدًا فى القلب ، لدرجة أن طبيب القلب المعالج لـه ، أمره بعدم مغادرة الفراش نهائيًا ، ولا حتى للتواليت ، بل يكون ذلك على الفراش ، ولمدة ثلاثة شهور . ● مما أدى لإغلاق عيادته ، التى هى مصدر رزق أطفاله الصغار . ● وقد أدى هذا الحال لتحطيم أعصابه ، فبكى ، وقال لنفسه: لو كان البابا كيرلس عايش ، كنت رحت لـه وكان صلى لى وكنت خفيت . ● وبمجرد أن فكر بهذا الكلام ، انفتح باب حجرته ، ودخل البابا كيرلس - بقامته المديدة وهيبته - وهو يدق عصاته فى الأرض ويصيح: ( يا خويا ما أنا عايش أهوه .. ليه إنت فاكر إنى مُت ) ، وجاء إليه وضغط بشدة على قلبه ، وقال لـه: خلاص ، إنت خفيت . ● ثم نصحه بعدم الصراعات والتطاحن مع المنافسين ، من أجل الطموحات العالمية الزائلة ، وقال لـه: ( الحياة هدمه ولقمه ، مموّت نفسك على آيه ، هدّى شويه وكفاية صراع ) ● ثم خرج من الحجرة . ● فقام الدكتور سليمًا تمامًا ، وصمم على السفر - فورًا - من أبو قرقاص إلى معهد القلب بالقاهرة ، وصمم على أن يقود السيارة بنفسه ( وهو الممنوع من الذهاب للتواليت ) ، لكى يعرض نفسه على الأخصائيين هناك ، ويسجل المعجزة فى لحظتها . ● وهناك كشف عليه فريق من الأطباء ، برئاسة مدير المعهد نفسه، فاعترفوا بأنها معجزة تخرج عن إمكانيات الطب .
( 2 ) لو كان أبونا عايش ( راهب فاضل صـ84 )
● القديس القمص أثناسيوس السريانى ( تنيح فى 19/8/97 ) كان سندًا قويًا لإبنائه فى الاعتراف ، كان يحملهم بصلواته وأصوامه عنهم ، كان مثل موسى النبى ، الذى كان يرفع يديه - بالصلاة - فينتصر شعبه على الأعداء .
● بعد نياحته ، بأقل من عام ، حدثت مشكلة شديدة لأسرة من أحبائه ، فقالت الزوجة - فى نفسها - بأسى : ( لو كنت عايش يا بونا ، كنت تسمع لنا وتصلى لنا ) . ● وفى نفس هذه الليلة ، جاءها الرد السريع ، إذ رأى زوجها - فى رؤيا - أبونا أثناسيوس ، فى منزلهم ، يباركه ، فاتحًا ذراعيه ، وماسكًا بالشورية ، يصلى ويبخر المنزل . ● فلما علمت الزوجة ، فرحت جدًا ، معتبرة أنها إجابة من أبونا ، يطمأنهم بها . ● وبالفعل ، إنحلت المشكلة بسرعة . ● ثم أكد لهم وجوده معهم - مرة أخرى - بعد ذلك مباشرة ، فى الذكرى الأولى لنياحته ، إذ إمتلأ البيت برائحة بخور شديدة . (انظر أيضًا صفحة 23، 47)
( 3 ) صاحب الدير ، موجود ، ويحميه ( ضيف من السماء صـ52 )
● رفض القديس الراهب أندراوس الصموئيلى ، أن يغادر دير الأنبا صموئيل المعترف ، بعدما هجره الجميع ، معتبرًا أن ذلك يشبه الخيانة ، فبقى وحيدًا ، مع أنه كفيف لا يبصر ، وظل وحيدًا أربعة شهور . فكيف قضى هذه الفترة ؟ . ● كان وحيدًا بالنظر إلى الارضيين ، ولكنه كان فى حماية عظيمة من السمائيين ، فقد كان القديس الأنبا صموئيل المعترف - الذى تنيح فى القرن الخامس - يأتى إليه ويكلمه ويوأنس وحدته . ● وفى مرة ، قال لـه أبونا إندراوس: ( إفرض ، وأنا قاعد لوحدى ، جُم البدو وقتلونى ، حتعمل آيه إنت بقى؟ ) ، فقال لـه القديس الأنبا صموئيل المعترف: ( ما يقدروش عليك ) .
● كما ظهرت له القديسة العذراء ، ورآها بعيون الروح ، وقال عنها إنها حلوه قوى ، وأنها رشمت الصليب على رأسه ونادته بإسمه ، وقالت له: ( أنا بحب الدير من أجلك ومن أجل طهارة عبدى صموئيل ، ماتسبش ديرك أبدًا ) .
● ونلاحظ أن السيدة العذراء ، قبل ذلك بألف وخمسمائة عام ، كانت قد ظهرت للقديس صموئيل المعترف - أثناء حياته الأرضية - وقالت لـه: ( إنى أحببت السكن مع إبنى صموئيل من أجل طهارته وصبره ) . بستان القلامون صـ23.
( 4 ) بعد النياحة ، ينفذ وعده . ( ضيف من السماء صـ67 )
● وأيضًا عن الراهب القديس أبونا إندراوس الصموئيلى ، السراج المنير ، الذى ملأ قلوب الكثيرين بالإيمان والرجاء والفرح . ● فقد كانت الأم الراهبة القديسة ... رئيسة دير .... للراهبات ، كانت تحبه حبًا شديدًا ، وطلبت منه أن يزورها فى الدير ليباركه ، فوعدها بذلك ، قائلاً : لما أكون با أجُر فى كفنى ، هاجيلك . ● وذات يوم ، كانت أمنا الراهبة فى قلايتها ، عندما فوجئت بأبونا إندراوس واقفًا أمامها بملابس بيضاء ، وقال لها : ( أنا قلتلك لما أكون باجُر فى كفنى هاجيلك... أنا رايح السماء ) . فقالت لـه: ( صليلى يا بونا أندراوس ) ، فأجاب ، مكررًا لثلاث مرات: ( ها أصليلك ) ، ثم إختفى .
● وقد وصل للدير ، خبر نياحة أبونا إندراوس ، بعد ذلك بعدة ساعات ، فتكتمت الراهبات الخبر عن أمنا الرئيسة ، لمعرفتهم بمقدار الألم الذى سيصيبها عند سماع هذا الخبر . ولكنهم فوجئوا بها تعرف ، بل وتعرف الميعاد بالضبط ، وفوجئوا بأنها متعزية جدًا . ● فقد جاء إليها بنفسه ، وأزال عنها كل حزن .
● قال قديس:( إذا قالوا لكم إنى مُت، فلا تصدقوا )-- طريق السماء صـ107.
( 5 ) إحنا حارسين الدير( معجزات مارجرجس ج4 صـ16 )
● فى دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة ، فى 2/5/1997 ، وهو ثانى يوم لعيد الشهيد البطل ، حدث حريق هائل فى بوفيه خدمة الزوار ، نتيجة تسرب البوتاجاز من خرطوم الأنبوبة ، وإشتعاله ، كما كانت توجد أنبوبتين أخرتين . ● وفشلت المطافئ فى توصيل معداتها لمكان الحريق !! . ● فصرخ الجميع بالصلاة ، وفجأة ، إبتدأت النار تنطفئ من ذاتها ، إلى درجة أن رجال المطافئ إندهشوا جدًا من ذلك .
● وفى نفس الوقت ، ولكن فى مكان آخر ، كانت سيدة فاضلة من أحباء الدير - ومعروفة لهم - كانت موجودة بمنزلها ، ولا تعلم شيئًا عن هذا الحريق ، ولكنها رأت - فى رؤيا عيانية - أن الدير يحترق بنار شديدة ، فصرخت إلى مارجرجس . ● فظهرت لها السيدة العذراء ومعها مارجرجس والبابا كيرلس ، وطمأنوها قائلين : ( إحنا حارسين المكان ) ، فإنطفأت النار . ● فأخبرت ، هذه السيدة ، أحد الآباء الأساقفة ، بما شاهدته ، ولكنه لم يكن يعلم شيئًا عن هذا الحريق . ● ولكن عند حضوره للدير ، رأى بنفسه ، فتأكد من صحة كلامها ، إذ وجد تفاصيل المشهد يتطابق مع الذى رأته هذه السيدة الفاضلة .
● ومن عجائب الأمور ، أن كل البوفيه احترق تمامًا ، ما عدا صور للقديسين مارجرجس والبابا كيرلس ( اللذان رأتهما السيدة الفاضلة مع القديسة أم النور ) ، حتى أن إحدى الصور كانت مبروزة ، فإحترق البرواز الخشبى ، وتهشم الزجاج ، وإحترقت الكارتونة التى تبطن البرواز ، إلا صورة البابا كيرلس - التى بداخل البرواز - فلم يصيبها أى سوء . ((( ملحوظة 8 : إحترام الصورة ينبع من إحترام صاحبها ، فمن يبصق على صورة شخص ما ، فإنه يهين الشخص ذاته . ● وقد حدثت مناقشة بين أرثوذكسى وبروتستانتى ، بهذا الشأن ، فقال الأرثوذكسى لـه : هل تقبل أن أبصق على صورة والدك أو والدتك ؟ فغضب البروتستانتى من مجرد الكلام هكذا . فقال لـه: فهكذا نحن أيضًا ، لا نعبد الصورة ، بل نحترم صاحب الصورة ، لأننا نحبه . ● وبالإضافة لذلك ، فإن تحريم الصور ، كان فى العهد القديم ، لأن الناس لم يكونوا قد رأوا الله ، أما بعد ظهور الله لنا ، بتجسده ، فقد أصبح - الله الظاهر فى الجسد - مستوجبًا ومستحقًا للسجود لـه وحده ، إن كان أثناء وجوده على الأرض ، أو فى كـل الأزمنة ، فإننا نعبد ربنا وإلهنا يسوع المسيح ، فى كل ما يتعلق به ، إن كان فى إسمه ، أو فى إنجيله ، أو فى شكله - الذى صوّره المصورون - ولكننا لا نعبد الصورة ذاتها ، بل نعبد صاحب الصورة : الله المتجسد . ● ولعدم التطرف ، فإن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية - أى المستقيمة الرأى - توارثت الإكتفاء بالصورة التقريبية الرمزية فقط ( الفن القبطى ) ، وليس الصور التشريحية ، مثلما يفعل بعض الغربيين ، كما رفضت - تمامًا - التماثيل ، منعًا للتطرف . فإن الإعتدال هو الطريق الملوكى ، وهو الأرثوذكسية ، فلا تقريط ولا تفريط ))) .
( 6 ) إحنا بنحرس الدير ، ومش ممكن نسيبه ( سيرة أبو سيفين صـ332 )
● فى بداية رئاسة القديسة الأم إيرينى ، لدير أبو سيفين ، إضطروا لهدم جزء من السور ، لتركيب باب كبير جديد . ولكن العمال لم يحضروه ، فإضطرت الراهبات لسد فتحة السور ، بلوح خشبى كبير . ● فإعترضت إحدى الراهبات على ذلك ، بسبب وجود أشخاص أشرار محيطين بالدير ، وتكلمت بلهجة شديدة مع الأم إيرينى الرئيسة ، فأجابتها قائلة : سامحينى ، أنا إتفقت مع النجّار ولكنه لم يفى بوعده ، ولكن ما تخافيش ، الشهيد أبو سيفين مش هايسبنا أبدًا . ● فلم تقتنع الراهبة بذلك المنطق ، وقالت : ربنا أعطانا عقل ، وإنصرفت متضايقة . ●وظلت - طول الليل - مضطربة ، وأثناء صلاتها نصف الليل ، ظلت تتردد على شباك قلايتها - بالدور الثانى - لتطمأن . ● وفجأة ، سمعت أصوات رجال يتكلمون ، فى الحديقة ، فظنتهم لصوص ، وإرتجفت من الرعب ، وصرخت: ( مين تحت فى الحديقة ) ، فأجابها أحدهم : (أنا تحت) ، فزاد رعبها ، وقالت: ( إنت مين؟ ) ، فقال : ( أنا مرقوريوس ومعى جرجس ومينا ) ، ولأن الرعب يلغى العقل ، لذلك لم تنتبه لمعنى الأسماء ، بل إستمرت تقول : ( وإنتم بتعملوا آيه تحت ؟ ) . ● وتطلعت من النافذة ، فرأت ثلاث فرسان منيرين جدًا ، يتجولون فى أنحاء الدير ، ورد أحدهم : ( إحنا هنا بنحرس الدير ، ومش ممكن نسيبه أبدًا ) .
●وأخيرًا ، أنار الله ذهنها ، فإنتبهت وفهمت كل شىء . فأحسَّت بخجل شديد من ضعف إيمانها ، ومن تصرفها مع أمنا إيرينى ، وفى الصباح ذهبت إليها وعملت لها مطانية ( سجدة أو إنحناءه ، وتعنى الأسف والتوبة وطلب المسامحة ) ، وتأسفت لها ، وقالت إن هؤلاء الشهداء لهم قوة - من ربنا - أن يحرسوا العالم كله .
( 7 ) الشهيد ينقذ ديره من اللصوص( سيرة أبو سيفين صـ326 )
● فى دير الشهيد أبو سيفين للراهبات بمصر القديمة ، فى عهد أمنا كيريا أبو سيفين - رئيسة الدير - حاول بعض الأشرار أن ينقبوا سور الدير ليسرقوه ، وكان ذلك بعد منتصف الليل .
●وكانت الراهبة رفقة - حينذاك - تصلى التسبحة وصلاة نصف الليل ، فى قلايتها التى تطل على الشارع ، فسمعتهم يخططون لما سيفعلوه ، ثم سمعت الدق والحفرفى السور ، فصرخت تستنجد بالشهيد صاحب الدير . ●وفى الحال توقف صوت الدق ، ثم سمعت اللصوص يصرخون ويطلبون المعونة من بعضهم : ( أنا مش قادر أتحرك . . . أنا اتسمّرت فى مكانى . . ) . ● فذهبت أمنا رفقة وأبلغت الأم كيريا بذلك . ● وظل اللصوص على هذا الحال ، حتى مرّ غفير الوردية ، فوجدهم واقفين وألات الحفر فى أيديهم ، فحاول القبض عليهم ، ولكنه فوجئ بأنهم ثابتين فى مكانهم ولا يمكن تحريكهم . فإنتظر حتى شروق الشمس ، وطرق باب الدير ، وطلب من الراهبات أن يطلبوا من صاحب المكان أن يحل اللصوص ليأخذهم للقسم . فقالت الأم كيريا : إتركهم هكذا ، حتى يراهم الناس ويعرفوا قوة الله ومجده فى قديسيه . ●وفعلاً ، شاهدهم كل سكان الحى ، أثناء ذهابهم لأعمالهم ، وكان اللصوص لا يزالون متسمرين فى مكانهم وأدوات الحفر ملتصقة فى أيديهم ، كأنهم تماثيل حجرية ، وهم يصرخون معلنين ندمهم وتوبتهم . ● وأخيرًا ، طلبوا مقابلة الأم الرئيسة ليعلنوا توبتهم أمامها ويرجوها أن تصلى لهم وتنقذهم من هذا العذاب الذى لا أمل فى إنتهائه . ● فأرسلت الأم كيريا إلى أحد الأباء الكهنة ، فجاء وصلى على رؤوسهم ، وطلب من الشهيد أن يسامحهم ، وفى الحال ، تحركوا طبيعيًا .
( 8 ) مارجرجس ينقذ إبنته الراهبة ( معجزات مارجرجس ج3 صـ36 )
●الراهبة ، وكيلة دير مارجرجس ، ذهبت إلى البنك لاستلام مبلغ مُرسل للدير . ● وبعدما إستلمت المبلغ وإنصرفت ، وجدت سيارة تاكسى واقفة أمام البنك ، فطلبت من السائق أن يوصلها للدير . ● وفى الطريق ، فوجئت به يسير فى طريق يتجه للجبل ، فحاولت أن تنبهه ، فلم يقبل كلامها . فصرخت من كل قلبها : ( يا مارجرجس ) . وفى الحال رأت ضابطًا فارسًا على حصانه ، وقف أمام التاكسى ، وإنتهر السائق بشدة ، فإرتعب السائق ، ثم أمره أن يسير بالتاكسى وراءه ، حتى أوصله إلى منطقة الدير ، ثم نزل من على حصانه ، وسار مع الراهبة حتى باب الدير ، وقال لها: ( حمد لله على السلامة ) ، وإختفى فى الحال . ● وكانت بعض الراهبات عند الباب ، فرأينه ، ثم فوجئن بإختفائه . ● فلما عرفوا ما حدث ، مجّدوا إلهنا القدوس ، الحىّ ، إله القديسين ، الأحياء معه: [ أنا حىّ ، فأنتم ستحيون ] يو14: 19 .
( 9 ) الشهيد أبو سيفين ينقذ زائرته ( الله يحبنى ج1 صـ79 )
● السيدة مارسيل ميخائيل أنطون - 2 ش شمبليون - الأزاريطة - الإسكندرية - تشفعت بالشهيد أبو سيفين ، فشفاها من مرض السرطان . ● فجاءت - فورًا - لتشكره فى ديره بمصر القديمة ، وهى لا تعرف القاهرة ولا مكان الدير .
● أخذت تاكسى وطلبت منه أن يوصلها إلى جامع عمرو بمصر القديمة - بحسب الوصفة التى تعرفها - ولكنه لاحظ أنها غريبة ولا تعرف القاهرة ، فأخذها إلى منطقة المدافن ، فى منطقة مهجورة ، وأمرها بالنزول ، وحاول أن يجذبها بشدة لينزلها ، فصرخت بأعلى صوتها إلى الشهيد أبو سيفين وهى تبكى بشدة . ● وفجأة وجدوا ضابطًا واقفًا أمام التاكسى ، فإضطرب السائق وأسرع وركب التاكسى ، ووجّه الضابط كلامه - أولاً - للسيدة مارسيل ، وهدأها وطمأنها ، فلمحت صليب جلد فى صدره ، فإطمأنت . ● ثم وجّه كلامه بشدة للسائق ، وأمره بأن يسير فى طريق محدد ، وصفه لـه ، وأمره - بشدة - بأن يوصلها : ( حتى الباب ) ، وهو يخبط بيده على التاكسى ، وقال إنه سيتبعهم إلى هناك . ● أوصلها السائق وهو مملوء خوفًا ، وسألها عن أبو سيفين الذى صرخت إليه ، وعرف أنه شهيد ، فقرر أن يحضر لـه إبنته المريضة بالصرع . ● وفى الدير ، وعند أيقونة الشهيد ، فوجئت به يتجسم بنفس الشكل وبنفس النظرات التى ظهر لها بها وهى فى التاكسى ، فكان ذلك تنفيذًا لوعده بأنه سيتبعهم إلى الدير .
( 10 ) أنا كنت سامع واحدة بتنادى على مارجرجس (معجزات مارجرجس ج5 صـ44)
●السيدة/ مرفت طوبيا إسطفان - 4 ش خالد بن الوليد - جسر السويس - القاهرة - قالت أنهم ، أثناء عودتهم للمنيا - فى 1984- انحرفت السيارة ، عند مغاغة ، وإنقلبت مرتين ، وسقطت فى الترعة الإبراهيمية ، وغاصت فى المياه ، فوجدت السيدة مرفت نفسها تحت الماء ، ففتحت باب السيارة وخرجت ، وهى لا تعرف العوم ، فوجدت دافعًا يقول لها : عومى كلابى ، فإستطاعت أن تخرج من الماء . ● فوقفت تصرخ إلى مارجرجس ، ليُخرج زوجها وطفلتها الرضيعة وقريبتيهما ، وكلهم تحت الماء .
● فجأة خرج الزوج - ممسكًا بطفلتهم - من شباك السيارة ( 128 ) وهو لا يعرف كيف خرج من شباكها الصغير ، ثم تجمع الناس بسرعة عجيبة جدًا ، وأخرجوا كل من فى السيارة بسلام . ● وفجأة ، وجدوا سيارة مرسيدس جديدة - بالنايلون ، حسبما قالت السيدة مرفت - تقف وينزل صاحبها ويصمم على إصطحابهم - بملابسهم المبللة والموحلة من طين الترعة - فى سيارته الفاخرة ، إلى بلدتهم . ● وبعد ركوبهم قال لهم السبب: ( أنا كنت سامع واحدة بتنادى على مارجرجس )!! ، فإنه سمعها ، بمواهب الروح القدس ، التى لا تفارق القديسين بعد نياحتهم ، بل تزداد . ● ثم ظل - طوال الطريق - يشغل شريط كاسيت للقداس الإلهى ، ويكلمهم عن معونة ربنا ، وأن ربنا هو الذى أنقذهم . ● وبعدما أوصلهم ، ونزلوا من السيارة ، اختفت السيارة فجأة ، ولم يعرفوا كيف حدث هذا .
● فإن الشهداء والقديسين المتنيحين ، هم مثل الملائكة ، الذين يرسلهم الله لنجدة وخدمة أولاده : [ يكونون كملائكة ] مر12: 25 ، ويظلون هكذا - كملائكة - إلى الأبد ، وحتى بعد قيامة الأجساد ، إذ تقوم نورانية .
( 11 ) مارجرجس يؤدِّب المرتد عن جهلٍ ( معجزات مارجرجس ج6 صـ94 )
● فى ميت غمر - دقهلية ، فى أوائل القرن العشرين ، إستغفلوا إنسانًا ، جاهلاً بقوة مسيحه ، وهو بائع جاز متجول على عربة يدوية ، وأغروه ، فجحد المسيح القدوس ، فعملوا لـه زفة عظيمة جدًا ، طافت شوارع ميت غمر بالطبل والزمر ، حتى وصلت إلى كنيسة مارجرجس ، فقام هذا المخدوع بتمزيق صورة مارجرجس ، إعلانًا عن جحده للمسيح ، إله مارجرجس ، لتحطيم معنويات المسيحيين وزعزعة إيمانهم . ● ولكن إله مارجرجس رد عليهم سريعًا ، ففى نفس اليوم ، رأى هذا المخدوع الجاهل - فى رؤيا - مارجرجس راكبًا على حصانه ، فإقترب من الرجل ، وأمر حصانه بوضع حافره على رقبـة الرجــل . وقال لــه مارجرجس ، بغضب: ( إنت عملت أيه النهارده الصبح . . عملت أيه . . ) ، فحاول الرجل أن يصرخ ، ولكن صوته إختنق من حافر الحصان على رقبته ، فظل يقول بصوت مخنوق: إرحمنى . . إرحمنى . . ، فتركه مارجرجس .
● وفى الصباح --- مباشرة --- قام الرجل ، ولصق صور مارجرجس على عربة الجاز ، من كل نواحيها ، إعلانًا عن توبته ، أمام كل الناس ، مثلما أهان المسيح ، إله مارجرجس ، أمام كل الناس . ● ولكن الله ترك فيه علامة ، لكى لا ينسى ، إذ ظل صوته مبحوحًا طول بقية عمره ، تمجيدًا لإسم المسيح ، الإله الحقيقى ، القادر القدير: [ من سقط على هذا الحجر يترضض ، ومن سقط هو عليه ، يسحقه ] مت 21: 44 . (انظر أيضًا باب ميتات عقابية، فى الجزء الثانى)
( 12 ) بعد نياحته ، ينقذ إبنته فى الإعتراف ( القمص بيشوى ج1 صـ190 )
● إن روح أب الإعتراف تلازم أولاده ولا تفارقهم أبدًا ( من أقوال القديس القمص جورجيوس المقارى ) .
● وأكبر مثال على ذلك ، هو ما فعله القديس القمص بيشوى كامل . فقد كان --- قبل نياحته --- قد سعى فى إنقاذ شابة ، كاد الشيطان أن يبتلعها بواسطة علاقة مع شاب غير مسيحى ، فتابت وإنتظمت فى الإعتراف ، وتركت الطريق المُهلك ، وكان أبونا يساندها بصلاته ، وبقوته الروحية ، ويسند ضعفها .
● ولكن ، بعد نياحة أبونا ، تخيلت أنها فقدت المعونة التى تساعدها على الصمود والثبات ، فإنتهز الشيطان فرصة إضطرابها وإهتزازها ، ودفع إليها بذلك الشاب ثانية ، فبدأت تمشى معه . ● فرأت أبونا بيشوى - فى رؤية - يظهر أمامها فجأة - بينما كانت تسير مع هذا الشاب - وكان أبونا غاضبًا جدًا ، وتكلم معها بكلمات حازمة ، وكانت نظراته حادة ، وهو يقول لها: ( أنا مش قلتلك يا بنت متعمليش كده تانى) ، فإضطربت وإرتعشت كلها ، من هول المفاجأة ، فقال لها: (يللا مشى قدامى)، وهدّد الشاب قائلاَ: ( إياك تمشى معاها تانى . فاهم ولاّ لأ؟ ).
● وإستيقظت الشابة فى الحال ، وهى تنتفض خوفًا ، ونظرات أبونا الحادة ماثلة أمامها ، وصوته الغاضب يرنّ فى أذنيها. ● فقالت --- وقد رجعت إلى نفسها --: الآن علمت يقينًا أن أبونا ما زال يتابعنى . ● وعاهدت الله --- بدموع شديدة --- أن لا ترجع لطريق الهلاك مرة أخرى ، نهائيًا . ● وقد شعرت بمعونة روحية عجيبة ، فى التخلص من هذا الفخ . إنها قوة النعمة الإلهية ، بصلاة القديسين .
( 13) أمانة آيه!! البابا ما مات!!!( معجزات البابا ج30 صـ32 )
● قبيل نياحة البابا كيرلس السادس ، سلّم مظروفًا به مبلغ من المال ، لأحد الشمامسة ، وطلب منه أن يوصله لإمرأة فقيرة . ● وتنيح البابا ، وإنشغل الشماس ولم يوصل المظروف . ● ففوجئ بسيدة لا يعرفها ولا تعرفه ، تسأل عنه ، ثم قالت لـه: ( البابا كيرلس بيقولك: إنت وديت الأمانة للست ! ) ، فإندهش الشماس وقال لها: ( أمانة آيه!! البابا إتنيح ) ، فقالت لـه أنها كانت فى مزار البابا ( وكان حينذاك فى الكاتدرائية بالعباسية ) ، وكانت تصلى من أجل مشكلة خاصة بها، فظهر لها البابا، وأعطاها الحل لمشكلتها ، ثم قال لها: ( إذهبى إلى فلان، وقولى له: البابا كيرلس بيقولك: وديت الظرف للست كما قلت لك؟ ) .
● فحينئذ تذكر المظروف الذى سلمّه لـه البابا قبيل نياحته ، وأسرع بتوصيله للمرأة ، التى كانت تحتاجه .
● فهل مات البابا؟ وهل إنقطعت صلته بالأحياء؟ أم أنه أكثر حياة ، وأكثر قدرة على العمل !! : [ لتكون لهم حياة ، وليكون لهم أفضل ] يو 10: 10 .
( 14 ) القديس يلتزم بمواعيد الزيارة ( الأنبا مكاريوس ج1 صـ203 )
● القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا ، كان يزور كل بيوت إبروشيته ، سنويًا ، بجدول محدد ، ولم يتخلف أبدًا ، مهما كانت ظروفه وصحته . ● وكانت امرأة غير مسيحية ، تنتظره - كل سنة - على باب بيتها ، حاملة كوب ماء ، فتحييه وتطلب منه أن يصلى على كوب الماء ويرشم بيتها .
● وبعد نياحة الأنبا مكاريوس ، حدث أن أصيبت هذه السيدة بشلل فى يدها . ● وفى ميعاد الزيارة السنوية ، رأته - فى رؤيا - وقال لها: ( النهارده ميعاد زيارة الشارع بتاعكم ، هاتى إيدك أرشمها ليكى ) ، ثم رشم يدها . فإستيقظت ، لتفاجأ بأن يدها المشلولة قد شفيت وعادت لهاالحركة ، فطارت من الفرحة ، إلى درجة أنها ظلت تجرى إلى جاراتها المسيحيات ، قائلة: أبوكم اللى كان بيجى ويرشم بيتى كل سنة ، جه فى ميعاده ورشم إيدى المشلولة فتحركت . ● وقد وجدوا أن هذا اليوم هو فعلاً ميعاد زيارته السنوية لشارعهم . ● فما زال الأنبا مكاريوس يعمل بنفس الروح ، التى لن تموت ولن تتوقف عن العمل .
( 15 ) السيدة العذراء لم تنسى أماكنها ( سيرة أبو سيفين صـ312 )
● فى عام 1964 ، بدير الشهيد أبو سيفين ، كانت راهبة تمشى فى منطقة خالية بالدير --- وهى مكان بيت القربان القديم المتهدم --- تتأمل وتصلى المزامير . ● فظهرت لها السيدة العذراء ، جالسة على حجر ، هناك ، وقالت لها: أنا إسترحت هنا، أثناء هروبى مع إبنى الحبيب إلى مصر ، وأريد أن يقام --- هنا --- مذبح على إسمى .
● فأبلغت الأم الرئيسة ، قداسة البابا كيرلس بتلك الرؤية ، وبرغبة السيدة العذراء . ● ولكن المشغوليات الكثيرة ، أخّرت الموضوع كثيرًا .
● وفى فجر أحد الأيام ، ظهرت السيدة العذراء للبابا كيرلس ، وطلبت منه سرعة بناء الكنيسة ، فإتصل فورًا بالأم الرئيسة ، وقال لها: إن السيدة العذراء أمرته بسرعة بناء الكنيسة ، وأنه سيحضر --- إن شاء الله --- الإسبوع القادم لتدشينها!!! ● وفعلاً تم هذا البناء المعجزى ، فى إسبوع ! ● كما حدثت معجزات أثناء تدشين هذه الكنيسة ، وخصوصًا أثناء تدشين صورة مجئ العائلة المقدسة إلى مصر ، فقد فوجئ قداسة البابا بالميرون يطير من القارورة إلى الصورة ، فبكى البابا وقال: يا ست يا عدرا ، أوعى الميرون يقع على الأرض ، فتوقف إندفاعه فورًا . وظل الميرون ثابتًا على الصورة ، برغم كثرته ، فلم يسيل ولم يسقط .
● إذن ، فما زالت السيدة العذارء - بعد ألفى عام - تهتم بهذه المواضع ، التى تقدست بزيارة العائلة المقدسة . ((( ملحوظة 9 : بخصوص تسمية الكنائس على أسماء القديسين ، فقد يكون لذلك علاقة بما كان يحدث فى عصر الكنيسة الأول ، إذ كانت الكنائس تُقام - بسبب الإضطهادات - سرًا ، فى بيوت المؤمنين ، وكانت تُنسب لصاحب البيت - رو16: 5 ، 1كو 16: 19 ، كو4: 15 ، فل2- ومن المحتمل أن الكنائس ظلت تحتفظ - فيما بعد - بهذا النظام الأول ، فتتسمّى بأسماء الشهداء والقديسين ، بصفتهم الأصحاب الشرفيين لهذا البيت ، الذى هو لعبادة الله وحده . ● فإن بناءك كنيسة على إسم قديس، يشبه إهداءك بيتًا لهذا القديس. ● ومن المُلاحَظ أن القديسين يتعاملون مع كنائسهم بصفتهم مسئولين عنها ، يحمونها ، ويرحبون بزوارهم فيها ويدافعون عنهم ))).
( 16 ) كل اللى طلبتهم كانوا بيصلّولك( سيرة أبو سيفين صـ330 )
● فى دير الشهيد أبو سيفين ، وفى رئاسة الأم كيريا أبو سيفين . لم تستطع الأم كيريا أن تدبر المال لشراء بعض اللحم فى إحدى المناسبات . فطلبت من أبيهم الشهيد أبو سيفين أن يتصرف . ● ثم فوجئوا --- صباحًا --- بوجود ربع عجل معلق فى المطبخ ، ولم يعرف أحد ، كيف وصل إلى هنا . ● وأثناء ذلك ، طرق باب الدير رجل ، وسأل: هل وجدتم ربع عجل فى المطبخ؟ ، فإستفسروا منه عن كيفية حدوث ذلك . فقال أنه كان يسوق عجلاً ، نذره لدير مارجرجس ، فقابله فارس وسأله عن هذا العجل ، فقال إنه نذره لمارجرجس ، عن قضية . ● فسأله الفارس: ( إنت طلبت شفاعة مين؟ ) ، فأجابه بأنه طلب أولاً أبو سيفين ، ثم مارمينا ، ثم القديسة بربارة ، ولكن القضية كانت تتأجل ، فلما تشفع بمارجرجس ، حُكم لصالحه . ● فقال لـه الفارس: ( كل دول ، اللى طلبتهم ، كانوا بيصلّولك فى القضية ، ولازم تعطى لكل واحد حقه ) . ● ثم ذبح العجل بسيف كان معه ، وقسّمه لأربعة أقسام ، ورشم الصليب على باب الدير فإنفتح من ذاته ، فأدخلا ربع العجل للمطبخ ، ثم خرجا ، ثم رشم الباب بالصليب فإنغلق من ذاته . ● وقال لـه: إذهب وإعطى لكل واحد الجزء بتاعه ، وخذ الرأس والأحشاء بركة لأولادك .
● إذن ، فالقديسون لا يقصّرون فى الصلاة ، عندما نطلب شفاعتهم ، ولكن الله ينفذ طلباتهم فى الوقت الذى يراه أكثر فائدة: [ ما أبعد أحكامه عن الفحص ] رو11: 33 .
( 17 ) القداسات لا تتوقف ، فى السماء ( معجزات البابا ج8 صـ11 )
ذكر الأنبا غريغوريوس ، أن البابا كيرلس ، ظهر --- بعد نياحته مباشرة --- لإحدى الشابات ، بهدف تعزيتها ، فكان يصلى فى كنيسة ، لابسًا الملابس الكهنوتية . ● فقالت --- فى الرؤيا --- ( مش معقول! . . مش معقول! ) فقال لها: ( آيه هوه اللى مش معقول؟ ) ، فقالت: ( مش إنت خلاص يا سيدنا! . . مش سبتنا! ) ، تقصد أنه مات ، فقال: ( وما لـه؟ ) . فقالت: ( ولسه بتصلى قداس؟)، قال ( آه ) . فقالت: ( ممكن أحضر القداس؟ ) . قاللها: ( إحضرى ) ، فقالت: ( بعدما تخلص يا سيدنا ، إقلع التونيه وباركنى بيها ) . فقال: ( مش ها أقلعها ، لإنى ها أصلى تانى ) . قالت ( يا سيدنا لازم تستنى تسع ساعات ) ، فقال: (التسع ساعات دول بالنسبة ليكم إنتم، علشان إنتم بتاكلوا ، إنما إحنا باستمرار). (انظر أيضًا ، عن استمرار الصلاة صفحة 14)
● وقد ذكر الأنبا غريغوريوس ، أنه - لهذا السبب - فإن البابا كيرلس يأتى - بعد نياحته – ويناول بعض الأشخاص المحتاجين لذلك ، مثل المرضى . فقد جاء - بعد نياحته - وناول المعلم لبيب ميخائيل ، مرتل كنيسة مارمينا بفلمنج ، قبيل وفاته بساعة ، بشهادة إبنته وكذلك الممرضة الإيطالية فى المستشفى .
● فإنها: [ حياة . . . أفضل ] يو 10: 10 .
( 18 ) الوعد قبل النياحة ، والتنفيذ بعدها ( بستان الرهبان صـ118 )
● كان أحد المتوحدين يقيم فى مغارة فى الجبل . ● وكان يخدمه صاحب بستان على بعد مسافة منه . ● وذات يوم ، طلب المتوحد من البستانى أن يمكث معه هذا اليوم ، لأن الله سيفتقده فيه . وطلب منه أن لا يدفن جسده ، بل يطرحه خارجًا ويتركه للوحوش ، لأنه لا يستحق ولا حتى كرامة الدفن . ● فرفض البستانى لأن ذلك صعب جدًا عليه . ● فقال لـه المتوحد: ( إنى أعطيك عهدًا ، إن عملت معى كما قلت لك ، فالذى أستطيع أن أنفعك به، سأفعله ) ، يقصد أنه سيطلب من الرب من أجله . ● فعمل به البستانى كما طلب . ● وفى اليوم الثالث ، ظهر لـه المتوحد --- فى رؤيا --- وقال لـه: ( لقد طلبت إلى الرب من أجلك . فالآن إترك هذا البستان ، وإطلب الآخر ( أى فردوس النعيم ) ، لأنى فى لحظة خروج نفسى ، رأيت دموع عينى ( أى دموع الصلاة ) قد أطفأت نارًا ، كنت مشرفًا على الذهاب إليها ) .
( 19 ) الشهيدة وعدته ، ثم وفّت بالوعد ( قديسات شهيدات صـ12 )
● كانت الشهيدة دورثى تحتمل عذابات رهيبة ، حتى مزقوا جسدها ، فظلت ثابتة على إيمانها . فحكموا بقطع رأسها . ● فكانت ذاهبة إلى مكان تنفيذ الحكم ، وهى متهللة بالفرح . ● فإستهزأ بها شاب من الأشراف ، يُدعى توفيلس ، قائلاً: ( إلى أين أنت ذاهبة مسرورة هكذا ) ، فقالت لـه: ( إنى مسرورة لأنى ذاهبة إلى فردوس عريسى ) ، ففهم أنها تقصد فردوس السموات ، ولكنه قال لها بإستهزاء: ( ليتك ترسلى لى بعض الفاكهة والورد من فردوس عريسك هذا ) ، فأجابته القديسة بثقة: ( سوف أفعل هذا ) .
● وبعد إستشهاد القديسة ، جاء طفل إلى هذا الشاب وقدَّم لـه صينية عليها فواكه وورد ( مع أن الوقت لم يكن موسمًا لهذه الثمرات ) ، وقال لـه: ( هذه هدية من أختى دورثى ، من فردوس عريسها يسوع المسيح ) ، ثم إختفى فورًا عن الأنظار . ● فآمن الشاب توفيلس وقال: ( أنا مسيحى ، أنا أؤمن بالإله المبارك يسوع المسيح ، وطوبى للذى يموت من أجل الإيمان بـه ) . ● فوصل الخبر إلى الحاكم ، فأحضره ، فأعلن إيمانه جهرًا ، فعذبوه . فكان يصرخ إلى ربنا يسوع المسيح لكى يقبله بين عبيده فى فردوسه . فنال إكليل الشهادة وإنضم إلى المنتصرين فى فردوس العريس السماوى .
( 20 ) الشهيدة تكافئ الضابط الرحيم ، بأن تتشفع لـه ( تاريخ الكنيسة ليوسابيوس صـ253 )
● الشهيدة المصرية بوتامينا ، أثناء إقتيادها إلى ساحة الإستشهاد ، تجمهر حولها عدد كبير من غير المؤمنين ، يريدون مهاجمتها والتشهير بها ، فتصدى لهم الضابط باسيليدس ، الذى كان يتولى إقتيادها ، وتصرف معها برحمة وشهامة .
● فوعدته القديسة ، بأنها --- بعد إستشهادها --- ستتوسل ( تتشفع ) من أجله ، أمام الرب ، لكى يكافأه عن رحمته بها .
● ثم ، بعد إستشهادها ، ظهرت لـه --- فى رؤيا --- وقالت لـه أنها توسّلت ( تشفعت ) من أجله إلى الرب يسوع المسيح ، فإستجاب لطلبتها ، ومنحه تاجا . ثم وضعت التاج على رأسه ، وقالت لـه أنها ستأتى سريعًا لتأخذه ( إلى الفرح السماوى ) . ● ثم تكررت الرؤية فى اليوم الثانى ، ثم أيضًا فى اليوم الثالث . ● فآمن الضابط باسيليدس ، وتعمّد ،وفى الغد أعلن إيمانه علانية ، فنال الإكليل السماوى ، مكافأة لـه عن رحمته .
( 21 ) القديس يعول عائلته ، بعد نياحته (مجلة الكرازة عدد 7 عام 1965 صفحة 22)
● كاهن كنيسة الملاك ميخائيل ، فى نقاده ، فى الجيل السابق - بحسب ما ذكر نيافة الأنبا غريغوريوس - كان قديسًا ، يعطى كل ما يملك للمحتاجين . ● ثم توفى ، فواجهت أرملته صعوبات فى تدبير مصاريف البيت ، ولم يكن عندهم إلا جاموسة ( مثل كل بيوت الأرياف ، فى ذلك الوقت ) ، فوجدت صعوبة فى تدبير ثمن العلف لها . فباعتها لتتخلص من مصاريفها ، ولتدبر أمور البيت بثمنها . ● فظهر لها الأب الكاهن القديس - فى رؤيـا - وإنتهرها لعدم إيمانها بعناية الله الصالحة ، وأمرها - فى الرؤية - بأن تعيد الجاموسة ، لأنها قوت وطعام الأولاد ( باللبن والجبن والزبدة ) ، ووعدها بأن الملاك ميخائيل ( الذى خدم كنيسته ) سيتولى تدبير مصاريفها .
● وفى الصباح ، بينما الأرملة تحكى لأهل منزلها عن الرؤية ، فوجئوا بمشترى الجاموسة ، يحضرها ويطلب أن يرجعها بدون أن يستعيد ثمنها ، لأنها - منذ أخذها ، من ثلاثة أيام - لا تأكل ولا تشرب ، ولا تدر اللبن - حتى تحجر ضرعها - ولا تكف عن النعيق والصراخ ، وتقلع الوتد . ● وبمجرد إدخال الجاموسة ، جرت إلى مكانها القديم ، وأكلت وشربت ، وأدرت كل اللبن المختزن ، وتوقفت تمامًا عن النعيق ، ونامت فى هدوء وراحة . ● فتعجب الرجل جدًا ، فأخبرته الأرملة عن الرؤية ، وفيما هم يتكلمون ، حضر رجل بكمية ضخمة من العلف ، يريد تقديمها لأرملة كاهن كنيسة الملاك ، وفاءً لنذر عليه .
● وهكذا ، لم يتوقف القديس عن العمل ، بعد نياحته ، فإنها حياة مستمرة ، وحياة أفضل .
( 22 ) تقديم المشورة ، مستمر ، بعد النياحة ( القديس يسطس صـ43 )
● الراهب القديس أبونا يسطس الأنطونى ، كانت له مواهب روحية، وكان القمص أثناسيوس الأنطونى - رئيس الدير - يستشيره فى كل أموره ، ويحرص جدًا على العمل بمشورته ، لعلمه بأن الروح القدس يعمل بقوة فى أبونا يسطس.
● وبعد نياحة أبونا يسطس ، لم ينقطع عن تقديم المشورة الروحية للقمص أثناسيوس الأنطونى ، إذ كان يتراءى لـه ويخبره بما سيحدث - قبل حدوثه - ويشير عليه بالحل للمشكلة التى تعترضه .
● فإنها حياة مستمرة . . . وأفضل .
الباب السادس
معجزات أكاليل الشهداء
● المسيحية لم تقوم على كلام فارغ أجوف ، بل على برهان القوة الإلهية (( ملحوظة 10 : وحتى بولس الرسول ، الذى يحلو للبعض بأن يسميه فيلسوف المسيحية ، وهى تسمية غير دقيقة ، لأنه لم يتكلم بحكمته الخاصة - مثلما يفعل الفلاسفة - بل تكلم بحكمة ليست من هذا الدهر ، تكلم بالحكمة الإلهية المعُطاة لـه . فإنه لم يعتمد على الكلام البشرى المُقنع - كما لم يعتمد على الترهيب والترغيب ، وهى سياسة العصا والجزرة ، التى تستخدم للحيوانات - بل إعتمد فقط على القوة الإلهية: [ وكلامى وكرازتى ، لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع ، بل ببرهان الروح والقوة لكى لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله ] 1 كو 2:4 ، 5 )) .
● فالمعجزة الإلهية هى البرهان الذى لا يمكن مناقضته ، لذلك قال الرب: [ إن لم تؤمنوا بى ، فآمنوا بالأعمال ] يو10: 38 ، وأيضًا: [ صدقونى أنى فى الآب والآب فىّ ، وإلاّ فصدقونى لسبب الأعمال نفسها ] يو14: 11 .
● إذن فالمعجزات هى البرهان الإلهى على صدق كلامه .
● والمعجزات لن تتوقف، لأن الله لن ينضب معينه .
( 1 ) الشهيدة مارينا والسياف ( سيرة الشهيدة مارينا صـ72 )
● عندما تقدمت للسياف ، وقفت - أولاً - تصلى ، فظهر لها رب المجد ، ووعدها بتنفيذ طلبتها . ● فلما رأى السياف ذلك ، آمن ورفض أن يقطع رأسها . فقالت لـه: إن لم تصنع بى كما أُمرت ، فلن يكون لك معى نصيب فى الملكوت . ● فقطع رأسها ثم إستشهد هو أيضًا . ● كما أبصر الحاضرون جموع الملائكة يحملون روح القديسة مارينا ، فى زفة عظيمة ، وهم يرتلون . فآمن الكثيرون . (انظر أيضًا ص 11)
( 2 ) الشهيد مارمينا العجايبى ( الشهيد المصرى ص34)
● كان القديس مارمينا متوحدًا فى البرية ، وفيما هو يصلى ، رأى السموات قد إنفتحت ، ورأى أرواح الشهداء تنطلق والملائكة يضعون عليها أكاليل نورانية . وكانت أرواح الشهداء تضىء كالشمس ، والملائكة فى غاية الفرح بها . ● فإعتبر القديس أن هذه الرؤيا هى دعوة سمائية لـه ، للتقدم للإستشهاد ، كما أنه إشتهى أن ينضم إلى هذا الفرح السماوى الرائع ، فذهب فورًا إلى المدينة ، وأعلن إيمانه جهرًا ، وبقوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح إنتصر على الآلام والعذابات الرهيبة ، وأكمل جهاده ونال إكليل الشهادة . (انظر أيضًا ص 79)
( 3 ) الإكليل ، فرصة لا تعوَّض ( الشهيد ماربقطر صـ43 + تاريخ الشهداء ج1 صـ147 )
● كانت سيدة شابة تتفرج على القديس بقطر ، وهم يعذبونه ، قبيل إستشهاده . وفجأة صرخت قائلة: ( ها أنا أرى الملائكة يحملون إكليلين ، نازلين من السماء ، أحدهما لك أيها القديس ، والآخر استقر على رأسى . . أنا الضعيفة سأصبح مع الأبطال ، خذنى معك أيها القديس ) . ● فقبضوا عليها ، وسألها الوالى عن إسمها ، فقالت : (إسطفانا) ، أى إكليل . فحاول أن يغريها بإغراءات كثيرة، فإحتقرت كل ذلك ، قائلة: ( ما هذا الذى تقولـــــه؟ إنى رأيت الإكليل يأتى إلىّ من السماء ، فكيف أترك إكليلى؟ ) . ● فأمر الوالى بتمزيقها ، فإحتملت بقوة الإله ، ونالت الإكليل الذى لا يفنى .
( 4 ) الأكاليل السمائية ، تدعو ( أبطال ج2 صـ14 + السنكسار 26 طوبه )
● كان رسول الملك - واسمه تاودسيوس - يحمل رسالة من الملك إلى رهبان شيهيت ، وكان قد إصطحب إبنه الصغير دايوس ، ليتبارك معه من القديسين . ● وتصادف أن هجم البربر على الدير ، يقتلون كل من يصادفهم وينهبون كل شىء ، فهرب الأكثرية إلى الجوسق ( الحصن ، غالبًا ) ما عدا 49 راهبًا إختاروا الاستشهاد . فرأى الصبى دايوس – من مخبأهم – الملائكة يضعون الأكاليل على رؤوس الشهداء ، فقال لأبيه ، فآمن أبوه بصحة ما رآه إبنه الصغير ، وخرجا من مخبأهما، ممجدين المسيح وشاهدين بالرؤية، لينالا الأكاليل السماوية ، فقتلوهما، وفازا بالجائزة العظمى التى ليس لها مثيل .
( 5 ) وأيضًا، الطفل يرى الأكاليل، فيستشهد أبوه معه (البابا زخارياس صـ89)
● كان الطفل زخارى ( زكريا ) واقفًا مع أبيه فاج ، ينظران مذبحة شهداء أخميم ، التى كانت بأمر الوالى إريانوس ( الذى آمن - فيما بعد - واستشهد ) . ● فرأى الطفل الملائكة النورانيين وهم ينزلون من السماء ، ويمدون أيديهم ويحتضنون أرواح الشهداء ، ويضعون أكاليل نورانية على رؤوسهم . فصرخ الطفل يعلن ما رآه . فقبض الوالى إريانوس على الطفل وأبيه . فظل الطفل يصرخ بما رآه . فأمر الوالى القاسى ، بقطع لسان الطفل ، فنزل الملاك ميخائيل وشفاه ، فعاد الطفل يصرخ --- بأكثر قوة --- معلنًا ما رآه وما حدث له . فآمن جمع عظيم . ● فأمر إريانوس بحرق الصبى وأباه ، فلم يتراجعا ، بل صبرا --- بقوة المعونة الإلهية --- حتى نالا الأكاليل النوررانية . ● فكان ذلك برهانا قاطعًا ، على صدق الرؤية ، فآمن كثيرون جدًا .
( 6 ) الطفل يرى ، والأب يعاند . فيفوز الطفل وحده ( السنكسار 13 أمشير )
● كانت الجموع تتفرج على استشهاد القديس سرجيوس الأتريبى وعائلته . ففتح الرب عينى طفل ، فرأى الملائكة حاملين أرواح الشهداء وصاعدين للسماء . فصرخ الطفل قائلاً: ( يا ربى يسوع المسيح ) ، فإرتعب أبواه خوفًا من أن يسمعه الوالى فيقبض عليهم ، وكمموا فم الطفل بأيديهم ليكتموا صوته ، ولكنه ظل يصرخ بكل قوته بدون توقف . ● فكافأه الرب ، بأن جعل روحه تنطلق وتنضم لصفوف الشهداء ، وينال إكليل الإستشهاد مثلهم ، إذ شهد لـه مثلهم . دون أبويه المعاندين الخائفين: [ وأمّا الخائفون . . . فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار ] روء 21: 8 .
( 7 ) يرهبوهما بمناظر القتل ، فينظرا الأكاليل ( الشهيدان أبادير وأخته صـ39 )
● رأى أبادير وأخته إيرينى --- فى رؤية --- أباهما الشهيد باسيليدس ، وهو فى مجد عظيم فى الفردوس . ● فتشجعا وتقدما للإستشهاد . فعذبهما الوالى إريانوس ، فظلا ثابتين ، فألقاهما فى السجن . ● ودبر حيلة ليرهبهما ، فأحضرهما لكى يشاهدا المذبحة التى سيصنعها فى بعض المسيحيين . ● ولكن الرب أبطل مؤامرته ، إذ فتح عينى أبادير ، فرأى أرواح الشهداء تتكلل بأكاليل نورانية وتنطلق بفرح عظيم للسماء . وأثناء إنطلاقهم نادوا على القديس أبادير، قائلين: تشجع يا حبيبنا، يا جندى المسيح ، فإن معركتك الأخيرة تقترب. ● فأدى ذلك إلى مضاعفة ثبات القديسين أبادير وأخته ، فتقدما بشجاعة للإستشهاد ، وبقوة المسيح أكملا جهادهما .
( 8 ) [ تمسّك بما عندك ، لئلا يأخذ أحد إكليلك ] روء 3: 11 ( شهداء سبسطية ص7 )
● أعلن أربعون جنديًا --- معا --- إيمانهم بالمسيح ، فهددهم الحاكم بأن يحرقهم أحياءً ، فقالوا له: هذه النار ، وقتية ، ولا تحرق إلاّ الجسد ، وأما النار التى ينبغى الخوف منها ، فهى نار جهنم الأبدية . ● فإغتاظ منهم ، وفكر فى طريقة لإذلالهم وتحطيم قوة إيمانهم ، وكان الوقت شتاءً ، والبحيرة - فى سبسطيه بأرمينيا - متجمدة ، فأمر بتعريتهم من ملابسهم ، وإلقائهم فى بحيرة الجليد، لكى يتجمد الدم فى أطرافهم، فيصبح الألم أشد من الحريق بالنار. ● ومع أن الجنود يعرفون فظاعة هذه الآلام ، إلاّ أن ثقتهم فى قوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح ، كانت أقوى من الخوف ، فبادروا هم بأنفسهم بخلع ملابسهم ، بكل شجاعة ، وتقدموا إلى بحيرة الجليد ، قائلين: ( من أجل المسيح ، نتعرى ، لكى ننال الفردوس معه ) . ● ووسط الجليد ، كانوا يشجعون بعضهم - مثلما يفعل الأبطال وسط الحرب - قائلين: ( هذه ليلة واحدة فى صقيع الجليد ، وبعدها نتمتع بالدفئ فى الفردوس إلى الأبد . . . أقدامنا التى تجمدت ، ستسير - بعد قليل - مع الملائكة . . . ) .
● ولكن الشيطان ضاعف الحرب عليهم ، إذ صنعوا حمام ماء دافئ ، بجوار بحيرة الجليد ، لكى يغريهم بالراحة الوقتية . ● فإنهزم واحد منهم ، ونظر إلى بخار الماء الدافئ ونسى الفرح السماوى القادم سريعًا ، فخرج من بحيرة الجليد .
● ففتح الرب عينى الحارس ، فرأى ملائكة ينزلون من السماء حاملين أكاليل نورانية ، يضعونها على رؤوس الشهداء ، وأمّا الإكليل الخاص بالجندى الهارب ، فإن الملاك ظل حاملاً له ، بدون صاحبٍ له ، وينتظر مَنْ يستحق أن يفوز به .
● فلما رأى الحارس ، كل ذلك ، قرر - فورًا - أن يضحى بكل شىء لكى يفوز بهذا الإكليل النورانى ، فصرخ قائلاً: ( أنا مسيحى ) ، وإندفع إلى بحيرة الجليد والقى بنفسه فيها ، وصبر حتى نال الإكليل : [ أولون يكونون آخرين ، والآخرون أولين ] مر10: 31.
( 9 ) الوالى يرى الأكاليل ، فيدوس على المنصب ( جبل قسقام صـ63 )
● الوالى يوحنا الهرقلى - والى هرقلية - كان يزور زميله ، والى مصر . ● وكان والى مصر- فى هذه اللحظة - يحاكم المسيحيين ، ويعذب المعترفين منهم ، حتى الموت . ● ففتح الرب عينىّ الوالى يوحنا الهرقلى ، فرأى الملائكة تضع أكاليل نورانية رائعة ، على رؤوس الذين استشهدوا ، فداس على منصبه ومركزه ومجده ، ليحصل على هذا الإكليل الأعظم من العالم كله . ● فوثب صارخًا : ( أنا مسيحى ) . ● فجن جنون صديقه ومضيفه ، والى مصر ، وقبض عليه وأوثقه ، وتم تعذيبه بعذابات مضاعفة ، فقطعوا يديه ورجليه ، وسحلوه على الأرض بعدما ربطوه فى حصان جامح . فأعطاه الله قوة ليست من هذا العالم ، حتى كتبوا قضيته وقطعوا رأسه . فنال الإكليل النورانى الذى تهون العذابات فى مقابل الحصول عليه .
( 10 ) يأمر بقتلهما ، ثم يرى الأكاليل ، فيؤمن ويستشهد ( السنكسار 26 هاتور )
● كان القديسان بالاريانوس وتيبوريتوس ، من أكابر روما ، وكانا يأخذان - سرًا - أجساد الشهداء ويكفناهم ويدفناهم ( مثل طوبيا ) . ● فوصل الخبر إلى حاجب الملك طرسيوس ، فأحضرهما ، فإعترفا . فهددهما كثيرًا ، فأظهرا ثباتًا وشجاعة عظيمة . فأمر بقطع رأسيهما .
● وأثناء تنفيذ الحكم ، رأى طرسيوس الملائكة النورانية يحملون أرواحهما ويزفونها بإحتفال عظيم إلى السماء . فآمن بالمسيح ، واعترف علنا ، فقبضوا عليه ، وحاكموه ، فلم يتراجع ، فحكموا بإعدامه ، فنال إكليل الشهادة والفرح:
( 11 ) الطاغية المتجبر ، يؤمن ويستشهد ( أبطال ج3 صـ51 )
● الوالى الشرير الدموى ، إريانوس ، الذى كان يخترع وسائل حديثة فى تعذيب المسيحيين . ● أثناء تعذيبه الشهيد فليمون ، برميه برشّات من السهام الصغيرة ، فى كل أجزاء جسمه ، إنحرف سهم صغير وأصاب عين إريانوس ، فإنفقعت ، فهاج كالثور الهائج ، وأخذ يسب ويلعن . ● ولكن الشهيد فليمون -- قبيل وفاته - قال لـه: ( لكى تشفى ، خذ من دمى وإدهن عينك ) . فإحتقر إريانوس كلامه .
● ولكن الألم زاد جدًا ، حتى لم يعد يطيقه ، فبدأ يتواضع ، وقام ليلاً --- سرًا --- وذهب إلى حيث دفنوا الشهيد ، وأخذ من التراب المختلط به دم الشهيد ، ودهن به عينه . فعادت سليمة . ● عندئذ فقط ، آمن بأن كل المعجزات التى كان يراها ،لم تكن سحرًا --- كما كان يعتقد --- بل حقيقة .
● فآمن الوالى الشرير إريانوس، وتحول من ذئب شرس ضار مؤذى متجبر ، إلى حمل وديع ، بقوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح . ● فعاد إلى دار الولاية ، وأطلق سراح كل المقبوض عليهم بتهمة إيمانهم بالمسيح .
● فعلم الملك وأمر بالقبض عليه . ● فخاف إريانوس لئلاً يضعف أمام العذابات ويتراجع عن إيمانه ، فذهب إلى قبر الشهيد فليمون ، وطلب شفاعة الشهيد لكى يطلب من السيد المسيح ، أن يعين إريانوس كما سبق وأعان فليمون ، لكى يكمل جهاده . فسمع صوت الشهيد يقول له: ( لا تخف ، إذهب ، وستنال إكليل الشهادة وستصبح معنا فى الفردوس ) ، ففرح إريانوس جدًا ، وأعلن إيمانه بكل شجاعة أمام الملك ، وإحتمل --- بقوة المسيح --- ما لا يحتمله البشر ، من العذابات الوحشية ، وحدثت معجزات ، وأخيرًا نال إكليل الشهادة ، فأصبح لقبه الجديد هو: ( الشهيد إريانوس ) .
( 12 ) يرى الأكاليل - فى رؤيا - فيسرع إليها (تاريخ دير القديس ص15)
● الشهيد الأسقف الأنبا بضابا: رأى --- فى رؤيا --- ملاكًا، ومعه ثلاثة أكاليل، وقال لـه إن واحدًا لـه ، وواحدًا لإبن خالته القس إندراوس ، والثالث للقس خرستوذولوس .
● وعلى الفور ، شجع شعبه وشددهم على الإيمان ، وإنطلق للاستشهاد ، فإنطلق معه القس إندراوس والقس خرستوذولوس ، فلما رآهما مصممين على الإستشهاد ، أعلمهما بالرؤية التى رآها . ● وقد تعرضوا لعذابات مريرة ، ولكن الرب كان يقويهم ، حتى أكملوا جهادهم ونالوا الأكاليل السماوية .
● وقد تم إنشاء دير على اسم الشهيد بضابا ، فى نجع حمادى ، للراهبات، وهو عامر بالراهبات، برئاسة الأم القديسة تاماف سارة القديس بضابا.
( 13 ) الروح تنطلق مثل حمامة من فم الشهيدة ( قديسات شهيدات صـ36 )
● الشهيدة يوليانه ، كانت فى الثانية عشرة من عمرها ، عندما أعلن الملك منشورًا بقتل كل المسيحيين ، فقررت الإستشهاد على إسم المسيح . ● فلما عرف أهلها بقرارها ، هربوا بها من بلدتهم ، ولكنها هربت منهم وعادت للمدينة ، ووقفت أمام الحاكم وأعلنت إيمانها بكل شجاعة ، فإستهزأ الحاكم بها لصغر سنها ، فأجابت بقوة وحزم ، فأمر بتعذيبها عذابات شديدة ، فصرخت لحبيبها وإلهها ، ربنا يسوع المسيح ، ليساعدها لكى لا تضعف أمام هذه العذابات البشعة . ● فإستجاب الرب لها ، وإنطلقت روحها فورًا ، مثل حمامة بيضاء ، إنطلقت من فمها الطاهر ، نحو السماء ، وشاهدها كل الحاضرين .
( 14 ) شهادة حية ، من الفردوس ( القديس مكاريوس الأنطاكى صـ19 )
● الشهيد مكاريوس الأنطاكى ، عذبوه بعذابات فظيعة ، فقطعوا أعضاءه ، ووضعوه على مسامير محماة بالنار . ● أثناء هذه العذابات الفظيعة ، فارقت روحه جسده. ● فإنتظر المعذبون فترة طويلة ، ثم فجأة وجدوه قد عاد للحياة، وهو فى مِلء القوة والصحة ، وكأنه لم يتعذب نهائيًا . ● وأعلن عما حدث لـه ، قائلاً: ( أثناء تعذيبى ، لم أحتمل ، فصرخت لربى وإلهى من كل قلبى ، فوجدت نفسى واقفًا أمام ربى يسوع المسيح، وحوله قديسين كثيرين، فكانوا يستقبلوننى بالعناق والتشجيع ، وقال لى أحدهم: إننى أيضًا تعذبت بعنف وقتلت ، ولكن الرب الحبيب لم يهملنى ، بل فتح لى أبواب الفردوس . ● ثم لم أدرى بشىء إلا وقد عدت أمامكم ، وقد تعافيت من كل آلامى . وهذا هو الدليل على صحة كلامى ) .
● ولأن المعجزة حدثت أمام أناس كثيرين ، شهدوا بما حدث ، فقد خاف الوالى من الفضيحة ، وأسرع بإرسال الشهيد إلى مدينة أخرى ، ليستكمل تعذيبه بعيدًا عن أعينهم . ● وهكذا أكمل الشهيد جهاده ونال الإكليل النورانى .
( 15 ) رسالة أخرى من الفردوس ( الشهيد مار بقطر الشوى صـ23 )
● الشهيد مار بقطر الذى من شو ، عذبوه بالحرق وبعذابات شديدة ، وكان الرب ينجيه ، فضربوه بحراب صغيرة فى كل جسمه ، وألقوه فى السجن حتى يلتهب كل جسمه . ● فظل يصلى ، وفجأة ، إختفى من السجن - مع أنه مغلق بإحكام - وبحثوا عنه فلم يجدوا لـه أثرًا . ● وبعد ثلاثة أيام ، فوجئوا به --- داخل السجل المغلق --- واقفًا يصلى ، وقد شُفيت كل جراحاته . فتعجب الحراس وسألوه: أين كنت؟ فقال لهم: ( إن ربى يسوع المسيح أرسل رئيس الملائكة ميخائيل ، فأخذنى إلى السماء ، وارانى مكان نياح ( راحة ) القديسين ، التى لا يستحق أحد من العالم أن ينظر إليها . فتوبوا وآمنوا بالرب يسوع المسيح ، حياة كل أحد ) ، فآمن كثيرون .
● فأمر الوالى بالتخلص منه ، بإلقائه فى مستوقد نار ، والإغلاق عليه لمدة ثلاثة أيام ، حتى يصبح رمادًا .
● وبعد الثلاثة أيام فتحوا مستوقد النار ، فوجدوه قد سلّم الروح ، ولكن جسده الطاهر ظل سليمًا ، لم تمسه النار ، ليكون برهانًا على صحة الإيمان المسيحى .
الباب السابع
معجزات قوة الاحتمال
+ الخوف الأعظم ، لملايين الناس ، هو إنهيار أعصابهم تحت ضغط المشاكل ، حتى لو كانت مشاكل عادية يومية .
+ فكيف - إذن - إحتمل الشهداء كل هذه العذابات الوحشية ، التى مجرد مشاهدتها تؤدى للفزع والغثيان؟ والتى كانت تستمر لسنين عديدة؟
+ فهل كانوا نوعًا غير عادى من البشر؟ التاريخ ينفى ذلك ، فقد كانوا أشخاصًا عاديين جدًا ، من مختلف المستويات والأعمار ، من الرجال والنساء ، الشبان والشابات ، الصبيان والبنات ، بل وحتى الأطفال !!!
+ السر --- الذى كان الشهداء يعرفونه جيدًا --- كان هو: ( المعونة الإلهية ) . ● فإن إحتمالهم ، كان: ( معجزة إلهية ) . ● ولكن المعونة والمعجزة ، تكون لمن يريد ويطلب: [ إطلبوا تأخذوا ] يو 16: 24 . + وقد كان إيمان الشهداء ، هو: ● أن الله سيرفع عنهم ما لا يحتملوه . ● وأنهم سيذهبون - فورًا - إلى فردوس النعيم، حيث الفرح الذى لا يوصف ولا ينطق به .
( 1 ) سيتحمل الألم عنى ( الخريدة صـ202 )
● بعض المعترفين بمسيحيتهم ، تم الحكم عليهم بالإعدام ، بإلقائهم للوحوش . ● وإلى أن يتم الحكم ، تم وضعهم فى السجن ، فكانوا فرحين متهللين منتظرين لحظة الإنطلاق لفردوس النعيم . ● ولكن واحدة منهم - إسمها سعدى أو فيليستاس - كانت خائفة من أن يتعطل إستشهادها ، لأنهاكانت حامل . فصلت --- ومعها بقية المعترفين --- لكى تلد مبكرًا . ● فإستجاب الله ، وجاءتها آلام الولادة مبكرًا . فكانت تصرخ بشدة . ● فإستهزأ بها أحد حراس السجن ، قائلاً: ( إن كانت غير قادرة على إحتمال ما تحتمله النساء ، فكيف ستحتمل أنياب الوحوش التى لا يحتملها أقوى الرجال ) . ● فإعطاها الرب إنتباهًا وقوة ، فردت عليه بقوة ، قائلة : ( أنا الآن أتالم ألمى . وأما فى ذلك الوقت ، فإنه سيتحمل الألم عنى ، لأنى سأتألم من أجله هو ) .
● وقد حدث هذا فعلاً ، ففى وقت الإستشهاد ، واجهت الوحوش بقوة وثبات أعصاب غير عاديين . ● وقد عضها احد الوحوش عضة مميتة ، ثم تركها ، فلم تكن تشعر بشىء ، حتى أنها قالت: ( متى سيطرحوننا للوحوش؟ ) ، ثم إنطلقت روحها الطاهرة ، ونالت النعيم الأبدى .
( 2 ) إننى لا أشعر بالتعذيب ( الشهيد المصرى صـ40 )
● القديس مارمينا العجايبى ، أثناء تعذيبه بعذابات مهولة ، حتى أن معذبيه كانوا يستعطفونه لكى يجحد المسيح ، لكى يتوقفوا عن هذه الأعمال البشعة ، فقال لهم: ( يسوع المسيح بجانبى ، وسيعطينى عوض العذابات حياة أبدية ) . ● فزادوا العذابات جدًا ، حتى تناثر لحمه ، فقال لهم ( يسوع المسيح أرسل ملائكته فخففوا آلامى ) . ● فأشعلوا نارًا فى أجنابه ، فظل القديس صامتًا ، كأنه لا يوجد شىء . فإنذهل الوالى ، وسأله: ( ألا تشعر بالنار التى تحرق جسدك؟ ) ، فأجاب القديس: ( أبدًا . لأن يسوع المسيح يقوينى بقوته الإلهية ) . ● فخجل الوالى جدًا ، وإضطر إلى كتابة قضيته ، بأن يقتل لأنه مسيحى ، وهكذا نال إكليل الشهادة . (( ملحوظة 11: كانت أعداد الأحكام بالإعدام، بسبب الإيمان بالمسيحية، قد تزايدت جدًا، إلى درجةٍ سببت قلقًا للحكام ، لذلك كانوا يستخدمون التعذيب لقهر إرادة المسيحيين، ليتجنبوا اللجوء لكتابة حكم الإعدام . ● فإذا فشلوا ، وإنتصرت إرادة المسيحيين ، كانوا يضطرون لكتابتها . ● فبالرغم من وحشية الدولة الرومانية ، إلا أنها كانت تتمسك - بشرف - بحكم القانون . ● وكان هذا درسًا للشيطان ، ليستبدلهم - فى حربه ضد المسيحية - بأمة همجية لا حياء فيها . ● والرب يسمح بالاضطهادات ، ليمنح المزيد من أكاليل الإستشهاد وأكاليل الإعتراف ، فمثلما أن حرارة الصيف الشديدة هى التى تنضج حبوب الحنطة، وبدون هذه الحرارة فإن الحبوب تتحوصل وتفسد، فكذلك أيضا الاضطهادات هى التى تنضج الشهداء والمعترفين، وبدونها لا يكتمل نضجهم )) .
( 3 ) أنا غلبت ، لذلك أنت ستغلب ( القديس مكاريوس صـ26 )
● الشهيد مكاريوس الأنطاكى: أحضر الساحر ثعبانًا مخيفًا ، وأفرغ السم - من أنيابه - فى كأس ، وقدّمه للقديس ليشربه ، فجزع ، ونظر إلى السماء يطلب المعونة والإرشاد ، فظهر لـه رب المجد ، وقال لـه: ( لا تخف ، ثق ، أنا شربت الكأس قبلك ، ولكنى غلبت العالم ، لذلك أنت أيضًا ستغلب ) . فإمتلأ القديس فرحًا وشجاعة ، وشرب كأس السم ، فلم يصيبه أى أذى . ● فظن الحاكم أن السم ضعيف ، وأمر الساحر بأن يشرب منه ، فمات فورًا . ● وقد حاول الحاكم أن يكسر إرادة وإيمان القديس ، بعذابات كثيرة وشديدة ، ولكنه فشل ، فأصدر الحكم بإعدامه بقطع الرأس . فنال الإكليل النورانى .
( 4 ) لا تخاف من عذاباته ، فإن الرب يقويك ( سيرة الشهيد صـ77 ، 80 )
● الشهيد فيلوباتير مرقوريوس ، أنقذ الإمبراطورية من الهزيمة . فطلب منه الإمراطور أن يشكر إلههم ، فرفض القديس ، معلنًا أن ناصره ، المستحق للشكر ، هو رب المجد يسوع المسيح ، فأمر الإمبراطور بتعذيبه بعذابات رهيبة ، ليكون عبرة لكل المسيحيين . ● فكاد القديس أن يموت - من شدة العذابات - فأمر الإمبراطور بإيقاف التعذيب ، لكى لا يموت هكذا قبلما يجحد المسيح ، وأمر بإلقائه فى السجن . ● فكان القديس - فى السجن - فى حالة إعياء شديدة جدًا وغير قادر على إلتقاط أنفاسه ، بسبب شدة التعذيب . ● فأرسل الله لـه ملاكًا ، فشفاه ، وطمأنه إلى أنه سينتصر على كل تعذيبات الإمبراطور ، وسيفضح ضعفه وضعف الشيطان أمام أولاد الله ، وقال لـه: ( لا تخف من عذاباته ، فإن الرب يقويك . . . وبعد قليل ستتنعم فىالسماء ) : - ● [ الله أمين ، الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون ، بلا سيجعل - مع التجربة - المنفذ ] 1 كو 10: 13 .
( 5 ) الضعيفة ، تنتصر بقوة المسيح ( الخريدة صـ200 )
●الشهيدة برباتو ، كانت فى السجن مع شقيقها ، منتظرين تنفيذ الحكم بطرحهما للوحوش . وكانت رائحة السجن الكريهة تكاد تخنقها ، وكانت فى كرب وفزع شديد ، حتى أنعم الله عليها بالفرح ، فقد رأت - فى رؤيا ، بعد صلاتها - سلمًا منيرًا ، يصل إلى السماء ، وأن أخاها قد سبقها وصعد عليه ، وناداها قائلاً: يا أختى إنى منتظرك ، ولكن إحترسى من التنين . إذ كان فى أسفل السلم يوجد تنين متأهب لإفتراس كل من يقترب من السلم . ● فأجابته - فى هذه الرؤية - قائلة: أنا لا أخاف منه ، بمعونى إلهى . ● واقتربت منه ، فخاف التنين وأراد أن يبعد رأسه، ولكنها وضعت قدمها على رأسه ، وداست عليه ، وصعدت على السلم ، فرأت الفردوس ، مثل جنة جميلة واسعة . ورأت رب المجد وحولــــه جمهور من الناس بثياب بيضاء . فرحّب بها بكل الفرح ، قائلاً لها: ( أهلاً بك يا إبنتى ) . ثم وضع فى فمها طعامًا لذيذًا . ● فكانت هذه الرؤية ، عزاءً عظيمًا لها ولشقيقها . ● وقد أكملا جهادهما ونالا النعيم الأبدى .
( ( ملحوظة 12: التنين هو حيوان حقيقى ، من الزواحف الضخمة ، ويشبه التمساح ، ولكنه أعلى منه ● وفمه ضخم ويشبه فم الثعبان ، ولـه لسان مثل لسانه . ● ولـه عُرف جلدى --- مثل الديك --- على رأسه ورقبته ، ويصبح لونه - عند غضبه - بلون الدم . ● كما أن عيناه قاسيتان كعيون الثعابين . وبالإجمال ، فإنه شرس جدًا ومخيف . ● وما زال يوجد البعض منه ، على بعض الجزر ، فى جنوب أسيا وأمريكا الجنوبية ، وغيرها ) ) .
( 6 ) ضعيفة الجسد ، تذهل المتجبرين ( تاريخ الكنيسة 5: 1: 17-56 )
● الشهيدة بلاندينا ، كان كل الإخوة مرتعبين خوفًا عليها ، بسبب صغر سنها وضعف جسدها ، لئلا تنهزم أمام التعذيب . ● ولكن المسيح الإله القدير ، أعطاها قوة تفوق عقول البشر ، حتى أن المعذبين لها كانوا يتعبون ويتناوبون على تعذيبها ، من الصباح إلى المساء ، إلى درجة أنهم إعترفوا بأنهم قد غُلبوا على أمرهم ولم يعودوا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا أكثر . ● وقد ذهلوا من قوة احتمالها ، إذ كان كل جسدها قد تهرأ . ● وإعترفوا بأن نوعًا واحدًا من هذه العذابات ، كان كفيلاً بإزهاق الروح ، فكم بالأولى كل هذه التعذيبات العديدة العنيفة . ● فبعد كل تعذيب ، كانت قوة المسيح تجدد قوتها ، فتنتعش وتصرخ: ( أنا مسيحية ، ونحن لم نفعل شرًا ) . ● وأخيرًا ، نالت الإكليل الغير مضمحل .
● وكان ثبات الشهيدة بلاندينا ، والشهداء الآخرين ، سببًا فى عودة الذين إرتدوا لخوفهم من التعذيب ، ويقول المؤرخ المعاصر لهذه الأحداث - فى أوائل القرن الرابع - عبارة جميلة عن هؤلاء العائدين للإيمان : ( وإغتبطت مريم العذراء ، بمن قبلتهم أحياءً ، بعدما سبق فأخرجتهم كأموات ) .
( 7 ) يفرد يديه على شكل صليب ، فتتراجع النمور (تاريخ الكنيسة 8: 7: 4)
● يذكر المؤرخ ، هذه الأحداث التى رآها بنفسه . ● إذ كانت الوحوش لا تستطيع الإقتراب من الشهيد ، بينما تهجم بوحشية على الذين يحفزونها من الخارج . ● ووسط دهشة المتفرجين --- فى الإستاد --- أطلقوا سراح الوحش وراء الثانى ، وراء الثالث ، ضد نفس الشهيد .
● فكان الشهيد --- وهو شاب صغير --- واقفًا بغير وثاق ، فاردأ يديه على مثال الصليب ، مشغولاً فى صلاة حارة إلى الله ، بينما النمور تزمجر وهى تكاد تلمس جسده بأفواهها . ● وظل الشهيد يصلى ، والنمور تزمجر ، بدون أن تستطيع أن تلمسه ، ثم تراجعت إلى الوراء ، بقوة إلهية عجيبة . ● وأخيرًا قتلوه بالسيف ، الذى كان يعنى فشلهم معه . (انظر الملحوظة صـ79)
(8) الملاك ميخائيل يطمأنه بالمعونة الإلهية (سيرة الشهيد أبانوب صـ7)
● الشهيد أبانوب، كان فى الثانية عشر من عمره، حين أمر الإمبراطور بقتل كل المسيحيين إن لم يدخلوا فى دينه. فسمع القديس الصغير، بذلك الأمر، فقرر أن يبادر إلى الإستشهاد، ليحصل على الإكليل الذى لا يفنى، ويفوز بالحياة مع المسيح. فبعد القداس الإلهى، ذهب - بمفرده - إلى سمنود، وكان يصلى لكى يعينه الله. ● فأرسل الله لـه رئيس الملائكة ميخائيل، فطمأنه بأن الرب استجاب لصلاته، وأرسله لـه ليرافقه فى سعيه المقدس، وطمأنه بأنه – بمعونة الله – سيتحمل كل الألآم لمدة أيام قليلة، ثم ينال الفرح الأبدى.
● فتقوى القديس الصغير وتشجع جدًا، وتقدم إلى الوالى وإعترف بالمسيح بكل جرأة. فعذبوه بعذابات لا يحتملها أشجع الرجال، ولكنه تحملها بقوة المعونة الإلهية. ● وفوق ذلك، فقد أنعم الله عليه – أيضًا – بأن يرى الملائكة وهى تضع التيجان النورانية فوق رؤوس الشهداء الذين سبقوه، وأعلموه بأنهم ينتظرونه لينضم إليهم فى الأمجاد السماوية. ● وهكذا أكمل جهاده بكل قوة، ونال إكليل الشهادة.
(9) الرب يقويه، وفى عطشه يسقيه (البابا زخارياس صـ28)
فى أيام القديس البابا زخارياس الـ64 (وهو الذى لطخوه بدم ذبيحة وألقوه للأسود، فكانت تمرغ وجهها عليه)، قام الحاكم بأمر الله بإضطهاد الأقباط، فقتل ثمانية عشر ألفًا، وألبس الباقين العمائم السوداء، وصلبان وزنها خمسة أرطال وطولها ذراع (30سم)، تعلق فى رقابهم بحبال ليف. ● كما هدم الكنائس ومنع البيع والشراء مع الأقباط، إن لم ينكروا المسيح. ● وطلب من أكبر عشرة كُتَّاب (الكاتب: وظيفة كبيرة جدًا، تقارب الوزير) وأكبرهم إسمه غبريال أبو النجاح، طالبهم بترك المسيح، فطلب غبريال منه مهلة للتفكير ، ثم جمع أهله وثبتهم على الإيمان. ● ثم تقدم للحاكم بأمر الله، وأعلن لـه تمسكه بالمسيح ، فأمر بضربه خمسمائة جلدة. ● ومع أنه تربى فى حياة ناعمة فى الديوان، وجسده لم يعتاد على إحتمال الشقاء، لكنه لم يشفق على جسده، بل ظل ثابتًا ولم يتراجع ، فأعطاه الله قوة غير طبيعية ، حتى إحتمل الخمسمائة جلدة الرهيبة ، فزاد حقد الحاكم ، وأمر بضربه خمسمائة جلدة ثانية. ● وأثناء ضربه ، جف ريقه بشدة ، بسبب الألم والعرق والدم الذى ينزفه ، فطلب أن يشرب ، فوضعوا الماء أمامه ، بشرط أن ينكر المسيح ، فرفض . ● ثم فوجئوا بمياه كثيرة تنسكب على فمه وتنزل على ذقنه ، فتعجبوا من أين جاء هذا الماء ، فقال لهم أن الرب أرسل فسقاه . ● ثم إستمروا يجلدونه ، حتى إنطلقت روحه الطاهرة ، ولم تكن الخمسمائة الثانية قد كملت، فأمر الحاكم بتكميل ضربه بالجلدات الباقية ، حتى بعدما مات.
● وبقية العشرة الكتـــاب ، ثبتوا أيضًا على الإيمان، فضربوا أعناقهم جميعًا.
(10) حتى القديسين يضعفون، لولا نعمة المسيح (تاريخ الآباء صـ100)
● وفى زمان البابا زخارياس--- أيضًا--- أدت الإضطهادات الرهيبة ، والإذلال ، والجوع نتيجة قطع أرزاقهم ، أدى كل ذلك إلى ارتداد الكثيرين، هربًا من جهنم الوقتية إلى جهنم الأبدية. وكان --- فى ذلك الزمان --- إنسان قديس ، أعطاه الله مواهب عظيمة حتى أنه كان يتنبأ ، ولكن كثرة المظالم التى إستحكمت على الأقباط جعلت صدره يضيق ، فكان يعاتب الله ويقول له: أنت يا رب إتخليت عن شعبك ؟. ● فلم يهمله الله ولم يتركه يسقط فى صغر النفس ، بل أسرع إليه ، إذ ظهر لـه --- فى رؤيا --- وبمنتهى العطف والمحبة قال لـه: (لماذا يضيق صدرك ! تعال وإنظر المكافأة التى يأخذها الذين يهانون على إسمى ، وإنظر المواضع التى هم فيها الآن) . ● فلما رأى القديس، ذلك النعيم العظيم ، إمتلأ قلبه فرحًا ، لأن كل شىء له ثمنه:
[ نتألم معه ، لكى نتمجد أيضًا معه] رو 8: 17.
[ يوجد جزاء لعملك .. ويوجد رجاء لآخرتك ] أر 31 : 17
● وبعد ذلك أزال الرب هذه التجربة، إلى درجة أن الكثيرين رجعوا إلى الإيمان، بدون أن يقتلهم أحد : - [الله أمين الذين لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل - مع التجربة - المنفذ] 1كو 10: 13.
(10) الله يكلف ملاكًا بمساعدة الشهيد حتى يكمل (سيرة الشهيد الجديد)
● القديس صليب (أو بسطوروس أو بسطافروس)، فى القرن السادس عشر، فى أيام الأنبا يؤانس (94)، والملك الأشرف قنصوه الغورى . ● كان يعيش فى نسك شديد، وإشتهى الإستشهاد على إسم المسيح ، فتشفع بالسيدة العدراء وبالملاك ميخائيل لكى ينعم الله عليه بذلك. ● ظهرت لـه أم النور - فى رؤيا - وهى ملتحفة بالنور ، وبشرته بأن الرب إستجاب لطلبته ، وأنه كلّف رئيس الملائكة ميخائيل لكى يعينه ويحفظ نفسه ، حتى يكمل إستشهاده . ● فطاف بالبلاد يثبت ويعزى المؤمنين ، فقبضوا عليه ، فأعلن أن المسيح هو الإله الحق ، فضربوه كثيرًا وسجنوه ، فشفاه الملاك ميخائيل وفك قيوده الحديدية. ● كما ظهرت لـه أم النور وشجعته وطمأنته. وقد رأت زوجة حارس السجن ، ظهور السيدة العذراء للقديس ، وأخبرت زوجها بما رأته ، فلم يؤمن ، بل قال إنه ساحر ولذلك يفك قيوده الحديد . ● نقلوه من بلد إلى بلد ، وهم يعذبونه ، فكانت تظهر لـه السيدة العذراء وتتكلم معه وتعزيه وتطمأنه، حتى أوقفوه أمام الملك الغورى ، فلم يهتز ، بل أعلن شهادته للمسيح إلهنا بكل شجاعة ، فعرض الملك عليه مغريات كثيرة ، فرفضها. ● تم الحكم عليه بالإعدام بعد التعذيب ، فسمروه على صليب وربطوه فوق جمل، وطافوا به شوارع القاهرة وهم يضربونه ويهينونه. وفى كل ذلك كانت المعونة الإلهية تحفظه وتقويه وتعزيه، فكان وجهه يطفر بالفرح وكأنه وجه ملاك، وأخيرًا قطعوا رأسه فنال الإكليل الذى لا يفنى.
(11) الجير والخل، فى فمى، مثل العسل (مخطوطات الأديرة ج1 صـ146)
● الشهيد مار بقطر، عذبوه بعذابات شديدة، فكان الرب يقويه بقوة معجزية عجيبة ، تحتار فيها العقول ، وأما هو فكان ثابت التفكير وينطق بالعقل والحكمة . ● سكبوا زيتًا مغليًا على جروحه ، فقال القديس : كأنكم سكبتم ماءً باردًا على جسدى . ● فسكبوا فى فمه خل وجير . فقال: إنهم كالعسل فى فمى . ● وعند قطع رأسه ، قال: إفسحوا قليلاً من أجل الملاك المحيط بى . ● وهكذا أكمل جهاده بقوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح .
المراجــــع
1- الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للانبا ايسيذورس 2- تاريخ الاباء البطاركة للانبا يوساب 3- تاريخ البطاركة للانبا ساويرس 4- تاريخ الكنيسة ليوسابيوس 5- قصة الكنيسة أ/ ايريس المصرى 6- شهداء سبسطية للقديس باسيليوس 7- مخطوطات الاديرة للقمص ابراهيم الانبا بيشوى 8- السنكسار القبطى 9- الاباء السواح للراهب سمعان الانطونى 10- الثلاث مقارات القديسين لدير السريان 11- الشهيد المصرى مارمينا لكنيسة مارمينا بفلمنج 12- مذكراتى عن البابا كيرلس 13- معجزات البابا كيرلس 14- معجزات مارجرجس لدير مارجرجس 15- سيرة الشهيد ابو سيفين لدير ابو سيفين 16- الله يحبنى لدير ابو سيفين 17- معجزات معاصرة , دز نشأت نجيب 18- مجلة الكرازة للكلية الاكليريكية 19- الرحمة باب السماء لدير مارجرجس 20- الانبا ابرام لمطرانية الفيوم 21- الانبا ابرام , أ/ ملاك لوقا 22- البابا زخارياس للقس زخارياس الانطونى 23- طقس سيامة الرهبان للقس زخارياس الانطونى 24- كوكب من البرية الشرقية للقس زخارياس الانطونى 25- حياة الانبا انطونيوس للبابا اثناسيوس الرسولى 26- تاماف ايرينى لدير ابو سيفين 27- الانبا مكاريوس لمطرانية قنا 28- مدرسة الصلاة , أ/ ايمن عريان 29- راهب فاضل , لابناء القمص اثناسيوس 30- سيرة عطرة , لابناء القمص جبرائيل 31- القمص جورجيوس المقارى لكنيسة السيدة العذراء عين شمس 32- الالم و المرض , أ/عادل كمال 33- القمص بيشوى كامل , للقمص لوقا سيداروس 34- مواقف من حياة القمص غبريال بولس 35- كاهن قديس , أ/ سامح كمال 36- القمص عبد المسيح المناهرى لنيافة الانبا مينا 37- راهب ناسك للقمص زكريا السريانى 38- ضيف من السماء , د. كمال عبد الله 39- القديس يسطس الانطونى , للقمص مكسيموس الانطونى 40- القديس يسطس الانطونى لابناء البابا كيرلس 41- فيض النعمة , أ. نبيل عدلى 42- البابا و القيادة الروحية , للقس رافائيل أفا مينا 43- جامعة الروح القدس لابناء البابا كيرلس 44- أم الغلابة , أ. ايمن عريان 45- بابا صادق , أ. ايمن عريان 46- البابا كيرلس الخامس , للقمص سمعان السريانى 47- الشهيد بسطفروس لنيافة الانبا دمتريوس 48- القديس سيدهم بشاى ,للقمص بيشوى عبد المسيح 49- سيرة الانبا انطونيوس , للقمص انطونيوس الانطونى 50- اشهر الاساقفة من دير الانبا انطونيوس , للقمص انطونيوس 51- جبل قسقام , لديرالسيدة العذراء 52- بستان القلمون , للقمص باسيليوس الصموئيلى 53- بستان الرهبان لمكتبة مارمينا 54- طريق السماء للقس منسى يوحنا 55- سيرة الشهيدة مارينا , للقس انطونيوس جرجس 56- صدق و لابد ان تصدق , للقس يؤانس كمال 57-سلسلة ساجى سليمان عن سير القديسين 58- سيرة الشهيد ابانوب لكنيسة السيدة العذراء بسمنود 59- ابطال فوق الزمان للراهب بيشوى الانطونى 60- قديسات شهيدات ,لابناء البابا كيرلس 61- الشهيد ابادير و اخته ايرائى , للقمص ابادير السريانى 62- تاريخ دير القيس ابيفانيوس , أ/ نبيه كامل 63- تاريخ دير القديس بضابا , اصدار الدير 64- القديس بضابا , أ. رشدى واصف 65- القديس مكاريوس الانطاكى للقمص بيشوى عبد المسيح 66- الشهيد ماربقطر شو , أ/ رشدى واصف 67- الشهيد ماربقطر رومانوس , أ/ باقى جيد بشارة 68- القديس ابانوفر السائح , أ/ لطفى شحاته 69- الانبا توماس السائح , للقمص ابرام الصموئيلى .
مواضيع هذا البحث
مقدمـة .............................................................................. صفحة 1
الباب الأول: معجزات العزاء ........................................................... صفحة 3
شفتى أد آيه أنا فرحانه --- أوعى تزعلى وتبكى ، دا إحنا فرحانين --- السيدة العدراء تريها أمها فى الفردوس --- السيدة العدراء تريه أخته فى الفردوس --- خلاص ما فيش حزن --- إبنك معى فرحان ويريدك أن تخلعى السواد --- بتحب أبوك أكتر منى --- شفت الواد عامل فى نفسه آيه --- إبنك فى مجد ، ليه تحزنى عليه --- أبوكى فى الفردوس --- ما تخافيش ، منير عندى --- الأمجاد السماوية اللى كنت عايزها ، وصلتلها --- الشهيدة تعزى مربيتها --- الشهيد يظهر لوالدته ، لابسًا إكليلاً --- فى مكان حلو خالص ، لم تكن تحلم به --- مش هنا أحسن ، يبقى ما تبكيش --- قداس فى السماء ، لتعزيتها --- عزاء وتحذير من الصراخ --- البابا يعزى شعب كرسيه --- البابا يعزى الباكيات --- البابا ينظر بنظرة قوية لطرد المحاربات --- شفت منظر ما أقدرش أوصف جماله.
الباب الثانى: معجزات الإعداد والترتيب والتمهيد: .................................... صفحة 18
الله يرتب كل شىء، فيما الأهل ينام --- أنا مسافر يوم الأربع الساعة تسعة الصبح --- العدراء جايه بكره لأبونا فيلبس --- العدراء هاتربى الأولاد --- أبونا بيشوى أهوه .. بيحضر التيجان --- أوصى أولاده ثم أمال رأسه فإنطلق --- يغسل نفسه بنفسه قبل نياحته --- البطريرك يختار خليفته ثم يشترك فى رسامته --- يستعجله ليسافر لوداع والدته --- دول ناس كبار ، سيبهم يرتاحوا --- ما تخافيش ، دى مقابلة المسيح حلوه --- أنا مش هاسيبكم ودايمًا ها أبقى معاكم --- دا الفردوس حلو قوى يا ولاد --- الشقة الوحشة --- يا ربى يسوع المسيح إقبل روحى --- أنا ها أكلل وأفرح يوم العيد --- أنا مسافر --- ( أنا مسافر ) .. ( وأنا مسافر بعدك ) --- أبقى أقول آيه أمام رب العرش --- أنا عاوزك --- يوسف أحسن منى ومنك --- العصا بدون اسم، لتنفع اللى بعدى.
الباب الثالث: عجائب لحظة إنطلاق الروح: .......................................... صفحة 32
نياحة السيدة العذراء --- القديس بولس الرسول --- القديس إسطفانوس --- فى مثال الغنى ولعازر ------ حفلة عظيمة على السحاب فى مصر القديمة --- موكب الفرسان على السحاب ، فى الفيوم --- إطلب لكى تكون آخرتك مثل آخرته --- جسد الرب يرجع تلقائيًا للصينية --- القديس يسجد لكى يسلم الروح --- الأنبا بولا، كذلك، يسجد ويسلم الروح --- الأنبا توماس، كذلك، يسجد ويسلم الروح --- القديس يحنس القصير ، يسجد ويسلم الروح --- القديس دوماديوس يستند ويبسط يديه وينطلق --- والآن أيضًا، قديسون يسجدون ويسلمون الروح --- يبسط يديه وينطلق --- يجلس يرتل، فتنطلق الروح--- يكمل كل شىء ، ثم يجلس لكى ينطلق--- يرشمون أنفسهم بالصليب ، ثم يتنيحون --- يدخل المدفن ويتمدد فتنطلق الروح --- يعمل مأدبة نياحته بنفسه ثم ينطلق --- يضجع حسنًا لكى تنطلق الروح --- يستعجل فى الصلاة ثم يضجع لكى ينطلق --- البابا يطلب سرعة إنطلاقه ، لينقذ شعبه --- يقول أخرجى أيتها النفس المباركة ، فتنطلق --- كان يراه واقفًا، ثم فجأة وجده راقدًا – يغلق عينيه بنفسه ، بعد النياحة --- القديسون يرون أرواح القديسين المنطلقة.
الباب الرابع: ما الذى رأوه، لحظة نياحته ............................................ صفحة 50
شوفوا ... ماما العدراء بتبسم لى --- أهوه البابا كيرلس جاى وها أروح معاه --- تعالوا .. تعالوا --- أبونا بيشوى أهوه .. بيحضر التيجان --- الفرح يملأ وجهها وهى تحتضن صورة القديس --- رأيت السيدة العذراء فإبتهج قلبى --- يبتسم للضيوف السمائيين، ثم ينطلق --- هات كرسى للست العدرا--- دا الفردوس حلو قوى ياولاد.
الباب الخامس: الحياة مستمرة، وأفضل.............................................. صفحة 54
يا خويا ما أنا عايش، ليه إنت فاكر إنى مُت --- لو كان أبونا عايش --- صاحب الدير موجود ويحميه --- بعد النياحة ينفذ وعده --- إحنا حارسين الدير --- إحنا بنحرس الدير ومش ممكن نسيبه --- الشهيد ينقذ ديره من اللصوص --- مارجرجس ينقذ إبنته الراهبة – أنا كنت سامع واحدة بتنادى على مارجرجس – مارجرجس يؤدب المرتد عن جهل – بعد نياحته ينقذ إبنته فى الإعتراف --- أمانة آيه؟ البابا ما مات – القديس يلتزم بمواعيد الزيارة – السيدة العذراء لم تنس أماكنها – كل اللى طلبتهم كانوا بيصلولك – القداسات لا تتوقف فى السماء – الوعد قبل النياحة والتنفيذ بعدها – الشهيدة وعدته ثم وفت بالوعد – الشهيدة تكافئ الضابط الرحيم بأن تتشفع له – القديس يعول عائلته، بعد نياحته – تقديم المشورة مستمر بعد النياحة.
الباب السادس: معجزات أكاليل الشهداء: ............................................. صفحة 70
الشهيدة مارينا والسياف – الإكليل فرصة لا تعوض – الأكاليل السمائية ، تدعو – وأيضًا، الطفل يرى الأكاليل فيستشهد أبوه معه – الطفل يرى والأب يعاند ، فيفوز الطفل وحده – يرهبوهما بمناظر القتل ، فينظر الأكاليل – تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك – الوالى يرى الأكاليل فيدوس على المنصب – يأمر بقتلهما ثم يرى الأكاليل، فيؤمن ويستشهد – الطاغية المتجبر، يؤمن ويستشهد – يرى الأكاليل فى رؤيا ، فيسرع إليها – الروح تنطلق مثل حمامة من فم الشهيدة – شهادة حية من الفردوس – رسالة أخرى من الفردوس.
الباب السابع: معجزات قوة الاحتمال................................................. صفحة 78
سيتحمل الألم عنى – إننى لا أشعر بالتعذيب – أنا غلبت ، لذلك أنت ستغلب – لا تخاف من عذاباته ، فإن الرب يقويك – الضعيفة تنتصر بقوة المسيح – ضعيفة الجسد ، تذهل المتجبرين – يفرد يديه على شكل صليب ، فتتراجع النمور – الملاك ميخائيل يطمأنه بالمعونة – الرب يقويه، وفى عطشه يسقيه – حتى القديسين يضعفون ، لولا نعمة المسيح – الله يكلف ملاكًا بمساعدة الشهيد حتى يكمل – الجير والخل، فى فمى، مثل العسل.
المراجــــع .......................................................................... صــــ86
(4) السيدة العذراء تريه أخته فى الفردوس (معجزات معاصرة جـ3 ص60)
● المتنيح القمص سمعان أرمانيوس (1920 – 2000م)، فى طفولته ، توفيت شقيقته الحبيبة إليه جداً ، فظل الطفل يبكى بإستمرار ، طالباً أن يلحق بها. ● فظهرت لـه السيدة العذراء - فى رؤيا - وأخذته ليرى الفرح العظيم الذى تعيش فيه شقيقته ، لكى يتعزى ولا يبكى ، فرأى أخته فى حديقة جميلة وواسعة جداً ، وهى فى قمة الفرح والسرور ، ثم طلبت منه السيدة العذراء أن يكف عن البكاء ، بعد الذى رآه ، وبدلاً من البكاء ، يجتهد لكى يأتى لنفس المكان الجميل الذى أخته فيه . ● وقد كان لهذه الرؤية تأثير عميق جداً، إستمر معه طوال عمره ، فظل مشتاقاًُ للعودة لهذا المكان المفرح الذى ليس له مثيل .
(5) خلاص، مافيش حزن (أم الغلابة ص14)
● سيدة بسيطة مملوءة بنعمة المسيح، هى أم عبد السيد ، مات لها أربعة أبناء ، الواحد وراء الأخر . وفى الرابع ، كانت الجنازة ثقيلة جداً ، ولكن قلبها كان متمسكاً بالإيمان .
● وأثناء ما كانت جالسة إلى جواره بمفردها والباب والنافذة مغلقان ، فوجئت بحمامة تخترق الجدران ، وتحوم حول الجثمان ، ثم تستقر على رأس أم عبد السيد، وتكرر ذلك ، حتى زال عنها كل حزن وألم ، إذ فهمت أن الله قد قبل أولادها عنده ، وأنه يدعوها للتعزية . ● فخرجت ، وقالت للمعزين الباكين والنادبات : إبنى راح السما ، خلاص ما فيش حزن ، العريس راح لعروسته ، يبقى ده فرح . ● ثم أحضرت بسكوتاً وشرباتاً ، ووزعت على المعزين ، فإن أولادها إنتقلوا للفرح ، والذى يحبهم يفرح معهم .
● ● وقد إستقر هذا الإيمان راسخاً فيها إلى آخر أيامها على الأرض. ● فقد أعلن الرب لها عن موعد إنتقالها، فأخبرت أهلها بكل بساطة ، وأعدت كفنها ووضعته فى دولاب الملابس !
● وعن ذلك تقول زوجة إبنها : قبل نياحتها بوقت بسيط ، دخلت علينا مع أب كاهن من شبراً وقالت : أنا خلاص ها أنتقل ، أنا جاتلى رسالة . فقلت لها : هو إنتى ها تموتى قبل ما تفرحى بمجدى (حفيدها) ، طيب إستنى لما تجوزى مجدى . فقالت : يا بنتى ما فيش موت ، ده إنتقال ، وأنا ها أنتقل قبل فرح مجدى ، وها أحس بيكم فى السما ، لإنه انتقال مش موت . ● وقد تنيحت - فعلاً - فى الميعاد الذى أخبرها الرب به وأعلنته للناس .
(6) إبنك معى ، فرحان ويريدك أن تخلعى السواد (معجزات معاصرة جـ6 ص15) ● أثناء غربتهم فى أستراليا ، توفى إبنها الشاب (25 سنة) فحزنت حزناً صعباً ، وفشلت معها كل التعزيات ، وإبتدأت تشعر بالإنهيار يحطمها ، فصرخت للسيدة العذراء لكى تبرد نار قلبها .
● غلبها النعاس، فرأت السيدة العذراء بشكل جميل جداً ، وهى ممسكة - بحنان - بيد إبن هذه السيدة ، وكان الشاب فى غاية الفرح ، فقالت لها السيدة العذراء : ( إبنك معى ، متهلل وفرحان ، ويريدك أن تخلعى الثوب الإسود ) . فنظرت الأم - فى الرؤيا - لثوبها الأسود، فخجلت من منظرها بهذا السواد ، وسط هذا الفرح العظيم .
● إستيقظت الأم ، وفوراً ألقت عنها الثوب الأسود ، وتبدل حزنها إلى فرح وسعادة غامرة.
(7) بتحب أبوك أكثر منى! (بابا صادق ص11)
● صادق روفائيل (روض الفرج) ، نشأ فى عائلة صوم وصلاة ، وكان متعلقاً جداً بوالديه ، فهو وحيدهما ، فإذا مرض أحدهما ظل صائماً باكياً مصلياً حتى ينعم الرب بالشفاء .
● كان أبوه قوى الإيمان ، لا يمنعه شئ عن الصلاة ، حتى عندما أصيب بالسرطان. ● وقد ظل صادق يبكى ويصلى من كل قلبه لكى الله يشفى أباه ، ولكن المرض طال ، فكان يعاتب الله بمرارة.
● ولكن : [ما أبعد أحكامه عن الفحص] رو11 : 33 ، فقد توفى الأب الحنون ، فأصابت صادق صدمة شديدة وحزن ثقيل جداً . وصمم على أن يصنع الله معجزة ويقيم أباه من الموت . فكان - فى براءة الشاب الصغير - يريد أن يفرض إراداته على الله ، فيجعل الله يفعل ما يراه هو صحيحاً.
((( ملحوظة 2 : ● كان للأنبا أنطونيوس دالة عظيمة عند الله، فكان الله يجيبه عن أسئلته . وذات مرة سأله عن الأمور الغريبة ، مثل وفاة إنسان قبل إكمال رسالته ، بينما يبقى العجائز لسن مرذول ، فجاءه صوت يقول ما معناه : هذه حكمة إلهية أعلى من إدراكك ، شوف شغلك إنت فقط (أقوال الأباء ص 39) . ● وعن ذلك أيضا قال القديس أثناسيوس الرسولى : يستحيل علينا معرفة كل أحكام الله ، لأننا بشر ولسنا آلهة (البستان ص229) ))).
● لم يغضب الله على الشاب الصغير، بل تحنن عليه ، وجاء إليه - بنفسه - يواسيه ويطمأنه . ● فبينما كان صادق يسير - فى وقت مبكر فى شارع خال من المارة ، وهو يحاجج الله لكى يعيد لـه أباه الحبيب - سمع صوتاً حنوناً يناديه : (صادق ... صادق ... زى ما إنت عايز أبوك ، أنا عايزه ) . فتلفت صادق ، فلم يجد أحداً ، فعرف أن الله يدعوه للهدوء ، فهدأ . ● ولكن بعد فترة عاد لثورته على الله . ولكن الله الحنون يميز بين القلب المتألم والقلب المتمرد ، لذلك فإنه جاء إليه مرة ثانية ، فسمع نفس الصوت الودود يناديه : (صادق.. صادق.. بتحب أبوك أكثر منى ؟ )، وتكرر هذا النداء الحنون ، لثلاث مرات . ● فإذا بصوت الرب يطفئ لهيب النار - نار الحزن المشتعلة فى قلب صادق - ويملأه سلاماً وبرودة ، فتحول من الكآبة إلى الفرح .
● لقد حدثت معجزة حقيقية داخل قلب صادق ، فتحول لينبوع يفيض بالحب الإلهى ، حتى أنه كرس حياته له ، ووصل لدرجة عالية من القداسة وأنعم الله عليه بالإستعلانات السمائية فرأى السيدة العذراء فى رؤيا جميلة جداً ورأى الكثيرين من القديسين والملائكة ، وعمل الله المعجزات على يديه ، وقاد الكثيرين لحياة التوبة.
(8) شفت الواد عامل فى نفسه آيه (معجزات البابا جـ11 ص10)
● توفى عمه أثناء مرافقته لـه فى السفر ، فتعرض لظروف صعبة ، وإمتلأ عقله بالظنون ، فساءت حالته إلى درجة أنه أصيب بشلل نصفى . ● وكانت رحلة العلاج مؤلمة جداً ، ولم يتوقع الأطباء الشفاء فى مدة قريبة . ● أثناء ذلك زاره أحد الأحباء وأهداه كتاباً للبابا كيرلس، فأمسك الكتاب - بعدما إنهارت نفسيته تماماً - وخاطب البابا قائلاً : أنا تعبت خلاص .. يا إما تقومنى ، يا إما تبعتلى الكرسى اللى أتحرك به ) . ● وقبل أن يستغرق فى النوم ، رأى البابا كيرلس ومعه عمه - الذى كان مشغولاً عليه - واقفاً بباب الغرفة المغلق ، فقال عمه للبابا :" شفت الواد عامل فى نفسه آيه " ... ● ثم إستغرق فى النوم . ● وفى الليلة التالية ، وهو مستيقظ ، جاءه البابا وإقترب منه ، وضربه بالصليب على جانبه المشلول ، وقال له : بكره ها تقوم تمشى ، وكرر ذلك ثلاث مرات . ● وفى الليلة الثالثة - فى الرابعة صباحاً - إستيقظ وإشتم رائحة بخور زكية ، وفى نفس اللحظة إستيقظت والدته ، وسألته إن كان يحتاج شيئاً ، فطلب كوب ماء. وكانت رائحة البخور مستمرة ، فكان مندهشاً ، وعندما قدمت لـه كوب الماء ، مد يده المشلولة - بدون إنتباه - وأخذ الكوب ، فصرخت أمه من الفرح . فإنتبه لما حدث ، وقام ناهضاً ، وجرى إلى كل من فى البيت، يمجد الله الذى أنعم لـه بالشفاء ، ببركة البابا كيرلس .
● وقد أدت هذه الأحداث إلى تغيير حياته الروحية إلى الأفضل جداً. (ملحوظة 3 : كان يمكن عمل المعجزة من أول مرة ، ولكن الله يتبع إسلوب التكرار شيئاً فشيئاً ، من أجل إزالة الشكوك فى أنه – من خلال قديسيه – هو الذى عمل هذا الشفاء ، وليس مصادفة )
(9) إبنك فى مجد ، ليه تحزنى عليه (معجزات معاصرة ج6ص75)
● سيدة ترملت فى شبابها وليس لها إلا طفل وحيد ، أفنت عمرها فى تربيته ، حتى تخرج مهندساً ، فأسرعت تخطب لــــه ، لتفرح بعد طول المعانــاة . ● ولكن أفراح هذا العالم تضيع فى لحظة . فقد حدثت حادثة كبيرة ، توفى فيها . ● فكانت صدمتها عنيفة ، فظلت تبكى ، وكانت تتشفع بالسيدة العذراء وتقول لها : يا ست يا عدرا ، أنتى أم حنونة ومجربة ... عزينى إنتى . ● فظهرت لها السيدة العذراء، منيرة وبملابس سماوية بها صلبان ذهبية ، وبصوت رقيق - لـه رنين جميل - قالت لها : (إبنك فى مجد عظيم ، ليه تحزنى عليه؟ روحى لأمنا -فلانه- فى الدير ، وخليها تحكى ليكى حكاية أبو طاقية وجلابية ، علشان تعرفى أد آيه السماء حلوه ، وكلها فرح وسلام وتسابيح ، ونتمتع فيها برب المجد بدون إفتراق ) .
● فذهبت للأم الراهبة ، وسألتها عن حكاية أبو طاقية وجلابية ، فإذا بها قصة حقيقية حدثت فى قنا (إنظر باب : إعادة الروح)
● فعندما سمعت الأرملة هذه القصة ، تأكدت من الرؤية التى رأتها ، وإمتلأت تعزية ، وطلبت من الست العذراء أن تساعدها لكى تنفذ وصية المسيح - التى أرسلها مع أبو طاقية وجلابية - بعمل الخير، كل أيام غربتها .
(10) أبوكى فى الفردوس (معجزات البابا جـ30 ص69)
● كان أبوها مريضاً ، فكانت تصلى بلجاجة متشفعة بالبابا كيرلس . وفى إحدى الليالى - وهى بين اليقظة والنوم - رأت البابا كيرلس يصلى فى الهيكل ، وإلتفت إليها بحركة مواساة من رأسه ، وكأنه يقول لها : (هذه إرادة الله ) ، فإستيقظت مضطربة . ● ثم بعد ربع ساعة ، جاءها خبر وفاة والدها . ● فحزنت جداً ، وثارت على البابا كيرلس ، وقررت أن تخاصمه ، وقررت ألاَّ تصلى ، وكفرت بالمعجزات. ● بعد فترة ، رأت كنيسة عظيمة تمتد من الأرض للسماء ، وبها سلم عظيم جداً ، وإذا بالبابا كيرلس يهبط عليه ، وهو يرتدى ملابس رائعة ، وعلى رأسه إكليل ، وممسكاً بالصليب وعصا الرعاية ، ثم قال لها: ( أبوكى فى الفردوس . أما إنتى ، فمش عاوز أسمع منك تانى إنك مخاصمة البابا كيرلس) ، ثم خبطها بالصليب ، فإستيقظت ، وإذا الحزن قد زال، وإمتلأ قلبها طمأنينة وإيماناً وثقة .
(11) ما تخافيش، منير عندى، ما تحزنيش عليه (البابا والقيادة ص27) ● أرسل منير توفيق سليمان إلى قريبه : القس رافائيل آفامينا ، يطلب منه الصلاة لأجله لأن المرض إشتد عليه . ومرت عدة أسابيع بدون أن يتمكن أبونا روفائيل من الإتصال به . ● وفى أحد الأيام – فى الرابعة صباحا – وقف يطلب الإرشاد وشفاعة البابا كيرلس، ثم سافر إلى قريبه ، فلما وصل ، فوجئ بأن منير قد إنتقل منذ ستة عشر يوماً - وهو فى سن الشباب - فبكى أبونا روفائيل، ولكن والدة منير قالت لأبونا إنها حصلت اليوم على تعزية عظيمة جداً، فقد إستيقظت حوالى الساعة الرابعة صباحاً (نفس وقت صلاة أبونا) على رؤية جميلة جداً . فقد حضر إليها البابا كيرلس ، وهو يحتضن إبنها منير، وقال لها: (لا تخافى، منير عندى، فلا تحزنى من أجله). فإمتلأت الأم فرحاً وشكرت الله.
(12) الأمجاد السماوية اللى عايزها .. وصلتلها (معجزات البابا ج6 ص47) ● كان الراهب - تلميذ البابا كيرلس - فى دير مارمينا، ولم يعلم بنياحة البابا، فجاء شخص يصرخ بشدة على باب قلايته قائلاً : أبوك مات .. أبوك مات ، ففتح الباب منزعجاً ، ففاجأه بخبر وفاة البابا ، مما جعل الصدمة كالصاعقة ، إلى درجة أنه دخل قلايته وأغلق الباب على نفسه ، وظل يبكى كالطفل ، لمدة ثلاث أيام متواصلة . ● فجاء البابا كيرلس إليه ، فى رؤيا رائعة ، ووجهه يضئ كالشمس ، وعلى رأسه تاج عظيم ، وبيده صليب يلمع كالبرق ، وملابسه بيضاء كالثلج ، وقال له : (يا حبيبى، لا تخاف ولا تحزن ، لأنى عند ربى يسوع المسيح ، الذى كافأنى... الأمجاد السماوية اللى كنت عايزها من زمان ، الآن أنا وصلت إليها ).
● فإمتلأ الراهب بالفرح والتهليل.
(13) الشهيدة تعزى مربيتها (سيرة القديسة ص72)
● كان لمربية الشهيدة مارينا ، دور عظيم فى حياتها ، وهى التى قادتها للإيمان برب المجد . ● ولكنها لم تكن حاضرة فى وقت إستشهاد القديسة ، ولم ترى الأمجاد التى حدثت . ● فأسرع الشيطان - قبل وصول الأخبار المفرحة - ليزعج المربية القديسة ، ويثير فيها المخاوف على ما حدث للقديسة مارينا ، فسلكت المربية مسلك القديسين ، إذ لم تترك نفسها فريسة لـه ، بل أسرعت إلى القديس تاوفيموس وأخبرته . ● وفيما هما يتحدثان ، ظهرت لهما الشهيدة مارينا ، وأعطتهما السلام ، وكانت ترتدى ملابس بيضاء جميلة مرصعة بصلبان ذهب ، وقالت لمربيتها : (مباركة هى الساعة التى عرفتك فيها ، لأن صلواتك الطاهرة كانت هى السبب فى خلاص نفسى من عبودية الشيطان ، حتى أنعم الله على بأن يكمل لى كل ما طلبته ، فأصبحت روحى فى الفردوس ، وحفظ جسدى ليكون لمعونة من يسأله ) ● ثم باركتهما وودعتهما وإنصرفت ، ففرحا فرحاً عظيماً .
(14) الشهيد يظهر لوالدته، لابساً إكليلاً رائعا (سيره الشهيد مار بقطر ص48)
● بعد إستشهاد القديس بقطر إبن رومانوس ، ظهر لوالدته ، اثناء وقوفها للصلاة. وكان لابساً إكليلاً رائعاً، وملابس نورانية، فإمتلأت فرحاً، ومجدت الرب يسوع الذى أنعم عليها بأن ترى إبنها فى هذا المجد العظيم● وقد تحدث إليها الشهيد، وطمأنها إلى أن الإضطهادات هى بسماح من الله، لأجل التنقية، وأن الله لن يسمح للأمة الشريرة التى ستملك على مصر، بأن يبيدوا الإيمان، لان الله يسلم شعبه لأيديهم من أجل تنقيته من الأعمال الفاسدة والإنحلال الذى يعيشون فيه، لأن الله نور ولا يسمح بإختلاط النور مع الظلمة، ولكن بمجرد أن تتوب البقية، فإن مراحم المسيح ستدركهم وتبعد عنهم الأشرار، فى لمح البصر. ● وقد تعزت الأم بهذه الرؤية تعزية عظيمة.
(15) فى مكان حلو خالص،لم تكن تحلم به (الرحمة باب السماء ص67)
● القديسة الراهبة الأم كيريا مارجرجس (رئيسة الدير) كانت قديسة عظيمة مملوءة بالفضائل ، وتعاين الشهيد مارجرجس . ● قبل نياحتها كانت تردد (أنا خلاص ها أروح) . ● وكانت أمنا إيرينى - رئيسة دير أبو سيفين - قد تتلمذت على يديها منذ بداية رهبنتها، وكانت تحبها حباً شديداً جداً، وتتخذها مثلاً أعلى لها ، وتقول عنها أنها كانت طول النهار تشتغل وطول الليل تصلى . ● فعند نياحة أمنا كيريا ، حزنت أمنا إيرينى حزناً شديداً جداً، وأصابها إرتفاع فى الضغط ، وفشلت الأدوية . ● فطلبت من الرب أن يعزيها . فظهر لها المتنيح البابا كيرلس - فى رؤيا - وصلى لها ، وقال لها: (أمنا كيريا فى مكان حلو خالص، ما كانتش تحلم به، لانها كانت بتعمل رحمة كتير).
● فإستيقظت أمنا إيرينى، وقد زال المرض تماماً، وإمتلأ قلبها فرحاً وتعزيات. ● ثم أقامت قداساً بإسمها ، فرأتها ، وسألتها : هل إنتى مبسوطة ؟ ، فقالت: مبسوطة جداً ، ولم أكن أتوقع هذا المكان الجميل . فسألتها أمنا إيرينى : وأى شئ نفعك ؟ فقالت أمنا كيريا : المحبة والرحمة .
(16) مش هنا أحسن .. يبقى ما تبكيش (الأنبا مكاريوس جـ1 ص63)
● كانت رئيسة دير الراهبات مرتبطة بمحبة شديدة جداً لأبيها الروحى القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا . ● فلما تنيح، تألمت جداً لفراقه ، حتى أنها أصيبت بإرتفاع درجة الحرارة ، وفشلت المضادات الحيوية فى شفائها . ● وكانت تبكى كثيراً وتقول : (يا رب إنت عندك قديسين كتير فى السماء ، كان نفسنا تخلى لنا الأنبا مكاريوس على الأرض ، لأننا بنشوف فيه صورتك ومحبتك ووداعتك ) . ● وكانت تقف للصلاة - برغم الحرارة الشديدة - وهى تناجى الله هكذا ، وفجأة وجدت نفسها فى مكان جميل وواسع جداً ، مملوء بالخضرة ومضئ بنور سماوى جميل ، فإمتلأت فرحاً وأخذت تسبح وتشكر ربنا يسوع المسيح . وإذ بها ترى الأنبا مكاريوس ، مرتدياً ملابس جميلة جداً وصليباً مرصعاً باللآلئ ، وهو يتمشى بهدوء ويسبح ربنا يسوع ، وإقترب إليها وقال : (آيه رايك فى المكان ده يا أمنا )، فقالت: جميل جداً يا سيدنا ، هو ده مكانك ؟ . فأجابها : مكانى أجمل من كده بكتير، بس دى فسحة با أتمشى فيها . فسألته عن كيفية حضورها هنا ، فقال : ربنا يسوع المسيح سمح إنك تيجى هنا علشان تشوفينى وتتعزى وما تزعليش على . ثم قال لها : (آيه رايك، مش هنا أحسن من الأرض ؟ )، فقالت : أحسن كتير يا سيدنا . فقال لها : (يبقى خلاص ما تبكيش علىَّ تانى) .
● وفجأة وجدت نفسها – مرة أخرى – واقفة فى قلايتها حيث كانت تصلى .
● وأثناء هذا الاختطاف الكامل - بالروح والجسد معاً - كانت الأم الراهبة التى تعطيها العلاج ، قد حضرت فى الساعة العاشرة صباحاً ، لتعطيها الدواء فى ميعاده ، فلم تجدها فى قلايتها ، فأحضرت كرسياً وجلست أمام باب القلاية ، وإستمرت حتى الساعة الرابعة - أى بعد ستة ساعات - حينما وجدتها - فجأة - واقفة بالداخل ، فسألتها (كنتى فين يا أمنا ؟ ) ، فقالت : (أنا موجودة)، فلما قالت لها الراهبة أنها تنتظرها منذ ستة ساعات ، تعجبت وقالت إنها كانت فاكرة الفترة عشرة دقائق فقط . ثم إضطرت لأن تقول لها ما حدث.
(17) قداس فى السماء، لتعزيتها (مذكراتى جـ2 ص38)
● طلب البابا كيرلس من رئيسات الأديرة، أن يحضرن للقائه - على غير الميعاد - صباح يوم نياحته 9 مارس 1971، وأثناء المقابلة قال لهن أنه مسافر . فلما ألحت الأمهات الراهبات لمعرفة المكان الذى سيذهب إليه ، قال أنه مسافر لمكان لا يحتاج شنط ولا يمكن لأحد أن يأتيه الآن فيه ، فعلمت أمنا إيرينى أبو سيفين أنه يقصد نياحته ، فبكت وقالت : (خليك معانا يا سيدنا) ، فطيب خاطرها وشجعها. ● ثم قال وصيته: (أنا أوصيت أبونا أثناسيوس السريانى ، أنا أرسلت طلبته فى نصف الليل وقلت لـه : خلى بالك من الراهبات ، دول حافظات سر الملك ، دول البلاط الملكى ، دائما حول الملك يخدمنه ، لذلك يستجيب لطلباتهن . خد بركتهن يا أبونا ). ● ثم قال للأمهات الراهبات : شدوا حيلكم ، ثم إنصرفن . ● وبمجرد عودتهن للأديرة فوجئن بالبطريركية تتصل وتبلغهن بنياحة البابا . ● فكانت الصدمة شديدة ، خصوصاً على أمنا إيرينى ، فإرتفعت حرارتها بشدة ، وإحتار الأطباء معها لمدة شهرين .
● ثم ظهر البابا كيرلس لها - فى رؤيا - ومعه ثلاثة من الإكليروس ، وعزاها بكلام حلو ، ودعاها لحضور القداس الإلهى والتناول من الأسرار الإلهية (إذ يجب التناول فى ظروف الحزن، لمنع الشيطان من إنتهاز الفرصة) فطلبت منه أن تدعو الراهبات لحضور القداس ، فقال لها إنه قداس خاص من أجلها . فحضرت القداس معهم ، وبعد نهايته إستيقظت ، فإذا هى فى كامل الصحة ، كأنها لم يكن بها أى مرض نهائياً .
(18) عزاء، وتحذير من الصراخ (الأنبا مكاريوس جـ1 ص65)
● بعد نياحة القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا، ظهر - فى رؤيا - لسيدة من أحبائه المقربين (وهى معروفة للمطرانية)، وكان بشكل رائع جداً ، جالساً على كرسى كبير، ولابساً تاجاً مثل يوم العيد. ● فسألته: إنت يا سيدنا هاتصلى القداس دلوقتى ؟ فقال : (الصلاة هنا باستمرار لا تتوقف) .
● ثم طلب منها توصيل رسالة لسيدة ، حددها لها ، يحذرها من أضرار صراخها الشديد أثناء الجنازة ، ويطلب منها مداومة الإعتراف والتناول ، لئلا يفترقوا عن بعض (أى يضيع نصيبها فى الملكوت) . ● كما طلب منها أن تذكره أثناء صلاة الترحيم بالقداس ، وأنه هو أيضا سوف يذكرها وسوف يزورها .
● كما طلب منها توصيل رسالة ثانية لأب كاهن معين، بأن يركز عظاته على التوبة والإعتراف والتناول ، لأنهم يعطونا مكانة عظيمة فى السماء.
(19)البابا يعزى شعب كرسيه الرسولى(معجزات البابا جـ1ص87)
● الإسكندرية هى المركز الأصلى لكرسى بابا الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية. ● وفى يوم نياحة البابا كيرلس السادس، وفى كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك بالإسكندرية ، كان القس صموئيل عبده يصلى مجمع القديسين ، عندما الشماس يوسف واصف جرجس أبصر قداسة البابا يدخل من باب الكنيسة ، فهمس فى أذن الأب الكاهن بذلك ، لكى يقوم بما يلزم فى ذلك الموقف.
● ولكن ، عندما بحثوا عنه - ليستقبلوه بما يليق به - لم يجدوه أبداً ، فتعجبوا جداً . ● ولكن بعد ساعتين فقط ، عرفوا السبب ، إذ وصلهم خبر نياحته ، فعرفوا أنه جاء بالروح - وقت صلاة مجمع القديسين -ليعزى ويودع شعب الإسكندرية .
(20) البابا كيرلس يعزى الباكيات (معجزات البابا حـ24ص38)
● ذكر أحد الآباء الكهنة – وهو معروف للدير – أنه رأى فى مزار البابا ، بعض النساء يبكين البابا ، نائحات بشدة ، قائلات : إلى من نذهب بعدك . ● ففتح البابا عينيه المغمضتين - فى الصورة بالمزار -فتحهما بدرجة شديدة أكثر إتساعاً من الطبيعى ، فإنذهلت النساء وتملكتهن دهشة شديدة ، ثم لما إنتبهن إلى أنهن جميعاً رأين نفس هذه المعجزة العجيبة ، تحول حزنهن إلى فرحة عظيمة ، وتهللن ، لأن البابا مازال يسمعهن - بقوة موهبة الروح القدس فيه، والتى لا تنزع منه بالنياحة، بل تزداد - وقمن بعمل تمجيد عظيم للبابا . (((ملحوظة 4 : تمجيد الأبرار القديسين هو رغبة الله: [الذين بررهم .. مجدهم ] رو 8 : 30 ، والذين يمجدهم الله لا يحق لأى أحد أن يرفض تمجيدهم، بل إن الله سيرغم أولئك الرافضين -لتمجيد القديسين - على أن يسجدوا أمام أقدام قديسيه، لأنه يحبهم ويحب الذين يكرمونهم (روء 3 : 9 ، أش 49 : 23.))).
(21) البابا ينظر نظرة قوية، ليطرد الحروب (معجزات البابا حـ10ص20)
● أ/ منير سليمان - إمبابة الجيزة - كانت لـه علاقة محبة قوية بالبابا كيرلس ، فلما سمع بالنياحة تأثر بشدة ، وأسرع للبطريركية، والأفكار تلاحقه وتزعجه ، عن سلطان الموت وما يحدث حينذاك (الشيطان يستغل فرصة ضعف نفسيتنا ، نتيجة أى أزمة ، ويملانا بأفكار تحطمنا ، لذلك يجب كشفها فوراً لمرشدينا الروحيين – مثلما فعلت مربية الشهيدة مارينا - كما يجب على المختبرين أن يحيطوا بالمتأزمين ، خصوصاً فى حالات الوفاة الصعبة )، وقد ظل على هذا الحال، حتى وصل إلى الكرسى المسجى عليه جسد البابا ، ففوجئ به مفتوح العينين ، كأنه حى ، وينظر لـه بنظرة قوية مهوبة (لطرد المحاربات الشيطانية) .
● وبعد خروجه - مع مرافقيه - من الطابور ، تحدث معهم مستعجباً من نظرة البابا القوية النافذة ، فنفوا ذلك ، وأجمعوا على أن البابا كان مغلق العينين ، فلم يصدقهم جميعاً، لأنه رأى - بعينيه - نظرات البابا الثاقبة التى نفذت إلى أعماقه وأثرت فيه بشدة . ● وقد ظلوا مختلفين ، حتى صباح التالى ، حينما صدرت الصحف وفيها صورة البابا مغمض العينين . ● فعندها - فقط - عرف أن البابا عمل معه هذه المعجزة ، ليطرد عنه الهواجس الشيطانية ، ولكى يعرفه أن سلطان الموت ليس على المسيحيين الأبرار ، لأن ربنا يسوع المسيح أبطل سلطان الموت علينا ، فلم يعد الشيطان يقبض على أرواحنا ، بل يصعد الأبرار إلى الفردوس: [ الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ] كو 1 : 13 ، [ لكى يبيد - بالموت - ذاك الذى لـه سلطان الموت، أى إبليس ] عب 2 : 14 . ● فلنمجده ونسبحه ونحمده ، ولنظهر لـه محبتنا، بحفظ وصاياه . (إنظر بحثنا، للرد على بدعة فناء الروح).
(22) شفت منظر ماأقدرش أوصف جماله(مدرسة الصلاة ص55)
● القمص أثناسيوس السريانى هو راهب قديس من الآباء السواح، كان أب إعتراف أديرة الراهبات ، وألآف من الشباب والكبار. ● قبل نياحة والدته بيوم واحد، قال : فيه حاجة ها تحصل فى البلد (أى بلدهم المنصورة) ، وعند نياحتها قال لإخوته - معزياً - أنه رأى الوالدة وهى صاعدة للسماء ، فى منظر جميل جداً . فألح اشقاؤه ليقول التفاصيل ، لأنه كان مقللاً جداً فى كلامه ، فأكتفى بالقول : شفت منظر جميل جداً جداً.
● وعند نياحة والده ، عرف قبلما يخبره أحد، إذ قال - بعفوية وبدون قصد - أنا عرفت وأطمأنيت وفرحت ، فلما ألحوا عليه ليقول ما رآه ( إذ كانوا يعرفون قامته الروحية العالية)، قال : (شفت منظر ما أقدرش أوصفه من جماله ، وقت عمل التمجيد أمام أيقونة العذراء). وكان هذا بالضبط هو موعد نياحة الوالد.
● وتجدر الإشارة إلى أن والديه كانا قديسين، أنعم الله عليهما بالرؤى الروحية . وقد سجل والده تفاصيل رؤية رآها وسجلها فى مفكرته ، ومؤرخة بتاريخ قبل نياحته بإسبوعين ، وفيها ذهب إلى مكان جميل جداً كله شجر وزرع أخضر ، وكانت الرؤية تعنى أنه على وشك الإنطلاق .
[ ما لم ترى عين ولم تسمع أذن
ولم يخطر على بال إنسان،
ما أعده الله للذين يحبونه ] 1كـو 2: 9
الباب الثانى : معجزات
الإعداد والترتيب والتمهيد
● الله يدبر كل أمور حياتنا، كل صغيرة وكبيرة، ولكننا لا ننتبه لذلك. فلعل هذه اللمحات، تزيد من إحساسنا بعمل الله فى حياتنا : -
(1) الله يرتب كل شئ، بينما الأهل نيام (صدق جـ3 ص 26)
● الكاهن هو خادم الإله ، والله هو الذى يدبر لخادمه كل شئ، خصوصاً إذا كان خادماً أمينا ، مثل القمص بولس (من عائلة الأسقف) فى نقاده .
● فبعد نصف الليل ، أرسل الله ملاكاً إلى كاهن قديس آخر هو القمص متى باسيلى ، وأعلمه بأن الملائكة أخذوا روح القمص بولس بتاع نقادة . ● وكان ذلك من أجل تدبير الكاهن الذى سيقوم بصلاة التجنيز ، ليجنب أهله عناء البحث عن آباء كهنة فى البلاد المجاورة ، فى وقت لم تكن تتوفر لهم فيه ، لا وسائل إتصالات ، ولا وسائل مواصلات . ● فقام القديس القمص متى فوراً ، فى الساعة الثالثة فجراً، وأيقظ إبنه - وهو كاهن أيضاً - فخرجا وأيقظا صاحب سيارة، مجاور لهم ، وسافروا فوراً من الأقصر، فوصلوا نقادة فى السادسة صباحاً ُ، قبلما يعلم أهل القمص بولس بنياحته ، فأيقظوهم وعرفوهم وطمأنوهم بأن الملائكة أصعدته إلى الأمجاد ، وأن الله إهتم بهم وأرسل لهم هذا الوفد الكهنوتى - من الأقصر إلى نقادة - ليجنبهم المشقات. ● فكان لذلك التدبير الإلهى ، أعظم الأثر فى منع الصدمة عن أهل الكاهن المتوفى، ومنحهم الطمأنينة والعزاء : [حيث أكون أنا، هناك يكون خادمى ] يو 12 : 26 .
(2) أنا مسافر يوم الأربع الساعة تسعة الصبح(كاهن قديس ص52) ● قبل نياحة القديس القمص متى باسيلى، بعام كامل، أعلمه الله بميعاده، فأخبر أهله . ● وقبل نياحته بثلاثة أيام ، حدد لهم الميعاد بالضبط : (أنا مسافر يوم الأربع ، الساعة تسعة صباحاً). وطلب من إبنه أن يجهز المقبرة . لكى يدخلها يوم الأربعاء ، وأن يرسل لكل أحبائه - وكانوا كثيرين جداً، بسبب معجزاته - ويعلمهم بالميعاد. ● وفى يوم الثلاثاء دخل فى غيبوبة شديدة ، فظنوه مات وبدأوا يبكون ، فأفاق من الغيبوبة وقال : (أنا قلت إنى ماشى يوم الأربع، يعنى بكره ). ● يوم الأربعاء ، تجمع عدد كبير جداً، حضروا من كل مكان ، وحتى الذين كانوا فى القاهرة تمكنوا من الحضور بسبب تبليغهم مبكراً . ● فنظر القمص متى للجمع المحتشد ، وودعهم قائلاً: (الله يبارككم، أستودعكم الرب ). ثم أغمض عينيه بنفسه ، وإنطلقت روحه الطاهرة فوراً، فأشرق وجهه بهالة من النور ● وكان موكب الجنازة عجيباً ، إذ صمم أحباؤه على حمل الصندوق على أيديهم إلى دير المحارب ، لمسافة ستة كيلو مترات. ولكن الله أكرم القديس وأكرم أحباءه ، إذ جعل الصندوق طائراً فوق أصابعهم ، حتى أنهم كانوا يشبون - على أقدامهم - ليلمسوه، والصور الفوتوغرافية تؤكد ذلك. (وهذا يشبه معجزة قطار العزاء للقديس الأنبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة ، إنظر صفحة 35)
(3) العدرا جايه بكره لأبونا فيلبس (معجزات البابا جـ30 ص70)
● كان القس فيلبس أسعد - ملوى - من أحباء البابا كيرلس أثناء حياته على الأرض ● ثم أصيب بتليف فى الكبد ، فكان دائم التشفع بالسيدة العذراء وبحبيبه البابا كيرلس . ● فى ليلة 19/8/1986، جاء لـه البابا كيرلس – فى رؤيا – وكان وجهه يسطع بنور وإبتسامة مملوءة سلاماً وعزاء، وقال لـه : (تقوى يا إبنى، بعد 3 أيام سأحضر لك مع السيدة العذراء أم النور) . ثم رشمه - فى الرؤيا - بالزيت. وإنصرف ، تصاحبه رائحة بخور زكية . فتهلل أبونا فيلبس ، وأخبر أسرته بالرؤية. ● ثم فى ليلة 21/8/1986، رأى - فى رؤية ثانية - جموعاً من الملائكة يرتلون بصوت جميل : (العدراء جايه بكره ، لأبونا فيلبس ) ، فإستيقظ وأخبر أسرته بهذه الرؤية أيضا .
● ثم فى الميعاد المحدد - 22/8/1986- تحقق الوعد ، فحضرت السيدة العذراء ومعها البابا كيرلس والملائكة ، وإستلموا روح أبونا فيلبس - كما قالوا - وصعدوا بها للأمجاد السماوية. ● فكانت هذه الرؤى المتكررة ، والتى حددت الميعاد بالضبط ، سبب عزاء عظيم للأسرة كلها ، فمجدوا الله الذى يكرم خدامه الأمناء.
(4) العدرا ستربى الأطفال (معجزات معاصرة جـ8 ص76)
● هى أم لأطفال ، أصيبت بمرض خطير، فتشفعت بالقديسين - بلجاجة شديدة - لتنال الشفاء ، من أجل أطفالها . ● ظهرت لها الأم الحنون ، أم النور ، تحمل إكليلاً ثميناً وثياباً بيضاء جميلة ، وقالت للسيدة المريضة : (ماذا تختارين : أن أرعى أنا أطفالك وتأخذى إنتى هذا الإكليل وهذه الثياب البيضاء ، أم تختارى أن اشفيكى لتربى إنتى أطفالك ؟ ) ، فإختارت - فى الرؤيا - أن ترعى السيدة العذراء أطفالها، وتأخذ هى إكليل إحتمال المرض ، وثياب البر . ● وإستيقظت الأم وأخبرت أهلها بهذه الرؤيا الجميلة . ● ثم، بعد يومين، تكررت الرؤية - لتثبيت الأمر - إذ ظهرت لها السيدة العذراء، وأخذتها معها، وأرتها مكانا جميلاً جداً (الفردوس) ، وسألتها ، للتأكيد : (هل تريدين أن تبقى مع أسرتك ، أم آخذك لهذا المكان ) ، فإختارت - فى الرؤيا - أن تذهب مع السيدة العذراء لهذا المكان الجميل . ● فلما إستيقظت أخبرت أهلها بالرؤية الثانية الجميلة . فتأكدوا إنها رسالة حقيقية من السيدة العذراء ، أعطتها - فيها - الوعد بالفردوس والوعد بأحسن عناية ورعاية للأطفال .
● ثم بعد أيام قليلة ، إنطلقت روحها الطاهرة ، مع العذراء - كما وعدتها بنفسها - إلى فردوس النعيم . ● فكانت هذه الرؤى ، تمهيد وإعداد جميل ، ومصدر إطمئنان وعزاء وسلام ، لكل أفراد الأسرة ، على مدار السنين ، فالأم فى فردوس النعيم ، والأطفال فى رعاية السيدة العذراء . ● وقد إختصتها السيدة العذراء بكل هذا الإهتمام ، لأنها سبقت وتشفعت بها بلجاجة شديدة .
(5) أبونا بيشوى أهوه .. بيحضر التيجان (القمص بيشوى جـ1 ص218)
● أحد أحباء المتنيح القمص بيشوى كامل ، من الأتقياء المقربين جداً لقلبه أثناء حياته على الأرض ، أصابته بدايات غيبوبة ، إبتدأ أثناءها يقول : (أبونا بيشوى أهوه ، بيجهز للفرح وبيحضر التيجان ) ، ثم تنيح فى الغد مباشرة . ● فكان هذا الإعلان، بمثابة تمهيد وطمأنينة للأسرة .
(6) أوصى أولاده، ثم أمال رأسه وإنطلق (حياة القمص غبريال ص3)
● القمص غبريال بولس ، كان فى تمام الصحة ، فى يوم الجمعة ، وكان يجلس مع زميله فى الخدمة الكهنوتية بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم ، وطلب منه إقامة قداس بإسمه وسلمه عطاءه . ● وفى نفس اليوم ، مرض قليلاً لبضعة ساعات ، فدعا إبنه وأوصاه بخدمته وببناته وأخوته . ثم طلب أن يتحدث مع إبنته . ● وبعدما أكمل كل ما يريد أن يعمله ، أمال رأسه فى هدوء ، وإنطلقت روحه الطاهرة فوراً.
(7) يغسل نفسه بنفسه قبل نياحته (سلسلة ساجى ص35)
● القديس الأنبا رويس . ● كان ناسكاً متجرداً من كل شئ، يصوم يومين ثم يأكل البسيط . ● وفى زمان الإضطهاد الشديد ، كان يجول فى البلاد يثبت المؤمنين ويشاركهم ألآمهم . ● أعلمه الله بنياحته ، فجمع تلاميذه وباركهم ، وصلى على ماء ورشم به كل جسده - من رأسه لقدميه - بعلامة الصليب ، وقال لهم : (أنا فعلت هذا لكى لا يكشف أحد جسدى بعد موتى) ، ثم صرف تلاميذه. ● وفى هذه الليلة، رأى أحد الجيران ، أن سيدة منيرة كالشمس ، تجلس إلى جوار القديس ، وأوصته (أى الجار) أن يخبر كاهن كنيسة الخندق (الأنبا رويس حالياً ) ، لكى يحضر ويصلى على الأنبا رويس ويدفنه. ● وقد فعل الجار كما قالت لـه السيدة النورانية، وأبلغ الكاهن ، الذى عرف أنها السيدة العذراء ، وفعلاً وجدوا القديس قد تنيح ، وقاموا بما يلزم.
(8) البطريرك يختار خليفته، ثم يشترك فى سيامته (تاريخ الآباء ص200)
● القديس البابا متاؤس الأول : جمع كل تلاميذه وأولاده الروحيين ، وأعلمهم بنياحته ، وطلب منهم سرعة تجهيز الكفن ، وإحضار التابوت فوراً ، وأوصاهم أن لا ينزعوا عنه المسوح ، وأن لا يكشفوا وجهه ، وأن يجنزوه كراهب عادى وليس كبطريرك ، وأن يدفنوه فى مقابر الغرباء (الفقراء) ، مع أحبائه الفقراء ، فى دير الخندق (الأنبا رويس حالياً) . وأعلمهم بالمختار من الله ليتولى البطريركية بعده ، ثم ودعهم وأمرهم بتغطيته بوزرته ، ففى الساعة التى غطوه فيها ، سلم روحه الطاهرة .● وقد رآه البعض أثناء إختيار خليفته - الذى قال عليه - كما صنع معجزة مع أحدهم فشفاه من الخرس، ليتمكن من الكلام، ليخبر بحضوره - كما سبق وقال - وقت الرسامة.
(9) يستعجله ليسافر لوداع والدته (معجزات البابا كيرلس جـ 9 ص56)
● السيد/ إميل سامى غبريال - شبرا مصر - كان ينوى السفر فى الغد لزيارة عائلته بشطانوف، فذهب ليسلم على حبيبه البابا كيرلس، ويطلب صلاته . ولكنه وجد باب القلاية مغلقاً ، فجلس يكتب لـه خطاباً يطلب فيه الصلاة لأنه مسافر غداً . وفجأة إنفتح الباب وإندفع البابا نحوه - بشدة – قائلاً : (إنت بتكتب آيه؟ .. سافر شطانوف على طول ) ، فوقف مندهشاً ، فدفعه البابا بيديه ليمشى فوراً ، فخرج متضايقاً ، ظاناً أن البابا طرده ، وعاد لمنزلــه وذكر لزوجته ما حدث ، فشجعته الزوجة الحكيمة على طاعة البابا ، فأسرعوا للمحطة ، فوجدوا القطار يتحرك ، ولكنهم لحقوه . فوصلوا البلد فى وقت متأخر مساءً ، فتعجبت والدته وإستفسرت منهم عن سبب سفرهم فى هذا الوقت ، ولماذا هذا الإستعجال الغير عادى ، فقالوا : لا نعرف. ● ثم سهروا مع والدته سهرة جميلة فى فرح وسعادة حتى الرابعة فجراً ، ثم تركوها لتنام ، وذهبوا لحجرتهم . وبمجرد خروجهم، سمعوا صراخ الشغالة ، فعادوا مسرعين ، ليفاجأوا بأن والدته قد سلمت الروح . ● فحيئنذ فهموا سبب إستعجال البابا لهم.
● وبعد عودتهم، ذهب لقداسة البابا، فقال لـه : (يا بنى : عزيز فى عينى الرب موت قديسيه ) . ● فإمتلأت نفسه طمأنينة وعزاء ، إذ طمأنه البابا بقداسة والدته وبسعادة إبديتها . ● فمجد الله الذى يهتم بأولاده فى كل أمورهم.
(10) دول ناس كبار، سيبهم يستريحوا (معجزات البابا جـ 12 ص28)
● أحد أحباء البابا كيرلس، طلب منه أن يصلى لشفاء والدته ، فرفض البابا ، فتشفع بالقمص مرقس جرجس ، فرفض البابا ايضاً ، فعاد وطلب وساطة خاله ، وهو قريب من قلب البابا ، فرفض البابا للمرة الثالثة . ● فعاتب البابا لرفضه الصلاة لشفاء والدته . ● فنظر البابا إليه فى حنان وود ، وقال له : (إسمع يا فلان ، دول ناس كبار يا بنى ، سيبهم يستريحوا من هذا العالم ) . ● فعرف أن الأمر فيه خير وراحة لوالدته ، فسكت . ● وبعد ثلاثة أيام تنيحت بسلام ، فكان مطمئناً لأنها ذهبت إلى الراحة الحقيقية.
(11) ما تخافيش، دى مقابلة المسيح حلوه (مدرسة الصلاة ص56)
● أ/ سامى موسى - بولاق الدكرور - من الأبناء الروحيين للقديس المتنيح القمص أثناسيوس السريانى. ● مرضت والدة أ/ سامى، فطلب من أبونا أثناسيوس أن يناولها فى المنزل - وهو كان يهتم جداً بهذه الخدمة - فجاء وناولها . ● ثم طلب أ/ سامى، منه ، أن يصلى لشفائها ، ففوجئ بأبونا لا يرد عليه ، بل يوجه حديثه لوالدته قائلاً : ( إنتى خايفه ؟ حد يخاف من مقابلة المسيح ! ما تخافيش ، دى مقابلة المسيح حلوه ) ، ففهموا أنها ستتنيح وسيكون لها نصيب صالح مع المسيح فى فردوس النعيم . ● وقد تنيحت فعلاً بعد ذلك بفترة قصيرة ، فكانت بشارة أبونا لهم - بأنها ستكون مع المسيح - سبباً فى الطمأنينة والتعزية ، لأن : [ ذاك أفضل جداً ] فى1: 23.
(12) أنا مش ها سيبكم ، ودايما ها أبقى معاكم (راهب فاضل + مدرسة الصلاة) ● القديس القمص أثناسيوس السريانى (تنيح فى 19/8/97) ، فى آخر إسبوعين كان يرتدى - على غير العادة - جلباباً أبيض ، فلما سألوه عن السبب ، قال : زى ملابس السمائيين ، فكان ذلك للتمهيد لأحبائه .
● وكان البابا كيرلس قد أوصاه وصية مشددة بالراهبات ، قائلاً : إنهن وصيفات الملك وهو يستجيب لطلباتهن . ● وقد خدمهن بإهتمام عظيم جداً ، إلى آخر لحظاته على الأرض ، فقد خصص اليوم الأخير كله لخدمتهن ، من الصباح إلى المساء ، فى أديرة الراهبات ، يأخذ الإعترافات ويقدم الإرشاد الروحى ، وقد تنيح فور إنتهائه من خدمتهن ، وفى لحظة عودته من عندهن ودخوله البطريركية .
● كما أنه - فى اليوم السابق - قام بالتمهيد لبناته الراهبات ، إذ قال لهن : " السيدة العذراء ظهرت لراهب وقالت لـه : تعال لكى أريك مكانك فى الفردوس ، فقلت لها (خرجت هذه الكلمة عفواً منه) : أريد أن تكون بناتى معى فى الفردوس ، فأجابته : علشان خاطرك يكونوا معك فى الفردوس " . ● ففرحت الراهبات جداً ، وقلن لـه : بإذن الله نكون معاك . ● وبنفس الإهتمام ، خدم المكرّسات ، ففى آخر زيارة لهن - قبل نياحته - قضى اليوم كله معهن ، من التاسعة صباحاً إلى التاسعة مساءً ، فى أخذ الإعتراف وتقديم الإرشاد والوصايا . وألمح إلى نياحته ، للتمهيد للأمر ، ثم قال : ربنا معاكم ويتولاكم. وبعد خروجه من الباب الخارجى ، إلتفت ورشم الصليب على المبنى ، علامة على الوداع والبركة الختامية .
● كما إفتقد ، وإتصل ، بكثيرين من تلاميذه ، وودعهم وأوصاهم بأخذ السيدة العذراء شفيعة لهم فى كل أمورهم . ● كما قال للبعض من أولاده وبناته - صراحة - قبيل نياحته بأيام قليلة ، بإنها ستكون فى 13 مسرى ، لتخفيف الصدمة عنهم . ● وقال لهم : أنا مش ها سيبكم ، وأنا ها أبقى دايماً معاكم.
(13) دا الفردوس حلو قوى يا ولاد (الرحمة ص62)
● القديسة الراهبة تاماف كيريا مارجرجس (رئيسة دير مارجرجس، تنيحت فى 1980) كانت حياتها جهاد متواصل: نهاراً تعمل الأعمال الشاقة، وطول الليل تصلى. ● قبل نياحتها، رأت الفردوس، ورأت فيه مارجرجس، منيراً جداً، وأشار إلى كرسى منير وجميل جداً، وقال لها إن أعمال الرحمة هيأت لها هذا الكرسى. (((ملحوظة 5 : ظهورات الكراسى المنيرة التى يجلس عليها القديسون، تتفق مع أقوال الرب فى مواضع كثيرة فى الإنجيل، مثل : [تجلسون على كراسى ] لو 22 : 30 ، [يتكئون فى ملكوت الله ] لو 13 : 29 ... الخ، كما يتفق مع تعبير الراحة أو النياح فى الفردوس: [يستريحوا زمانا يسيراً حتى يكمل العبيد رفقاؤهم ] رؤ 6 : 11. فإن الراحة أو النياح، تكون على هذه الكراسى النورانية الرائعة الجمال . وهذا النياح (الراحة) هو الذى تطلبه الكنيسة للمنتقلين، فى أوشية الراقدين))). ● وقد ظهر مارجرجس لأب كاهن، وطلب منه أن يذهب لديره بمصر القديمة ويصلى القداس ويأخذ بركة أمنا كيريا قبل نياحتها، وأن يوصل رسالة تمهيد وتشجيع وتثبيت للراهبات، لئلا يخطر ببالهن أنهن سيصبحن بلا معين بعد أمنا كيريا.
● ويوم الأحد - السابق على نياحتها يوم الثلاثاء - إرتفعت حرارتها فجأة، من أجل التمهيد للراهبات. ● فدخلت الكنيسة لتصلى، فرأت - تحت المذبح - جثماناً ملفوفاً بالكتان، فتعجبت، فسمعت صوتاُ يقول لها: بعد يومين، ستكونين هكذا. ● فأخبرت إحدى الراهبات بذلك.
● وفى يوم نياحتها، قالت: (دا الفردوس حلو قوى يا ولاد)، ثم دخلت فى غيبوبة شديدة. ● فكانت الراهبات تصلين صلواتاً شديدة لكى يشفيها الله، فظهرت السيدة العذراء والشهيد مارمينا والبابا كيرلس بشكل نورانى عظيم، للأم مرثا، وأعلموها أن الأمر قد نفذ، وسيأخذون أمنا كيريا للسماء. وقالوا لها كلاماً معزياً جداً، فأخبرت الأم مرثا بقية الراهبات بذلك. ● فلما علمن بذلك، أسرعن يطلبن الآباء الكهنة، فحضروا وصلوا لها صلاة التحليل. وبمجرد إنتهائهم، إنطلقت روحها الطاهرة فوراً. ● وفى الحال تصاعد من جسدها الطاهر رائحة بخور عطرة جداً، ملأت كل المكان وشهد به الجميع. وقد إستمرت هذه الرائحة تنطلق من قبرها، كل يوم أحد، لعدة سنوات، حتى إعتاد عليها التربى، وإعتبرها شيئاً عادياً لا يثير الدهشة.
(14) الشقة الوحشة (معجزات البابا جـ 11 ص49)
● الحصول على شقة واسعة مريحة فاخرة، كانت هى أمنيتهم، فعندما حصل عليها المهندس عزيز يوسف أبو السعد وزوجته، كانا فى غاية الفرح بهذه الشقة الجديدة الرائعة. ● ولكن بعد فترة قصيرة، رأت الزوجة - فى حلم - البابا كيرلس يقول لها: (حرام الست الطيبة اللى زيك تسكن فى الشقة الوحشة ديه). فقامت من النوم وأخبرت زوجها بما قاله البابا لها فى الحلم، وإعتبرت أن ذلك تحذيراً، وأنه يريدها أن تترك هذه الشقة فوراً، وطلبت من زوجها أن يتركوا الشقة بأسرع ما يمكن، وقالت له: (لازم أنفذ اللى قاله البابا).
● وفى صباح هذا اليوم نفسه، شعرت الزوجة بألم، إبتدأ يتزايد، فإضطروا - ظهر اليوم نفسه - إلى الذهاب لطبيب أخصائى باطنة، فلم يجد سبباً للألم، ونقلها - للإطمئنان فقط - إلى مستشفى، حيث أجمع الأطباء على إنها سليمة وليس بها أى مرض. ● وفى الفجر - قبل مرور 24 ساعة على كلام البابا لها - إنتقلت هذه السيدة البارة، إبنة الطاعة، إلى السماء.
● وحينئذ - فقط - فهم زوجها معنى الرؤية، فإن البابا لم يكن يقصد الشقة السكنية الجديدة، بل كان يقصد السكن فى هذه الدنيا المملوءة بالألم والمرض. فقد أرادها أن تنتقل لمسكن السعادة والفرح.● ففهم الزوج أن هذه الرؤية هى بشارة بذهابها إلى عالم الفرح الحلو، إلى مساكن الأبرار فى فردوس النعيم. فإمتلأت الأسرة طمأنينة وعزاء وسلاماً.
(15) يا ربى يسوع.. إقبل روحى (الثلاث مقارات ص72)
● القديس مكاريوس الكبير (أبو مقار)، ظهر له القديسان الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس - بعد نياحتهما - وأعلماه بأنه سينضم إليهم بعد تسعة أيام. ● فظل - فى هذه الأيام - يعظ ويثبت الإخوة ● وفى اليوم المحدد، جاء الكاروب الذى رافقه منذ البداية، ومعه ملائكة وقديسين كثيرين، وقال لـه: (إسرع وإخرج وتعال، فإن هؤلاء كلهم ينتظرونك)، فصاح القديس: (ياربى يسوع المسيح حبيب نفسى، إقبل إليك روحى)، وإنطلق إلى صفوف القديسين والملائكة. ● وقد شاهد بعض الحاضرين، روحه وهى تخرج، مضيئة أكثر من الشمس، فإستلمها الملائكة وصعدوا بها. وفيما هم صاعدين، صرخت الشياطين قائلة : خلصت وإنفلت منا يا مقاره . + أما هو، فإذ تعوَّد على رفض الإفتخار والعجب ، رد عليهم : ليس بعد (لـِسّــه). وكان الكاروب يحفظه ويحجبه عنهم. ● فلما دخل باب الفردوس، صاح بصوت عظيم: (أشكر ربى يسوع المسيح، الإله الحقيقى، الذى خلصنى منكم) .
(((ملحوظة 6 : ● عن ذلك الأمر، قال القديس موسى: (إذا خرجت النفس من جسدها، فإن الملائكة ترافقها، فيحاول أهل الظلمة أن يعيقوها، ملتمسين فيها عيوباً، وحينئذ فإن أعمالها التى سبق وعملتها، هى التى تحفظها) (البستان ص62). ● كما قال القديس البابا أثناسيوس الرسولى: إننا نجتاز الهواء بمشقة، لأن مصارعتنا مع خصوم أشداء، فإن العدو يسمى : رئيس سلطان الهواء (أف 2 : 2)، لان له سلطاناً أن يحاربنا ويحاول تعويقنا. لذلك: إحملوا سلاح الله الكامل لكى تقدروا أن تقاوموا فى اليوم الشرير (أف 6 : 13)، لكى يخزى المضاد --- المقاوم لنا --- إذ لا يكون لـه شئ ردئ ليقولــه عنا (تى 2 : 8).( الأنبا أنطونيوس، للقديس أثناسيوس --- فقرة 65). ● ولذلك، نصلى فى صلاة الغروب: (أيتها السيدة العذراء. عند مفارقة نفسى من جسدى، إحضرى عندى، ولمؤامرة الأعداء إهزمى..) . )))
(16) أنا هاكلل وأفرح يوم العيد (سيرة قديس … بقلم الأنبا مينا)
● القديس الراهب القس عبد المسيح المناهرى المقارى، منذ أحد الشعانين وحتى نياحته فى عيد القيامة 24/4/1963، إستمر يردد: (أنا ها أكلل وأفرح يوم العيد)، خلافاً لما كان يردده دائماً سابقاً، إذ كان يقول: (أنا عاوز أتجوز). ● وقد إتضح أخيراً، أن العبارتين كانتا بمعنى واحد، وهو الإنطلاق إلى حفل العرس السماوى. ● فلما سمعه أحد المستنيرين روحياً، وهو المقدس فانوس، عرف معنى كلامه، وقال له: آيه ده يا بونا، سلامتك. ● فلما رآه فاهماً، كشف له سراً آخر، إذ حفر - بعكازه - نقرتين فى الأرض، وقال لـه: آدى نؤره، وآدى نؤره. ● وقد حدث ذلك فعلاً، فقد تنيح المقدس فانوس فى ليلة عيد القيامة، وبعده مباشرة، فى يوم العيد، تنيح القديس القس عبد المسيح المناهرى المقارى. ● وهكذا تم له الفرح وتكلل بالأكاليل السماوية. ● إذ فرح فى فردوس النعيم إلى الأبد، ومن يفرح أخيراً، يفرح كثيراً.
(17) أنـــا مسافــــــر (بستان القلمون ص 153)
● القمص إسحق الصموئيلى، هو الذى عمر دير الأنبا صموئيل، بعدما أزال الرمال التى كانت تغطيه كله، بكنائسه. ● و قبل نياحته بثلاثة أيام، ظل يردد بإستمرار، للجميع، عبارة: (أنا مسافر)، وكان يقولها بكل الفرح والتهليل وعلى وجهه هالة من النور.● تنيح فى 23/3/1938.
(18) (أنا مسافر).... (وأنا مسافر بعدك). (فيض النعمة ص 36)
● صمم القمص داود مرقس، على الذهاب مع العائلة إلى دير مارمينا، برغم سوء حالته الصحية. ● فلما رفض إبنه القمص ميخائيل - خوفاً عليه - قال له: (لو رفضت حتندم طول عمرك) ، فأخذه مضطراً. ● وهناك قابل البابا كيرلس، وفى نهاية الجلسة مع البابا، قال أبونا لـه: (عاوز حاجه منى يا سيدنا، أنا مسافر)، فتعجب إبنه وقال فى سره: هو مسافر فين؟ ما إحنا راجعين بتنا ! ● ولكن البابا رد عليه - بنفس الرؤية الروحية - قائلاً: (كتر خيرك ، أنا مسافر بعدك بشويه)، فتعجب الإبن لأن ذلك يعنى أنهما مسافران لنفس المكان. ● وفى طريق العودة، طلب القمص داود أن يتوقفوا فى الرست، وإنفرد بإبنه (القمص ميخائيل)، وأعلن لـه - علانية - أنه سينتقل للفردوس، وأعطاه توصيات بخصوص العائلة، وطلب منه أن يزور - فى الغد - شخصاً لأمر ضرورى، ثم راجع نفسه، وقال : لا ، بكره مش حتكون فاضى (إشارة ليوم النياحة)، خلى إبنك مرقس يروح له. ● وفعلاً - فى اليوم التالى - تنيح القمص داود، ثم بعده بعدة شهور تنيح البابا كيرلس.
(19) أبقى أقول آيه أمام رب العرش (مذكراتى جـ1 ، 2 + معجزات جـ1 ، 11 + الرحمة ص 56)
● قبيل نياحة البابا كيرلس السادس، زار دير مارمينا، وتودع من كل أجزائه، وأعطى لأمين الدير - القمص مينا آفا مينا - قلنسوات بعدد الرهبان، وهى علامة الوصية. ● كما تراءى - فى رؤى - لكثيرين من أحبائه، وكان - فيها - يودعهم ويباركهم. ● كما ظهر للبعض، فى شكل النياحة - قبل حدوثها - ليخفف الصدمة عليهم. ● كما كان - دائماً - يسمى الموت سفراً، فقال: أبونا بيمن سافر، بمعنى أنه تنيح. ● وقال لأحد أقربائه - قبل نياحته بأيام قليلة - : عاوز أسافر.
● قبل نياحته بيومين: كان يزوره السيد/ لبيب فهمى، وقبل إنصرافه قال له: (يا سيدنا، متنساش تصلى لنا دايماً)، ففوجئ بالبابا يرد: (أبقى أقول آيه أمام رب العرش) ، فإندهش جداً من هذا الرد، ولم يعرف معناه إلآ بعد يومين، عندما إنطلق البابا إلى رب العرش.
● قبل نياحته بيوم واحد: أوصى سكرتير البطريركية - القمص بنيامين كامل - بوصايا مشددة عن الإهتمام بالكنيسة، إلى درجة أن القمص بنيامين قال لـه: ربنا يعطيك الصحة وطول العمر يا سيدنا. فأجابه: الصحة خلاص والعمر إنتهى ، وربنا يدبر أموركم. ثم أعطاه دفاتر مهمة جداً لم يسبق له أن أعطاها لأى أحد مطلقاً. ثم أعطاه البركة والصليب.
● وأيضاً فى هذا اليوم - السابق على نياحته - جاءته د/ سعاد وهبة وطلبت منه الصلاة لشفاء إبن أخيها، لخطورة حالته. فقال لها: مارمينا ها يسبقك للمستشفى، وستجدى الطفل بخير. وفعلاً وجدت الطفل قد شفى، ففرحت وقررت أن تذهب غداً للبابا لتشكره على صلاته وشفاء الطفل. ولكنها فوجئت - مساءً - بالبابا يتصل بها بنفسه، ويعاتبها لأنها لم تتصل به وتخبره بشفاء الطفل، فقالت إنها كانت ناوية تروح له تشكره غداً، فقال : لا .. أنا بكره مسافر إن شاء الله. فقالت: أجيلك دير مارمينا يا سيدنا. فقال البابا: لا إنتى تبقى تيجى كل سنة مرة. فصممت على المجئ إليه ، فكرر لها القول: لا، بس زورونى ولو مرة فى السنة.
● وأيضا فى هذا اليوم - السابق على نياحته - إتصل برئيسات الأديرة، وطلب منهن أن يأتوا لمقابلته - على غير الميعاد المعتاد، وهو يوم السبت - فإعتذرت إحدى الأمهات، حرصاً على صحته، قائلة: إحنا أخذنا بركة مقابلة قداستك يوم السبت، ولكن البابا قال إنه يريد مقابلتهم لأنه مسافر.
● ● ● يوم النياحة 9/3/1971.
● إستيقظ فى الخامسة صباحاً ، وإستقبل كل الملتمسين الصلاة، وكان يقول لهم : الرب معكم ويدبر أموركم.
● إتصل بأمنا كيريا مارجرجس، وأكد عليها الحضور.
● قابل رئيسات أديرة الراهبات وقال لهن: (أنا مسافر، خلوا بالكم من ولادكم (أى بناتهن الراهبات) ومن نفسكم). وأعطاهن نصائح ووصايا، فى محبة غامرة. وقد سألن عن الجهة التى سيسافر إليها، ليجئن إليه، فأجاب بأنه لا يمكن لهن الذهاب إليها الآن، ولما ألححن فى السؤال، قال :(وديع (أحد العاملين بالبطريركية) سيخبركم فيما بعد). وقد شعرت إحدى الأمهات الراهبات بأنه يقصد السفر للسماء، فبكت وقالت لـه: (خليك معانا يا سيدنا). فعزاها وطيب خاطرها. ثم باركهن وصرفهن.
● كما قابل المقاول الذى يقوم بترميم البطرخانة، وطمأنه بأن المال موجود (إذ كان قد وضعه فى مظروف خاص به)، وقال له: شد حيلك وما تخافش.
● وقد جاء السيد/ عزمى واصف سائق سيارة البطرخانة، فقال له البابا: يا بنى أنا زهقت خلاص أنا عاوز أسافر. فظن أنه يقصد السفر الأرضى، فقال : أنا تحت أمرك يا سيدنا، وذهب لتجهيز السيارة.
● ● وفى النهاية، سأل البابا - الراعى الأمين - إن كان لا يزال أحد يريد مقابلته، ثم رفع يده بالصليب ، وقال للذين حولـه : الرب يدبر مصالحكم، وصرفهم.
● وما كادوا ينصرفوا، حتى سمعوا صراخ شماسه، فرجعوا مسرعين، ليجدوه قد سافر فعلاً، إلى السماء.
(20) أنا عـــــــــاوزك (طريق الفضيلة ص67)
● الدكتور شفيق عبد الملك (الأستاذ بطب عين شمس) كان من المحبين، والمحبوبين جداً، للبابا كيرلس، وإستمرت العلاقة بينهما بعد نياحة البابا. ● وقد ظهر البابا كيرلس لـه - فى رؤيا - وقال لـه : (أنا عاوزك)، فأجابه: (وأنا عايز آجى عندك)، فحدد البابا كيرلس لـه الميعاد، بأنه: (لما تنتهى من اللى فى إيدك). ● وكان الدكتور شفيق ، فى هذه الفترة، مشغولاً بتصحيح أوراق إمتحانات الكلية. فكأن التدبير الإلهى الصالح، يريده أن ينتقل بدون أى تقصير فى عمله. ● بل أن التدبير الإلهى الصالح، يظهر أيضا فى أن هذه الفترة تتميز بأن إبنة الدكتور شفيق كانت قد حضرت من الخارج لزيارته، لتكون معه، وتستمع منه - شخصياً - تفاصيل هذه الرؤية ، ولتكون مهيأة نفسياً لقبول إنتقاله، الذى سيكون إلى أفضل حال، إلى حيث يوجد البابا كيرلس نفسه. مما يملأ النفس طمأنينة وعزاءً وسلاماً. [ رتبت كل شئ بمقدار وعدد ووزن ]حك 11 : 21.
(21) يوسف أحسن منى ومنك (البابا كيرلس الخامس للقمص سمعان ص28)
● كان للبابا كيرلس الخامس (تنيح فى 1927) تلميذ قديس، إسمه يوسف، كان يوزع كل مرتبه على الفقراء، ولا يغير ملابسه القديمة، بل وحتى عندما أهداه شقيقه بدلة جديدة، فإنه أعطاها لأحد المحتاجين.
● قبل نياحته بثلاثة أيام جاء إليها البابا، فغسل يوسف قدميه - كالعادة الرهبانية - فنظر إليه البابا وبكى . وعند مغادرته المنزل، قال لأم يوسف: شدى حيلك يا أم يوسف، فكانت تحية غريبة جداً.
● بعد ثلاثة أيام، قال البابا لشماسه: إذهب لبيت أم يوسف، وإن كان قد تنيح (مع أنه لم تكن توجد أى بوادر على ذلك) فقل لها إنى أنا الذى سأصلى عليه. ● فذهب ووجده قد تنيح فعلاً، فعندئذ عرفت أم يوسف أن البابا كان يعرف منذ كان عندهم وبكى وقال لها شدى حيلك. فزعلت من البابا.
● فقال لها البابا كيرلس الخامس: (يوسف أحسن منى ومنك، ده دخل السما، وأنا شفت ملاك عن يمينه، عندما كان يغسل رجلى، وعرفت أنه سيتنيح بعد ثلاثة أيام). ● فكان ذلك فيه الطمأنينة والعزاء لها.
(22) العصا بدون إسم، لتنفع اللى بعدى (أشهر الأساقفة ص140 )
● الأنبا باسيليوس أسقف أورشليم: قبل نياحته، عاد إلى مصر - حيث سيدفن - و لأول مرة يحجز تذكرة الطائرة مجئ بدون عودة . ● أراد أحد محبيه أن يعمل لـه عصا رعاية، فرفض، فألح المحب، فإشترط عليه عدم كتابة إسمه على العصا، قائلاً: علشان تنفع اللى بعدى.
الباب الثالث : عجائب
لحظة إنطلاق الروح
من بركات عهد نعمة الخلاص - الذى صنعه الرب على الصليب - أن صار فردوس النعيم مفتوحاً لنا ، فينزل الملائكة والقديسون ويستقبلون روح القديس المنطلقة ، ويصحبونه إلى الفردوس.
(1) نياحة السيدة العذراء (السنكسار 21 طوبه + أربعون معجزة ص15)
● كانت السيدة العذراء ملازمة القبر المقدس فى الجثيمانية . ● فلما حان وقت إنتقالها، أمر الرب بحضور كل الرسل من البلاد التى يبشرون فيها، فجاءوا منتقلين بطريقة معجزية (مثلما ينتقل الآباء القديسون السواح، بطريقة معجزية)، وأيضاً إجتمعت كل بناتها العذارى اللاتى كن يتعبدن فى جبل الزيتون، فعزتهم وودعتهم. ● ثم جاء الرب فى صفوف ملائكته القديسين فإستلم روحها الطاهرة فى ثوب نورانى سماوى، وصعد بها وسط إحتفال السمائيين والأرضيين. ● وتعيد لها الكنيسة، بهذه المناسبة الجليلة، فى 21 طوبه من كل عــام .
((( ملحوظة 7، بخصوص لقب والدة الإلة : + هو اللقب الذى نطق به الروح القدس على فم القديسة أليصابات: [ وإمتلأت من الروح القدس، وصرخت بصوت عظيم... من أين لى هذا، أنت تأتى أم ربى إلى ] لو1 : 41 – 43. ● ومعنى هذا اللقب هو مجازى فقط، وبمعنى روحانى بعيد تماماً عن الجسديات ، ولذلك لا يفهمه الجسدانيون. ● وهو يعنى أن كل ملء اللاهوت قد خلق وهيأ لذاته - من أحشائها - ناسوتاً مقدساً، وإتحد به إتحاداً معجزياً ليس لـه مثيل، بدون إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير، وبدون إنفصال ولا إزدواجية ولا تناقض فى الإرادة والمشيئة، فى اتحاد معجزى فى المسيح الواحد، الشخص الواحد الغير منقسم على ذاته، لان اللاهوت إتحد بكل ما للناسوت، جسماً وروحاً ونفساً وإرادة وأعمالاً.. وكل شئ. ● وبسبب هذا الإتحاد المعجزى العجيب، أصبح ينسب لللاهوت - نظرياً فقط لا غير- كل ما يخص الناسوت الذى إتحد به وجعله ناسوتاً خصوصياً لـه. ● فإننا نقول بالمعنى المجازى - وليس الجسدى - أن الله إفتدانا وصلب عنا ومات عنا ، وقام من الأموات ، وصعد للسموات ، وجلس على يمين القوة... إلخ . فكل هذه الأعمال التى قام بها الناسوت - المتحد به كل ملء اللاهوت - أصبحت تنسب - نظرياً فقط - لللاهوت . ● ولكننا نعلم يقيناً وبداهةً ، أن اللاهوت لا يولد ولا يصلب ولا يموت ... الخ. ولا يظن أحد أننا نقول بغير ذلك ، إلا المعتوهين أو الذين أعمى الشيطان أذهانهم. ● ويمكن تشبيه ذلك الإتحاد المعجزى - للتقريب فقط، لأنه ليس لـه مثيل - بإتحاد النار بالحديد، إلى كيان إتحادى واحد، هو الحديد المحمى ، بدون أن تتغير طبيعة النار وبدون أن تتغير طبيعة الحديد، وبدون أن يكونا منفصلين عن بعضهما، لأن الذى يمسك ذلك الحديد - المتحد بالنار - سيحترق بناره ، مع أن النار - فى الأصل - لا تـُمسك ، والحديد لا يحرق. والتشبيه مع الفارق . ● كما أن تسمية والدة الإله ، لا يعنى أننا ننسب لها الإلوهية، وإنما ذلك يشبه تسمية الأم بالقاب إبنها، مثلما نقول " أم الدكتور" على إنسانة قد لا تكون متعلمة نهائياً، ولكن إبنها دكتور. ● وبنفس هذا المعنى، نقول على السيدة العذراء، أنها أم ربنا وأم الله وأم النور وأم الخلاص وأم الرحمة ... إلخ، وكلها بالمعنى المجازى فقط، وليس بالمعنى الجسدانى .انظر أيضًا: ملحوظة عن لقب: (المملوءة نعمة)، بالجزء الثانى باب 8. )))
(2) القديس بولس الرسول (السنكسار 5 أبيب)
● تم إستشهاد القديس بولس، خارج المدينة . وقد رافقته إحدى تلميذاته ، التى هى من أقارب الإمبراطور. ● فعزاها ، وطلب منها الإيشارب الخاص بها، ثم طلب منها الإنصراف، فرجعت للمدينة. ثم تقدم السياف، وأكمل شهادته. ● ثم عاد السياف إلى المدينة، وبتدبير إلهى، إلتقى مع هذه الشابة، فقال لها أنه قطع راس القديس بولس، وأن رأسه مطروح هناك - خارج المدينة - ملفوفاً فى الإيشارب الخاص بها. ● فأنكرت هذا الكلام، وأكدت أن القديس حى، وإنه قابلها منذ لحظة ، وأعطاها الإيشارب ، ● وأرته الإيشارب وعرضته أمام جميع الذين كانوا معه . فتعجبوا وآمنوا برب المجد ، ربنا وإلهنا يسوع المسيح، الحىّ وإله الأحياء.
(3) القديس إسطفانوس (أع 7 : 55-60 )
● أثناء عدوان اليهود على القديس إسطفانوس، أبصر الرب وصاح : [ ها أنا أنظر السموات مفتوحة، وإبن الإنسان (أى الناسوت المتحد به كل ملء اللاهوت) قائماً عن يمين الله]، فهاج عليه اليهود وأخذوا يرجمونه بالحجارة، حتى الموت، فصرخ قائلاً : [ أيها الرب يسوع إقبل روحى ]، ثم جثا على ركبتيه - والحجارة تنهمر عليه - وقال : [ يارب لا تقم لهم هذه الخطية]، فإنطلقت روحه فوراً.
(4) فى مثال الغنى ولعازر (لو 16 : 19-31 )
● قال الرب، أن لعازر - المسكين الذى إستوفى البلايا - حملته الملائكة إلى أحضان القديسين. ● بينما الغنى القاسى الأنانى - لما مات - نزل إلى الجحيم. ● وسنرى - فى الصفحات التالية - أمثلة كثيرة ، من كل العصور، لهذه الأمجاد التى ينالها المتضعون، المؤمنون العاملون، الصابرون على البلايا، للنفس الأخير.
(5) حفلة عظيمة على السحاب، فى مصر القديمة (سيرة أبو سيفين ص324 ) ● ● ● القديسة الراهبة أمنا سفينه أبو سيفين، كانت مجاهدة عظيمة فى الصلاة والصوم ونسخ الكتب وخدمة الأمهات وكل عمل شاق بالدير، كانت تعمل فى صمت وإنكار ذات وإخفاء للذات، فتفاضلت عليها نعمة الرب جداً. وظلت تعمل إلى آخر أيامها على الأرض. ● ● ● أعلمها الرب - فى رؤيا - بميعاد نياحتها، قبلها بثلاثة أيام، فإمتلأت فرحاً وتهليلاً، وأعدت كل شئ: نظفت قلايتها وغسلت ملابسها، وهى تردد: يوم وداع ويوم نزاع ويوم شيل.
● ● ● ذهبت لكل راهبة فى قلايتها، وودعتها قائلة : (يا أختى أنا مسافره ، سامحينى، وإذكرينى فى صلاتك). ● ولم تعرِّف أحداً بالرؤية إلا الأم الرئيسة فقط، وطلبت منها إقامة قداس فى الغد لتتناول قبل نياحتها. ● بعد القداس أعلنت للراهبات أن هذا هو آخر قداس لها معهم (وداع). ● ثم مرضت قليلاً (نزاع) ● وفى صباح اليوم الثالث رشمت وجهها بعلامة الصليب وقالت : إذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك. فى يديك أستودع روحى. ● وفى الحال إنطلقت روحها الطاهرة، وظل وجهها يشع نوراً باهراً، وإمتلأ الدير كله برائحة بخور عطرة جداً.
● ● ● بعد لحظات قليلة، سمعت الراهبات طرقاً على الباب ، فوجدن جمهوراً من أهل الحارة المجاورة للدير يسألون عن أمنا سفينه، لأنهم رأوا منظراً عجيباً، فبعدما سمعوا - فى الشارع - صوت تراتيل جميلة، مع رائحة بخور عطرة، نظرواً إلى مصدر الصوت، وكان آتيا من الجو. فأبصروا موكباً عظيماً من الملائكة والقديسين، فإنذهلوا من عظمة المنظر، فقال لهم أحد الملائكة: (هذه روح الأم القديسة سفينه ، نأخذها بهذه الزفة إلى السماء)، وصعد موكب الزفة إلى الفرح السمائى. ● وعندما دخل أهل الحارة إلى الدير، فوجئوا بأن رائحة البخور التى إشتموها فى الشارع - مصاحبة للزفة - هى نفسها تملأ الدير.
(6) موكب الفرسان على السحاب فى الفيوم (الأنبا إبرام – المطرانية ص179 ، 385 + أ/ ملاك ص 24).
● ● ● حكمدار الفيوم/ سليم صائب ، رأى - وهو فى منزلـه - منظراً عجيباً فأشار إلى السماء وصاح إلى زوجته : آه ، يظهر إن إسقف النصارى مات، لإنى شايف خيول والركاب عليها يحيطون به ويصرخون إكئواب إكئواب . ● وفى الحال قام وذهب إلى أحد المسيحيين، وهو عم مقار البرنشاوى، وسأله: (ما معنى إكئواب إكئواب، لأنى رأيت قوات ماشيه فى السحاب وتحيط بالأنبا إبرآم ويرددون هذه الكلمات)، فأوضح له أن معناها هو قدوس قدوس (وهى تسبحة الملائكة، إنظر أيضا نياحة القديس السائح، فى دير الهابطين، صفحة 46) .
● وعند تشييع جنازة القديس، كانت الأعداد - التى تريد ركوب القطار لتصل إلى هناك - بالألاف (حوالى ثلاثين ألفاً)، فجهزت السكك الحديدية ستة عشر عربة ركاب، ولم تتسع، بل ركب الناس على سطحها وتعلقوا بأجنابها، وكان الجرار صغيراً جداً، فأحضروا جراراً ضخماً ليدفع من الخلف، ولكن عند سير القطار - ذو الستة عشر عربة - كان خفيفاً جداً بطريقة معجزية، حتى أن الجرار الصغير جرى به بسرعة كبيرة جداً، لدرجة أن الجرار الكبير لم يستطيع اللحاق بهم من الخلف. ● ولكن بعد إنتهاء تشييع الجنازة، وعند رجوع القطار، فشل الجراران الصغير والكبير، معاً، فى تحريكه، وإحتاجوا إلى أربعة جرارات لكى يتمكنوا من تحريكه. ● فكان ذلك بتدبير إلهى، لكى يعرفوا مجد إله الأنبا إبرآم، الذى : [ به نحيا ونتحرك ونوجد] أع 17 : 28.
(7) إطلب لكى تكون آخرتك مثل آخرته (جبل قسقام ص 154)
● القديس القمص ميخائيل البحيرى (تنيح فى 1923)، عندما كان عمره 12 سنه، كان والده مريضاً يحتضر، فخافت أمه عليه، وأصعدته إلى السطح، لكى لا يحضر هذه اللحظات. ● وإذا به --- فوق السطح --- يرى أباه منطلقاً إلى السماء وحولـه الملائكة فى فرح عظيم، فنادى على أبيه. فقال لـه أحد الملائكة : ( إطلب لكى تكون آخرتك مثل آخرته ) .
● وقد أثرت هذه الرؤية العيانية، على الصبى، فعرف مقدار الفرح العظيم الذى لا يماثله شئ على الأرض، فتعلق بالسمائيات وزهد فى الأرضيات، وظل يرعى والدته حتى تنيحت، ثم إنطلق فوراً إلى الدير وترهبن، وتتلمذ على القديس القمص بولس (الأنبا إبرآم أسقف الفيوم)، وعاش حياة الروح على الأرض. وقد منحه الله مواهب عديدة ● وعند نياحته، سمع راهب قديس آخر – و هو الراهب جبر مريم الحبشى - سمع ألحاناً سماوية تملأ الدير.
(8) يطلب النياحة أثناء القداس (الأنبا مكاريوس ص 56، 62)
● القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا، كانت طلبته من السيدة العذراء، هى أن يبنى كنيسة بإسمها، ولكنه - بعدما بنى الكنيسة وقبل تدشينها - تعرض لجلطات شديدة فى القلب والرئتين، وفشل الأطباء فى إنقاذه، ومات. ● ثم تشفعت له السيدة العذراء عند إبنها وإلهها، فإستجاب لها وأعاده للحياة (التفاصيل فى الفصل الثامن ، فى الجزء الثانى)، ثم بعدما أكمل مأموريته، عاد وتنيح مرة أخرى (مثل قديسين كثيرين تنيحوا مرتين ، مثل لعازر حبيب المسيح ، وكل الذين أقامهم الرب ورسله القديسين، وكذلك الميت الذى سقط على عظام إليشع النبى فعاد للحياة، فإنهم كلهم عادوا وماتوا مرة ثانية. أنظر أيضاً الفصل الثامن ، فى الجزء الثانى) .
النياحة الثانية :-
● كان القديس مكاريوس يصلى دائماً لتكون نياحته وقت القداس. ● أعلمه الله بوقت نياحته - الثانية - ولذلك سمح بتصوير فيديو لهذا القداس، بل إهتم هو بذلك، خلافاً لمعارضته الدائمة - سابقاً - على ذلك . ● ومن دلائل إهتمامه بهذا التصوير، أنه تكلم عنه لأحد الآباء الكهنة، كما لو كان حدثاً مهماً جداً، خلافاً لمشاعره السابقة. ● ● وقد أعلن عن هذا الميعاد لكثيرين، ففى إتصال تليفونى مع أمنا إيرينى أبو سيفين، قال : (أنا مسافر بكره سفرية مريحة)، إشارة إلى الراحة، أى النياح، فى ملكوت السموات: ● كما كان قد ألغى كل المقابلات يوم النياحة، الأحد . ● ● وقبلها بيومين قال: (ها أصلى الجمعة فى الست العدرا، والأحد فى مارمرقس، وبعدين مع أبو سيفين)، فلم يقل : فى أبوسيفين - أى فى كنيسة أبو سيفين - بل قال : مع أبو سيفين ، أى مع القديس فى السماء. ● وقد كرر هذه العبارة مرات عديدة، لأكثر من شخص، وبإصرار وتأكيد شديد.
● وأشياء أخرى كثيرة فعلها أو قالها، ليمهد الشعب لتقبل الأمر.
● وفى هذا القداس الإلهى الأخير، كان يصلى بدون أى مظاهر تعب أو إرهاق، ثم فجأة، بعدما قال (أعطنا)، وقبل أن يقول (وكل شعبك) سقط جسده فى لمح البصر، وإنطلقت الروح. ● وهنا ظهر سبب إهتمامه الزائد بتصوير الفيديو، لتسجيل هذه اللحظات العظيمة. إذ ظهرت - عند العرض البطئ للفيديو - المعجزة التى كانت ستمر دون أن يلحظها أحد . فإن الجسد المقدس - وكان الأنبا مكاريوس يحمله حينذاك - بدأ يسقط مع سقوط جسم نيافة الأنبا مكاريوس، ولكن الجسد المقدس رجع تلقائياً وإرتفع وعاد إلى الصينية، بطريقة معجزية، وكل ذلك حدث فى لمح البصر، ولم يكن ممكنا للعين المجردة أن تلحظه.
● وعن ذلك، ذكر نيافة الأنبا موسى، أنه شاهد - فى أمريكا - مع كثيرين من الشباب الأمريكى والقبطى - عند عرض الفيديو بسرعة بطيئة جداً - أصابع نورانية رفعت الجسد وأعادته للصينية.
● فإزداد المؤمن إيماناً، وآمن الذى كان يشك فى حقيقة جسد الرب ويظنه مجرد رمز، (ويمكنك ملاحظة رجوع الجسد، إذا سجلت الشريط بسرعة بطيئة ، ثم شغلته على السرعة البطيئة ايضاً) .
● وعمَّا حدث أثناء هذه النياحة المعجزية، ذكر احد الآباء المتوحدين السوَّاح - وهو معروف للمطرانية - بأن الأنبا مكاريوس كان يطلب دائماً أن يتنيح أثناء القداس الإلهى. ● كما ذكر أنه - أى المتوحد السائح - كان حاضراً فى هذا القداس، وأن الروح الطاهرة لسيدنا الأنبا مكاريوس - بعد نياحته - ظلت بالكنيسة حتى إنتهى القداس، ثم إنطلقت للسماء مع صرف ملاك الذبيحة .
(9) القديس يسجد لكى يسلم الروح (القديس أبو نوفير ص 46)
● القديس آبا نوفر السائح، ظل متوحداً فى البرية ستين عاماً، وكان الله يعولـه بالطعام والشراب، وبزياراته المعزية، ، وبالتناول من جسد الرب ودمـه. ● وعندما حانت نياحته، أرسل الله لـه القديس بافنوتيوس، ليعتنى بجسده، وليسجل سيرته، من أجل منفعة الناس ولتمجيد الله فى قديسيه. ● وفى لحظة نياحة القديس آبا نوفر، أضاء وجهه مثل النار. ثم أحنى ركبتيه وسجد أمام الرب وسلم الروح. (( ومن ذلك نفهم أن الذين وجدوا ساجدين، بعد تسليم الروح، كانوا أصلاً واقفين يصلون، ثم سجدوا لكى يسلموا الروح)). ● وقد سمع القديس بافنوتيوس أصوات الملائكة ترتل قائلة: (هذه النفس الطاهرة، فلنرفعها ونقدمها قرباناً للرب يسوع المسيح). ● وبمجرد أن تنيح القديس، جفت النخلة وجف ينبوع الماء، اللذان كان الرب قد أعدهما للقديس.
(10) الأنبا بولا - كذلك - يسجد ويسلم الروح (حياة الأنبا أنطونيوس للقديس أثناسيوس + طقس)
● القديس الأنبا بولا أول السواح، إنفرد متوحداً، سنيناً كثيرة. ولكن عند نياحته أرسل الله لـه قديساً، ليعلن طهارة سيرته ويعتنى بجسده.
● فقد أرشد الله الأنبا أنطونيوس إلى مغارة الأنبا بولا، فعرفا بعضهما بالروح قبلما يتحادثا. ● كما علم الأنبا بولا - بالروح - أن القديس البابا أثناسيوس كان قد أهدى رداء للأنبا أنطونيوس، فطلب منه أن يحضره لتكفينه فيه. فأطاع الأنبا أنطونيوس - برغم شيخوخته وطول المسافة ذهاباً وعودة - وذهب وأحضر الرداء. ● وعند عودته، وقبل وصوله للمغارة، شاهد روح الانبا بولا صاعدة وسط الملائكة والقديسين، وهى تضئ بنور ولمعان شديد، فصاح إليه الأنبا أنطونيوس، وأسرع للمغارة ، فوجد جسد الأنبا بولا راكعاً على ركبتيه ويداه ممدودتان بالصلاة ورأسه مرفوعة. فركع بجانبه وصلى كثيراً، ثم قام وأخذ الجسد وكفنه برداء البابا أثناسيوس. ولأن الأرض صخرية، فقد أرسل الله - الذى يدبر كل شئ، الصغيرة والكبيرة - أسدين ، حفرا قبراً بمخالبهما القوية، فدفن جسد الأنبا بولا، وحمل ثوب الليف - الذى كان الأنبا بولا يرتديه - إلى البابا أثناسيوس الرسولى.
(11) الأنبا توماس - أيضا - يسجد لكى يسلم الروح (الأنبا توماس السائح ص 13)
● أرسل الله رئيس ملائكته روفائيل، فأحضر القديس الأنبا شنوده - رئيس المتوحدين - مع بعض تلاميذه، ليسجل سيرة القديس توماس السائح، وليعتنى بجسده. ● وعند نياحة الأنبا توماس، جاء رب المجد وسط ملائكته وقديسيه، ورتل داود النبى بالقيثارة: )إمتلأت أفواهنا فرحاً) . ● ثم تقبل الرب روح القديس وصعد بها مع ملائكته وقديسيه. ● فنظر القديس أنبا شنوده - بعد نياحة أنبا توماس - فإذا بجسده ساجد وكفى يديه مفتوحتان نحو السماء. ● فصلوا عليه وكفنوه ودفنوه فى مغارته بإكرام جزيل.
(12) القديس يحنس القصير، يسجد ويسلم الروح (سلسة ساجى ص 34)
● كان القديس واقفاً يصلى، فجاءت الملائكة وأرواح القديسين لتأخذه معهم، فإمتلأ فرحاً وسلم الروح. ● ولم يكن تلميذه معه لحظة نياحته، بل كان قادماً إلى مغارته، فرأى روح القديس والملائكة تحملها والقديسون يحيطون بها منطلقين إلى السماء، فأسرع إلى المغارة، فوجد القديس ساجداً على ركبتيه وقد سلم الروح، ورائحة طيب تفوح من جسده الطاهر .
(13) القديس دوماديوس يستند ويبسط يديه، وينطلق (سلسة ساجى ص 32)
● بعد نياحة القديس مكسيموس، طلب أخوه : القديس دوماديوس ، من الرب، أن يلحق به، فمرض جداً لثلاثة أيام، فذهب الراهب بيشوى - الذى كان يعتنى به - إلى القديس مكاريوس (أبو مقار) ليحضره. ● فجاء القديس مكاريوس والقديس إيسيذوروس، وفيما هم قادمون، توقف القديس مكاريوس فجأة ونظر إلى ناحية الشرق، وأطال النظر، ثم بكى وقال: لقد تنيح الطوباوى دوماديوس، فقد رأيت خورس الملائكة والقديسين ومعهم أخوه مكسيموس، قد حضروا وأخذوا روحه معهم. ● فأسرعوا إلى قلايته، فوجدوه قد تنيح وهو مستند على الحائط ويداه مبسوطتان نحو السماء.
(14) والآن أيضاً، قديسون يسجدون ويسلمون الروح:
(أ) سبق وذكرنا - فى صفحة 3 - الراهبة القديسة التى قالت عنها تاماف إيرينى، أنها تنيحت وهى ساجدة والإبصلمودية أمامها.
● ويمكننا أن نتوقع - بناء على ما مر من سير القديسين - أنها كانت واقفة تصلى ، ثم سجدت وسلمت الروح .
(ب) القديس المعاصر، القمص جبرائيل الأنبا بيشوى (سيرة عطره 121 + الكتيب 40) :- تنيح أيضاً وهو ساجد يصلى ويداه مرفوعتان بالصلاة (فى 16/11/95) . ● وقد كان القديس القمص جبرائيل، ملاكاً، فى وداعته وتواضعه وطاعته وإنكاره التام لذاته، وهو المعروف بموهبة إخراج الشياطين، بقوة عجيبة جداً. وقد جاء إليه محررو مجلة أخبار الحوادث، ليتحققوا من الأمر، ثم كتبوا عنه مقالة بجريدتهم - 29 سبتمبر 1994 - بكل تعظيم وتكريم ومهابة، بعد الذى رأوه.
● قبل نياحته بثلاثة أيام ، زار كل بقاع دير الأنبا بيشوى، وودعها، وسلم على كل الأباء الرهبان، فرداً فرداً، وزار الطافوس (مدفن الدير) قائلاً : ( يا بخت الآباء اللى سبقونا للسما ، السما مافيش أحلى منها ، صلواتكم يا آباءنا إلى أن نلتقى ).
● فى اليوم السابق على نياحته، كان وجهه مضيئاً جداً، وعيناه لامعتان، حتى أن الأخ الخادم الذى رآه هكذا، تخيل أنه يرى - فى رؤية - أحد الأباء السواح. وقد قام أبونا بتوديع هذا الخادم وداعاً حاراً، أكثر من المعتاد، وباركه ورشمه بالزيت، ثم أعطاه زجاجة الزيت التى رشمه بها - وهى التى كان يرشم بها الشعب - كما خلع صليبه الخاص الجلد، وأعطاه لـه، فإندهش الخادم جداً، وسأله عن السبب، فقال : (أنا لى صليب تانى).
● وفى الفجر تنيح، فوجدوه ساجداً ويداه مرفوعتان بالصلاة، وأنه قد تنيح على هذا الوضع.
(15) يبسط يديه وينطلق (الآباء السواح - ص 92)
● القديس مرقس الترمقى السائح ، كان له 95 عاماً متوحداً بجبل الترمقا المهجور، فلما حان إنطلاقه، أرسل الرب لـه قديساً - بواسطة رؤيا - هو الأنبا سرابيون، ليكتب سيرته ويعتنى بجسده . ● فقضى معه اليوم وعرف سيرته، ثم قال القديس مرقس : (حان وقت إنتقالى، هلم نصلى)، فصلى المزامير، ثم ودع المغارة، وطلب منه أن يغلق بابها عليه - بالحجارة - بعد نياحته. ● ثم جاء صوت من السماء يقول: ( إئتونى بالعبد الصالح الأمين العامل مسرة الآب.. تعال يا مرقس إستريح فى موضع النياح الأبدى )، ثم سمع القديس سرابيون صوتاً آخراً، يقول للقديس مرقس: ( إبسط يديك وأكمل جهادك )، وللوقت رأى ملاكين معهما رداء أبيض كالثلج، فأخذا روح القديس مرقس فيه، وصعدوا بها للسماء. ● وسمع أحد الملائكة يقول: إهربوا يا جنود الظلمة وإبعدوا من النور. إهربوا من قدام تلك النفس الصالحة. ● ثم رأى شبه يد من نور قد إنبسطت على روح القديس، فلم يعد الأنبا سرابيون يرى شيئاً (وعن موضوع جنود الظلمة ، إنظر أيضاً : ص 26)
(16) يجلس يرتل، فتنطلق الروح (معجزات معاصرة جـ 7 ص14)
● القديس الراهب يوسف السريانى، كان متعلقا جداً بحب السيدة العذراء، وفى عيدها (21 كل شهر قبطى) يشترى فاكهة ويوزعها على عمال الدير، وكثيراً ما سمعوه - وهو فى قلايته - يتكلم مع السيدة العذراء.
● وكانت طلبته الدائمة من أمه الحنون العذراء ، هى أن يتنيح بدون أن يرقد . وقد حققت له ذلك بطريقة عجيبة. إذ - فى يوم نياحته - خرج من قلايته وجلس على كرسى، وظل يرتل مدايح السيدة العذراء ، إلى أن مر عليه أحد الآباء الرهبان ورآه يرتل ووجهه يضئ بنور، وهو يتطلع إلى السماء. ● وفجأة وجده يميل رأسه، وفى الحال إنطلقت روحه الطاهرة، بدون أن يهتز أو يسقط من على الكرسى. ● فكان عدم إنطلاق روح أبونا يوسف إلاَّ بعد مرور الراهب ومعاينته له يرتل هكذا، كان ذلك كله من التدبير الإلهى المحكم: [ رتبت كل شئ بمقدار وعدد ووزن]حك 11 : 21، أى أنه تدبير من كافة النواحى. فليست فى حياة أولاد الله مصادفات، بل ترتيب إلهى عجيب، فى كل كبيرة وصغيرة.
(17) يجلس لكى تنطلق الروح (تاريخ الدير ص 23)
● القديس أبى فانيوس: أعلمه الله بساعة نياحته، فأعلن ذلك للجميع، ودعاهم للقداس الأخير فى صباح الغد. ● أما هو فقضى الليل كله واقفا يصلى ويسبح، ثم فى القداس الإلهى - فى الصباح - لم يجلس أبداً، بل ظل واقفاً على قدميه طول الوقت. ● ثم بعد القداس، ودعه الجميع ببكاء شديد، وتباركوا من بعضهم. ● فلما أكمل كل شئ، جلس وأمال رأسه، وفى الحال إنطلقت روحه الطاهرة. فإنطلقت رائحة بخور زكية من جسده الطاهر. وقد بنوا ديراً عظيماً - على إسمه - فى ناحية الإشمونين.
(18) يرشمون أنفسهم بالصليب، ثم يتنيحون :-
(أ) القديسة إيلاريا (سلسة ساجى ص25)
● هى إبنة الملك زينون، إشتاقت للرهبنة منذ طفولتها، وفى صباها إرتدت ملابس أحد خدم الملك، وهربت من القصر، وذهبت إلى الدير وترهبنت - كرجل - بإسم إيلارى وأقامت منفردة فى قلاية . كشف الله أمرها للقديس بموا، فقط. ● قبل نياحتها مرضت، فطلبت الأب القديس بموا، وكلمته (الإعتراف الأخير)، وطلبت منه أن يدفنها كما هى بملابسها التى عليها. ثم رشمت وجهها بعلامة الصليب وسلمت الروح.
(ب) القديس مرقس الأنطونى (كوكب ص42 و 94 + مشاهير جـ2 ص25)
● بصلوات أولاده الرهبان، مد الله فى عمره سنتين. وقد قضاهما فى ألآم الأمراض الشديدة، بتدبير إلهى لكى يقبل أولاده بنياحته، رحمة به . ● فتألم أولاده لـه جداً، وطلبوا لـه الراحة. ● أما هو فتقبل المرض والألام بكل رضى، معتبراً انها لا تساوى شيئاً أمام ألآم رب المجد على الصليب، ولا أمام أمراض أيوب الصديق. ● ولم تمنعه الألام الشديدة من تكملة قانونه الروحى، بما فى ذلك العمل اليدوى فى ضفر الجدائل. ● لما إقتربت نياحته - فى هذه المرة الثانية - ظل يوصى الرهبان بالمحبة . ● ثم قال لهم: (قوموا لأنى وصلت إلى المينا)، فذهبوا إلى الكنيسة ليصلوا، وبقى معه تلميذه فقط. ● فإستند عليه، ورشم كل جسمه وحواسه بعلامة الصليب، وفى الحال إنطلقت روحه الطاهرة. ● وقد أبصر أحد الرهبان قوات نورانية تنزل من السماء، ثم رأى السيدة العذراء، حاملة الطفل يسوع، فجلست بجوار القديس مرقس، وقبلت روحه الطاهرة، وكانت القوات النورانية يرتلون بفرح، ثم صعدوا جميعاً للسماء، فى فرح ومجد.
(ج) القديس باخوميوس (أبطال جـ5 ص117) ● رشم ذاته بعلامة الصليب، ثلاث مرات، وسلم الروح، فرأى بعض الإخوة روحه الطاهرة، تحملها الملائكة بالفرح، منطلقين للسماء. ● وقد إمتلأ المكان برائحة البخور وإستمر ذلك لعدة ايام.
(د) الانبا رويس: رشم جسده كله بالماء الذى صلى عليه ، بعلامة الصليب ، وإنطلق فى ليلتها. (أنظر صفحة 21)
(هـ) الراهبة القديسة سفينه: رشمت وجهها بعلامة الصليب وقالت: إذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك، فى يديك أستودع روحى، فإنطلقت روحها فوراً (إنظر ص 34)
(و) وأخرون كثيرون - فى وسطنا ولا ندرى بهم - يرشمون الصليب قبل نياحتهم.
(19) يدخل المدفن بنفسه ويتمدد، فتنطلق روحه (الأباء السواح ص60)
● القديس موسى السائح التائب: خدعه الشيطان ليسقطه من قامته الروحية العالية، إذ إستدرجه إلى العالم، حتى كاد أن يزل، ولكن رحمة الرب أدركته. ● وقد تاب توبة عظيمة جداً، ببكاء متواصل ولسنين كثيرة. ● ثم أرسل الرب لـه ملاكاً، فعزاه، وأعلمه أنه سيتنيح بعد ثلاثة أيام، وأعلمه أن الله سيرسل لـه أباً كاهناً. ● وفعلاً جاءه القديس القس صموئيل السائح، فسجد أمامه وأقر أمامه بكل شئ ولم يكتم شيئاً. ● فأخذه الأب صموئيل إلى كنيسة مخفية فى البرية، لا يعرفها إلا القديسين السواح، فإجتمع الآباء السواح، وأبدلوا ثيابهم، وصلوا القداس الإلهى، وتناولوا جميعاً. ● ثم طلب القديس موسى من القديس الأب صموئيل أن يـُريه مدفن الأباء، ففتح لـه الباب، فدخل القديس موسى وتمدد وسط أجساد القديسين، وفى الحال إنطلقت روحه الطاهرة. فتبارك منه الأب صموئيل وكتب سيرته.
(20) يعمل مأدبة نياحته، بنفسه، ثم ينطلق (تاريخ الأباء ص116) ● الراهب كيل إبن الجندى (فى زمان البابا خرسطوذولوس – 66). ● كانت لـه مواهب روحية، فكان يرى خطايا الناس ويقودهم للتوبة. وكان الشيطان يحاربه مواجهة. ● وبصلاته آمن أيضاً أبوه بالجسد ، وتعمد ، وترك منصبه العظيم لدى السلطان، وترهبن مثله، وبقى عنده إلى وفاته. ● قبيل نياحة القديس الراهب كيل، أعلمه الله بميعاده، فطلب من الإخوة أن يجتمعوا عنده، وصنع لهم وليمة، وكان هو الذى يخدمهم بيديه. ● وبعد إنتهاء الوليمة، جلس بينهم، وطلب منهم أن يقرأوا عليه المزامير، وتنيح وهم يقرأون عليه.
(21) يضجع حسناً، لكى تنطلق الروح (سواح فى البرية ص49) ● القديس أنبا هرمينا السائح، أعلمه الله بميعاده، إذ أرسل لـه رئيس الملائكة ميخائيل وبشره بأن رب المجد سيأتى إليه بعد 12 يوماً ويصحبه للسماء. ● وفى يوم النياحة، أرسل الرب إليه القديس أباهور مع أثنين من الإخوة معهما ما يلزم للتكفين (فهكذا الرب يدبر كل شئ). ● فجاء الرب ومعه صفوف الملائكة ، وقال له : (السلام لك يا مختارى هرمينا حبيب أبى، هيا إمضى ولا تعيق الملائكة الذين جاءوا ليفرحوا معك). فلما سمع القديس ذلك، إضجع حسناً، فإنطلقت روحه الطاهرة فأخذها الملائكة فى ثياب نورانية، وحملوها، وصعد الموكب بالتهليل والفرح إلى السماء.
(22) يستعجل فى الصلاة، ثم يضجع لكى ينطلق (تاريخ الآباء ص 67)
● القديس البابا مرقس (49)، أعطاه الله مواهب شفاء وعمل معجزات عظيمة، وحكمة عالية، فجمع شمل الكنيسة ورد الضالين، وأبطل الهرطقات بالصلاة أكثر من الكلام. ● ثم حدث إضطهاد شديد، وخربوا الكنائس والأديرة، حتى هلك الكثيرون وذهبوا إلى الجحيم بأرجلهم، فظل البابا القديس يبكى ليلاً ونهاراً، ويطوف من مكان لمكان ليرد الشعب، باكياً، ولا ينام إلا على الأرض، لكى يرحم الله شعبه. ● ولكن غضب الله - على فساد الشعب وتهاونهم - كان له زمان قادم، حتى يتوب الشعب . ● فصنع الرب بالقديس مثلما فعل مع لوط، إذ أخرجه - سالماً - من وسط الشعب المعاقب، فإنه من وجه الشر يضم الصديق :- [ كان مرضياً لله فأحبه، وكان يعيش بين الخطاة فنقله] حك 4 : 10، لذلك، ظهر للبابا مرقس - فى رؤيا - القديس مارمرقس الرسول، وقال له:- (لقد أنعم الله عليك بأن تستريح وتأتى إلينا). وكان ذلك اليوم هو ليلة عيد القيامة المجيد، فطلب البابا من الأساقفة الذين سيشتركون معه فى قداس العيد، أن يسرعوا.
● وبمجرد أن إنتهى التناول من جسد الرب ودمه ، إضجع القديس البابا مرقس على الارض ، فإنطلقت روحه الطاهرة فوراً.
(23) البابا يطلب سرعة إنتقاله، لينقذ شعبه(تاريخ الآباء ص198)
● القديس البابا متاؤس الكبير (87) : فى زمنه جاء حاكم شرير- بسبب خطايا الشعب - وصنع شروراً عظيمة. ثم أراد أن يصنع مؤامرة وتلفيقاً ضد هذا البابا القديس، لكى يجعلها حجة، لكى يفتك بالمؤمنين كلهم.● فطلب البابا شفاعة السيدة العذراء، لكى يأخذه الرب سريعاً، لكى تبطل المؤامرة الشريرة ● وظل واقفاً أمام أيقونة السيدة العذراء حتى إستجاب الله لطلبته. ● فأصيب - فى نفس اليوم - بحمى شديدة جداً، فجمع كل أبنائه وتلاميذه وأعلمهم بأنه سيتنيح، وطلب منهم إحضار التابوت والكفن حالاً. ● ثم طلب أن يغطوه بوزرته. وفى الساعة التى غطوه فيها، إنطلقت روحه الطاهرة.
● وقد عاقب الله ذلك الحاكم الشرير، عقاباً شديداً، إلى أن مات أشر ميتة. (للمزيد عن البابا متاؤس : ص 21)
(24) يقول: أخرجى أيتها النفس المباركة، فتنطلق (تاريخ الآباء ص143 + إيريس جـ3 ص153)
● القديس البابا غبريال (70)، وهو قديس مشهود لـه بالفضائل والصدقات وكثرة العلم والعمل الصالح. ● حدثت إضطهادات كثيرة وحرقت ونهبت الكنايس، وزادوا الجزية فوق الطاقة ، حتى جاع الناس (والجوع كافر كما يقول المثل الشعبى)، فإرتد الكثيرون، فناح البابا وأكثر من الصوم والصلاة لكى يرحم الله شعبه. فمرض بمرض الموت، فصرخت الكنيسة كلها إلى الله لكى يوهبه لهم. ● فأبصر البابا ، السيدة العذراء - فى رؤيا - وقالت له: (الرب وهبك أياماً أخرى)، فقام البابا بكامل الصحة وكأنه لم يمرض نهائياً، ففرح الشعب جداً.
● وبعد ذلك بعام، مرض مرة أخرى، فأرسل وإستدعى الأباء الكهنة، وسلمهم كل متعلقات البطرخانة (مثلما فعل البابا كيرلس السادس صفحة 29 )، وأرسل إلى كاتب البطريركية (أى المحاسب) وسأله إن كان عليه شئ لأحد (لأنه كان يقترض ليسدد عن المحتاجين). ● وفى هذه الليلة، سمع البعض صوت صلاة القداس تنبعث من الهيكل، بدون أن يكون هناك أحد . ● وبعدما أتم البابا غبريال كل شئ، تمدد على الأرض، وقال : أخرجى إيتها النفس المباركة، إلى ربك. ● فإنطلقت روحه فى الحال.
(25) كان يراه واقفاً، وفجأة وجده راقداً (الآباء السواح ص50) ● أحد الآباء السواح المتوحدين، جاء إلى دير الهابطين (دير الزجاج)، وتقابل مع الأنبا بقطر، وأعلمه بأن الرب أعلن لـه -- فى رؤيا - أن نياحته ستكون فى يوم محدد وأنه أمره بالمجئ إلى هذا الدير. ● وفى هذا اليوم المحدد، طلب الأب المتوحد من الأنبا بقطر أن يدفنه - عند نياحته - مع عظام الآباء السواح خارج الدير، ولم يكن الأنبا بقطر يعرف مكانها، فذهب معه لكى يريه مكانها. ● ثم تقدم وإبتعد عنه، عندئذ رأى الأنبا بقطر أشخاصاً منيرين، جاءوا إلى الأب السائح المتوحد، وسلموا عليه، وصلوا عليه. فمن شدة بهاء منظرهم، إنحنى الأنبا بقطر ونظر إلى أسفل. ● ثم سمع أحدهم يقول للأب المتوحد: (نحن فى إنتظارك لتأتى إلينا)، وإذا بأصوات تسبيح وترتيل تنطلق بصوت عظيم، قائلة: (قدوس الله رب الصاباؤت، السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس). فرفع الأنبا بقطر نظره، فلم يرى أحداً، بل رأى الأب المتوحد ممدداً على الأرض، وقد إنطلقت روحه. فتقدم وقبـَّله، ثم فكر، كيف يحفر قبراً، فإذا به يرى قبراً محفوراً على مقدار المتوحد، فدفنه فيه ، وهو يمجد عظمة التدبير الإلهى .
(26) يغلق عينيه بنفسه، بعد النياحة (راهب فاضل + مدرسة الصلاة)
● القديس القمص أثناسيوس السريانى (تنيح فى 25/10/1993) ، كان من الآباء السواح، وقد كان أب إعترافات الراهبات، وعنه قالت تاماف إيرينى أنه: (راهب من الجيل الرابع (أى جيل الأنبا أنطونيوس)، ده راهب زى العملة النادرة)
● وعن نياحته: كان يعلم الميعاد بالضبط: -
● فقبلها بشهر: + قال لأحد أبنائه: ما خلاص يا بنى، العدرا دعتنى . + كما حدد أن نياحته ستكون فى 13 مسرى.
● وفى يوم نياحته: الثلاثاء 19/8/1997 الموافق 13 مسرى، كما سبق هو وحدد، خدم القداس الإلهى، ثم أطال فى الإعترافات للراهبات، من الصباح للمساء. ●● وفى عودته، تعب جداً، ولكن الرب - مدبر كل الوجود -أوصله بالسلامة للبطرخانة ، حيث إلتفَّ حولـه أحباؤه، وبمجرد دخوله، إنطلقت روحه الطاهرة، بشكل نفخة منظورة، وقد رآها القمص ثيؤدوسيوس السريانى،وكتب شاهداً بذلك، كما شهد أيضا بأن عينيه - اللتين كانتا مفتوحتين بشدة - قد أغلقهما تلقائياً، بعد خروج الروح. ● كما شهد أحد الأباء الرهبان، بأنه رأى مجموعة من القديسين والسواح والشهداء، ومن بينهم المتنيح الأنبا مينا أفا مينا، والذى كان أبونا أثناسيوس يضع صورته أمامه طول هذا اليوم، أثناء وجوده بدير الراهبات، ولا يرفع عينيه عنه. (للمزيد صفحة 23) .
(27) القديسون يرون أرواح القديسين المنطلقة :-
بالإضافة لكل ماسبق، نذكر أيضاً هذه الرؤى:-
أ- الأنبا أنطونيوس رأى الملائكة تزف روح قديس للسماء، بفرح عظيم، فطلب أن يعرف من هو. فسمع صوتاً يقول: هذه نفس آمون راهب نيتريا (وهى تبعد مسيرة ثلاثة عشر يوماً)، فلما رآه تلاميذه منذهلاً، سألوه، فقال لهم إن آبا آمون تنيح الآن. وكان القديس آمون مشهوراً جداً، إذ أعطاه الله موهبة عمل المعجزات. ● وبعد شهر، جاء بعض الأخوة من نيتريا، وأخبروهم بأن القديس آمون قد تنيح (سيرة أنبا أنطونيوس للقديس أثناسيوس فقرة 60).
ب- القديسان باخوميوس وتادرس : كانا جالسين يتفاوضان فى أقوال الله. وفجأة سمعا صوت ألحان جميلة، فسأل القديس تادرس: هل تسمع هذا يا أبى. فقال نعم، هذه روح طاهرة، قد فارقت جسدها، والملائكة تزفها للسماء. وفجأة، أبصرا - معاً - روح ذلك القديس منطلقة، وعرفاه من هو (القديس تادرس ص119)
جـ- الأنبا صرابامون أسقف المنوفية - وهو الشهير بأبى طرحة، لتخفيه أثناء توزيعه احتياجات المساكين - كان جالساً مع الآب البطريرك، وفجأة نهض منفعلاً صائحاً، فسأله البابا عما حدث، فقال: رأيت روح أخى الأنبا يوساب أسقف الفيوم وهى صاعدة للسماء. وبعد فترة جاءهم الخبر (ولم تكن توجد - فى ذلك الزمان - وسائل الاتصالات المعروفة حاليا).
● وفى مرة ثانية، كان الأنبا صرابامون فى قلايته بالبطريركية، فجاء ليلاً ، إلى البابا بطرس - منفعلاً - إذ شاهد روح أسقف أسيوط، صاعدة للسماء. وبعد فترة تحقق الخبر.
● وكانت هذه الرؤى - فى ذلك الزمان - تعطى الفرصة للبابا ليتدبر الأمر، فيسافر، أو يرسل أحد المطارنة، لتشييع الأسقف المتنيح، وكذلك لإبلاغ أهل إبروشيته بأن أحد القديسين رأى روح أسقفهم صاعدة للسماء، فيكون ذلك عزاءً للشعب كله، فى فقدانهم أسقفهم القديس (أشهر الأساقفة ص53).
د- القديس الناسك القمص أرمانيوس السريانى: (راهب ناسك ص12) ● كان ناسكاً عاملاً عابداً، مبدأه هو : (كل ما تضيق على نفسك، ربنا يوسعها عليك)، فكان يقضى الليل كله يصلى صلاة حارة ممتزجة بدموعه النابعة من قلب رحيم ملتهب بالروح القدس.. كان يصلى والدموع تنهمر بلا توقف، وكان يسميها : (زيارة نعمة) .
● رأى القمص أرمانيوس، صعود روح الراهب القديس القمص أنجيلوس السريانى، تصعد بها السيدة العذراء مع الملائكة. وقد إضطر للإعلان عن هذه الرؤية - بتدبير إلهى - إذ مرَّ عليه أحد الرهبان وقال لـه أنه ذاهب لإستدعاء عربة إسعاف لأن حالة أبونا إنجيلوس صعبة، فقال له: لا داعى لإحضار الإسعاف. فألح عليه ليعرف السبب، فإضطر لأن يقول له إن أبونا أنجيلوس قد تنيح. ومع إلحاح الإستفسارات، ذكر الرؤية، فرجع الراهب، فوجده قد تنيح فعلاً.
● وعن نياحة القديس القمص أرمانيوس نفسه، فقد رأى أحد آباء الدير - المشهود لـه بالقداسة وصنع المعجزات - السيدة العذراء ومعها المتنيح الأنبا تؤفيلس قد حضراً، وحملا روح القمص أرمانيوس إلى السماء.
(28) تاماف إيرينى أبو سيفين (إصدار دير أبو سيفين صـ12)
● تنيحت فى 31 أكتوبر 2006م. ● قبيل نياحتها، كانت تكرر القول: (خلاص أنا ماشيـة، فاضل كام يوم، خلاص ها أروح). كما قالت أنها ستحتفل بعيد الشهيد أبو سيفين – المقبل – فى السماء. ● دخلت فى غيبوبة، فصلى لها نيافة الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا صلاة المرضى وقرأ لها التحليل، فسمعها تقول: (الآن يا سيد تطلق عبدتك بسلام)، وفى الحال انطلقت روحها الطاهرة. ● وأثناء توديع الجماهير لها، كانت كأنها نائمة وليست متوفية، وكان وجهها بشوشا يفيض بالروحانية والشفافية كالملائكة.
الباب الرابع: ما الذى رأوه؟
فى لحظة نياحتهم
هذا السؤال ، سألته سيدة فاضلة - فى جلسة عزاء - بعد أن ذكرت ما شاهدته أثناء وفاة والدها ، ثم وفاة عمتها . ● إذ كان أبوها يعانى المظالم فى صمت وصبر ، ثم عند نياحته ، هَبَّ من رقدته ( مثل الأنبا أنطونيوس ) ، وصاح بفرح: ( أبويا العريس .. أبويا العريس ) ، ثم إنطلقت روحه فى الحال . ● وأما عمتها ، التى كانت تستولى على المال ، فعند خروج روحها ، صرخت بفزع:( حوشوا عنى الحاجة السوده ديه ) ثم خرجت روحها فورًا . ● وكانت هذه السيدة - التى أثق تمامًا فى أمانة كلامها ومصداقيتها - تشتاق من أعماق قلبها ، لأن ترى ما رآه أبوها . وقد إنتقل إلىّ هذا الشوق ، مع مواقف مشابهة ، مرّت بىّ .
( 1 ) شوفوا ...ماما العدرا بتبتسم لى( معجزات معاصرة ج7 صـ78 )
● الفتاة المباركة / مرفت - بمدينة رشيد - تحملت صليب المرض الخطير ، فى شكر وصبر . زادت الآلام حتى وصلت لحالة من الإعياء الشديد ، فنقلوها للمستشفى . ● وفجأة ، وجدوا وجهها يضىء بإشراقة سماوية ، وهى تنظر إلى ناحية السماء وتقول: ( إنتى جميلة يا ماما العدرا ، حلوه خالص . . بُصّوا . . شوفوا ماما العدراء بتبتسم لى . . الست العدرا أحلى من السكر ) . ثم نظرت إلى والدتها وقالت لها: ( شدى حيلك . . أنا رايحه للست العدرا ) ، وفى الحال إنطلقت روحها الطاهرة .
( 2 ) أهو البابا كيرلس جاى وها أروّح معاه (جامعة الروح القدس صـ73)
● القمص بيشاى ( كاهن كنيسة الأنبا بيشوى - دير البرشا - ملوى ) كان صديقًا للبابا كيرلس السادس أثناء وجوده بالجسد، واستمرت الصداقة بعد نياحة البابا. ● فى يوم الجمعة 30/12/89 ، صلى أبونا القداس الإلهى بصحة جيدة . ثم ، فى الفجر - التالى مباشرة - إستيقظ وهو يقول: ( النور.. النور.. هو النور طلع؟ ) ، فأجابته زوجته: ( نور آيه دى الساعة أربعة . . ما فيش نور ) ، ولكنه استمر يقول: ( النور . . النور ) ، وهو يشير إلى جهة صورة البابا كيرلس على الحائط ، فرأت زوجته نورًا أخضر جميل ، ليس لجماله مثيل ، يسطع من صورة البابا ، ثم قال أبونا بشاى: ( أهوه . . البابا كيرلس جاى وها أروّح معاه ) . ● وفى الساعة السادسة ، اكتشفوا أنه تنيح ، وذهب فعلاً مع البابا كيرلس ، إلى الأمجاد السماوية.
( 3 ) تعالوا .. تعالوا .. ( معجزات البابا كيرلس جـ4 صـ26 )
● تقول السيدة أولجا عبدلله عبد الشهيد ( 51 ش إندراوس باشا بالأقصر ) أن زوجها كان مريضاً جداً ، فطلبت من إبن خاله أن يذهب للبابا كيرلس ويطلب منه أن يصلى لزوجها . ● فذهب للبابا ، فناداه - بدون معرفة سابقة - قائلاً: ( تعال يا بتاع الأقصر ) ، فإندهش ، وطلب منه الصلاة للمريض . فأعطاه البابا زيت مصلى فى قطنة وقال لـه: ( ستنا العذراء ومارمينا العجايبى سيزوراه ويريحاه من كل أتعابه ) . ● فلما عاد للأقصر ، أعطاهم الزيت المصلى وذكر لهم ما قاله البابا ، فظنوه يقصد الشفاء ، فقامت الزوجة المؤمنة ، بدهن زوجها بالزيت ، فابتدأ يشعر بالراحة وينام--- بعدما فشلت كل الأدوية المنوّمه فى منحه النوم، لشدة الألم--- وقضى حوالى شهر على هذا التحسن . ● وذات ليلة ، شعرت زوجته بدافع قوى لأن تقوم وترشم زوجها بالزيت المصلى ، بعلامة الصليب المقدس ، من رأسه إلى قدميه . ثم أطفأت النور وجلست بجواره . ● وفجأة رأت صورتين من نور ، للسيدة العذراء ومارمينا ، يتحركان داخل الحجرة ، ففرحت جدًا ، وأيقظت زوجها ليرى المنظر الجميل ، ولكنه كان مستغرقًا فى النوم . ● وفى الفجر ، وجدوه يرفع ملابسه عن بطنه ، ويشير إلى بطنه وهو يقول : (هنا الوجع يا ستى يا عذراء. . هنا). ● وبعد ذلك قال: ( تعالوا . . تعالوا . . ) ، وفى الحال سلّم الروح . ● فامتلأت الغرفة ببخور كثيف ذى رائحة زكية، واستمر لأسبوعين متواصلين .
( 4 ) أبونا بيشوى أهوه .. بيحضر التيجان ( القمص بيشوى صـ1 صـ218 )
● فى بداية الغيبوبة ، قال: ( ابونا بيشوى أهوه .. بيجهز للفرح وبيحضر التيجان ) ، وبعدها انطلقت روحه.. (للمزيد انظر ص20).
( 5 ) الفرح يملأ وجهها ، وهى تحتضن صورة القديس ( الألم والمــرض صـ121 )
● كان أ/ عادل كامل - خادم مرضى الفراش - يفتقد سيدة مريضة بالسرطان ، فى حالة صعبة . وهى أم لأطفال وفتيان . ● فكلمها عن سيرة أبونا بيشوى كامل ، القديس الذى احتمل هذا المرض بكل الفرح ، وكان يعتبره طريقًا مختصرًا وقصيرًا للوصول إلى الفردوس ، وأن أبونا بيشوى قضى الساعات الأخيرة له --- التى يكون فيها مريض السرطان ، فى قمة آلامه --- وهو يتكلم بحب وفرح ، عن عيد الصليب ، وأنه عيد الحرية والانتصار ( على موت الجحيم ، وعلى سلطان إبليس فى القبض على أرواحنا ) ، وأنه عيد القوة . وذكر لها ، كيف أن أبونا بيشوى ، بعد كلامه عن الصليب ، رأى سقف الغرفة مفتوحًا على السماء ، والقديسين نازلين ليحملوا روحه الطاهرة . ● سمعت الأم المريضة ، تلك السيرة المقدسة ، فشملها إحساس بالراحة(سماع سير القديسين يعطينا دفعة روحية عظيمة ، والعكس بالعكس). ● ثم أعطاها أ/ عادل صورة لأبونا بيشوى ، وصلوا ، ثم إنصرف . ● أخذت هذه السيدة صورة أبونا بيشوى وأخذت تناجيه بالروح ، فزالت كآبتها . ثم دخل أولادها إلى حجرتهم ليناموا . ● بعد قليل ، شعر أحد أبنائها بأن أمه تقف إلى جوار سريره ، ونظر إليها ، فقام مسرعًا إلى حجرتها ، فوجدها وقد انطلقت روحها الطاهرة ، ووجهها ممتلئ فرحًا ، وهى تحتضن صورة القديس القمص بيشوى . ● فكان منظر الفرح الذى يشع من وجهها --- بعد نياحتها --- هو أكبر عزاء لأسرتها ، بل لقد جعلهم يقتربون أكثر وأكثر ، إلى إلهنا الحبيب ، مصدر الفرح الحقيقى ، وحبيب القديسين .
( 6 ) رأيت السيدة العذراء ، فابتهج قلبى ( بستان القلمون صـ29 )
● القديس الأنبا صموئيل المعترف . أرسل الله ملاكًا إليه ، أعلمه بميعاد نياحته ، فظل يوصى تلاميذه الرهبان ، بوصايا روحية ويعزيهم . ● وفى ليلة نياحته ، ظل طول الليل يعظهم ، واختار لهم القديس أبللو ليكون أبا روحيًا لهم بعد نياحته . ● ثم دخل فى غيبوبة ، فبكى تلاميذه الرهبان ، فانتبه وقال لهم: ( لماذا تبكون يا أولادى ، إنى ذاهب إلى الرب ) . فقالوا لـه: لماذا ظللت شاخصًا هكذا ، ولماذا لم تكلمنا؟ . فقال لهم: ( إنى رأيت السيدة العذراء ومعها جمع كبير بملابس بيضاء ، فابتهج قلبى ، لذلك بقيت شاخصًا لهم ) . ● ثم أشرق وجهه بفرح وضياء عظيم وانتشرت رائحة طيب كثير ، وسلم روحه الطاهرة . ● فاقترب منه مرتل الدير - الكفيف - وأمسك بيد القديس ، ووضعها على عينيه ، فأبصر .
( 7 ) يبتسم للضيوف السمائيين ، ثم ينطلق ( حياة الأنبا أنطونيوس للبابا أثناسيوس فقرات 89 – 92 )
● الأنبا أنطونيوس أب الرهبان ، قبل نياحته ، زار كل تلاميذه فى كل مكان ، وأعلمهم بقرب إنتقاله ، وكان يتكلم بفرح ، وكأنه غريب سيـرجع إلى وطنه الحبيب ، وأوصاهم ، وودعهم . ● ثم عاد إلى الجبل الداخلى ، ودعا تلاميذه هناك ، وأوصاهم بالمحبة ، وطلب منهم إرسال أجزاء مما فى قلايته --- للبركة والوداع --- إلى بعض القديسين . ● ثم دفع جسمه برجليه - كمن يتأهب للنهوض بسرعة لاستقبال أشخاص محبوبين حضروا فجأة - وأشرق وجهه بابتسامة الترحيب ، وهكذا سلّم الروح ، والابتسامة باقية على وجهه .
( 8 ) هات كرسى للست العذراء ( القديس سيدهم صـ16+ أبطال جـ3 صـ77 )
● الشهيد سيدهم بشاى ، تمسك بإيمانه بالرغم من الإهانات والعذابات الرهيبة ، وانتصر على الألم بقوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح . ● وكانت السيدة العذراء تظهر لـه ، تعزيه وتشجعه . ● أثناء إنطلاق روحه ، قال لصديقه مليكه: ( إحضر كرسيًا بسرعة لتجلس عليه الست العذراء ) ، إذ كانت واقفة - طول الوقت - بجانبه ، حتى آخر لحظة . ● وفى الحال انطلقت روحه الطاهرة .
( 9 ) دا الفردوس حلو قوى ياولاد ( باب السماء صـ62 )
● القديسة الأم كيريا مارجرجس ● فى بداية غيبوبة الوفاة ، قالت: ( دا الفردوس حلو قوى يا ولاد ) ، وفورًا فقدت الوعى ، وفشلت محاولات الأطباء ● وقد رأت الراهبة مرثا ، السيدة العذراء ومارمينا والبابا كيرلس وقالوا لها كلامًا جميلاً ومعزيًا عن أمنا كيريا ، وأنهم سيأخذونها للسماء . وبعد لحظات انطلقت روحها الطاهرة ، وفاحت رائحة بخور زكية من جسدها الطاهرة وملأت المكان كله . ( للمزيد ، صفحة 24 )
الباب الخامس: الحياة مستمرة
. . . وأفضـل ( يو 10 : 10 )
● أنا أعمل ، إذن ، فأنا حىّ ... العمل هو دليل الوجود الحىّ الفعّال ، إلى درجة أن الإنجيل يعتبر أن أعمال الله ، هى الدليل على وجود الله : [ معرفة الله ظاهرة فيهم ... مدركة بالمصنوعات ( أى بأعماله ) قدرته السرمدية ولاهوته ] رو2: 19و20 . ● وبنفس القياس ، فإن الأعمال التى أعطاها الله للشهداء والقديسين - بعد انتقالهم - هى البرهان القاطع على وجودهم الحىّ الفعَّال . ● بل إن هذه الأعمال الصالحة المعجزية ، هى البرهان القاطع - أيضًا - على صحة عقيدتنا المسيحية الأرثوذكسية ، بكل جوانبها . ● وعندما نقول: (معجزات القديسين)، فإننا نقصد الأعمال التى يعملها الله بواسطتهم، على قياس القول: (أعمال الرسل).
● وهذه الحياة المستمرة ، لا تهبط - عند إنطلاق الروح - إلى مستوى أقل أو أسوأ ، بل ترتقى إلى مستوى أعلى وأفضل جدًا . ● فإنها حياة أفضل ، مثلما قال الرب: [ وأما أنا ، فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل ] يو 10: 10 . ● وهذه الحياة، رآها بولس الرسول ، وقال عنها: [ ذاك أفضل جدًا ] فى 1: 23 . ●إنها حياة مماثلة لحياة الملائكة فى السماء ، فيسبحون الله ، وينفذون أوامره ، مثلهم تمامًا . ● فإنهم : [ سحابة من الشهود . . محيطة بنا ] عب 12: 1 ، :-
( 1 ) يا خويا ما أنا عايش ، ليه إنت فاكر إنى مُت
( عن شريط مسجل للقمص صليب سوريال + معجزات البابا جـ28 صـ19 )
● شهد القمص صليب سوريال - فى شريط مسجل - بهذه المعجزة التى سمعها بنفسه من فم صاحبها ، وهو طبيب بأبى قرقاص ، من أحباء البابا منذ أن كان معنا بالجسد . ● إذ أصيب بتلف شديد جدًا فى القلب ، لدرجة أن طبيب القلب المعالج لـه ، أمره بعدم مغادرة الفراش نهائيًا ، ولا حتى للتواليت ، بل يكون ذلك على الفراش ، ولمدة ثلاثة شهور . ● مما أدى لإغلاق عيادته ، التى هى مصدر رزق أطفاله الصغار . ● وقد أدى هذا الحال لتحطيم أعصابه ، فبكى ، وقال لنفسه: لو كان البابا كيرلس عايش ، كنت رحت لـه وكان صلى لى وكنت خفيت . ● وبمجرد أن فكر بهذا الكلام ، انفتح باب حجرته ، ودخل البابا كيرلس - بقامته المديدة وهيبته - وهو يدق عصاته فى الأرض ويصيح: ( يا خويا ما أنا عايش أهوه .. ليه إنت فاكر إنى مُت ) ، وجاء إليه وضغط بشدة على قلبه ، وقال لـه: خلاص ، إنت خفيت . ● ثم نصحه بعدم الصراعات والتطاحن مع المنافسين ، من أجل الطموحات العالمية الزائلة ، وقال لـه: ( الحياة هدمه ولقمه ، مموّت نفسك على آيه ، هدّى شويه وكفاية صراع ) ● ثم خرج من الحجرة . ● فقام الدكتور سليمًا تمامًا ، وصمم على السفر - فورًا - من أبو قرقاص إلى معهد القلب بالقاهرة ، وصمم على أن يقود السيارة بنفسه ( وهو الممنوع من الذهاب للتواليت ) ، لكى يعرض نفسه على الأخصائيين هناك ، ويسجل المعجزة فى لحظتها . ● وهناك كشف عليه فريق من الأطباء ، برئاسة مدير المعهد نفسه، فاعترفوا بأنها معجزة تخرج عن إمكانيات الطب .
( 2 ) لو كان أبونا عايش ( راهب فاضل صـ84 )
● القديس القمص أثناسيوس السريانى ( تنيح فى 19/8/97 ) كان سندًا قويًا لإبنائه فى الاعتراف ، كان يحملهم بصلواته وأصوامه عنهم ، كان مثل موسى النبى ، الذى كان يرفع يديه - بالصلاة - فينتصر شعبه على الأعداء .
● بعد نياحته ، بأقل من عام ، حدثت مشكلة شديدة لأسرة من أحبائه ، فقالت الزوجة - فى نفسها - بأسى : ( لو كنت عايش يا بونا ، كنت تسمع لنا وتصلى لنا ) . ● وفى نفس هذه الليلة ، جاءها الرد السريع ، إذ رأى زوجها - فى رؤيا - أبونا أثناسيوس ، فى منزلهم ، يباركه ، فاتحًا ذراعيه ، وماسكًا بالشورية ، يصلى ويبخر المنزل . ● فلما علمت الزوجة ، فرحت جدًا ، معتبرة أنها إجابة من أبونا ، يطمأنهم بها . ● وبالفعل ، إنحلت المشكلة بسرعة . ● ثم أكد لهم وجوده معهم - مرة أخرى - بعد ذلك مباشرة ، فى الذكرى الأولى لنياحته ، إذ إمتلأ البيت برائحة بخور شديدة . (انظر أيضًا صفحة 23، 47)
( 3 ) صاحب الدير ، موجود ، ويحميه ( ضيف من السماء صـ52 )
● رفض القديس الراهب أندراوس الصموئيلى ، أن يغادر دير الأنبا صموئيل المعترف ، بعدما هجره الجميع ، معتبرًا أن ذلك يشبه الخيانة ، فبقى وحيدًا ، مع أنه كفيف لا يبصر ، وظل وحيدًا أربعة شهور . فكيف قضى هذه الفترة ؟ . ● كان وحيدًا بالنظر إلى الارضيين ، ولكنه كان فى حماية عظيمة من السمائيين ، فقد كان القديس الأنبا صموئيل المعترف - الذى تنيح فى القرن الخامس - يأتى إليه ويكلمه ويوأنس وحدته . ● وفى مرة ، قال لـه أبونا إندراوس: ( إفرض ، وأنا قاعد لوحدى ، جُم البدو وقتلونى ، حتعمل آيه إنت بقى؟ ) ، فقال لـه القديس الأنبا صموئيل المعترف: ( ما يقدروش عليك ) .
● كما ظهرت له القديسة العذراء ، ورآها بعيون الروح ، وقال عنها إنها حلوه قوى ، وأنها رشمت الصليب على رأسه ونادته بإسمه ، وقالت له: ( أنا بحب الدير من أجلك ومن أجل طهارة عبدى صموئيل ، ماتسبش ديرك أبدًا ) .
● ونلاحظ أن السيدة العذراء ، قبل ذلك بألف وخمسمائة عام ، كانت قد ظهرت للقديس صموئيل المعترف - أثناء حياته الأرضية - وقالت لـه: ( إنى أحببت السكن مع إبنى صموئيل من أجل طهارته وصبره ) . بستان القلامون صـ23.
( 4 ) بعد النياحة ، ينفذ وعده . ( ضيف من السماء صـ67 )
● وأيضًا عن الراهب القديس أبونا إندراوس الصموئيلى ، السراج المنير ، الذى ملأ قلوب الكثيرين بالإيمان والرجاء والفرح . ● فقد كانت الأم الراهبة القديسة ... رئيسة دير .... للراهبات ، كانت تحبه حبًا شديدًا ، وطلبت منه أن يزورها فى الدير ليباركه ، فوعدها بذلك ، قائلاً : لما أكون با أجُر فى كفنى ، هاجيلك . ● وذات يوم ، كانت أمنا الراهبة فى قلايتها ، عندما فوجئت بأبونا إندراوس واقفًا أمامها بملابس بيضاء ، وقال لها : ( أنا قلتلك لما أكون باجُر فى كفنى هاجيلك... أنا رايح السماء ) . فقالت لـه: ( صليلى يا بونا أندراوس ) ، فأجاب ، مكررًا لثلاث مرات: ( ها أصليلك ) ، ثم إختفى .
● وقد وصل للدير ، خبر نياحة أبونا إندراوس ، بعد ذلك بعدة ساعات ، فتكتمت الراهبات الخبر عن أمنا الرئيسة ، لمعرفتهم بمقدار الألم الذى سيصيبها عند سماع هذا الخبر . ولكنهم فوجئوا بها تعرف ، بل وتعرف الميعاد بالضبط ، وفوجئوا بأنها متعزية جدًا . ● فقد جاء إليها بنفسه ، وأزال عنها كل حزن .
● قال قديس:( إذا قالوا لكم إنى مُت، فلا تصدقوا )-- طريق السماء صـ107.
( 5 ) إحنا حارسين الدير( معجزات مارجرجس ج4 صـ16 )
● فى دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة ، فى 2/5/1997 ، وهو ثانى يوم لعيد الشهيد البطل ، حدث حريق هائل فى بوفيه خدمة الزوار ، نتيجة تسرب البوتاجاز من خرطوم الأنبوبة ، وإشتعاله ، كما كانت توجد أنبوبتين أخرتين . ● وفشلت المطافئ فى توصيل معداتها لمكان الحريق !! . ● فصرخ الجميع بالصلاة ، وفجأة ، إبتدأت النار تنطفئ من ذاتها ، إلى درجة أن رجال المطافئ إندهشوا جدًا من ذلك .
● وفى نفس الوقت ، ولكن فى مكان آخر ، كانت سيدة فاضلة من أحباء الدير - ومعروفة لهم - كانت موجودة بمنزلها ، ولا تعلم شيئًا عن هذا الحريق ، ولكنها رأت - فى رؤيا عيانية - أن الدير يحترق بنار شديدة ، فصرخت إلى مارجرجس . ● فظهرت لها السيدة العذراء ومعها مارجرجس والبابا كيرلس ، وطمأنوها قائلين : ( إحنا حارسين المكان ) ، فإنطفأت النار . ● فأخبرت ، هذه السيدة ، أحد الآباء الأساقفة ، بما شاهدته ، ولكنه لم يكن يعلم شيئًا عن هذا الحريق . ● ولكن عند حضوره للدير ، رأى بنفسه ، فتأكد من صحة كلامها ، إذ وجد تفاصيل المشهد يتطابق مع الذى رأته هذه السيدة الفاضلة .
● ومن عجائب الأمور ، أن كل البوفيه احترق تمامًا ، ما عدا صور للقديسين مارجرجس والبابا كيرلس ( اللذان رأتهما السيدة الفاضلة مع القديسة أم النور ) ، حتى أن إحدى الصور كانت مبروزة ، فإحترق البرواز الخشبى ، وتهشم الزجاج ، وإحترقت الكارتونة التى تبطن البرواز ، إلا صورة البابا كيرلس - التى بداخل البرواز - فلم يصيبها أى سوء . ((( ملحوظة 8 : إحترام الصورة ينبع من إحترام صاحبها ، فمن يبصق على صورة شخص ما ، فإنه يهين الشخص ذاته . ● وقد حدثت مناقشة بين أرثوذكسى وبروتستانتى ، بهذا الشأن ، فقال الأرثوذكسى لـه : هل تقبل أن أبصق على صورة والدك أو والدتك ؟ فغضب البروتستانتى من مجرد الكلام هكذا . فقال لـه: فهكذا نحن أيضًا ، لا نعبد الصورة ، بل نحترم صاحب الصورة ، لأننا نحبه . ● وبالإضافة لذلك ، فإن تحريم الصور ، كان فى العهد القديم ، لأن الناس لم يكونوا قد رأوا الله ، أما بعد ظهور الله لنا ، بتجسده ، فقد أصبح - الله الظاهر فى الجسد - مستوجبًا ومستحقًا للسجود لـه وحده ، إن كان أثناء وجوده على الأرض ، أو فى كـل الأزمنة ، فإننا نعبد ربنا وإلهنا يسوع المسيح ، فى كل ما يتعلق به ، إن كان فى إسمه ، أو فى إنجيله ، أو فى شكله - الذى صوّره المصورون - ولكننا لا نعبد الصورة ذاتها ، بل نعبد صاحب الصورة : الله المتجسد . ● ولعدم التطرف ، فإن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية - أى المستقيمة الرأى - توارثت الإكتفاء بالصورة التقريبية الرمزية فقط ( الفن القبطى ) ، وليس الصور التشريحية ، مثلما يفعل بعض الغربيين ، كما رفضت - تمامًا - التماثيل ، منعًا للتطرف . فإن الإعتدال هو الطريق الملوكى ، وهو الأرثوذكسية ، فلا تقريط ولا تفريط ))) .
( 6 ) إحنا بنحرس الدير ، ومش ممكن نسيبه ( سيرة أبو سيفين صـ332 )
● فى بداية رئاسة القديسة الأم إيرينى ، لدير أبو سيفين ، إضطروا لهدم جزء من السور ، لتركيب باب كبير جديد . ولكن العمال لم يحضروه ، فإضطرت الراهبات لسد فتحة السور ، بلوح خشبى كبير . ● فإعترضت إحدى الراهبات على ذلك ، بسبب وجود أشخاص أشرار محيطين بالدير ، وتكلمت بلهجة شديدة مع الأم إيرينى الرئيسة ، فأجابتها قائلة : سامحينى ، أنا إتفقت مع النجّار ولكنه لم يفى بوعده ، ولكن ما تخافيش ، الشهيد أبو سيفين مش هايسبنا أبدًا . ● فلم تقتنع الراهبة بذلك المنطق ، وقالت : ربنا أعطانا عقل ، وإنصرفت متضايقة . ●وظلت - طول الليل - مضطربة ، وأثناء صلاتها نصف الليل ، ظلت تتردد على شباك قلايتها - بالدور الثانى - لتطمأن . ● وفجأة ، سمعت أصوات رجال يتكلمون ، فى الحديقة ، فظنتهم لصوص ، وإرتجفت من الرعب ، وصرخت: ( مين تحت فى الحديقة ) ، فأجابها أحدهم : (أنا تحت) ، فزاد رعبها ، وقالت: ( إنت مين؟ ) ، فقال : ( أنا مرقوريوس ومعى جرجس ومينا ) ، ولأن الرعب يلغى العقل ، لذلك لم تنتبه لمعنى الأسماء ، بل إستمرت تقول : ( وإنتم بتعملوا آيه تحت ؟ ) . ● وتطلعت من النافذة ، فرأت ثلاث فرسان منيرين جدًا ، يتجولون فى أنحاء الدير ، ورد أحدهم : ( إحنا هنا بنحرس الدير ، ومش ممكن نسيبه أبدًا ) .
●وأخيرًا ، أنار الله ذهنها ، فإنتبهت وفهمت كل شىء . فأحسَّت بخجل شديد من ضعف إيمانها ، ومن تصرفها مع أمنا إيرينى ، وفى الصباح ذهبت إليها وعملت لها مطانية ( سجدة أو إنحناءه ، وتعنى الأسف والتوبة وطلب المسامحة ) ، وتأسفت لها ، وقالت إن هؤلاء الشهداء لهم قوة - من ربنا - أن يحرسوا العالم كله .
( 7 ) الشهيد ينقذ ديره من اللصوص( سيرة أبو سيفين صـ326 )
● فى دير الشهيد أبو سيفين للراهبات بمصر القديمة ، فى عهد أمنا كيريا أبو سيفين - رئيسة الدير - حاول بعض الأشرار أن ينقبوا سور الدير ليسرقوه ، وكان ذلك بعد منتصف الليل .
●وكانت الراهبة رفقة - حينذاك - تصلى التسبحة وصلاة نصف الليل ، فى قلايتها التى تطل على الشارع ، فسمعتهم يخططون لما سيفعلوه ، ثم سمعت الدق والحفرفى السور ، فصرخت تستنجد بالشهيد صاحب الدير . ●وفى الحال توقف صوت الدق ، ثم سمعت اللصوص يصرخون ويطلبون المعونة من بعضهم : ( أنا مش قادر أتحرك . . . أنا اتسمّرت فى مكانى . . ) . ● فذهبت أمنا رفقة وأبلغت الأم كيريا بذلك . ● وظل اللصوص على هذا الحال ، حتى مرّ غفير الوردية ، فوجدهم واقفين وألات الحفر فى أيديهم ، فحاول القبض عليهم ، ولكنه فوجئ بأنهم ثابتين فى مكانهم ولا يمكن تحريكهم . فإنتظر حتى شروق الشمس ، وطرق باب الدير ، وطلب من الراهبات أن يطلبوا من صاحب المكان أن يحل اللصوص ليأخذهم للقسم . فقالت الأم كيريا : إتركهم هكذا ، حتى يراهم الناس ويعرفوا قوة الله ومجده فى قديسيه . ●وفعلاً ، شاهدهم كل سكان الحى ، أثناء ذهابهم لأعمالهم ، وكان اللصوص لا يزالون متسمرين فى مكانهم وأدوات الحفر ملتصقة فى أيديهم ، كأنهم تماثيل حجرية ، وهم يصرخون معلنين ندمهم وتوبتهم . ● وأخيرًا ، طلبوا مقابلة الأم الرئيسة ليعلنوا توبتهم أمامها ويرجوها أن تصلى لهم وتنقذهم من هذا العذاب الذى لا أمل فى إنتهائه . ● فأرسلت الأم كيريا إلى أحد الأباء الكهنة ، فجاء وصلى على رؤوسهم ، وطلب من الشهيد أن يسامحهم ، وفى الحال ، تحركوا طبيعيًا .
( 8 ) مارجرجس ينقذ إبنته الراهبة ( معجزات مارجرجس ج3 صـ36 )
●الراهبة ، وكيلة دير مارجرجس ، ذهبت إلى البنك لاستلام مبلغ مُرسل للدير . ● وبعدما إستلمت المبلغ وإنصرفت ، وجدت سيارة تاكسى واقفة أمام البنك ، فطلبت من السائق أن يوصلها للدير . ● وفى الطريق ، فوجئت به يسير فى طريق يتجه للجبل ، فحاولت أن تنبهه ، فلم يقبل كلامها . فصرخت من كل قلبها : ( يا مارجرجس ) . وفى الحال رأت ضابطًا فارسًا على حصانه ، وقف أمام التاكسى ، وإنتهر السائق بشدة ، فإرتعب السائق ، ثم أمره أن يسير بالتاكسى وراءه ، حتى أوصله إلى منطقة الدير ، ثم نزل من على حصانه ، وسار مع الراهبة حتى باب الدير ، وقال لها: ( حمد لله على السلامة ) ، وإختفى فى الحال . ● وكانت بعض الراهبات عند الباب ، فرأينه ، ثم فوجئن بإختفائه . ● فلما عرفوا ما حدث ، مجّدوا إلهنا القدوس ، الحىّ ، إله القديسين ، الأحياء معه: [ أنا حىّ ، فأنتم ستحيون ] يو14: 19 .
( 9 ) الشهيد أبو سيفين ينقذ زائرته ( الله يحبنى ج1 صـ79 )
● السيدة مارسيل ميخائيل أنطون - 2 ش شمبليون - الأزاريطة - الإسكندرية - تشفعت بالشهيد أبو سيفين ، فشفاها من مرض السرطان . ● فجاءت - فورًا - لتشكره فى ديره بمصر القديمة ، وهى لا تعرف القاهرة ولا مكان الدير .
● أخذت تاكسى وطلبت منه أن يوصلها إلى جامع عمرو بمصر القديمة - بحسب الوصفة التى تعرفها - ولكنه لاحظ أنها غريبة ولا تعرف القاهرة ، فأخذها إلى منطقة المدافن ، فى منطقة مهجورة ، وأمرها بالنزول ، وحاول أن يجذبها بشدة لينزلها ، فصرخت بأعلى صوتها إلى الشهيد أبو سيفين وهى تبكى بشدة . ● وفجأة وجدوا ضابطًا واقفًا أمام التاكسى ، فإضطرب السائق وأسرع وركب التاكسى ، ووجّه الضابط كلامه - أولاً - للسيدة مارسيل ، وهدأها وطمأنها ، فلمحت صليب جلد فى صدره ، فإطمأنت . ● ثم وجّه كلامه بشدة للسائق ، وأمره بأن يسير فى طريق محدد ، وصفه لـه ، وأمره - بشدة - بأن يوصلها : ( حتى الباب ) ، وهو يخبط بيده على التاكسى ، وقال إنه سيتبعهم إلى هناك . ● أوصلها السائق وهو مملوء خوفًا ، وسألها عن أبو سيفين الذى صرخت إليه ، وعرف أنه شهيد ، فقرر أن يحضر لـه إبنته المريضة بالصرع . ● وفى الدير ، وعند أيقونة الشهيد ، فوجئت به يتجسم بنفس الشكل وبنفس النظرات التى ظهر لها بها وهى فى التاكسى ، فكان ذلك تنفيذًا لوعده بأنه سيتبعهم إلى الدير .
( 10 ) أنا كنت سامع واحدة بتنادى على مارجرجس (معجزات مارجرجس ج5 صـ44)
●السيدة/ مرفت طوبيا إسطفان - 4 ش خالد بن الوليد - جسر السويس - القاهرة - قالت أنهم ، أثناء عودتهم للمنيا - فى 1984- انحرفت السيارة ، عند مغاغة ، وإنقلبت مرتين ، وسقطت فى الترعة الإبراهيمية ، وغاصت فى المياه ، فوجدت السيدة مرفت نفسها تحت الماء ، ففتحت باب السيارة وخرجت ، وهى لا تعرف العوم ، فوجدت دافعًا يقول لها : عومى كلابى ، فإستطاعت أن تخرج من الماء . ● فوقفت تصرخ إلى مارجرجس ، ليُخرج زوجها وطفلتها الرضيعة وقريبتيهما ، وكلهم تحت الماء .
● فجأة خرج الزوج - ممسكًا بطفلتهم - من شباك السيارة ( 128 ) وهو لا يعرف كيف خرج من شباكها الصغير ، ثم تجمع الناس بسرعة عجيبة جدًا ، وأخرجوا كل من فى السيارة بسلام . ● وفجأة ، وجدوا سيارة مرسيدس جديدة - بالنايلون ، حسبما قالت السيدة مرفت - تقف وينزل صاحبها ويصمم على إصطحابهم - بملابسهم المبللة والموحلة من طين الترعة - فى سيارته الفاخرة ، إلى بلدتهم . ● وبعد ركوبهم قال لهم السبب: ( أنا كنت سامع واحدة بتنادى على مارجرجس )!! ، فإنه سمعها ، بمواهب الروح القدس ، التى لا تفارق القديسين بعد نياحتهم ، بل تزداد . ● ثم ظل - طوال الطريق - يشغل شريط كاسيت للقداس الإلهى ، ويكلمهم عن معونة ربنا ، وأن ربنا هو الذى أنقذهم . ● وبعدما أوصلهم ، ونزلوا من السيارة ، اختفت السيارة فجأة ، ولم يعرفوا كيف حدث هذا .
● فإن الشهداء والقديسين المتنيحين ، هم مثل الملائكة ، الذين يرسلهم الله لنجدة وخدمة أولاده : [ يكونون كملائكة ] مر12: 25 ، ويظلون هكذا - كملائكة - إلى الأبد ، وحتى بعد قيامة الأجساد ، إذ تقوم نورانية .
( 11 ) مارجرجس يؤدِّب المرتد عن جهلٍ ( معجزات مارجرجس ج6 صـ94 )
● فى ميت غمر - دقهلية ، فى أوائل القرن العشرين ، إستغفلوا إنسانًا ، جاهلاً بقوة مسيحه ، وهو بائع جاز متجول على عربة يدوية ، وأغروه ، فجحد المسيح القدوس ، فعملوا لـه زفة عظيمة جدًا ، طافت شوارع ميت غمر بالطبل والزمر ، حتى وصلت إلى كنيسة مارجرجس ، فقام هذا المخدوع بتمزيق صورة مارجرجس ، إعلانًا عن جحده للمسيح ، إله مارجرجس ، لتحطيم معنويات المسيحيين وزعزعة إيمانهم . ● ولكن إله مارجرجس رد عليهم سريعًا ، ففى نفس اليوم ، رأى هذا المخدوع الجاهل - فى رؤيا - مارجرجس راكبًا على حصانه ، فإقترب من الرجل ، وأمر حصانه بوضع حافره على رقبـة الرجــل . وقال لــه مارجرجس ، بغضب: ( إنت عملت أيه النهارده الصبح . . عملت أيه . . ) ، فحاول الرجل أن يصرخ ، ولكن صوته إختنق من حافر الحصان على رقبته ، فظل يقول بصوت مخنوق: إرحمنى . . إرحمنى . . ، فتركه مارجرجس .
● وفى الصباح --- مباشرة --- قام الرجل ، ولصق صور مارجرجس على عربة الجاز ، من كل نواحيها ، إعلانًا عن توبته ، أمام كل الناس ، مثلما أهان المسيح ، إله مارجرجس ، أمام كل الناس . ● ولكن الله ترك فيه علامة ، لكى لا ينسى ، إذ ظل صوته مبحوحًا طول بقية عمره ، تمجيدًا لإسم المسيح ، الإله الحقيقى ، القادر القدير: [ من سقط على هذا الحجر يترضض ، ومن سقط هو عليه ، يسحقه ] مت 21: 44 . (انظر أيضًا باب ميتات عقابية، فى الجزء الثانى)
( 12 ) بعد نياحته ، ينقذ إبنته فى الإعتراف ( القمص بيشوى ج1 صـ190 )
● إن روح أب الإعتراف تلازم أولاده ولا تفارقهم أبدًا ( من أقوال القديس القمص جورجيوس المقارى ) .
● وأكبر مثال على ذلك ، هو ما فعله القديس القمص بيشوى كامل . فقد كان --- قبل نياحته --- قد سعى فى إنقاذ شابة ، كاد الشيطان أن يبتلعها بواسطة علاقة مع شاب غير مسيحى ، فتابت وإنتظمت فى الإعتراف ، وتركت الطريق المُهلك ، وكان أبونا يساندها بصلاته ، وبقوته الروحية ، ويسند ضعفها .
● ولكن ، بعد نياحة أبونا ، تخيلت أنها فقدت المعونة التى تساعدها على الصمود والثبات ، فإنتهز الشيطان فرصة إضطرابها وإهتزازها ، ودفع إليها بذلك الشاب ثانية ، فبدأت تمشى معه . ● فرأت أبونا بيشوى - فى رؤية - يظهر أمامها فجأة - بينما كانت تسير مع هذا الشاب - وكان أبونا غاضبًا جدًا ، وتكلم معها بكلمات حازمة ، وكانت نظراته حادة ، وهو يقول لها: ( أنا مش قلتلك يا بنت متعمليش كده تانى) ، فإضطربت وإرتعشت كلها ، من هول المفاجأة ، فقال لها: (يللا مشى قدامى)، وهدّد الشاب قائلاَ: ( إياك تمشى معاها تانى . فاهم ولاّ لأ؟ ).
● وإستيقظت الشابة فى الحال ، وهى تنتفض خوفًا ، ونظرات أبونا الحادة ماثلة أمامها ، وصوته الغاضب يرنّ فى أذنيها. ● فقالت --- وقد رجعت إلى نفسها --: الآن علمت يقينًا أن أبونا ما زال يتابعنى . ● وعاهدت الله --- بدموع شديدة --- أن لا ترجع لطريق الهلاك مرة أخرى ، نهائيًا . ● وقد شعرت بمعونة روحية عجيبة ، فى التخلص من هذا الفخ . إنها قوة النعمة الإلهية ، بصلاة القديسين .
( 13) أمانة آيه!! البابا ما مات!!!( معجزات البابا ج30 صـ32 )
● قبيل نياحة البابا كيرلس السادس ، سلّم مظروفًا به مبلغ من المال ، لأحد الشمامسة ، وطلب منه أن يوصله لإمرأة فقيرة . ● وتنيح البابا ، وإنشغل الشماس ولم يوصل المظروف . ● ففوجئ بسيدة لا يعرفها ولا تعرفه ، تسأل عنه ، ثم قالت لـه: ( البابا كيرلس بيقولك: إنت وديت الأمانة للست ! ) ، فإندهش الشماس وقال لها: ( أمانة آيه!! البابا إتنيح ) ، فقالت لـه أنها كانت فى مزار البابا ( وكان حينذاك فى الكاتدرائية بالعباسية ) ، وكانت تصلى من أجل مشكلة خاصة بها، فظهر لها البابا، وأعطاها الحل لمشكلتها ، ثم قال لها: ( إذهبى إلى فلان، وقولى له: البابا كيرلس بيقولك: وديت الظرف للست كما قلت لك؟ ) .
● فحينئذ تذكر المظروف الذى سلمّه لـه البابا قبيل نياحته ، وأسرع بتوصيله للمرأة ، التى كانت تحتاجه .
● فهل مات البابا؟ وهل إنقطعت صلته بالأحياء؟ أم أنه أكثر حياة ، وأكثر قدرة على العمل !! : [ لتكون لهم حياة ، وليكون لهم أفضل ] يو 10: 10 .
( 14 ) القديس يلتزم بمواعيد الزيارة ( الأنبا مكاريوس ج1 صـ203 )
● القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا ، كان يزور كل بيوت إبروشيته ، سنويًا ، بجدول محدد ، ولم يتخلف أبدًا ، مهما كانت ظروفه وصحته . ● وكانت امرأة غير مسيحية ، تنتظره - كل سنة - على باب بيتها ، حاملة كوب ماء ، فتحييه وتطلب منه أن يصلى على كوب الماء ويرشم بيتها .
● وبعد نياحة الأنبا مكاريوس ، حدث أن أصيبت هذه السيدة بشلل فى يدها . ● وفى ميعاد الزيارة السنوية ، رأته - فى رؤيا - وقال لها: ( النهارده ميعاد زيارة الشارع بتاعكم ، هاتى إيدك أرشمها ليكى ) ، ثم رشم يدها . فإستيقظت ، لتفاجأ بأن يدها المشلولة قد شفيت وعادت لهاالحركة ، فطارت من الفرحة ، إلى درجة أنها ظلت تجرى إلى جاراتها المسيحيات ، قائلة: أبوكم اللى كان بيجى ويرشم بيتى كل سنة ، جه فى ميعاده ورشم إيدى المشلولة فتحركت . ● وقد وجدوا أن هذا اليوم هو فعلاً ميعاد زيارته السنوية لشارعهم . ● فما زال الأنبا مكاريوس يعمل بنفس الروح ، التى لن تموت ولن تتوقف عن العمل .
( 15 ) السيدة العذراء لم تنسى أماكنها ( سيرة أبو سيفين صـ312 )
● فى عام 1964 ، بدير الشهيد أبو سيفين ، كانت راهبة تمشى فى منطقة خالية بالدير --- وهى مكان بيت القربان القديم المتهدم --- تتأمل وتصلى المزامير . ● فظهرت لها السيدة العذراء ، جالسة على حجر ، هناك ، وقالت لها: أنا إسترحت هنا، أثناء هروبى مع إبنى الحبيب إلى مصر ، وأريد أن يقام --- هنا --- مذبح على إسمى .
● فأبلغت الأم الرئيسة ، قداسة البابا كيرلس بتلك الرؤية ، وبرغبة السيدة العذراء . ● ولكن المشغوليات الكثيرة ، أخّرت الموضوع كثيرًا .
● وفى فجر أحد الأيام ، ظهرت السيدة العذراء للبابا كيرلس ، وطلبت منه سرعة بناء الكنيسة ، فإتصل فورًا بالأم الرئيسة ، وقال لها: إن السيدة العذراء أمرته بسرعة بناء الكنيسة ، وأنه سيحضر --- إن شاء الله --- الإسبوع القادم لتدشينها!!! ● وفعلاً تم هذا البناء المعجزى ، فى إسبوع ! ● كما حدثت معجزات أثناء تدشين هذه الكنيسة ، وخصوصًا أثناء تدشين صورة مجئ العائلة المقدسة إلى مصر ، فقد فوجئ قداسة البابا بالميرون يطير من القارورة إلى الصورة ، فبكى البابا وقال: يا ست يا عدرا ، أوعى الميرون يقع على الأرض ، فتوقف إندفاعه فورًا . وظل الميرون ثابتًا على الصورة ، برغم كثرته ، فلم يسيل ولم يسقط .
● إذن ، فما زالت السيدة العذارء - بعد ألفى عام - تهتم بهذه المواضع ، التى تقدست بزيارة العائلة المقدسة . ((( ملحوظة 9 : بخصوص تسمية الكنائس على أسماء القديسين ، فقد يكون لذلك علاقة بما كان يحدث فى عصر الكنيسة الأول ، إذ كانت الكنائس تُقام - بسبب الإضطهادات - سرًا ، فى بيوت المؤمنين ، وكانت تُنسب لصاحب البيت - رو16: 5 ، 1كو 16: 19 ، كو4: 15 ، فل2- ومن المحتمل أن الكنائس ظلت تحتفظ - فيما بعد - بهذا النظام الأول ، فتتسمّى بأسماء الشهداء والقديسين ، بصفتهم الأصحاب الشرفيين لهذا البيت ، الذى هو لعبادة الله وحده . ● فإن بناءك كنيسة على إسم قديس، يشبه إهداءك بيتًا لهذا القديس. ● ومن المُلاحَظ أن القديسين يتعاملون مع كنائسهم بصفتهم مسئولين عنها ، يحمونها ، ويرحبون بزوارهم فيها ويدافعون عنهم ))).
( 16 ) كل اللى طلبتهم كانوا بيصلّولك( سيرة أبو سيفين صـ330 )
● فى دير الشهيد أبو سيفين ، وفى رئاسة الأم كيريا أبو سيفين . لم تستطع الأم كيريا أن تدبر المال لشراء بعض اللحم فى إحدى المناسبات . فطلبت من أبيهم الشهيد أبو سيفين أن يتصرف . ● ثم فوجئوا --- صباحًا --- بوجود ربع عجل معلق فى المطبخ ، ولم يعرف أحد ، كيف وصل إلى هنا . ● وأثناء ذلك ، طرق باب الدير رجل ، وسأل: هل وجدتم ربع عجل فى المطبخ؟ ، فإستفسروا منه عن كيفية حدوث ذلك . فقال أنه كان يسوق عجلاً ، نذره لدير مارجرجس ، فقابله فارس وسأله عن هذا العجل ، فقال إنه نذره لمارجرجس ، عن قضية . ● فسأله الفارس: ( إنت طلبت شفاعة مين؟ ) ، فأجابه بأنه طلب أولاً أبو سيفين ، ثم مارمينا ، ثم القديسة بربارة ، ولكن القضية كانت تتأجل ، فلما تشفع بمارجرجس ، حُكم لصالحه . ● فقال لـه الفارس: ( كل دول ، اللى طلبتهم ، كانوا بيصلّولك فى القضية ، ولازم تعطى لكل واحد حقه ) . ● ثم ذبح العجل بسيف كان معه ، وقسّمه لأربعة أقسام ، ورشم الصليب على باب الدير فإنفتح من ذاته ، فأدخلا ربع العجل للمطبخ ، ثم خرجا ، ثم رشم الباب بالصليب فإنغلق من ذاته . ● وقال لـه: إذهب وإعطى لكل واحد الجزء بتاعه ، وخذ الرأس والأحشاء بركة لأولادك .
● إذن ، فالقديسون لا يقصّرون فى الصلاة ، عندما نطلب شفاعتهم ، ولكن الله ينفذ طلباتهم فى الوقت الذى يراه أكثر فائدة: [ ما أبعد أحكامه عن الفحص ] رو11: 33 .
( 17 ) القداسات لا تتوقف ، فى السماء ( معجزات البابا ج8 صـ11 )
ذكر الأنبا غريغوريوس ، أن البابا كيرلس ، ظهر --- بعد نياحته مباشرة --- لإحدى الشابات ، بهدف تعزيتها ، فكان يصلى فى كنيسة ، لابسًا الملابس الكهنوتية . ● فقالت --- فى الرؤيا --- ( مش معقول! . . مش معقول! ) فقال لها: ( آيه هوه اللى مش معقول؟ ) ، فقالت: ( مش إنت خلاص يا سيدنا! . . مش سبتنا! ) ، تقصد أنه مات ، فقال: ( وما لـه؟ ) . فقالت: ( ولسه بتصلى قداس؟)، قال ( آه ) . فقالت: ( ممكن أحضر القداس؟ ) . قاللها: ( إحضرى ) ، فقالت: ( بعدما تخلص يا سيدنا ، إقلع التونيه وباركنى بيها ) . فقال: ( مش ها أقلعها ، لإنى ها أصلى تانى ) . قالت ( يا سيدنا لازم تستنى تسع ساعات ) ، فقال: (التسع ساعات دول بالنسبة ليكم إنتم، علشان إنتم بتاكلوا ، إنما إحنا باستمرار). (انظر أيضًا ، عن استمرار الصلاة صفحة 14)
● وقد ذكر الأنبا غريغوريوس ، أنه - لهذا السبب - فإن البابا كيرلس يأتى - بعد نياحته – ويناول بعض الأشخاص المحتاجين لذلك ، مثل المرضى . فقد جاء - بعد نياحته - وناول المعلم لبيب ميخائيل ، مرتل كنيسة مارمينا بفلمنج ، قبيل وفاته بساعة ، بشهادة إبنته وكذلك الممرضة الإيطالية فى المستشفى .
● فإنها: [ حياة . . . أفضل ] يو 10: 10 .
( 18 ) الوعد قبل النياحة ، والتنفيذ بعدها ( بستان الرهبان صـ118 )
● كان أحد المتوحدين يقيم فى مغارة فى الجبل . ● وكان يخدمه صاحب بستان على بعد مسافة منه . ● وذات يوم ، طلب المتوحد من البستانى أن يمكث معه هذا اليوم ، لأن الله سيفتقده فيه . وطلب منه أن لا يدفن جسده ، بل يطرحه خارجًا ويتركه للوحوش ، لأنه لا يستحق ولا حتى كرامة الدفن . ● فرفض البستانى لأن ذلك صعب جدًا عليه . ● فقال لـه المتوحد: ( إنى أعطيك عهدًا ، إن عملت معى كما قلت لك ، فالذى أستطيع أن أنفعك به، سأفعله ) ، يقصد أنه سيطلب من الرب من أجله . ● فعمل به البستانى كما طلب . ● وفى اليوم الثالث ، ظهر لـه المتوحد --- فى رؤيا --- وقال لـه: ( لقد طلبت إلى الرب من أجلك . فالآن إترك هذا البستان ، وإطلب الآخر ( أى فردوس النعيم ) ، لأنى فى لحظة خروج نفسى ، رأيت دموع عينى ( أى دموع الصلاة ) قد أطفأت نارًا ، كنت مشرفًا على الذهاب إليها ) .
( 19 ) الشهيدة وعدته ، ثم وفّت بالوعد ( قديسات شهيدات صـ12 )
● كانت الشهيدة دورثى تحتمل عذابات رهيبة ، حتى مزقوا جسدها ، فظلت ثابتة على إيمانها . فحكموا بقطع رأسها . ● فكانت ذاهبة إلى مكان تنفيذ الحكم ، وهى متهللة بالفرح . ● فإستهزأ بها شاب من الأشراف ، يُدعى توفيلس ، قائلاً: ( إلى أين أنت ذاهبة مسرورة هكذا ) ، فقالت لـه: ( إنى مسرورة لأنى ذاهبة إلى فردوس عريسى ) ، ففهم أنها تقصد فردوس السموات ، ولكنه قال لها بإستهزاء: ( ليتك ترسلى لى بعض الفاكهة والورد من فردوس عريسك هذا ) ، فأجابته القديسة بثقة: ( سوف أفعل هذا ) .
● وبعد إستشهاد القديسة ، جاء طفل إلى هذا الشاب وقدَّم لـه صينية عليها فواكه وورد ( مع أن الوقت لم يكن موسمًا لهذه الثمرات ) ، وقال لـه: ( هذه هدية من أختى دورثى ، من فردوس عريسها يسوع المسيح ) ، ثم إختفى فورًا عن الأنظار . ● فآمن الشاب توفيلس وقال: ( أنا مسيحى ، أنا أؤمن بالإله المبارك يسوع المسيح ، وطوبى للذى يموت من أجل الإيمان بـه ) . ● فوصل الخبر إلى الحاكم ، فأحضره ، فأعلن إيمانه جهرًا ، فعذبوه . فكان يصرخ إلى ربنا يسوع المسيح لكى يقبله بين عبيده فى فردوسه . فنال إكليل الشهادة وإنضم إلى المنتصرين فى فردوس العريس السماوى .
( 20 ) الشهيدة تكافئ الضابط الرحيم ، بأن تتشفع لـه ( تاريخ الكنيسة ليوسابيوس صـ253 )
● الشهيدة المصرية بوتامينا ، أثناء إقتيادها إلى ساحة الإستشهاد ، تجمهر حولها عدد كبير من غير المؤمنين ، يريدون مهاجمتها والتشهير بها ، فتصدى لهم الضابط باسيليدس ، الذى كان يتولى إقتيادها ، وتصرف معها برحمة وشهامة .
● فوعدته القديسة ، بأنها --- بعد إستشهادها --- ستتوسل ( تتشفع ) من أجله ، أمام الرب ، لكى يكافأه عن رحمته بها .
● ثم ، بعد إستشهادها ، ظهرت لـه --- فى رؤيا --- وقالت لـه أنها توسّلت ( تشفعت ) من أجله إلى الرب يسوع المسيح ، فإستجاب لطلبتها ، ومنحه تاجا . ثم وضعت التاج على رأسه ، وقالت لـه أنها ستأتى سريعًا لتأخذه ( إلى الفرح السماوى ) . ● ثم تكررت الرؤية فى اليوم الثانى ، ثم أيضًا فى اليوم الثالث . ● فآمن الضابط باسيليدس ، وتعمّد ،وفى الغد أعلن إيمانه علانية ، فنال الإكليل السماوى ، مكافأة لـه عن رحمته .
( 21 ) القديس يعول عائلته ، بعد نياحته (مجلة الكرازة عدد 7 عام 1965 صفحة 22)
● كاهن كنيسة الملاك ميخائيل ، فى نقاده ، فى الجيل السابق - بحسب ما ذكر نيافة الأنبا غريغوريوس - كان قديسًا ، يعطى كل ما يملك للمحتاجين . ● ثم توفى ، فواجهت أرملته صعوبات فى تدبير مصاريف البيت ، ولم يكن عندهم إلا جاموسة ( مثل كل بيوت الأرياف ، فى ذلك الوقت ) ، فوجدت صعوبة فى تدبير ثمن العلف لها . فباعتها لتتخلص من مصاريفها ، ولتدبر أمور البيت بثمنها . ● فظهر لها الأب الكاهن القديس - فى رؤيـا - وإنتهرها لعدم إيمانها بعناية الله الصالحة ، وأمرها - فى الرؤية - بأن تعيد الجاموسة ، لأنها قوت وطعام الأولاد ( باللبن والجبن والزبدة ) ، ووعدها بأن الملاك ميخائيل ( الذى خدم كنيسته ) سيتولى تدبير مصاريفها .
● وفى الصباح ، بينما الأرملة تحكى لأهل منزلها عن الرؤية ، فوجئوا بمشترى الجاموسة ، يحضرها ويطلب أن يرجعها بدون أن يستعيد ثمنها ، لأنها - منذ أخذها ، من ثلاثة أيام - لا تأكل ولا تشرب ، ولا تدر اللبن - حتى تحجر ضرعها - ولا تكف عن النعيق والصراخ ، وتقلع الوتد . ● وبمجرد إدخال الجاموسة ، جرت إلى مكانها القديم ، وأكلت وشربت ، وأدرت كل اللبن المختزن ، وتوقفت تمامًا عن النعيق ، ونامت فى هدوء وراحة . ● فتعجب الرجل جدًا ، فأخبرته الأرملة عن الرؤية ، وفيما هم يتكلمون ، حضر رجل بكمية ضخمة من العلف ، يريد تقديمها لأرملة كاهن كنيسة الملاك ، وفاءً لنذر عليه .
● وهكذا ، لم يتوقف القديس عن العمل ، بعد نياحته ، فإنها حياة مستمرة ، وحياة أفضل .
( 22 ) تقديم المشورة ، مستمر ، بعد النياحة ( القديس يسطس صـ43 )
● الراهب القديس أبونا يسطس الأنطونى ، كانت له مواهب روحية، وكان القمص أثناسيوس الأنطونى - رئيس الدير - يستشيره فى كل أموره ، ويحرص جدًا على العمل بمشورته ، لعلمه بأن الروح القدس يعمل بقوة فى أبونا يسطس.
● وبعد نياحة أبونا يسطس ، لم ينقطع عن تقديم المشورة الروحية للقمص أثناسيوس الأنطونى ، إذ كان يتراءى لـه ويخبره بما سيحدث - قبل حدوثه - ويشير عليه بالحل للمشكلة التى تعترضه .
● فإنها حياة مستمرة . . . وأفضل .
الباب السادس
معجزات أكاليل الشهداء
● المسيحية لم تقوم على كلام فارغ أجوف ، بل على برهان القوة الإلهية (( ملحوظة 10 : وحتى بولس الرسول ، الذى يحلو للبعض بأن يسميه فيلسوف المسيحية ، وهى تسمية غير دقيقة ، لأنه لم يتكلم بحكمته الخاصة - مثلما يفعل الفلاسفة - بل تكلم بحكمة ليست من هذا الدهر ، تكلم بالحكمة الإلهية المعُطاة لـه . فإنه لم يعتمد على الكلام البشرى المُقنع - كما لم يعتمد على الترهيب والترغيب ، وهى سياسة العصا والجزرة ، التى تستخدم للحيوانات - بل إعتمد فقط على القوة الإلهية: [ وكلامى وكرازتى ، لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع ، بل ببرهان الروح والقوة لكى لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله ] 1 كو 2:4 ، 5 )) .
● فالمعجزة الإلهية هى البرهان الذى لا يمكن مناقضته ، لذلك قال الرب: [ إن لم تؤمنوا بى ، فآمنوا بالأعمال ] يو10: 38 ، وأيضًا: [ صدقونى أنى فى الآب والآب فىّ ، وإلاّ فصدقونى لسبب الأعمال نفسها ] يو14: 11 .
● إذن فالمعجزات هى البرهان الإلهى على صدق كلامه .
● والمعجزات لن تتوقف، لأن الله لن ينضب معينه .
( 1 ) الشهيدة مارينا والسياف ( سيرة الشهيدة مارينا صـ72 )
● عندما تقدمت للسياف ، وقفت - أولاً - تصلى ، فظهر لها رب المجد ، ووعدها بتنفيذ طلبتها . ● فلما رأى السياف ذلك ، آمن ورفض أن يقطع رأسها . فقالت لـه: إن لم تصنع بى كما أُمرت ، فلن يكون لك معى نصيب فى الملكوت . ● فقطع رأسها ثم إستشهد هو أيضًا . ● كما أبصر الحاضرون جموع الملائكة يحملون روح القديسة مارينا ، فى زفة عظيمة ، وهم يرتلون . فآمن الكثيرون . (انظر أيضًا ص 11)
( 2 ) الشهيد مارمينا العجايبى ( الشهيد المصرى ص34)
● كان القديس مارمينا متوحدًا فى البرية ، وفيما هو يصلى ، رأى السموات قد إنفتحت ، ورأى أرواح الشهداء تنطلق والملائكة يضعون عليها أكاليل نورانية . وكانت أرواح الشهداء تضىء كالشمس ، والملائكة فى غاية الفرح بها . ● فإعتبر القديس أن هذه الرؤيا هى دعوة سمائية لـه ، للتقدم للإستشهاد ، كما أنه إشتهى أن ينضم إلى هذا الفرح السماوى الرائع ، فذهب فورًا إلى المدينة ، وأعلن إيمانه جهرًا ، وبقوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح إنتصر على الآلام والعذابات الرهيبة ، وأكمل جهاده ونال إكليل الشهادة . (انظر أيضًا ص 79)
( 3 ) الإكليل ، فرصة لا تعوَّض ( الشهيد ماربقطر صـ43 + تاريخ الشهداء ج1 صـ147 )
● كانت سيدة شابة تتفرج على القديس بقطر ، وهم يعذبونه ، قبيل إستشهاده . وفجأة صرخت قائلة: ( ها أنا أرى الملائكة يحملون إكليلين ، نازلين من السماء ، أحدهما لك أيها القديس ، والآخر استقر على رأسى . . أنا الضعيفة سأصبح مع الأبطال ، خذنى معك أيها القديس ) . ● فقبضوا عليها ، وسألها الوالى عن إسمها ، فقالت : (إسطفانا) ، أى إكليل . فحاول أن يغريها بإغراءات كثيرة، فإحتقرت كل ذلك ، قائلة: ( ما هذا الذى تقولـــــه؟ إنى رأيت الإكليل يأتى إلىّ من السماء ، فكيف أترك إكليلى؟ ) . ● فأمر الوالى بتمزيقها ، فإحتملت بقوة الإله ، ونالت الإكليل الذى لا يفنى .
( 4 ) الأكاليل السمائية ، تدعو ( أبطال ج2 صـ14 + السنكسار 26 طوبه )
● كان رسول الملك - واسمه تاودسيوس - يحمل رسالة من الملك إلى رهبان شيهيت ، وكان قد إصطحب إبنه الصغير دايوس ، ليتبارك معه من القديسين . ● وتصادف أن هجم البربر على الدير ، يقتلون كل من يصادفهم وينهبون كل شىء ، فهرب الأكثرية إلى الجوسق ( الحصن ، غالبًا ) ما عدا 49 راهبًا إختاروا الاستشهاد . فرأى الصبى دايوس – من مخبأهم – الملائكة يضعون الأكاليل على رؤوس الشهداء ، فقال لأبيه ، فآمن أبوه بصحة ما رآه إبنه الصغير ، وخرجا من مخبأهما، ممجدين المسيح وشاهدين بالرؤية، لينالا الأكاليل السماوية ، فقتلوهما، وفازا بالجائزة العظمى التى ليس لها مثيل .
( 5 ) وأيضًا، الطفل يرى الأكاليل، فيستشهد أبوه معه (البابا زخارياس صـ89)
● كان الطفل زخارى ( زكريا ) واقفًا مع أبيه فاج ، ينظران مذبحة شهداء أخميم ، التى كانت بأمر الوالى إريانوس ( الذى آمن - فيما بعد - واستشهد ) . ● فرأى الطفل الملائكة النورانيين وهم ينزلون من السماء ، ويمدون أيديهم ويحتضنون أرواح الشهداء ، ويضعون أكاليل نورانية على رؤوسهم . فصرخ الطفل يعلن ما رآه . فقبض الوالى إريانوس على الطفل وأبيه . فظل الطفل يصرخ بما رآه . فأمر الوالى القاسى ، بقطع لسان الطفل ، فنزل الملاك ميخائيل وشفاه ، فعاد الطفل يصرخ --- بأكثر قوة --- معلنًا ما رآه وما حدث له . فآمن جمع عظيم . ● فأمر إريانوس بحرق الصبى وأباه ، فلم يتراجعا ، بل صبرا --- بقوة المعونة الإلهية --- حتى نالا الأكاليل النوررانية . ● فكان ذلك برهانا قاطعًا ، على صدق الرؤية ، فآمن كثيرون جدًا .
( 6 ) الطفل يرى ، والأب يعاند . فيفوز الطفل وحده ( السنكسار 13 أمشير )
● كانت الجموع تتفرج على استشهاد القديس سرجيوس الأتريبى وعائلته . ففتح الرب عينى طفل ، فرأى الملائكة حاملين أرواح الشهداء وصاعدين للسماء . فصرخ الطفل قائلاً: ( يا ربى يسوع المسيح ) ، فإرتعب أبواه خوفًا من أن يسمعه الوالى فيقبض عليهم ، وكمموا فم الطفل بأيديهم ليكتموا صوته ، ولكنه ظل يصرخ بكل قوته بدون توقف . ● فكافأه الرب ، بأن جعل روحه تنطلق وتنضم لصفوف الشهداء ، وينال إكليل الإستشهاد مثلهم ، إذ شهد لـه مثلهم . دون أبويه المعاندين الخائفين: [ وأمّا الخائفون . . . فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار ] روء 21: 8 .
( 7 ) يرهبوهما بمناظر القتل ، فينظرا الأكاليل ( الشهيدان أبادير وأخته صـ39 )
● رأى أبادير وأخته إيرينى --- فى رؤية --- أباهما الشهيد باسيليدس ، وهو فى مجد عظيم فى الفردوس . ● فتشجعا وتقدما للإستشهاد . فعذبهما الوالى إريانوس ، فظلا ثابتين ، فألقاهما فى السجن . ● ودبر حيلة ليرهبهما ، فأحضرهما لكى يشاهدا المذبحة التى سيصنعها فى بعض المسيحيين . ● ولكن الرب أبطل مؤامرته ، إذ فتح عينى أبادير ، فرأى أرواح الشهداء تتكلل بأكاليل نورانية وتنطلق بفرح عظيم للسماء . وأثناء إنطلاقهم نادوا على القديس أبادير، قائلين: تشجع يا حبيبنا، يا جندى المسيح ، فإن معركتك الأخيرة تقترب. ● فأدى ذلك إلى مضاعفة ثبات القديسين أبادير وأخته ، فتقدما بشجاعة للإستشهاد ، وبقوة المسيح أكملا جهادهما .
( 8 ) [ تمسّك بما عندك ، لئلا يأخذ أحد إكليلك ] روء 3: 11 ( شهداء سبسطية ص7 )
● أعلن أربعون جنديًا --- معا --- إيمانهم بالمسيح ، فهددهم الحاكم بأن يحرقهم أحياءً ، فقالوا له: هذه النار ، وقتية ، ولا تحرق إلاّ الجسد ، وأما النار التى ينبغى الخوف منها ، فهى نار جهنم الأبدية . ● فإغتاظ منهم ، وفكر فى طريقة لإذلالهم وتحطيم قوة إيمانهم ، وكان الوقت شتاءً ، والبحيرة - فى سبسطيه بأرمينيا - متجمدة ، فأمر بتعريتهم من ملابسهم ، وإلقائهم فى بحيرة الجليد، لكى يتجمد الدم فى أطرافهم، فيصبح الألم أشد من الحريق بالنار. ● ومع أن الجنود يعرفون فظاعة هذه الآلام ، إلاّ أن ثقتهم فى قوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح ، كانت أقوى من الخوف ، فبادروا هم بأنفسهم بخلع ملابسهم ، بكل شجاعة ، وتقدموا إلى بحيرة الجليد ، قائلين: ( من أجل المسيح ، نتعرى ، لكى ننال الفردوس معه ) . ● ووسط الجليد ، كانوا يشجعون بعضهم - مثلما يفعل الأبطال وسط الحرب - قائلين: ( هذه ليلة واحدة فى صقيع الجليد ، وبعدها نتمتع بالدفئ فى الفردوس إلى الأبد . . . أقدامنا التى تجمدت ، ستسير - بعد قليل - مع الملائكة . . . ) .
● ولكن الشيطان ضاعف الحرب عليهم ، إذ صنعوا حمام ماء دافئ ، بجوار بحيرة الجليد ، لكى يغريهم بالراحة الوقتية . ● فإنهزم واحد منهم ، ونظر إلى بخار الماء الدافئ ونسى الفرح السماوى القادم سريعًا ، فخرج من بحيرة الجليد .
● ففتح الرب عينى الحارس ، فرأى ملائكة ينزلون من السماء حاملين أكاليل نورانية ، يضعونها على رؤوس الشهداء ، وأمّا الإكليل الخاص بالجندى الهارب ، فإن الملاك ظل حاملاً له ، بدون صاحبٍ له ، وينتظر مَنْ يستحق أن يفوز به .
● فلما رأى الحارس ، كل ذلك ، قرر - فورًا - أن يضحى بكل شىء لكى يفوز بهذا الإكليل النورانى ، فصرخ قائلاً: ( أنا مسيحى ) ، وإندفع إلى بحيرة الجليد والقى بنفسه فيها ، وصبر حتى نال الإكليل : [ أولون يكونون آخرين ، والآخرون أولين ] مر10: 31.
( 9 ) الوالى يرى الأكاليل ، فيدوس على المنصب ( جبل قسقام صـ63 )
● الوالى يوحنا الهرقلى - والى هرقلية - كان يزور زميله ، والى مصر . ● وكان والى مصر- فى هذه اللحظة - يحاكم المسيحيين ، ويعذب المعترفين منهم ، حتى الموت . ● ففتح الرب عينىّ الوالى يوحنا الهرقلى ، فرأى الملائكة تضع أكاليل نورانية رائعة ، على رؤوس الذين استشهدوا ، فداس على منصبه ومركزه ومجده ، ليحصل على هذا الإكليل الأعظم من العالم كله . ● فوثب صارخًا : ( أنا مسيحى ) . ● فجن جنون صديقه ومضيفه ، والى مصر ، وقبض عليه وأوثقه ، وتم تعذيبه بعذابات مضاعفة ، فقطعوا يديه ورجليه ، وسحلوه على الأرض بعدما ربطوه فى حصان جامح . فأعطاه الله قوة ليست من هذا العالم ، حتى كتبوا قضيته وقطعوا رأسه . فنال الإكليل النورانى الذى تهون العذابات فى مقابل الحصول عليه .
( 10 ) يأمر بقتلهما ، ثم يرى الأكاليل ، فيؤمن ويستشهد ( السنكسار 26 هاتور )
● كان القديسان بالاريانوس وتيبوريتوس ، من أكابر روما ، وكانا يأخذان - سرًا - أجساد الشهداء ويكفناهم ويدفناهم ( مثل طوبيا ) . ● فوصل الخبر إلى حاجب الملك طرسيوس ، فأحضرهما ، فإعترفا . فهددهما كثيرًا ، فأظهرا ثباتًا وشجاعة عظيمة . فأمر بقطع رأسيهما .
● وأثناء تنفيذ الحكم ، رأى طرسيوس الملائكة النورانية يحملون أرواحهما ويزفونها بإحتفال عظيم إلى السماء . فآمن بالمسيح ، واعترف علنا ، فقبضوا عليه ، وحاكموه ، فلم يتراجع ، فحكموا بإعدامه ، فنال إكليل الشهادة والفرح:
( 11 ) الطاغية المتجبر ، يؤمن ويستشهد ( أبطال ج3 صـ51 )
● الوالى الشرير الدموى ، إريانوس ، الذى كان يخترع وسائل حديثة فى تعذيب المسيحيين . ● أثناء تعذيبه الشهيد فليمون ، برميه برشّات من السهام الصغيرة ، فى كل أجزاء جسمه ، إنحرف سهم صغير وأصاب عين إريانوس ، فإنفقعت ، فهاج كالثور الهائج ، وأخذ يسب ويلعن . ● ولكن الشهيد فليمون -- قبيل وفاته - قال لـه: ( لكى تشفى ، خذ من دمى وإدهن عينك ) . فإحتقر إريانوس كلامه .
● ولكن الألم زاد جدًا ، حتى لم يعد يطيقه ، فبدأ يتواضع ، وقام ليلاً --- سرًا --- وذهب إلى حيث دفنوا الشهيد ، وأخذ من التراب المختلط به دم الشهيد ، ودهن به عينه . فعادت سليمة . ● عندئذ فقط ، آمن بأن كل المعجزات التى كان يراها ،لم تكن سحرًا --- كما كان يعتقد --- بل حقيقة .
● فآمن الوالى الشرير إريانوس، وتحول من ذئب شرس ضار مؤذى متجبر ، إلى حمل وديع ، بقوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح . ● فعاد إلى دار الولاية ، وأطلق سراح كل المقبوض عليهم بتهمة إيمانهم بالمسيح .
● فعلم الملك وأمر بالقبض عليه . ● فخاف إريانوس لئلاً يضعف أمام العذابات ويتراجع عن إيمانه ، فذهب إلى قبر الشهيد فليمون ، وطلب شفاعة الشهيد لكى يطلب من السيد المسيح ، أن يعين إريانوس كما سبق وأعان فليمون ، لكى يكمل جهاده . فسمع صوت الشهيد يقول له: ( لا تخف ، إذهب ، وستنال إكليل الشهادة وستصبح معنا فى الفردوس ) ، ففرح إريانوس جدًا ، وأعلن إيمانه بكل شجاعة أمام الملك ، وإحتمل --- بقوة المسيح --- ما لا يحتمله البشر ، من العذابات الوحشية ، وحدثت معجزات ، وأخيرًا نال إكليل الشهادة ، فأصبح لقبه الجديد هو: ( الشهيد إريانوس ) .
( 12 ) يرى الأكاليل - فى رؤيا - فيسرع إليها (تاريخ دير القديس ص15)
● الشهيد الأسقف الأنبا بضابا: رأى --- فى رؤيا --- ملاكًا، ومعه ثلاثة أكاليل، وقال لـه إن واحدًا لـه ، وواحدًا لإبن خالته القس إندراوس ، والثالث للقس خرستوذولوس .
● وعلى الفور ، شجع شعبه وشددهم على الإيمان ، وإنطلق للاستشهاد ، فإنطلق معه القس إندراوس والقس خرستوذولوس ، فلما رآهما مصممين على الإستشهاد ، أعلمهما بالرؤية التى رآها . ● وقد تعرضوا لعذابات مريرة ، ولكن الرب كان يقويهم ، حتى أكملوا جهادهم ونالوا الأكاليل السماوية .
● وقد تم إنشاء دير على اسم الشهيد بضابا ، فى نجع حمادى ، للراهبات، وهو عامر بالراهبات، برئاسة الأم القديسة تاماف سارة القديس بضابا.
( 13 ) الروح تنطلق مثل حمامة من فم الشهيدة ( قديسات شهيدات صـ36 )
● الشهيدة يوليانه ، كانت فى الثانية عشرة من عمرها ، عندما أعلن الملك منشورًا بقتل كل المسيحيين ، فقررت الإستشهاد على إسم المسيح . ● فلما عرف أهلها بقرارها ، هربوا بها من بلدتهم ، ولكنها هربت منهم وعادت للمدينة ، ووقفت أمام الحاكم وأعلنت إيمانها بكل شجاعة ، فإستهزأ الحاكم بها لصغر سنها ، فأجابت بقوة وحزم ، فأمر بتعذيبها عذابات شديدة ، فصرخت لحبيبها وإلهها ، ربنا يسوع المسيح ، ليساعدها لكى لا تضعف أمام هذه العذابات البشعة . ● فإستجاب الرب لها ، وإنطلقت روحها فورًا ، مثل حمامة بيضاء ، إنطلقت من فمها الطاهر ، نحو السماء ، وشاهدها كل الحاضرين .
( 14 ) شهادة حية ، من الفردوس ( القديس مكاريوس الأنطاكى صـ19 )
● الشهيد مكاريوس الأنطاكى ، عذبوه بعذابات فظيعة ، فقطعوا أعضاءه ، ووضعوه على مسامير محماة بالنار . ● أثناء هذه العذابات الفظيعة ، فارقت روحه جسده. ● فإنتظر المعذبون فترة طويلة ، ثم فجأة وجدوه قد عاد للحياة، وهو فى مِلء القوة والصحة ، وكأنه لم يتعذب نهائيًا . ● وأعلن عما حدث لـه ، قائلاً: ( أثناء تعذيبى ، لم أحتمل ، فصرخت لربى وإلهى من كل قلبى ، فوجدت نفسى واقفًا أمام ربى يسوع المسيح، وحوله قديسين كثيرين، فكانوا يستقبلوننى بالعناق والتشجيع ، وقال لى أحدهم: إننى أيضًا تعذبت بعنف وقتلت ، ولكن الرب الحبيب لم يهملنى ، بل فتح لى أبواب الفردوس . ● ثم لم أدرى بشىء إلا وقد عدت أمامكم ، وقد تعافيت من كل آلامى . وهذا هو الدليل على صحة كلامى ) .
● ولأن المعجزة حدثت أمام أناس كثيرين ، شهدوا بما حدث ، فقد خاف الوالى من الفضيحة ، وأسرع بإرسال الشهيد إلى مدينة أخرى ، ليستكمل تعذيبه بعيدًا عن أعينهم . ● وهكذا أكمل الشهيد جهاده ونال الإكليل النورانى .
( 15 ) رسالة أخرى من الفردوس ( الشهيد مار بقطر الشوى صـ23 )
● الشهيد مار بقطر الذى من شو ، عذبوه بالحرق وبعذابات شديدة ، وكان الرب ينجيه ، فضربوه بحراب صغيرة فى كل جسمه ، وألقوه فى السجن حتى يلتهب كل جسمه . ● فظل يصلى ، وفجأة ، إختفى من السجن - مع أنه مغلق بإحكام - وبحثوا عنه فلم يجدوا لـه أثرًا . ● وبعد ثلاثة أيام ، فوجئوا به --- داخل السجل المغلق --- واقفًا يصلى ، وقد شُفيت كل جراحاته . فتعجب الحراس وسألوه: أين كنت؟ فقال لهم: ( إن ربى يسوع المسيح أرسل رئيس الملائكة ميخائيل ، فأخذنى إلى السماء ، وارانى مكان نياح ( راحة ) القديسين ، التى لا يستحق أحد من العالم أن ينظر إليها . فتوبوا وآمنوا بالرب يسوع المسيح ، حياة كل أحد ) ، فآمن كثيرون .
● فأمر الوالى بالتخلص منه ، بإلقائه فى مستوقد نار ، والإغلاق عليه لمدة ثلاثة أيام ، حتى يصبح رمادًا .
● وبعد الثلاثة أيام فتحوا مستوقد النار ، فوجدوه قد سلّم الروح ، ولكن جسده الطاهر ظل سليمًا ، لم تمسه النار ، ليكون برهانًا على صحة الإيمان المسيحى .
الباب السابع
معجزات قوة الاحتمال
+ الخوف الأعظم ، لملايين الناس ، هو إنهيار أعصابهم تحت ضغط المشاكل ، حتى لو كانت مشاكل عادية يومية .
+ فكيف - إذن - إحتمل الشهداء كل هذه العذابات الوحشية ، التى مجرد مشاهدتها تؤدى للفزع والغثيان؟ والتى كانت تستمر لسنين عديدة؟
+ فهل كانوا نوعًا غير عادى من البشر؟ التاريخ ينفى ذلك ، فقد كانوا أشخاصًا عاديين جدًا ، من مختلف المستويات والأعمار ، من الرجال والنساء ، الشبان والشابات ، الصبيان والبنات ، بل وحتى الأطفال !!!
+ السر --- الذى كان الشهداء يعرفونه جيدًا --- كان هو: ( المعونة الإلهية ) . ● فإن إحتمالهم ، كان: ( معجزة إلهية ) . ● ولكن المعونة والمعجزة ، تكون لمن يريد ويطلب: [ إطلبوا تأخذوا ] يو 16: 24 . + وقد كان إيمان الشهداء ، هو: ● أن الله سيرفع عنهم ما لا يحتملوه . ● وأنهم سيذهبون - فورًا - إلى فردوس النعيم، حيث الفرح الذى لا يوصف ولا ينطق به .
( 1 ) سيتحمل الألم عنى ( الخريدة صـ202 )
● بعض المعترفين بمسيحيتهم ، تم الحكم عليهم بالإعدام ، بإلقائهم للوحوش . ● وإلى أن يتم الحكم ، تم وضعهم فى السجن ، فكانوا فرحين متهللين منتظرين لحظة الإنطلاق لفردوس النعيم . ● ولكن واحدة منهم - إسمها سعدى أو فيليستاس - كانت خائفة من أن يتعطل إستشهادها ، لأنهاكانت حامل . فصلت --- ومعها بقية المعترفين --- لكى تلد مبكرًا . ● فإستجاب الله ، وجاءتها آلام الولادة مبكرًا . فكانت تصرخ بشدة . ● فإستهزأ بها أحد حراس السجن ، قائلاً: ( إن كانت غير قادرة على إحتمال ما تحتمله النساء ، فكيف ستحتمل أنياب الوحوش التى لا يحتملها أقوى الرجال ) . ● فإعطاها الرب إنتباهًا وقوة ، فردت عليه بقوة ، قائلة : ( أنا الآن أتالم ألمى . وأما فى ذلك الوقت ، فإنه سيتحمل الألم عنى ، لأنى سأتألم من أجله هو ) .
● وقد حدث هذا فعلاً ، ففى وقت الإستشهاد ، واجهت الوحوش بقوة وثبات أعصاب غير عاديين . ● وقد عضها احد الوحوش عضة مميتة ، ثم تركها ، فلم تكن تشعر بشىء ، حتى أنها قالت: ( متى سيطرحوننا للوحوش؟ ) ، ثم إنطلقت روحها الطاهرة ، ونالت النعيم الأبدى .
( 2 ) إننى لا أشعر بالتعذيب ( الشهيد المصرى صـ40 )
● القديس مارمينا العجايبى ، أثناء تعذيبه بعذابات مهولة ، حتى أن معذبيه كانوا يستعطفونه لكى يجحد المسيح ، لكى يتوقفوا عن هذه الأعمال البشعة ، فقال لهم: ( يسوع المسيح بجانبى ، وسيعطينى عوض العذابات حياة أبدية ) . ● فزادوا العذابات جدًا ، حتى تناثر لحمه ، فقال لهم ( يسوع المسيح أرسل ملائكته فخففوا آلامى ) . ● فأشعلوا نارًا فى أجنابه ، فظل القديس صامتًا ، كأنه لا يوجد شىء . فإنذهل الوالى ، وسأله: ( ألا تشعر بالنار التى تحرق جسدك؟ ) ، فأجاب القديس: ( أبدًا . لأن يسوع المسيح يقوينى بقوته الإلهية ) . ● فخجل الوالى جدًا ، وإضطر إلى كتابة قضيته ، بأن يقتل لأنه مسيحى ، وهكذا نال إكليل الشهادة . (( ملحوظة 11: كانت أعداد الأحكام بالإعدام، بسبب الإيمان بالمسيحية، قد تزايدت جدًا، إلى درجةٍ سببت قلقًا للحكام ، لذلك كانوا يستخدمون التعذيب لقهر إرادة المسيحيين، ليتجنبوا اللجوء لكتابة حكم الإعدام . ● فإذا فشلوا ، وإنتصرت إرادة المسيحيين ، كانوا يضطرون لكتابتها . ● فبالرغم من وحشية الدولة الرومانية ، إلا أنها كانت تتمسك - بشرف - بحكم القانون . ● وكان هذا درسًا للشيطان ، ليستبدلهم - فى حربه ضد المسيحية - بأمة همجية لا حياء فيها . ● والرب يسمح بالاضطهادات ، ليمنح المزيد من أكاليل الإستشهاد وأكاليل الإعتراف ، فمثلما أن حرارة الصيف الشديدة هى التى تنضج حبوب الحنطة، وبدون هذه الحرارة فإن الحبوب تتحوصل وتفسد، فكذلك أيضا الاضطهادات هى التى تنضج الشهداء والمعترفين، وبدونها لا يكتمل نضجهم )) .
( 3 ) أنا غلبت ، لذلك أنت ستغلب ( القديس مكاريوس صـ26 )
● الشهيد مكاريوس الأنطاكى: أحضر الساحر ثعبانًا مخيفًا ، وأفرغ السم - من أنيابه - فى كأس ، وقدّمه للقديس ليشربه ، فجزع ، ونظر إلى السماء يطلب المعونة والإرشاد ، فظهر لـه رب المجد ، وقال لـه: ( لا تخف ، ثق ، أنا شربت الكأس قبلك ، ولكنى غلبت العالم ، لذلك أنت أيضًا ستغلب ) . فإمتلأ القديس فرحًا وشجاعة ، وشرب كأس السم ، فلم يصيبه أى أذى . ● فظن الحاكم أن السم ضعيف ، وأمر الساحر بأن يشرب منه ، فمات فورًا . ● وقد حاول الحاكم أن يكسر إرادة وإيمان القديس ، بعذابات كثيرة وشديدة ، ولكنه فشل ، فأصدر الحكم بإعدامه بقطع الرأس . فنال الإكليل النورانى .
( 4 ) لا تخاف من عذاباته ، فإن الرب يقويك ( سيرة الشهيد صـ77 ، 80 )
● الشهيد فيلوباتير مرقوريوس ، أنقذ الإمبراطورية من الهزيمة . فطلب منه الإمراطور أن يشكر إلههم ، فرفض القديس ، معلنًا أن ناصره ، المستحق للشكر ، هو رب المجد يسوع المسيح ، فأمر الإمبراطور بتعذيبه بعذابات رهيبة ، ليكون عبرة لكل المسيحيين . ● فكاد القديس أن يموت - من شدة العذابات - فأمر الإمبراطور بإيقاف التعذيب ، لكى لا يموت هكذا قبلما يجحد المسيح ، وأمر بإلقائه فى السجن . ● فكان القديس - فى السجن - فى حالة إعياء شديدة جدًا وغير قادر على إلتقاط أنفاسه ، بسبب شدة التعذيب . ● فأرسل الله لـه ملاكًا ، فشفاه ، وطمأنه إلى أنه سينتصر على كل تعذيبات الإمبراطور ، وسيفضح ضعفه وضعف الشيطان أمام أولاد الله ، وقال لـه: ( لا تخف من عذاباته ، فإن الرب يقويك . . . وبعد قليل ستتنعم فىالسماء ) : - ● [ الله أمين ، الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون ، بلا سيجعل - مع التجربة - المنفذ ] 1 كو 10: 13 .
( 5 ) الضعيفة ، تنتصر بقوة المسيح ( الخريدة صـ200 )
●الشهيدة برباتو ، كانت فى السجن مع شقيقها ، منتظرين تنفيذ الحكم بطرحهما للوحوش . وكانت رائحة السجن الكريهة تكاد تخنقها ، وكانت فى كرب وفزع شديد ، حتى أنعم الله عليها بالفرح ، فقد رأت - فى رؤيا ، بعد صلاتها - سلمًا منيرًا ، يصل إلى السماء ، وأن أخاها قد سبقها وصعد عليه ، وناداها قائلاً: يا أختى إنى منتظرك ، ولكن إحترسى من التنين . إذ كان فى أسفل السلم يوجد تنين متأهب لإفتراس كل من يقترب من السلم . ● فأجابته - فى هذه الرؤية - قائلة: أنا لا أخاف منه ، بمعونى إلهى . ● واقتربت منه ، فخاف التنين وأراد أن يبعد رأسه، ولكنها وضعت قدمها على رأسه ، وداست عليه ، وصعدت على السلم ، فرأت الفردوس ، مثل جنة جميلة واسعة . ورأت رب المجد وحولــــه جمهور من الناس بثياب بيضاء . فرحّب بها بكل الفرح ، قائلاً لها: ( أهلاً بك يا إبنتى ) . ثم وضع فى فمها طعامًا لذيذًا . ● فكانت هذه الرؤية ، عزاءً عظيمًا لها ولشقيقها . ● وقد أكملا جهادهما ونالا النعيم الأبدى .
( ( ملحوظة 12: التنين هو حيوان حقيقى ، من الزواحف الضخمة ، ويشبه التمساح ، ولكنه أعلى منه ● وفمه ضخم ويشبه فم الثعبان ، ولـه لسان مثل لسانه . ● ولـه عُرف جلدى --- مثل الديك --- على رأسه ورقبته ، ويصبح لونه - عند غضبه - بلون الدم . ● كما أن عيناه قاسيتان كعيون الثعابين . وبالإجمال ، فإنه شرس جدًا ومخيف . ● وما زال يوجد البعض منه ، على بعض الجزر ، فى جنوب أسيا وأمريكا الجنوبية ، وغيرها ) ) .
( 6 ) ضعيفة الجسد ، تذهل المتجبرين ( تاريخ الكنيسة 5: 1: 17-56 )
● الشهيدة بلاندينا ، كان كل الإخوة مرتعبين خوفًا عليها ، بسبب صغر سنها وضعف جسدها ، لئلا تنهزم أمام التعذيب . ● ولكن المسيح الإله القدير ، أعطاها قوة تفوق عقول البشر ، حتى أن المعذبين لها كانوا يتعبون ويتناوبون على تعذيبها ، من الصباح إلى المساء ، إلى درجة أنهم إعترفوا بأنهم قد غُلبوا على أمرهم ولم يعودوا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا أكثر . ● وقد ذهلوا من قوة احتمالها ، إذ كان كل جسدها قد تهرأ . ● وإعترفوا بأن نوعًا واحدًا من هذه العذابات ، كان كفيلاً بإزهاق الروح ، فكم بالأولى كل هذه التعذيبات العديدة العنيفة . ● فبعد كل تعذيب ، كانت قوة المسيح تجدد قوتها ، فتنتعش وتصرخ: ( أنا مسيحية ، ونحن لم نفعل شرًا ) . ● وأخيرًا ، نالت الإكليل الغير مضمحل .
● وكان ثبات الشهيدة بلاندينا ، والشهداء الآخرين ، سببًا فى عودة الذين إرتدوا لخوفهم من التعذيب ، ويقول المؤرخ المعاصر لهذه الأحداث - فى أوائل القرن الرابع - عبارة جميلة عن هؤلاء العائدين للإيمان : ( وإغتبطت مريم العذراء ، بمن قبلتهم أحياءً ، بعدما سبق فأخرجتهم كأموات ) .
( 7 ) يفرد يديه على شكل صليب ، فتتراجع النمور (تاريخ الكنيسة 8: 7: 4)
● يذكر المؤرخ ، هذه الأحداث التى رآها بنفسه . ● إذ كانت الوحوش لا تستطيع الإقتراب من الشهيد ، بينما تهجم بوحشية على الذين يحفزونها من الخارج . ● ووسط دهشة المتفرجين --- فى الإستاد --- أطلقوا سراح الوحش وراء الثانى ، وراء الثالث ، ضد نفس الشهيد .
● فكان الشهيد --- وهو شاب صغير --- واقفًا بغير وثاق ، فاردأ يديه على مثال الصليب ، مشغولاً فى صلاة حارة إلى الله ، بينما النمور تزمجر وهى تكاد تلمس جسده بأفواهها . ● وظل الشهيد يصلى ، والنمور تزمجر ، بدون أن تستطيع أن تلمسه ، ثم تراجعت إلى الوراء ، بقوة إلهية عجيبة . ● وأخيرًا قتلوه بالسيف ، الذى كان يعنى فشلهم معه . (انظر الملحوظة صـ79)
(8) الملاك ميخائيل يطمأنه بالمعونة الإلهية (سيرة الشهيد أبانوب صـ7)
● الشهيد أبانوب، كان فى الثانية عشر من عمره، حين أمر الإمبراطور بقتل كل المسيحيين إن لم يدخلوا فى دينه. فسمع القديس الصغير، بذلك الأمر، فقرر أن يبادر إلى الإستشهاد، ليحصل على الإكليل الذى لا يفنى، ويفوز بالحياة مع المسيح. فبعد القداس الإلهى، ذهب - بمفرده - إلى سمنود، وكان يصلى لكى يعينه الله. ● فأرسل الله لـه رئيس الملائكة ميخائيل، فطمأنه بأن الرب استجاب لصلاته، وأرسله لـه ليرافقه فى سعيه المقدس، وطمأنه بأنه – بمعونة الله – سيتحمل كل الألآم لمدة أيام قليلة، ثم ينال الفرح الأبدى.
● فتقوى القديس الصغير وتشجع جدًا، وتقدم إلى الوالى وإعترف بالمسيح بكل جرأة. فعذبوه بعذابات لا يحتملها أشجع الرجال، ولكنه تحملها بقوة المعونة الإلهية. ● وفوق ذلك، فقد أنعم الله عليه – أيضًا – بأن يرى الملائكة وهى تضع التيجان النورانية فوق رؤوس الشهداء الذين سبقوه، وأعلموه بأنهم ينتظرونه لينضم إليهم فى الأمجاد السماوية. ● وهكذا أكمل جهاده بكل قوة، ونال إكليل الشهادة.
(9) الرب يقويه، وفى عطشه يسقيه (البابا زخارياس صـ28)
فى أيام القديس البابا زخارياس الـ64 (وهو الذى لطخوه بدم ذبيحة وألقوه للأسود، فكانت تمرغ وجهها عليه)، قام الحاكم بأمر الله بإضطهاد الأقباط، فقتل ثمانية عشر ألفًا، وألبس الباقين العمائم السوداء، وصلبان وزنها خمسة أرطال وطولها ذراع (30سم)، تعلق فى رقابهم بحبال ليف. ● كما هدم الكنائس ومنع البيع والشراء مع الأقباط، إن لم ينكروا المسيح. ● وطلب من أكبر عشرة كُتَّاب (الكاتب: وظيفة كبيرة جدًا، تقارب الوزير) وأكبرهم إسمه غبريال أبو النجاح، طالبهم بترك المسيح، فطلب غبريال منه مهلة للتفكير ، ثم جمع أهله وثبتهم على الإيمان. ● ثم تقدم للحاكم بأمر الله، وأعلن لـه تمسكه بالمسيح ، فأمر بضربه خمسمائة جلدة. ● ومع أنه تربى فى حياة ناعمة فى الديوان، وجسده لم يعتاد على إحتمال الشقاء، لكنه لم يشفق على جسده، بل ظل ثابتًا ولم يتراجع ، فأعطاه الله قوة غير طبيعية ، حتى إحتمل الخمسمائة جلدة الرهيبة ، فزاد حقد الحاكم ، وأمر بضربه خمسمائة جلدة ثانية. ● وأثناء ضربه ، جف ريقه بشدة ، بسبب الألم والعرق والدم الذى ينزفه ، فطلب أن يشرب ، فوضعوا الماء أمامه ، بشرط أن ينكر المسيح ، فرفض . ● ثم فوجئوا بمياه كثيرة تنسكب على فمه وتنزل على ذقنه ، فتعجبوا من أين جاء هذا الماء ، فقال لهم أن الرب أرسل فسقاه . ● ثم إستمروا يجلدونه ، حتى إنطلقت روحه الطاهرة ، ولم تكن الخمسمائة الثانية قد كملت، فأمر الحاكم بتكميل ضربه بالجلدات الباقية ، حتى بعدما مات.
● وبقية العشرة الكتـــاب ، ثبتوا أيضًا على الإيمان، فضربوا أعناقهم جميعًا.
(10) حتى القديسين يضعفون، لولا نعمة المسيح (تاريخ الآباء صـ100)
● وفى زمان البابا زخارياس--- أيضًا--- أدت الإضطهادات الرهيبة ، والإذلال ، والجوع نتيجة قطع أرزاقهم ، أدى كل ذلك إلى ارتداد الكثيرين، هربًا من جهنم الوقتية إلى جهنم الأبدية. وكان --- فى ذلك الزمان --- إنسان قديس ، أعطاه الله مواهب عظيمة حتى أنه كان يتنبأ ، ولكن كثرة المظالم التى إستحكمت على الأقباط جعلت صدره يضيق ، فكان يعاتب الله ويقول له: أنت يا رب إتخليت عن شعبك ؟. ● فلم يهمله الله ولم يتركه يسقط فى صغر النفس ، بل أسرع إليه ، إذ ظهر لـه --- فى رؤيا --- وبمنتهى العطف والمحبة قال لـه: (لماذا يضيق صدرك ! تعال وإنظر المكافأة التى يأخذها الذين يهانون على إسمى ، وإنظر المواضع التى هم فيها الآن) . ● فلما رأى القديس، ذلك النعيم العظيم ، إمتلأ قلبه فرحًا ، لأن كل شىء له ثمنه:
[ نتألم معه ، لكى نتمجد أيضًا معه] رو 8: 17.
[ يوجد جزاء لعملك .. ويوجد رجاء لآخرتك ] أر 31 : 17
● وبعد ذلك أزال الرب هذه التجربة، إلى درجة أن الكثيرين رجعوا إلى الإيمان، بدون أن يقتلهم أحد : - [الله أمين الذين لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل - مع التجربة - المنفذ] 1كو 10: 13.
(10) الله يكلف ملاكًا بمساعدة الشهيد حتى يكمل (سيرة الشهيد الجديد)
● القديس صليب (أو بسطوروس أو بسطافروس)، فى القرن السادس عشر، فى أيام الأنبا يؤانس (94)، والملك الأشرف قنصوه الغورى . ● كان يعيش فى نسك شديد، وإشتهى الإستشهاد على إسم المسيح ، فتشفع بالسيدة العدراء وبالملاك ميخائيل لكى ينعم الله عليه بذلك. ● ظهرت لـه أم النور - فى رؤيا - وهى ملتحفة بالنور ، وبشرته بأن الرب إستجاب لطلبته ، وأنه كلّف رئيس الملائكة ميخائيل لكى يعينه ويحفظ نفسه ، حتى يكمل إستشهاده . ● فطاف بالبلاد يثبت ويعزى المؤمنين ، فقبضوا عليه ، فأعلن أن المسيح هو الإله الحق ، فضربوه كثيرًا وسجنوه ، فشفاه الملاك ميخائيل وفك قيوده الحديدية. ● كما ظهرت لـه أم النور وشجعته وطمأنته. وقد رأت زوجة حارس السجن ، ظهور السيدة العذراء للقديس ، وأخبرت زوجها بما رأته ، فلم يؤمن ، بل قال إنه ساحر ولذلك يفك قيوده الحديد . ● نقلوه من بلد إلى بلد ، وهم يعذبونه ، فكانت تظهر لـه السيدة العذراء وتتكلم معه وتعزيه وتطمأنه، حتى أوقفوه أمام الملك الغورى ، فلم يهتز ، بل أعلن شهادته للمسيح إلهنا بكل شجاعة ، فعرض الملك عليه مغريات كثيرة ، فرفضها. ● تم الحكم عليه بالإعدام بعد التعذيب ، فسمروه على صليب وربطوه فوق جمل، وطافوا به شوارع القاهرة وهم يضربونه ويهينونه. وفى كل ذلك كانت المعونة الإلهية تحفظه وتقويه وتعزيه، فكان وجهه يطفر بالفرح وكأنه وجه ملاك، وأخيرًا قطعوا رأسه فنال الإكليل الذى لا يفنى.
(11) الجير والخل، فى فمى، مثل العسل (مخطوطات الأديرة ج1 صـ146)
● الشهيد مار بقطر، عذبوه بعذابات شديدة، فكان الرب يقويه بقوة معجزية عجيبة ، تحتار فيها العقول ، وأما هو فكان ثابت التفكير وينطق بالعقل والحكمة . ● سكبوا زيتًا مغليًا على جروحه ، فقال القديس : كأنكم سكبتم ماءً باردًا على جسدى . ● فسكبوا فى فمه خل وجير . فقال: إنهم كالعسل فى فمى . ● وعند قطع رأسه ، قال: إفسحوا قليلاً من أجل الملاك المحيط بى . ● وهكذا أكمل جهاده بقوة ربنا وإلهنا يسوع المسيح .
المراجــــع
1- الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للانبا ايسيذورس 2- تاريخ الاباء البطاركة للانبا يوساب 3- تاريخ البطاركة للانبا ساويرس 4- تاريخ الكنيسة ليوسابيوس 5- قصة الكنيسة أ/ ايريس المصرى 6- شهداء سبسطية للقديس باسيليوس 7- مخطوطات الاديرة للقمص ابراهيم الانبا بيشوى 8- السنكسار القبطى 9- الاباء السواح للراهب سمعان الانطونى 10- الثلاث مقارات القديسين لدير السريان 11- الشهيد المصرى مارمينا لكنيسة مارمينا بفلمنج 12- مذكراتى عن البابا كيرلس 13- معجزات البابا كيرلس 14- معجزات مارجرجس لدير مارجرجس 15- سيرة الشهيد ابو سيفين لدير ابو سيفين 16- الله يحبنى لدير ابو سيفين 17- معجزات معاصرة , دز نشأت نجيب 18- مجلة الكرازة للكلية الاكليريكية 19- الرحمة باب السماء لدير مارجرجس 20- الانبا ابرام لمطرانية الفيوم 21- الانبا ابرام , أ/ ملاك لوقا 22- البابا زخارياس للقس زخارياس الانطونى 23- طقس سيامة الرهبان للقس زخارياس الانطونى 24- كوكب من البرية الشرقية للقس زخارياس الانطونى 25- حياة الانبا انطونيوس للبابا اثناسيوس الرسولى 26- تاماف ايرينى لدير ابو سيفين 27- الانبا مكاريوس لمطرانية قنا 28- مدرسة الصلاة , أ/ ايمن عريان 29- راهب فاضل , لابناء القمص اثناسيوس 30- سيرة عطرة , لابناء القمص جبرائيل 31- القمص جورجيوس المقارى لكنيسة السيدة العذراء عين شمس 32- الالم و المرض , أ/عادل كمال 33- القمص بيشوى كامل , للقمص لوقا سيداروس 34- مواقف من حياة القمص غبريال بولس 35- كاهن قديس , أ/ سامح كمال 36- القمص عبد المسيح المناهرى لنيافة الانبا مينا 37- راهب ناسك للقمص زكريا السريانى 38- ضيف من السماء , د. كمال عبد الله 39- القديس يسطس الانطونى , للقمص مكسيموس الانطونى 40- القديس يسطس الانطونى لابناء البابا كيرلس 41- فيض النعمة , أ. نبيل عدلى 42- البابا و القيادة الروحية , للقس رافائيل أفا مينا 43- جامعة الروح القدس لابناء البابا كيرلس 44- أم الغلابة , أ. ايمن عريان 45- بابا صادق , أ. ايمن عريان 46- البابا كيرلس الخامس , للقمص سمعان السريانى 47- الشهيد بسطفروس لنيافة الانبا دمتريوس 48- القديس سيدهم بشاى ,للقمص بيشوى عبد المسيح 49- سيرة الانبا انطونيوس , للقمص انطونيوس الانطونى 50- اشهر الاساقفة من دير الانبا انطونيوس , للقمص انطونيوس 51- جبل قسقام , لديرالسيدة العذراء 52- بستان القلمون , للقمص باسيليوس الصموئيلى 53- بستان الرهبان لمكتبة مارمينا 54- طريق السماء للقس منسى يوحنا 55- سيرة الشهيدة مارينا , للقس انطونيوس جرجس 56- صدق و لابد ان تصدق , للقس يؤانس كمال 57-سلسلة ساجى سليمان عن سير القديسين 58- سيرة الشهيد ابانوب لكنيسة السيدة العذراء بسمنود 59- ابطال فوق الزمان للراهب بيشوى الانطونى 60- قديسات شهيدات ,لابناء البابا كيرلس 61- الشهيد ابادير و اخته ايرائى , للقمص ابادير السريانى 62- تاريخ دير القيس ابيفانيوس , أ/ نبيه كامل 63- تاريخ دير القديس بضابا , اصدار الدير 64- القديس بضابا , أ. رشدى واصف 65- القديس مكاريوس الانطاكى للقمص بيشوى عبد المسيح 66- الشهيد ماربقطر شو , أ/ رشدى واصف 67- الشهيد ماربقطر رومانوس , أ/ باقى جيد بشارة 68- القديس ابانوفر السائح , أ/ لطفى شحاته 69- الانبا توماس السائح , للقمص ابرام الصموئيلى .
مواضيع هذا البحث
مقدمـة .............................................................................. صفحة 1
الباب الأول: معجزات العزاء ........................................................... صفحة 3
شفتى أد آيه أنا فرحانه --- أوعى تزعلى وتبكى ، دا إحنا فرحانين --- السيدة العدراء تريها أمها فى الفردوس --- السيدة العدراء تريه أخته فى الفردوس --- خلاص ما فيش حزن --- إبنك معى فرحان ويريدك أن تخلعى السواد --- بتحب أبوك أكتر منى --- شفت الواد عامل فى نفسه آيه --- إبنك فى مجد ، ليه تحزنى عليه --- أبوكى فى الفردوس --- ما تخافيش ، منير عندى --- الأمجاد السماوية اللى كنت عايزها ، وصلتلها --- الشهيدة تعزى مربيتها --- الشهيد يظهر لوالدته ، لابسًا إكليلاً --- فى مكان حلو خالص ، لم تكن تحلم به --- مش هنا أحسن ، يبقى ما تبكيش --- قداس فى السماء ، لتعزيتها --- عزاء وتحذير من الصراخ --- البابا يعزى شعب كرسيه --- البابا يعزى الباكيات --- البابا ينظر بنظرة قوية لطرد المحاربات --- شفت منظر ما أقدرش أوصف جماله.
الباب الثانى: معجزات الإعداد والترتيب والتمهيد: .................................... صفحة 18
الله يرتب كل شىء، فيما الأهل ينام --- أنا مسافر يوم الأربع الساعة تسعة الصبح --- العدراء جايه بكره لأبونا فيلبس --- العدراء هاتربى الأولاد --- أبونا بيشوى أهوه .. بيحضر التيجان --- أوصى أولاده ثم أمال رأسه فإنطلق --- يغسل نفسه بنفسه قبل نياحته --- البطريرك يختار خليفته ثم يشترك فى رسامته --- يستعجله ليسافر لوداع والدته --- دول ناس كبار ، سيبهم يرتاحوا --- ما تخافيش ، دى مقابلة المسيح حلوه --- أنا مش هاسيبكم ودايمًا ها أبقى معاكم --- دا الفردوس حلو قوى يا ولاد --- الشقة الوحشة --- يا ربى يسوع المسيح إقبل روحى --- أنا ها أكلل وأفرح يوم العيد --- أنا مسافر --- ( أنا مسافر ) .. ( وأنا مسافر بعدك ) --- أبقى أقول آيه أمام رب العرش --- أنا عاوزك --- يوسف أحسن منى ومنك --- العصا بدون اسم، لتنفع اللى بعدى.
الباب الثالث: عجائب لحظة إنطلاق الروح: .......................................... صفحة 32
نياحة السيدة العذراء --- القديس بولس الرسول --- القديس إسطفانوس --- فى مثال الغنى ولعازر ------ حفلة عظيمة على السحاب فى مصر القديمة --- موكب الفرسان على السحاب ، فى الفيوم --- إطلب لكى تكون آخرتك مثل آخرته --- جسد الرب يرجع تلقائيًا للصينية --- القديس يسجد لكى يسلم الروح --- الأنبا بولا، كذلك، يسجد ويسلم الروح --- الأنبا توماس، كذلك، يسجد ويسلم الروح --- القديس يحنس القصير ، يسجد ويسلم الروح --- القديس دوماديوس يستند ويبسط يديه وينطلق --- والآن أيضًا، قديسون يسجدون ويسلمون الروح --- يبسط يديه وينطلق --- يجلس يرتل، فتنطلق الروح--- يكمل كل شىء ، ثم يجلس لكى ينطلق--- يرشمون أنفسهم بالصليب ، ثم يتنيحون --- يدخل المدفن ويتمدد فتنطلق الروح --- يعمل مأدبة نياحته بنفسه ثم ينطلق --- يضجع حسنًا لكى تنطلق الروح --- يستعجل فى الصلاة ثم يضجع لكى ينطلق --- البابا يطلب سرعة إنطلاقه ، لينقذ شعبه --- يقول أخرجى أيتها النفس المباركة ، فتنطلق --- كان يراه واقفًا، ثم فجأة وجده راقدًا – يغلق عينيه بنفسه ، بعد النياحة --- القديسون يرون أرواح القديسين المنطلقة.
الباب الرابع: ما الذى رأوه، لحظة نياحته ............................................ صفحة 50
شوفوا ... ماما العدراء بتبسم لى --- أهوه البابا كيرلس جاى وها أروح معاه --- تعالوا .. تعالوا --- أبونا بيشوى أهوه .. بيحضر التيجان --- الفرح يملأ وجهها وهى تحتضن صورة القديس --- رأيت السيدة العذراء فإبتهج قلبى --- يبتسم للضيوف السمائيين، ثم ينطلق --- هات كرسى للست العدرا--- دا الفردوس حلو قوى ياولاد.
الباب الخامس: الحياة مستمرة، وأفضل.............................................. صفحة 54
يا خويا ما أنا عايش، ليه إنت فاكر إنى مُت --- لو كان أبونا عايش --- صاحب الدير موجود ويحميه --- بعد النياحة ينفذ وعده --- إحنا حارسين الدير --- إحنا بنحرس الدير ومش ممكن نسيبه --- الشهيد ينقذ ديره من اللصوص --- مارجرجس ينقذ إبنته الراهبة – أنا كنت سامع واحدة بتنادى على مارجرجس – مارجرجس يؤدب المرتد عن جهل – بعد نياحته ينقذ إبنته فى الإعتراف --- أمانة آيه؟ البابا ما مات – القديس يلتزم بمواعيد الزيارة – السيدة العذراء لم تنس أماكنها – كل اللى طلبتهم كانوا بيصلولك – القداسات لا تتوقف فى السماء – الوعد قبل النياحة والتنفيذ بعدها – الشهيدة وعدته ثم وفت بالوعد – الشهيدة تكافئ الضابط الرحيم بأن تتشفع له – القديس يعول عائلته، بعد نياحته – تقديم المشورة مستمر بعد النياحة.
الباب السادس: معجزات أكاليل الشهداء: ............................................. صفحة 70
الشهيدة مارينا والسياف – الإكليل فرصة لا تعوض – الأكاليل السمائية ، تدعو – وأيضًا، الطفل يرى الأكاليل فيستشهد أبوه معه – الطفل يرى والأب يعاند ، فيفوز الطفل وحده – يرهبوهما بمناظر القتل ، فينظر الأكاليل – تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك – الوالى يرى الأكاليل فيدوس على المنصب – يأمر بقتلهما ثم يرى الأكاليل، فيؤمن ويستشهد – الطاغية المتجبر، يؤمن ويستشهد – يرى الأكاليل فى رؤيا ، فيسرع إليها – الروح تنطلق مثل حمامة من فم الشهيدة – شهادة حية من الفردوس – رسالة أخرى من الفردوس.
الباب السابع: معجزات قوة الاحتمال................................................. صفحة 78
سيتحمل الألم عنى – إننى لا أشعر بالتعذيب – أنا غلبت ، لذلك أنت ستغلب – لا تخاف من عذاباته ، فإن الرب يقويك – الضعيفة تنتصر بقوة المسيح – ضعيفة الجسد ، تذهل المتجبرين – يفرد يديه على شكل صليب ، فتتراجع النمور – الملاك ميخائيل يطمأنه بالمعونة – الرب يقويه، وفى عطشه يسقيه – حتى القديسين يضعفون ، لولا نعمة المسيح – الله يكلف ملاكًا بمساعدة الشهيد حتى يكمل – الجير والخل، فى فمى، مثل العسل.
المراجــــع .......................................................................... صــــ86
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق